23/8/2025

بسم الله الرحمن الرحيم

يتقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجزيل الشكر والعرفان للعلماء الأجلاء الذين لبّوا نداء النصرة، وتحملوا مشقة السفر من أكثر من 40 دولة، استجابة لواجب شرعي وإنساني، ونصرةً لقضية فلسطين وغزة والمقدسات. 

لقد افتُتحت الجلسة البروتوكولية بكلمات معبرة، سلطت الضوء على عمق المعاناة التي يعيشها أهل غزة، حيث يواجهون الموت في كل لحظة، ويتعرضون لثلاثة أنواع من الحروب: 

1. حرب القتل والتدمير الوحشي الذي يستهدف كل شيء. 

2. حرب التجويع والحصار المفروض على السكان الأبرياء. 

3. حرب الخذلان والصمت من العالم العربي والإسلامي والدولي. 

إن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية مهمة للغاية، حيث يواجه العلماء ومن خلفهم الأمة اختبارًا حقيقيًا في نصرة إخوانهم في غزة وفلسطين، وإثبات صدق الانتماء لهذه القضية العادلة، والدفاع عنها بكل ما أوتوا.

وأكد المشاركون أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل تحدٍ سافر للإنسانية جمعاء، وقيم العدالة والحرية والكرامة. 

ويؤكد الاتحاد في هذا السياق أن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ثابتة منذ تأسيسه، ولم تبدأ من 7 أكتوبر 2023، بل هي ممتدة عبر البيانات والنداءات والفتاوى، والزيارات، والمقترحات البناءة، والدعم المستمر لمشروع المقاومة ورفض التطبيع والخذلان.

كما شددت الكلمات على أن تاريخ الأمة مليء بالمحطات المشرقة لنصرة فلسطين وتحرير القدس، وأن العلماء الربانيين عبر التاريخ الإسلامي كانوا في مقدمة الصفوف حاملين قضايا أمتهم، من خلال التخطيط والمقاومة والتوعية.

وقد أكد المؤتمرون أن المطلوب اليوم هو التحرك وفق خطاب يجمع بين العقل والإيمان، والعلم والحكمة، والاعتماد على سنن الله الكونية، مؤمنين بأن المقاومة الفلسطينية حرّكت المياه الراكدة في الأمة، وأيقظت الشعوب من سباتها.

وأن المخرج الوحيد مما نحن فيه هو وحدة الأمة، وبناء القوة الشاملة الرادعة التي تحمي الأمة وسيادتها، وتجعل الأعداء غير قادرين على العدوان والطغيان فقال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) واختتم البيان بالتأكيد أن قضية غزة والقدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية إيمان وكرامة لكل مسلم، وواجب إنساني على كل أحرار العالم. كما شدد على أن وحدة الأمة الإسلامية وحمل قضاياها المصيرية هو السبيل الأوحد للنصر والعزة والتحرير.

ويحذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكيان الصهيوني الغاصب من أن الاستمرار في سفك دماء الأبرياء في غزة، وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل سيدفع بالأمة إلى ما لا تحمد عقباه، وسيؤدي إلى تحرك شعبي واسع وجارف في العالم الإسلامي وخارجه، تتقدمه قوى العلماء والنخب والمجتمعات، وسيتحول الصمت إلى غضب، والغضب إلى فعل.

والله من وراء القصد، 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

السبت 23 أغسطس 2025

إسطنبول – تركيا