27/6/2025
أطلق نخبةٌ من علماء الأمة من مختلف شعوب العالم الإسلامي (ميثاق علماء الأمة بشأن طوفان الأقصى وتداعياته) اليوم الجمعة 27/6/2025م في مدينة إسطنبول بمشاركة طيف واسع من العلماء عبر الحضور الشخصي أو عبر (برنامج زووم) أو بإرسال فيديو يدعم الميثاق.
الميثاق يشرح ما يخص معركة (طوفان الأقصى) وما ترتب عليها من آثارٍ وتداعيات، ويوضح الرؤية الشرعية حول المعركة بما يثبِّت قلوب المخلصين ويرد إرجاف المغرضين، ويضع حكام المسلمين وعلماءهم والأمة من بعدهم أمام المسؤولية الشرعية في نصرة المجاهدين وإغاثة أهل فلسطين وتحرير مقدسات المسلمين.
يمثل هذا الميثاق مجموعة من المبادئ والأحكام الشرعية التي توافق عليها علماء الأمة بغرض بيان الواجب نحو معركة الطوفان وتداعياتها، في زمن تتكالب فيه قوى الشر من الشرق والغرب على المرابطين في الثغور في أرض الجهاد.
فهذا البيان يمثل انتفاضة علماء الأمة من جديد، ليحملوا مشعل الحق وينطقوا بكلمة الفصل، فينصروا الطوفان ويستنهضوا الهمم من أجل نصرة المجاهدين في غزة، ليقولوا للعالم بأن علماء الأمة ما زالوا على العهد يقودون الوعي ويوقظون الضمائر، ليسطروا ميثاقاً جديداً لنصرة المجاهدين في أرض فلسطين، ليكون للأمة بوصلة للطريق، ومنهاج للحركة، ومنارة تهدي الحيارى.
***
ويتكون الميثاق من 86 مادة موزعة على 5 أبواب رئيسة، وهذا ملخص لأهم مواده:
الموقف الشرعي من احتلال فلسطين
فلسطين كلها إسلامية إلى يوم القيامة.
والجهاد حق واجب على أهل فلسطين خاصة وعلى المسلمين عامة وفي مقدمتهم العلماء والحكام؛ وذلك لتحرير أرض الإسلام ومسرى النبي ﷺ وفكاك الأسرى.
وكل الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها حكومات أو منظمات مع الاحتلال على غير رغبة الأمة مقرّةً بوجود هذا الاحتلال الغاصب على أي جزء من أرض فلسطين باطلةٌ شرعاً.
محددات الخطاب الشرعي في الطوفان
النظر في المصالح والمفاسد، وتقدير مراتبها والموازنة بينها، إنما هو نظر شرعي يفوض لأهل العلم والخبرة وتحكمه القواعد والأصول الشرعية والاعتبارات الواقعية.
ولا بد للمفتي في النوازل أن يدرك واقعها من جميع جوانبها ومآلاتها، فمن لم يعرف الواقع في الخلق والواجب في الحق لم يعرف أحكام الله في عباده.
طوفان الأقصى في ميزان الشريعة
معركة الطوفان حَلْقة في سلسلة متتابعة من حَلَقات جهاد الدفع ضد الصهاينة المحتلين ومن مكّن لهم من الإنجليز والأمريكان وغيرهم منذ ما يزيد على مائة عام، ولا يشترط في جهاد الدفع إذن حاكم ولا والد ولا زوج، ولا يشترط تكافؤ مع العدو في عدده أو عُدّته، وإنما هو عمل جماعي منظم يلتزم فيه بقرارات قيادة المجاهدين، وشرطه الإعداد بقدر المستطاع.
وإن دفع المحتلين الذين دخلوا إلى غزة يُعَدُّ من دفع العدو المحارِب الذي يجب دفعه من غير قيد ولا شرط.
ويجب على كل مسلم في الأرض أن يعين إخوانه وينصرهم بنفسه وماله وتخصصه ولسانه حسب قدرته.
التهجير ونزع سلاح المقاومة والتجويع
إنّ مشاريع تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أهلها أو توطين اللاجئين أو تهويد المقدسات مشاريع باطلة شرعاً تجب مواجهتها والتصدي لها، ومن يقبلها أو شيئاً منها فهو خائن لله ولرسوله وللمسلمين.
وإن امتلاك القوة بكل صورها واجب شرعي، وهو السبيلُ لمنع عدوان أهل الكفر على بلاد المسلمين، وحماية مقدساتهم وأرضهم ودمائهم وأعراضهم ومنع تهجيرهم.
***