الدكتور عبد الله المشوخي

تزخر جامعاتنا بأساتذة فضلاء يحملون درجة الماجستير والدكتوراه في كافة التخصصات الشرعية، منهم من أحيل الى التقاعد وآخرون لم يحصلوا على وظيفة.

والمتأمل في مواقع التواصل الاجتماعي – وقد أصبحت الموجه العام للرأي والتأثير فيه – لا يكاد يجد أثرًا دعويًا بارزًا موجهاً لشرائح المجتمع كافة، يتناسب مع حجم حملة هذه الشهادات المشرفة.

 لا ينكر أحد عطاء الأساتذة الفضلاء لطلابهم وتعليمهم وتوجيههم، ونشرهم لأبحاث قيمة ومواعظهم الخيرة المتاحة لبعضهم في المساجد وغيرها، لكن الهجمة الشرسة من قبل أعداء الإسلام والأفكار المسمومة والمنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتطلب بذل أقصى الجهود من قبل أساتذة كرام يحملون راية التوحيد ولديهم القدرة الكافية لمواجهة أهل الباطل والذود عن بيضة الإسلام، وإذا لم يتصد أهل العلم الشرعي لمقارعة أهل الباطل فمن يتصدى لهم؟

ولا يخفى عليكم أيها العلماء أمانة تبليغ العلم والمسؤولية الملقاة على عاتقكم أمام الله والأجر العظيم وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه مسلمات بديهية لا تحتاج إلى تذكير فأنتم من يعلمون الناس ذلك وأنتم أهل الذكر.

لكن عوام الناس بأمس الحاجة لعلمكم وتوجيهاتكم ونصحكم لاسيما في وقت تشتد فيه الهجمة الشرسة على ثوابت الدين والدعوة إلى انحراف الشباب ونشر الشذوذ بينهم والتمرد على القيم والأخلاق، وبذل كل محاولة لهدم الأسرة المسلمة إلى غير ذلك من أنواع المنكرات.

في الختام، على قدر أهل العلم تكون المسؤولية أمام الله، فواجب التبليغ والدعوة إلى الله واجبة على عموم الأمة وجوبًا كفائيًا، وواجبة وجوبًا عينيًا على كل فرد من المسلمين بحسب استطاعته وقدر علمه وأنتم أيها العلماء تملكون من العلم والمحاجّة والقدرة على دفع الباطل وإحقاق الحق.

فقوموا لله وقِفوا وقفة الرجل الواحد، لا تأخذكم في الله لومة لائم.

أسال الله أن يعيننا جميعًا على فعل الخير وأن نتعاون على البر والتقوى، اللهم آمين يا ربّ العالمين.