خاص هيئة علماء فلسطين
28/10/2024
د. محمد بن يوسف الجوراني العسقلاني
1. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. استجابةً لأمر ربِّك في تلبية داعي الجهاد، وتَلْبية لأمر رسولك ﷺ في إقامة الدِّين لله، فهاهو فَرْض العين قد تحقَّق الآن، «وإذا استنفرتم فانفروا» وهذا مُختصر الطريقِ إلى الجنان أمام ناظريك، وبين يديك، وإنَّها والله لحياة طويلة أن تبقى دون الجنَّة، وقد تهيأت وتزيَّنت، فأقْبِلْ عليها بقلبك وروحك، فقد انطلقتِ الأُسُود، فماذا تنتظر بعدُ؟!
2. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فسَهْمُ جهادك في الإسلام لم يزل محبوساً، أطلِق له العنان، وتقدَّم به لا تَخْش في الله لومة لائم، فالناس بأفعالِهم وأعمالِهم لا بأقوالِهم وشعاراتهم؛ فجاهِدْ، وثابر، واحذر، وتوقَّ، واصبر وصابر، فإنَّما هي نفسٌ واحدة؛ فلتكن في سبيل الله.
3. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فها هو مَسْرى نبيِّك يُهان، وهذا الدم يَنزف في وطنك في كل مكان، وأنت ماذا صانع؟
أهان عليك إذلال اليهود لمسجدِك، ولأرضِك المباركة، ولإيذاء إخوانِك وأخواتِك في فلسطين وخاصة غزة الطهور؟ فقُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا يَشهد لك اللهُ ورسولُه والمؤمنون والتاريخُ مجدَ دفاعك عن دينك ومُقدَّساتك وحرمة إسلامك.
4. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فإنَّ الله اشترى منك نفسَك وروحَك، أتقعد وتبخل؟! وقد سمعتَ صرخاتِ أخواتك المُسلمات العفيفات! أمَا تُحرِّك فيك نخوة، أمَا تُوقِظ فيك صحوة؟! قد خرج أهل العِزَّة والكرامة قبلك من كلِّ أطياف وطنك في صدِّ اليهود، وأنتَ .. وأنت .. متى تستنهض نفسك، وتقهر شيطانك لِتُري ربَّك من نفسك خيراً؟ فأدْرِكْ حياة نفسك!
5. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فها هي الجنَّة قد تزيَّنت وفُتِّحت أبوابها، فدونكم يهود، فاضربوا فوق الأعناق، واطعنوا منهم كلَّ قلب وبطن وساق، واصبروا وتصبَّروا، واستعذبوا الشهادة على مرِّ المذاق، فإمَّا حياة تسرُّ الصديق، وإمَّا مماتٌ يُغيظ العِدَا.
6. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فاستَنْهِض بثأرك الهِمَم الرَّاقدة، وأنهض بعزمك العَزمَات القاعدة، وأنِر بنور ثأرك الأضواء الخامدة، وأشعل فتيل شباب راكدة، فهاهو حِمَى الطوفان قد حَمِي وطيسه؛ فتهيأ للنَّصر المُؤزَّر، وتقدَّم بعزة قولك: «الله أكبر».
7. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا ..فاشفِ صدورَ قوم مؤمنين، بإثخانك في اليهود الماكرين، واجعل مِسْك حياتك: كَــرَّاً وفَــرَّا، وصَوْلة وجولة، فإنَّما النَّصر صبرُ ساعة، والعاقبةُ للمتقين، والمجاهدين، والمرابطين، فقد ولَّى زمن المفاوضين. فقُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.
8. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. مكَّنك الله أنْ تعيش على أرض فلسطين المباركة، وتمنى هذه النعمة ألوفٌ ومن من أهلها لم يُكتب لهم ذلك، فأدِّ زكاة هذه المعيشة الهَنيَّة في الأرض الطيِّبة الزكيَّة، فلا تبخل بقطراتِ دم من نفسك تجُودُ بها رخيصة في سبيل دينك، وعرضك، وإخوانك.
9. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فذاك الشيخ الهَرِم، صدع بالحقِّ، وصرخ في وجه المُحتلِّ بكل قوة، فعلى ضعفه وهَرمِه وشيخوخته كان أشدَّ منك قوة، وأشبَّ منك روحاً، وأنتَ على فُتوَّة جسدك، وقوَّة ساعدك قد شاخَتْ روحُك، وهَرِمت نفسُك، فما الفرق بينك وبين المريض والكسير والطريح والذليل؟!! فعارٌ على مجد الشباب ما لم يعملوا أن يتقوَّلوا في سالف الأيام قوة ناصر!
10. قُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا.. فقطراتُ دمكِ الشهيدة لك يوم القيامة ستفُوحُ مِسْكاً وأريجاً، تجدُ من عبيرها في الدُّنيا قبل الآخرة، ويَنْعمُ بها أهلك قبل غيرهم، فهو تاج شرفٍ، وسلطان عِزٍّ، ومجد سائر، وتاريخ مُشرِق، ولْيَبعث الله من نفسِك الزكيَّة، مَن يقتدي بك؛ فيكون لك أجر «مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لمن أخلص وصدق. فقُمْ وسطِّرْ بدمِك ثأرا
إذا غامرتَ في شَرفٍ مَـرُومِ فلا تَقْــنع بما دُونَ النُّــجومِ
فطَعْمُ الموتِ في عَيْشٍ حَقيرٍ كطَعْمِ المَوتِ في عيشٍ عَظيمِ