خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد أقدمت قوات الاحتلال الصّهيونيّ صباح اليوم على ارتكاب جريمة جديدة بحقّ أرضنا ومقدّساتنا وذلك بالاعتداء على المقبرة اليوسفيّة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقيّة، وتجريف عددٍ من القبور وتركيب حمايات حول المقبرة تمهيدًا لتحويلها لحديقة توراتيّة.
وأمام هذا العدوان الصّهيونيّ تؤكّد هيئة علماء فلسطين على الآتي:
أولًا: تؤكّد الهيئة أنّ المقبرة اليوسفيّة أرض إسلاميّة يحرمُ التنازل عنها أو تمكين الصهاينة منها لإقامة أيّة منشأة عليها، وهذا يوجب على المسلمين في فلسطين خاصّة والعالم الإسلامي عامّة التحرّك الجادّ لمنع الاعتداء الصّهيونيّ على المقبرة والحفاظ عليها، ومواجهة هذا الإفساد الصّهيونيّ المتصاعد بحق الأحياء والأموات.
قال تعالى: “وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا” الإسراء: 4
ثانيًا: تعلن الهيئة أنّ الاعتداء الصّهيونيّ على المقبرة اليوسفيّة هو اعتداء على حرمة الأموات من أبناء أمتنا الإسلاميّة وشعبنا الفلسطينيّ، وقد قام الصّهاينة بتجريف عظامهم في هذه المرة والمرات السابقة ويعمدون إلى نبش المزيد من القبور في كلّ اعتداء جديد، وإنّ الاعتداء على حرمة الأموات كالاعتداء على حرمة الحيّ وحياته مما يفرض تحركًا عاجلًا للذود عن الحرمات التي يتمّ انتهاكها.
فقد أخرج أبو داود وغيره من حديث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:َ “كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا” وقال ابن حجر في الفتح :”يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته”
ثالثًا: تحذّر الهيئة من أنّ الاعتداء الصّهيونيّ على المقبرة اليوسفيّة إلى جانب كونه اعتداءً على مقبرة ووقف إسلاميّ خالص فإنّه أيضًا استهداف للمسجد الأقصى المبارك الذي تقع هذه المقبرة عند سوره الشرقيّ، وهذا يؤكّد أنّ صدّ العدوان القائم على المقبرة اليوسفيّة هو دفاعٌ عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
رابعًا: تستغرب الهيئة صمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلاميّة في الأردن، والتي تشرفُ على الأوقاف في مدينة القدس ومن مهامها الدفاع عن هذه الأوقاف ومنع العدوان الصهيوني عليها، وتطالبها بالتحرك العاجل والفاعل لحماية الأوقاف والمقابر الإسلاميّة في القدس من الاعتداءات الصّهيونيّة المستمرّة والمتصاعدة.
وفي صحيح البخاري عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ”
خامسًا: تدعو الهيئة أهلنا في القدس إلى النفير والاحتشاد في المقبرة اليوسفيّة والاعتصام والرّباط فيها لمنع وإفشال المخطط الصهيونيّ في تجريف المقبرة وتحويلها إلى حديقة توراتية، كما تدعو الهيئة أبناء أمتنا الإسلاميّة إلى مساندة أهلنا في القدس بالوسائل المتاحة ماديًا ومعنويًا في تصديهم ودفاعهم عن المقبرة اليوسفية وسائر الأوقاف الإسلاميّة في القدس.
18/ربيع الأول/1443هـ الموافق: 25/10/2021م