خاص هيئة علماء فلسطين

         

د. محمود النفار عضو هيئة علماء فلسطين

15/6/2024

يعالج هذا المقال قول “لبيك” بوصفه استجابة كلية لنداء حضاري لا يمكن اختزالها في أداء عبادة محددة الزمان ومحصورة المكان بعيدة عن مقاصدها الفسيحة وآفاقها الرحيبة في الإنسان والكون، والتاريخ والمستقبل.

ويربط كذلك بين طوفان الأقصى الذي تتوجه بوصلته إلى المسجد المقدس، وطوفان الحج الذي تتوجه بوصلته إلى المسجد الحرام باعتبارهما نفيرين حضاريين يفضيان إلى غاية واحدة هي شهود هذه الأمة وتحقيق حضورها الفاعل.

وهكذا يدعو لتجديد الخطاب الديني بعيدا عن الغثائية التي سادت أنماطا من الخطاب مثل الخطاب الديني السلطاني الذي يعزل الشعائر عن معانيها السياسية وقسماتها الحضارية، والخطاب الفقهي العلمائي الذي يحبس العبادات في ظواهر لا روح فيها.

الدلالات الحضارية في نداء “لبيك”

التلبية في المعاجم اللغوية هي الإجابة بعد الإجابة، وقول الحجاج لبيك هو ضرب من الاستجابة لنداء الله تعالى لهم على لسان خليله إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام بأداء هذه العبادة: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } [الحج: 27].

يحمل نداء لبيك في ثناياه دلالات كبيرة تتجاوز الاستجابة الجزئية لأداء المناسك، فقول “لبيك” تعبير عن الاعتراف بالداعي وهو الله تعالى والإيمان به والعبودية له، ثم الإيمان برسله الذي وجهت هذه الدعوة عبرهم، ثم إيمان بالكتب والصحف التي وثقت فيها تلك الدعوات في صورة تكاليف.

“لبيك” تعبير عن الهوية الحضارية للأمة وأنها هوية إسلامية ممتدة الزمان والمكان والإنسان، تتجاوز إسار الدولة القطرية، والهويات الطائفية والقومية واللغوية، وتتوحد معها في هوية جامعة تستوعب كل مكونات الأمة وأعراقها وألوانها في سياقات وحدة حقيقية على صعيد المعتقد والتشريع والسلوك، وعلى مستوى الفكر والشعور.

“لبيك” قطعية مع شعار قريش: “لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك”، وهي بالتالي تعيين للصديق والعدو من خلال التبرؤ من الشرك وما يرتبط به من معتقدات وأفكار وسلوكيات ومشاعر واختيارات.

“لبيك” تجسيد للمعيارية والنسقية في النموذج الإسلامي من خلال تحديد البوصلة والقبلة المادية والمعنوية التي ينبغي أن تتحاكم إليها النزعات الإنسانية المختلفة والعقلانيات البشرية المتعددة التي لن يحسم خلافها في الكليات القطعية إلا نداء علوي.

“لبيك” إعلان للعضوية في الأمة التي يؤذن فيها قادتها إلى أعمال نافعة وماكثة في الأرض بدءا بالأنبياء ثم خلفاؤهم من العلماء المصلحين والزعماء المقسطين.

ثم إن الجهر ب”لبيك” في الإفصاح عن المعاني السابقة وغيرها هو ضرب من ضروب الانعتاق من كل الدعوات التي تنحرف عن التصور الإسلامي أو التكليف الإلهي مثل دعوات الإلحاد والشرك، والعلمانية والاشتراكية، والشذوذ والتشكيك، والتطرف والتشدد، كما أنها صورة من صور الصدع بالحق في وجوه المشركين والمنافقين، دون خوف ولا وجل ولا خشية من ظالم أو كافر أو منافق.

وهكذا يغدو قول “لبيك” موقفا حضاريا واختيارا حضاريا وفعلا حضاريا وغاية حضارية وإعلانا حضاريا، وليس استجابة لأجل إيقاع عبادة أو شعيرة فحسب.

