خاص هيئة علماء فلسطين

         

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ على يوم الدّين؛ وبعد:

فقد أقدمت قوّات الاحتلال الصّهيونيّ على إخراج المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك منتصف ليلة الأحد 3 رمضان 1444 الموافق 26 مارس “آذار” 2023م ومما يبعث على الصّدمة أن يقوم بعض موظفي الأوقاف بالتوسط لقوات الاحتلال عند المعتكفين ومحاولة إقناعهم بإنهاء اعتكافهم ومغادرة المسجد الأقصى المبارك.
وأمام هذا العدوان الخطير الذي يمهد لتمرير العدوان الصّهيوني على الأقصى المبارك فيما يسمّى الفصح العبري؛ فإنّ هيئة علماء فلسطين تؤكّد الآتي:

أولًا: تدين هيئة علماء فلسطين الجريمة الصّهيونيّة بإخراج المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك، كما تدين الهيئة موقف الأوقاف الإسلاميّة الذي ساند العدو الصّهيوني في إخراج المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك، وتطالب الهيئة وزارة الأوقاف في المملكة الأردنيّة الهاشميّة بوصفها صاحبة الإدارة على مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم أن تتراجع عن قرارها وتوجهها بمنع الاعتكاف في غير العشر الأواخر من شهر رمضان.
قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” البقرة: 114

ثانيًا: تجدد الهيئة تأكيدها الفتوى الشرعيّة التي أصدرتها قبيل شهر رمضان والتي تفيد وجوب الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك طيلة أيّام شهر رمضان المبارك، ووجوب فتح أبوابه طيلة أيام الشهر الفضيل، وتؤكد الهيئة حرمة إغلاق أبواب الأقصى أمام المعتكفين بل إنّ هذا الفعل يصل درجة التواطؤ مع الاحتلال الصهيونيّ لتمرير العدوان الصهيوني الذي يتمّ التحضير له على الأقصى المبارك فيما يسمّى الفصح العبري.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” الممتحنة: 1

ثالثًا: تؤكّد الهيئة أنّه ليست هناك أيّة جهة مخولة باتخاذ أيّ قرارٍ من شأنه الإضرار بالأقصى المبارك أو تسهيل العدوان الصّهيوني عليه أيًّا كانت هذه الجهة ومهما كان مسمّاها.

رابعًا: تدعو الهيئة المرابطين الأبطال في المسجد الأقصى المبارك إلى فرض الاعتكاف في الأقصى المبارك بالقوة وجعله أمرًا واقعًا وعدم الاستجابة والرضوخ لأيّة مطالبات بالتوقف عن الاعتكاف في الأقصى المبارك أيًّا كان مصدرها.

خامسا: تدعو الهيئة المسلمين في العالم لدعم المرابطين والمعتكفين في المسجد الاقصى ماديا ومعنويا ومشاركتهم شرف الجهاد في سبيل الله حفاظا على مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم

هيئة علماء فلسطين
4/رمضان/1444
26/مارس/2023