خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ” الإسراء – 7

 الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد:

فإنَّ الكيان الصهيوني تراجع ذليلاً صاغراً أمام إرادة المرابطين الأبطال في القدس عند باب الأسباط وبوابات المسجد الأقصى المبارك وأزال أدوات المراقبة المختلفة التي وضعها من بوابات أمنية الكترونية وجسورٍ وكاميراتِ مراقبة.

وإننا في هيئة علماء فلسطين المبارك إذ نهنئ أهلنا المرابطين في القدس أصحاب النصر الحقيقي والفضل فيه بعد الله تعالى ونهنئ من ورائهم ممن ساندهم وكان معهم من الأمة كلها وأحرار العالم بهذا الانتصار، فإننا نؤكد على الآتي:

أولاً: إن هذا الانتصار هو انتصارٌ في جولةٍ مهمة ومفصلية من المعركة المستمرة مع الكيان الصهيوني ولئن كان النصر في هذه الجولة باقتلاع البوابات الالكترونية وكاميرات المراقبة فإنَّ المعركة مستمرة والجولة الأخيرة فيها لن تكون بإذن الله تعالى إلا باقتلاع الكيان الصهيوني كله من أرضنا وامتنا وتحرير كامل فلسطين ومقدساتها وعلى رأسها  المسجد الأقصى المبارك.


ثانياً: إنَّ هذا الانتصار يؤكد قدرة الشعوب الحيّة المتسلحة بالإيمان بالله تعالى المتدثرة بالعزيمة والإصرار المتدرعة باليقين والثبات على تحقيق النصر وهزيمة العدو.

وهذه البطولة والثبات الذي أبهر به المقدسيون شعوب الأمة والعالم تحتاج إلى مزيدٍ من التفعيل والتحفّز لجولات قادمة أطولَ وأصعب.


ثالثاً: نحيي شعوب الأمة وأحرار العالم الذين هبّوا وانتفضوا وتحرّكوا في مختلف أصقاع أمتنا والعالم منتصرين للقدس والأقصى مساندين أهلنا المرابطين عند بواباته.

ونذكركم بأن المعركة لم تنته وأن الأقصى ما زال مستهدفاً من أخطر وأخبث احتلالٍ لا يرعى في مقدساتنا ولا شعبنا ولا امتنا إلّاً ولا ذمّة، فكونوا على أهبة الاستعداد الدائم لجولات جديدةٍ وتحركات أكثر زخماً وأعمق تأثيراً، وإنَّ هذا الاستعداد ضربٌ من ضروب المرابطة على الثغور، وكلنا أمل أن تكون هذه الجمعة جمعة ” كسر إرادة المحتل وانتصار إرادة المرابطين ” تتحرك بها الجموع في كل أنحاء العالم.


رابعاً: سيسارعُ كثيرون إلى تبني هذا النصر وادعائه والتفاخر به وهم من صمت أو خذل أو تواطأ، وإنَّ الله تعالى يعلمُ وشعوب امتنا تعلم من الذي حقق هذا النصر بدمه وتضحياته وذوده عن الحياض، وخيرٌ لأولئك أن يقفوا مع أنفسهم وقفة مراجعة للذات محاسبة على التقصير وقرارٍ بالتدارك فيما هو قادم وانحياز للأمة وقضاياها.

قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ” العنكبوت/10


وختاماً:

فإنَّ هذا الانجاز الكبير والنصر الحقيقي الذي تحقق بفضل الله عز وجل ثمَّ بالدم والثبات والفداء رسالةٌ واضحة لعدونا الصهيوني ومن وراءه من المتآمرين والمتخاذلين والمسارعين إلى التطبيع بأنَّ كيدكم في تبارٍ وأنَّ مكركم إلى زوالٍ وأن شعبنا حيٌّ متيقظ متأهب وأنَّ امتنا لم ولن تترك الأقصى وحيداً في مواجهة إجرامكم وعنتكم وأنَّ النصر قريبٌ قريبٌ وما ذلك على الله بعزيز.

هيئة علماء فلسطين في الخارج

04/ذو القعدة/1438هـ      

27/07/2017م