وهو أمر يمكن ملاحظته بوضوح من خلال تدبر عدد لا يحصى من الاستجابات لنداءات التكليف العقدي والشرعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في القصص القرآني والسيرة النبوية والخلافة الراشدة والتاريخ الإسلامي.

في مقابل هذه الإجابات التي تحيي الأمم وتهبط بها بسلام، نقف على إجابات ميتة يظن أربابها أنها منجاة وإذا هي التهلكة التي لا مهرب منها، وهنا نذكر طوفان نوح عليه السلام كل العبرة وذلك حين نادى ابنه لركوب السفين فأبى قول “لبيك” {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} [هود: 43]، وما أكثر الدول والكيانات والمكونات التي ترفض قول المقاومة اليوم لها: اركبوا معنا، يبغون النجاة، وليس ثم إلا الغرق مع الغارقين وخسارة الشرف المبين.

طوفان الحج ومعاني الجهاد في نفير الحجاج

يزخر الحج بطوفان من المعاني الجهادية يجدر بالمؤمن الحي أن يتأملها، فتاريخ هذه العبادة منطو على ضروب من هجرة الأوطان والخلان، وترك الأهل والولدان في واد غير ذي زرع، ثم هي في واقع المكلفين مشقات بدنية ومالية تلقي بظلالها على كل معتادات الإنسان في الحياة: الطعام والشراب واللباس والإقامة، بل تمنعه بشكل مؤقت من ممارسة عقد النكاح وصيد الحيوان.

وهذه المشاق في شعيرة الحج دربة للنفس وتربية للإرادة على شعيرة الجهاد التي تصاحبها ألوان من الاختبارات وصنوف من الابتلاءات تنقلب فيها الحياة وترتبك فيها العادات والعلاقات، كما قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [آل عمران: 195]. ولعل هذا كله يفسر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج جهاد“، وكذا يفسر وصف النبي صلى الله عليه وسلم لحراك الحجاج أثناء الحج بالنفير، كما أنه يفسر الربط بين الحج والجهاد في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أفضل الأعمال فعدّ له الإيمان بالله ثم الجهاد في سبيل الله ثم الحج المبرور.

وهذا الحرمان المؤقت لقضاء حاجات طبيعية ومعيشية آنف الذكر يُذَكر بمنع الملك طالوت جيشه من شرب الماء في رحلته إلى الأرض المقدسة، ومن قبله يوشع بن نون عليه السلام الذي اشترط على جيشه المتوجه نحو فتح بيت المقدس أن لا يتبعه رجل ملك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ،ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ،ولا أحد اشترى غنما أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر ولادها.

وهكذا لا يقف الحج عند حدود النسك بل يعبر منها نحو النفير الجهادي والبناء الحضاري للأمة من خلال رمزيات الحج التي لا تخطؤها عين البصيرة.

طوفان الأقصى ومعاني الحج في نفير المجاهدين

ويكتظ طوفان الأقصى هو الآخر بالعديد من معاني الحج، فهو استجابة لداعي الله بالجهاد، بالقول “لبيك يا أقصى” في إجابة حية لنداء المسرى المقدس.

ولذا لا غرو أن جمع النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الإجابتين في موطن واحد في قوله: “وفد الله ثلاثة : الغازي، والحاج، والمعتمر“. يقول الشراح: “وفد الله ثلاثة أشخاص أو أجناس: المجاهد مع الكفار لإعلاء الدين، والحاج والمعتمر: المتميزون عن سائر المسلمين بتحمل المشاق البدنية والمالية ومفارقة الأهلين، والحاصل أنهم قومٌ معظمون عند الكرماء، ومكرمون عند العظماء”.

