قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى ‏الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * ‏إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ ‏شَيْءٍ قَدِيرٌ” التوبة: 38-39″

الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن ‏تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:‏

فقد أطلّت الذكرى الخامسة والسبعون لنكبة الأمّة في فلسطين؛ ذكرى احتلال أرض الإسراء والمعراج وإعلان قيام الكيان الصهيونيّ في قلب أمّتنا الإسلاميّة متزامنةً مع التحشيد الإجرامي لقوّات الاحتلال الصّهيوني وقطعان مستوطنيه تحضيرًا لمسيرة الأعلام التي يعتزم الباطل الصهيوني وصولها إلى المسجد الأقصى المبارك تأكيدًا منه على السيادة الصّهيونيّة على الأقصى المبارك، وذلك يوم الثّامن عشر من شهر أيار “مايو” من عام 2023م في عدوان جديد وخطيرٍ لفرض معادلة صهيونيّة تستهدف مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم،

وإنَّنا ـ الموقعين على هذا البيان من علماء الأمّة مؤسسات وأفرادًا ـ في ذكرى النّكبة وإزاء هذا العدوان الإجراميّ الصهيونيّ المرتقب نؤكّد الآتي:‏

أوّلًا: يؤكّد العلماء أنّ القدسَ والمسجد الأقصى المبارك وكلَّ فلسطين سواءً الأراضي التي احتُلت عام 1948م أو التي احتلت عام 1967م والأراضي العربيةَ التي احتلّها الصّهاينة كلَّها أرضٌ إسلاميةٌ لا يجوز لأحدٍ التنازلُ عن ذرة ترابٍ منها مهما كانت صفته و أياً كان موقعه، وأنّها ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي للأمة الإسلامية جمعاء وتقع على عاتق الأمّة جمعاء مسؤولية الحفاظ عليها والدفاع عنها والوقوف في وجه مشاريع التفريط بها والتنازل عنها، وقد اتفقت كلمة العلماء قديمًا وحديثًا على تحريم التنازل عن أي جزء من أرض المسلمين، فكيف إذا كانت هذه الأرض هي أرض البركة والقداسة

قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” الإسراء:1

ثانيًا: يؤكّد العلماء أن الجهاد في سبيل الله تعالى بكلّ أشكاله هو سبيل مشروع لتحرير فلسطين وجميع الأراضي المغتصبة وبناءً عليه فإنهم يدعون أبناء الأمة الإسلاميّة إلى الإعداد المتواصل وأخذ مواقعهم في المقاومة في مواجهة العدو الغاصب كلٌّ على حسب موقعه وإمكاناته وقدراته الماديّة والمعنويّة، وأن يكونوا جزءًا من معركة التحرير القائمة والتي لن تنتهي بإذن الله تعالى إلّا بتحرير كامل فلسطين وتطهير المسجد الأقصى المبارك من رجس الاحتلال الغادر

قال تعالى: “فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” النساء: 74

ثالثًا: يجدّد علماء الأمة تأكيدهم أنَّ المسجد الأقصى ‏المبارك حق حصريّ خالص للمسلمين دون سواهم بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره؛ وبكلّ مساحته وما فوقه وما تحته، وأنّه محورُ الصّراعِ مع الصّهاينةِ وعنوانه ومركزُ قضية الأمّةِ الإسلاميّةِ كلّها، وأنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك ‏بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.‏

وإنّ مسيرة الأعلام والإصرار على تسييرها إلى المسجد الأقصى المبارك خطوة عدوانيّة يراد منها إهانة الأمة جمعاء، وأنّ هذا العدوان المزمع يرادُ منه ترسيخ ‏المسجد الأقصى المبارك حقًّا مشروعًا للصهاينة، في وجه من أبشع وجوه السّعي الصّهيوني في خراب الأقصى.

قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ ‏أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ ‏عَظِيمٌ” البقرة:114

رابعًا: يحيّي العلماء فصائل المقاومة الفلسطينيّة ويباركون لهم النصر الكبير في معركة “ثأر الأحرار” ويحيّون وحدتهم في الغرفة المشتركة، كما يثمّنون موقفهم الرّاسخ من مسيرة الأعلام الصّهيونيّة إلى المسجد الأقصى المبارك، ويؤكّد العلماء أنّ هذه المقاومة البطوليّة هي التي تذيق العدوّ الصّهيونيّ وبال أمره وتجعله يعيدُ حساباتِه ويرتدع عن غيّه وعدوانه، ويدعون الأمّة إلى الالتفاف حول المقاومة الفلسطينيّة ودعمها في حربها مع الكيان الصّهيونيّ ودفاعها عن مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، بكلّ الوسائل الممكنة الماديّة والمعنويّة.

قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” الصّف: 4

خامسًا: يحذّرُ العلماء الأمة الإسلاميّة حكّامًا وشعوبًا من التّقاعس عن نصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونصرة أهلنا وأبناء شعبنا الفلسطينيّ في مواجهة مسيرة الأعلام الصّهيونيّة العدوانيّة، فهذه الجريمة تستهدف الأمة كلها في دينها وعقيدتها ومقدّساتها، وإنّ خذلان أهلنا في فلسطين والتقاعس عن مواجهة الجريمة الصّهيونيّة الجديدة ينذر بالخذلان في الدّنيا والخزي في الآخرة.

ويؤكدون أنَّ الأنظمة والشّخصيات الرّسمية المهرولة إلى التّطبيع مع‏ الكيان ‏الصّهيوني مشاركةٌ له في جرائمه بحق شعبنا وأمتنا ومقدّساتنا، وتتحمّل مع الكيان المجرم ‏المسؤوليّة عن هذه العربدة والغطرسة والجرائم الممنهجة بحقّ المسجد الأقصى المبارك، وهرولتهم هذه لن تغني عنهم من الله شيئًا في الدنيا والآخرة.

‏قال تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا ‏دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ ‏نَادِمِينَ” المائدة: 52

سادسًا: يؤكّد العلماء أنّ واجب الوقت على علماء الأمة ونخبها وقادة الفكرِ فيها هو حشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياء قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناء الأمة، وتوجيههم لنصرتهِ بالوسائلِ المتاحةِ كافّة، ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة ممّا يُسهمُ في ثباتِ أهلنا المرابطين في ساحاتِ المسجد الأقصى المباركِ، كما يحثّ العلماء على حشدِ الجماهير لنصرةِ المسجد الأقصى المبارك، ومن ذلك أن يكون يوم الثّامن عشر من أيار “مايو” الجاري يوم تسيير مظاهراتٍ شعبيّةٍ غاضبةٍ يقودُها العلماءُ في البلاد الإسلامية المختلفة، والقيام باعتصاماتٍ تحاصر سفارات الكيان الصّهيونيّ حيثما توجد في عالمنا الإسلامي وحيثما يمكن ذلك، وتحريك الرأي العام العالميّ المناصرِ لقضيتنا لا سيّما في أوروبا، وإنّ هذا من إساءة الوجه الواجب للكيان الصّهيونيّ الغاشم

قال تعالى: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” الإسراء:7

سابعًا: يحيّي العلماء أهل القدس المرّابطين على ثراها وفي ساحات مسجدها الأقصى المبارك في وجه الغطرسةِ الصّهيونيّةِ، ويدعو العلماء أهلَنَا في الأراضي المحتلّة عام 1948م والضّفة الغربية حيثما يستطيعون بلوغ القدس إلى شدَ الرّحالِ إلى المسجد الأقصى المبارك والدّفاع عنه بكلّ ما يستطيعون، والمرابطةِ داخلَه وفي باحاته ومحيطه لا سيما يومي السّابع عشر والثّامن عشر من أيار “مايو” سعيًا إلى إفشال مسيرة الأعلام الصّهيونيّة.

وإنَّ النّفير إلى المسجد الأقصى المبارك لفرض إرادة المسلمين بحقّهم فيه كاملًا غير منقوص، ومنعًا لاقتحامات اليهود الصّهاينة وإفشال مسيرة الأعلام هو واجبٌ شرعيّ على كلّ قادرٍ عليه بالنّفسِ والمال.

قال تعالى: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” التوبة:41

الموقعون:

1. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

2. رابطة علماء أهل السنة

3.  رابطة علماء المغرب العربي

4. جمعية النهضة اليمنية.

5. رابطة علماء فلسطين.

6. هيئة علماء فلسطين.

7. دار الإفتاء الليبية

8. هيئة علماء ليبيا

9. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين في لبنان.

10. ملتقى دعاة فلسطين .

11. مجلس الدعاة في لبنان.

12. مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي.

13. ملتقى علماء فلسطين.

14. مؤسسة منبر الأقصى للأئمة والخطباء الدولية .

15. جماعة عباد الرحمن،  السنغال.

16. رابطة علماء إرتريا.

17. رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق

18.منتدى العلماء

19. التجمع الإسلامي في السنغال

20. جمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر

21. الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ.

22. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا.

23. الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة

24. مؤسسة صحابة الأقصى الإندونيسي

25. وقف بيت الدعوة والدعاة في لبنان

26.مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة

27. المجمع الفقهي بالهند