قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} سورة آل عمران: 173 – 174.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:

فإن علماء الأمّة ومؤسساتهم الموقعة على هذا البيان يتابعون باستهجان بالغ وغضبٍ عارمٍ وقائع زيارة الرّئيس الأمريكي بايدن إلى الكيان الصّهيوني والمملكة العربيّة السّعوديّة، وإنّ العلماء إذ يدينون الإعلان الأمريكيّ الصّهيوني المشترك الذي أطلق عليه “إعلان القدس” فإنّهم يؤكدون الآتي:

أولاً: يزدادُ الأمر وضوحًا وجلاءً لكلّ ذي بصرٍ وبصيرةٍ ما يُكاد للأمة الإسلامية جمعاء ولقضيّة الأمّة في فلسطين من خلال هذه الزيارة التي تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة ودمج الكيان الصّهيونيّ في تحالف شيطاني، وهنا يؤكد العلماء أن الدخول في هذا التحالف يجعل الداخلين من الظالمين ويعرضهم لفقدان ولاية الله ونصرته كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة: 51، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} أي: من جملتهم، وحكمه حكمهم وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، ويجب على الأمة إنكاره، وعلى الشعوب رفضه، وعلى مؤسسات الأمة المعنية أن تقوم بواجبها في مواجهته وتحشد الشعوب ضد من يدخل فيه.

وأما الأنظمة التي ركنت إلى الأمريكان والصّهاينة المجرمين وسارعت في هذا التحالف فقد طبقت على نفسها قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الحشر: 11.

ثانيًا: يؤكّد العلماء أن الكيان الصّهيونيّ كيانٌ محتلّ غاصب وهو معادٍ للأمّة كلّها وليس لفلسطين وشعبها فحسب، ولا يمكن أن يكون هذا الكيان الغريب الدخيل صاحب حقّ في الوجود أو في إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين ولو اعترف العالم كلّه به، ويؤكد العلماء أنّ أيّ اعترافٍ بحقّ الكيان الصّهيوني في أرض فلسطين هو اعترافٌ باطلٌ شرعًا وقانونًا ويتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق وحقوق الإنسان، كما يجدّدون التّأكيد أنّ التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ خيانةٌ لله ورسوله والمؤمنين وخيانةٌ للقدس والمسجد الأقصى المبارك سيكون مآله ندم فاعليه وخسارتهم في الدّنيا والآخرة.

قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة: 52.

ثالثًا: يأتي بايدن ليفتخر من على أرض فلسطين بصهيونيّته ويعلن العمل على مواجهة المقاومة على أرض فلسطين فيؤكّد العلماء أن دعم المقاومة الفلسطينية بفصائلها كافّة واجبٌ شرعي على الأمة كلها حكامًا وشعوبًا مؤسسات وأفرادًا وهو فرض على كل جهة وشخص بحسب مكانته وإمكاناته وقدراته، وهو ضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله تعالى وإنَّ المقاومة الفلسطينيّة هي خط الدفاع الأول عن الأمة اليوم والذودِ عن واحد من أقدس مقدساتها المسجد الأقصى المبارك، فعلى الأمة كلها دعمها بكل الأشكال المادية والمعنوية، ومن ذلك الاحتضان والإيواء والنصرة والإمداد وتيسير سبل العمل الجهادي.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} الأنفال:72.

رابعًا: يؤكّد العلماء أن مواجهة الأحلاف الإجراميّة التي يعمل الرئيس الأمريكي على تشكيلها يكون بالتحام المقاومة الفلسطينية مع شعوب الأمة جمعاء ومن صلح من قادتهم؛ فشعوب الأمّة هي العمق الحقيقي للمقاومة الفلسطينية.

خامسًا: يدعو الموقعون على البيان بقيّة علماء الأمة مؤسسات وأفرادًا إلى بيان الموقف الشرعي من زيارة بايدن إلى المنطقة والإعلان الأمريكي الصهيوني والتآمر على المقاومة الفلسطينيّة ووصفها بالإرهاب، وإعلان ذلك من خلال نشاطاتهم الدعوية وبياناتهم العلمائية وخطبهم المنبرية ولقاءاتهم ووسائل التواصل الاجتماعي وهذا مما يجب على العلماء من بيان الحق وعدم كتمه والوقوف في وجه الباطل.

قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} الأحزاب:39

سادسًا: يدعو العلماءُ شعوب أمتنا الإسلامية بشرائحها كافة ومؤسساتها كلها إلى مواجهة هذه الزيارة المشؤومة وارتداداتها الخطيرة بالمزيد من العمل والبذل والدعم ماديًا وإعلاميًا وتثقيفيًا وفضحًا لمؤامرات أعداء الأمة عليها وكشفًا لمخاطر الهجمة التي تتعرض لها قضيّة الأمة في فلسطين، وأنها هجمةٌ تستهدف الأمة كلها، وعدم موالاة هؤلاء الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا جنودًا في صف أعداء الأمة يخدمون مخططها ومشروعها.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} آل عمران: 118.

سابعًا: يحيي العلماء أهلنا المرابطين في فلسطين الحبيبة، القابضين على جمر المقاومة في غزة العزة، وضفة الكرامة والشهادة، والمرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمتجذرين في أرضهم في فلسطين المحتلة عام 1948م، ويؤكدون لهم أنّهم ليسوا وحدهم في المعركة فالأمّة جميعًا معكم وهم صنوكم في الدفاع عن فلسطين، وإن اللقاء قريبٌ في باحات الأقصى المبارك محرراً عزيزاً مطهراً من رجس المحتلين والمطبعين، وما ذلك على الله بعزيز.

15 ذو الحجة 1443هـ

الموافق 14 تموز /يوليو 2022م

الموقعون:  

الهيئات

1. منتدى العلماء.

2.هيئة علماء فلسطين.

3. رابطة علماء فلسطين.

4. جمعية النهضة اليمنية

5.ملتقى دعاة فلسطيني

6.رابطة علماء أهل السنة

7.رابطة علماء إرتريا

8.التجمع الإسلامي في السنغال

9. مجمع الخلفاء الراشدين

10.مجلس الدعاة في لبنان

11. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا

12. جمعية علماء ماليزيا

13.التجمع الإسلامي في السنغال

14.التجمع الآسيوي لاتحاد العلماء المسلمين

15. تحالف المسجد العالمي للدفاع عن الأقصى

16. المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية بماليزيا (مابيم)

17. الرابطة العالمية لفقهاء الأمة

18.هيئة علماء السودان

19.رابطة علماء السادة المالكية في أفريقيا

20. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين فيه لبنان

 21. جمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر

22.دار الإفتاء الليبية

23. هيئة علماء ليبيا

 24. رابطة علماء المغرب العربي   

 25. رابطة علماء المسلمين           

26. جماعة عباد الرحمن في السنغال

27.مركز تكوين العلماء  موريتانيا

العلماء

  1- د. جمال عبد الستار محمد الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.

2. د.  نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين

3- عبد المجيد المرادزهي البلوشي رئيس مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الإسلامية ، إيران.

4. أ.د. نسيم ياسين رئيس رابطة علماء فلسطين.

5. د. وصفي عاشور أبو زيد عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

6- د. محمد الحساني رئيس مؤسسة أكاديميون من أجل فلسطين، لندن.

7. د. سلمان السعودي أمين ملتقى دعاة فلسطين

8. الشيخ علي اليوسف أمين سر شورى هيئة علماء فلسطين

9. د. إبراهيم مهنا عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين

10. د. جيجي زين الدين نائب الرئيس العام لجمعية الاتحاد الإسلامي إندونيسيا

11. الشيخ أحمد العمري رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

12. د. عطاء عبد الرحمن أمين عام جمعية اتحاد العلماء خيبر يختون خوه باكستان

13. الشيخ عبد الصبور العباسي المشرف العام للمجمع العلمي لعلماء أفغانستان

14. د. محمد أبو مصطفى رئيس مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي غزة

15. د. سعد ياسين نائب رئيس اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا

16. أ. د. أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس والأقصى بالمجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، ورئيس مركز القدس في فلسطين

17. د. أحمد أوانج رئيس تحالف المساجد العالمي للدفاع عن الأقصى.

18. السيد محمد عزمي عبد الحميد رئيس المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية الماليزية

19. الشيخ فؤاد محمد حاج عضو هيئة علماء الصومال

20. الشيخ يحيي الشيخ محمد الأمين الفهري الأمين العام لرابطة علماء السادة المالكية في إفريقيا

21. الشيخ سامي الساعدي الأمين العام لمجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية

22. د. محمد عبد الكريم الشيخ الأمين العام لرابطة علماء المسلمين

23. د. سعيد بن ناصر الغامدي الأمين العام لمنتدى العلماء

24. د. حسن سلمان عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

25. د. محمود سعيد الشجراوي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.