وقد جرت عادة المجاهدين في كل عصر أن يستجيبوا بقول “لبيك” في كل دعوة إلى الجهاد قديما وحديثا التي كان ينادى لها بشعار “حي على الجهاد”، فلبيك كان شعار يوم حنين حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: ” يا عباس ناد: يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة ” فأجابوه بقولهم: لبيك لبيك حتى قتل من المشركين يومئذ من قتل، وانهزم منهم من انهزم، وأفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أموالهم وأبناءهم.

وقد تمثلت الثلة المجاهدة على الأرض المقدسة في هذه المعركة وسابقاتها “سبق الاستجابة” رغم عظيم الخذلان وجسيم البلاء وشدة الحصار وقلة المال والغذاء والدواء، وفيهم وفي أمثالهم نزل قول الله تعالى: { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ } [آل عمران: 172]، وهم يجددون في هذا الزمان مقالة المقداد بن عمرو رضي الله عنه حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى إذ ناداهم بدخول الأرض المقدسة: اذهب أنت وربك فقاتلا بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.

وإذا كان الحج إحرام وطواف وسعي ووقوف ورمي ونحر فإن طوفان الأقصى ارتداء للأكفان البيضاء المصبوغة بحمرة الدم دون خوف أو وجل، وطواف مهيب حول القضية المركزية للأمة بحراسة مقدساتها ورعاية مصالحها وحفظ ديارها وصون أعراضها، وسعي من ثغر إلى ثغر، ووقوف على مراصد متقدمة ترقب الأعداء وتحضر لهم الجحيم، ورمي لأعداء الأمة بصنوف الموت، وجمار الياسين، ونحر لرقاب المفسدين الذين لا يصلحهم إلا القتل.

وإذا كان الحج تذكارا لاستعداد إبراهيم وتسليم إسماعيل وتضحية هاجر فإن طوفان الأقصى بات رمزا عالميا وإنسانيا على استعدادات الأسرة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وصبرهما الأسطوري وتسليمهما المدهش بالقضاء والقدر، وتضحياتهما التي لا يحصرها عد بالنفس والمال والديار والذكريات.

وإذا كان الحج جامعا للأمة بغرض تفعيل تعارفها وشوراها الإستراتيجية المعطلة فإن طوفان الأقصى جسد تلك الشورى في غرفة مشتركة تجمع أبطال الأمة وتصف قواتهم في معارك حقيقية ذات أولوية.

وببركة هذه الطوفان في الأرض المقدسة جمع الله قلوب المسلمين، وترسخت القناعة بوحدة الأمة وغاياتها وهمومها وتحدياتها ومصيرها.

وببركته تجدد نداء الله الخالد: { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، وشاع الوعي بأن إجابة هذا النداء لا تكون بالتبرؤ من التطرف وبيان انفصال الجهاد عن الإرهاب فحسب، بل بريادة مشروع جهادي مبارك في هذه الأمة يصون مستقبلها.

وببركته استعادت هذه الأمة تذكارها لأيام الله التي مضى عليها حين من الدهر حتى باتت في نفوس أجيال متعاقبة نسيا منسيا، وإذ بها تنبعث من جديد في ضمائر الأمة، وتبني فيهم استعدادت لم يعرف مداها بعد.

المسجدان الحرام والأقصى.. وحدة الأذان وتناقض الاستجابة

يفرض فقه الاستجابة ب”لبيك” نسقا منهجيا واتساقا سلوكيا يصون المكلف من ممارسة سلوكا انتقائيا فردانيا بحيث يسارع في إجابة الداعي في النفير الخفيف، ويعرض عنه إذ دعاه إلى النفير الثقيل. وهكذا فإن الاتساق المنشود في إجابة الداعي يحث على الاستجابة لكل النداءات التي تجلب المصالح الدينية والدنيوية للأمة، فيستجيب إذ يدعوه الله ب”حي على الصلاة”، ويستجيب إذ يناديه كما نادى موسى عليه السلام من قبل: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: 10].

