خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ ‏أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ ‏عَظِيمٌ} البقرة:114‏

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلّا على الظالمين، والصلاة والسلام ‏على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:‏

فقد أفادت الأنباء الواردة من مدينة القدس المحتلة بإقدام ما يسمّى المحكمة الصّهيونيّة ‏العليا على إصدار قرارٍ قضائيّ يمنح الصّهاينة حقّ أداء الصّلوات التّلموديّة داخل ‏باحات المسجد الأقصى المبارك، وذلكَ استجابةً للطّلب المقدّم من “جمعيّة أمناء ‏الهيكل” الإرهابيّة، وإنَّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذا القرار الخطير نؤكّد ‏على الآتي:‏

أولاً: إنَّ هذا القرار الإجراميّ خطوةٌ على طريق إجراءات الاحتلال الصّهيونيّ تقسيم ‏المسجد الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، وهو استهانةٌ كبيرةٌ بالأمة الإسلامية وشعوبها ‏وعقيدتها وغضبها، مما يوجب على المسلمين في كلّ مكان تصعيد غضبهم والاستمرار ‏فيه وإيجاد آلياتٍ متجددةٍ للضغط على الكيان الصهيوني للتراجع عن خطته الخطيرة في ‏تقسيم المسجد الأقصى المبارك تمهيدًا لهدمه.‏

ثانياً: ندعو أهلنا المرابطين في القدس وعموم أهلنا في أرضنا المحتلّة عام 1948م إلى ‏الزحف والرّباط في باحات المسجد الأقصى المبارك؛ لإرغام الكيان الصهيوني على ‏التراجع عن هذا العدوان الخطير، ولإفشال مخططات الكيان الصّهيونيّ، قال تعالى: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ ‏تَعْلَمُونَ” التّوبة:41‏

ثالثاً: تطالب الهيئة أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف مواقعه وفصائله إلى تفعيل العمل ‏الجهادي بأساليبه المختلفة ووسائله المتاحة، وأن يرصّوا صفوفهم، ويوحّدوا كلمتهم، ‏وأن يذيقوا هذا العدو وبال أمره وجزاء عدوانه بتهديده في حياته ووجوده التي هي ‏أغلى ما يملك، قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ ‏يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا ‏يَعْمَلُونَ} البقرة‏: 96

رابعاً: تكرِّرُ الهيئة مطالبتها للسلطة الفلسطينية بوقفٍ حقيقي لكامل أشكال التواصل ‏مع الكيان الصهيوني، وقطع كل أنواع العلاقة معه، والانحياز إلى خيار المقاومة والجهاد ‏في سبيل الله تعالى مع أبناء شعبنا المرابط والمجاهد، وكذلك تكرّر مطالبتها سائر الدول ‏بوقف جميع أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان الصهيوني ‏الغاصب _غضباً للقدس والأقصى_ وإغلاق سفارات الكيان الصهيوني في بلاد العالم ‏الإسلامي.‏

خامسًا: تطالب الهيئة علماء الأمة الإسلامية ودعاتها وخطباء المنابر بدوام التفاعل ‏وتحريض الشعوب في كلّ مكان نصرة للقدس والأقصى ورفضاً لهذا القرار الصّهيوني ‏ومخاطره. ‏

والحمد لله رب العالمين

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                  25/ذو الحجة/1439هـ

                                                                                                        5/9/2018م