وهذا النسق المنهجي والمعرفي يفرض على المؤمن رفض جميع دعوات الفساد والإفساد التي أثبتها القرآن على لسان الشيطان: { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم: 22].

إن “لبيك” شعار كل مؤمن على الحقيقة، يلبي به كل نداء إلهي يتوجه إليه مباشرة من الله، أو على لسان رسوله، أو خلفائه أو أحد المستغيثين والمستجيرين من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.

وبناء على ذلك نقول إن التمييز بين ضروب النداء الإلهي والمفاضلة بينها بعيدا عن قواعد التشريع نفسه في التفضيل والأولوية إنما يعبر عن اختلالات في العقل المسلم المعاصر يجدر تصويبها ومعالجتها، وقد هذا الاختلال في سرعة الاستجابة إلى بعض المناسك في حين تتباطأ الجموع في مواجهة التحديات الكيانية للأمة والاستجابة للنداءات الحضارية.

وهنا نستدعي أذان سليمان عليه السلام بالنفير إلى المسجد الأقصى نظير أذان إبراهيم إبراهيم عليه السلام بالنفير إلى المسجد الحرام، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن سليمان عليه السلام «لما فرغ من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثا: حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة»، وقد تجدد هذا النداء على لسان الأنبياء والمرسلين وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم الآمر بشد الرحال إلى المسجد الأقصى، والنادب إلى إتيانه ولو بإرسال الزيت بغرض سرج قناديله.

وهكذا يلتقي الأذان الإبراهيمي للنفير إلى المسجد الحرام مع الأذان السليماني للنفير إلى المسجد الأقصى ويتأكدان بالأذان المحمدي في سياق كلي واحد يؤكد وحدة الداعي والدعوة، ويوثق رباط المسجدين كمظهرين من مظاهر الخلافة والسيادة التي انتقلت إلى الأمة الخاتمة بغرض تحقيق الشهود.

نداء “لبيك” كنفير حضاري

إن فعل المقاومة فعل كياني، وإن طوفان الأقصى انبعاث حضاري كما أخبرني الفيلسوف طه عبد الرحمن في حواري معه نهاية العام الماضي.

وإذا كان استنفار المقاومة استنفارا حضاريا فإن نفير الأمة المنشود ينبغي أن يكون نفيرا حضاريا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا استنفرتم فانفروا“، فعلى قدر الاستنفار ينبغي أن يكون النفير، وهذا يذكر بجواب المهلّب بن أبي صفرة حين ناداه أحدهم: أريد منك حويجة! فأجابه: “اطلب لها رُجَيْلاً”.

يعرف أستاذنا الدكتور عبد المجيد النجار النفير الحضاري -وهو فيما أعلم أول من صك هذا المصطلح- بأنه: “قيام أمة ما من الأمم بإنجاز حضاري قياما مشتملا على أربعة عناصر: إدراك أهمية هذا القيام، وتعبئة الجهود والطاقات من أجله، والحشد الجماعي له، والحزم والقوة والاستحثاث في القيام به”.

ونحسب أن معظم استجابات شعوب الأمة ومكوناتها الفكرية والسياسية المحسوبة على مشاريع الإصلاح تقصر عن بلوغ المنشود في العناصر السابقة، بله تكتفي بإبداعات فردية واستجابات جزئية لا تشكل ضغطا على الاحتلال وشركائه وأنصاره لإيقاف حرب الإبادة.

وفي الختام أقول:

إن الأذان النبوي بشد الرحال إلى المسجدين، والنداء الكفاحي الذي تدعو له المقاومة اليوم مقصده ليس الاحتفاء بجمال النداء، ولا روعة الأذان، بل استنطاق الأمم كلمة “لبيك” باعتبارها قولا وعملا. هذا، وسوف يسأل الله الرسل عن استجاباتنا كما قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ} [المائدة: 109] ، وسوف يسألنا كذلك عن إجاباتنا كما قال تعالى: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65].

والموفق من سلم، والمكرم من أجاب