خاص هيئة علماء فلسطين

         

4/1/2024

د. محمد سعيد بكر  عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين

💥 المحاور💥

✅ يثير الأعداء ومرضى النفوس العديد من الشبهات حول واجب الإعداد للجهاد في سبيل الله، ومن باب الإعداد لابد من الرد على تلك الشبهات، والتأكيد على شرف هذا الواجب العظيم، فمن تلك الشبهات والردود عليها ما يأتي:

👈 ش١: لا داعي للإعداد لعدم الحاجة إليه!

ج: بل زادت الحاجة إليه في زمان استطالة المعتدين الغاصبين، وعدم وجود ما يردعهم سوى الجهاد .. ولا جهاد بلا إعداد.

👈 ش٢: الإعداد واجب الدول والأنظمة والجيوش النظامية، وقيام غيرهم به فتنة!

ج: نعم هو من واجبات الجيوش والأنظمة، ولكن إن تأخرت الجيوش والأنظمة تحول الواجب إلى الجماعات الكبرى، وإن تأخرت الجماعات الكبرى تحول الواجب إلى المجموعات الصغرى، فإن تأخرت تحول الوجوب إلى الأفراد، لقوله تعالى: “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ” (النساء: ٨٤).

👈 ش٣: الإعداد مندوب ومستحب، فلا داعي لأن يأخذ أكثر من حجمه في أولويات الأمة!

ج: بل هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، في السلم والحرب، كلٌّ بحسب استطاعته، لقوله تعالى: “وأعدوا” وقوله: “ولو أرادوا الخروج لأعدوا” ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:” ستُفْتَحُ علَيْكُم أرَضُونَ، ويَكْفِيكُمُ اللَّهُ، فلا يَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَلْهو بأَسْهُمِهِ” رواه مسلم.

👈 ش٤: الإعداد غير ممكن؛ بسبب منع الأعداء وتربص الجواسيس!

ج: بل هو ممكن، وقد أثبت لنا إخواننا في غزة أن مشروع الإعداد يتطلب إرادة، ويقين، وأخذ بالأسباب المتاحة .. ورب العزة يعمي الأبصار، ويسدد الرأي والرمي، ويبارك الجهود، ويفتح الآفاق والأرزاق .. فقد أعدوا العَدد والعُدد في ظروف أكثر تعقيداً من ظروفنا.

👈 ش٥: لا يجوز الاستعانة بغير المسلمين في الإعداد، فكيف استعان أهل غزة ببعض أعداء الأمة في بناء مشروع إعدادهم!

ج: هذا الحكم هو الأصل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لن أستعين بمشرك” رواه مسلم .. ولكن للضرورة أحكامها، وقد استعان النبي صلى الله عليه وسلم بالمشركين في أكثر من موقف، عند الضرورة، وبلا شروط مؤثرة على دينه ودعوته، وقد لجأ أهل غزة للروافض وغيرهم للضرورة القصوى، ومن واجبنا إعانة إخواننا للتخلص من تلك العلاقة المشبوهة.

👈 ش٦: يحتاج الإعداد إلى متخصصين وأصحاب قدرات وخبرات عالية، وهذا غير متوفر!

ج: المطلوب أن نبدأ بالميسور من صور الإعداد وأنواعه .. وأن يستمر البحث لبلوغ ما هو أوسع وأعمق وأدق .. ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

👈 ش٧: مهما بلغنا من الإعداد فلن نسبق أعداءنا، فلا داعي لأن نتعب أنفسنا!

ج: لأجل ذلك لم يطلب منا رب العزة إعداداً مكافئاً للأعداء .. بل طلب إعداداً مستطاعاً لنا، وذلك بحسب قوله تعالى: “ما استطعتم من قوة” .. فمن الواجب أن نتفوق على أنفسنا قبل التفوق غيرنا.

👈 ش٨: الإعداد يستفز الخصوم والأعداء ويفتح عيونهم علينا أكثر!

ج: بل هو يرهب الخصوم والأعداء، ويجعلنا في عيونهم أرقاماً صعبة، لا مجرد هباءً منثوراً، وهذا بحسب قوله تعالى: “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمهُمْ” (الأنفال: ٦٠).

👈 ش٩: عندما تقوم المعارك سيأتي الله بجند من جنده، فلا داعي للإعداد!

ج: الله كلفنا بالإعداد وعاتب من ترك ذلك بقوله: “وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ” (التوبة: 46) .. أما جنده ومدده؛ فلا يمنحهم الله تعالى إلا لمن أخذوا بالأسباب المتاحة، واستغاثوا به وتوكلوا عليه.

👈 ش١٠: الإعداد يمكن أن يلزم الشباب أما الشيوخ والنساء والأطفال فلا!

ج: طالما أن الجميع مُستَهدف من الأعداء فهذا يلزم تحقق واجب الإعداد على الجميع، وبما يناسب قدرة وإمكانية ومستوى وحال الجميع، فجهاد الدفع يتطلب استنفاراً عاماً.

👈 ش١١: الإعداد اللازم هو الإعداد العسكري دون سواه من صور الإعداد!

ج: بل كل صور وأنواع الإعداد لازمة؛ فالإعداد الإيماني والفكري، والأمني، والسياسي، والتربوي، والاعلامي، والتاريخي والجغرافي، والطبي، وغير ذلك فضلاً عن الإعداد العسكري، لأن المعارك يلزمها كل شيء.

👈 ش١٢: الإعداد مكلف، وهو فوق الطاقة!

ج: بين الله تعالى أن الكلفة التي نقدمها في سبيله محسوبة عنده، وهو سبحانه لا يضيع أجر العاملين، قال تعالى في آية الإعداد: “وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” (الأنفال: 60) .. حيث جاءت كلمة “شيء” نكرة لتفيد العموم دون تحديد لحجم هذا الإنفاق.

👈 ش١٣: معظم مشاريع الإعداد تم إجهاضها في مهدها .. فلا داعي للمحاولة!

ج: بل يجب المحاولة … ويكفينا (إن فشلنا) شرف المحاولة .. وقد أجهض المعتدون مشروع الإعداد في غزة كثيرة لكن الله يخرج الحي من الميت، فلا يأس ولا قنوط.

👈 ش١٤: لا داعي لإعداد الجسد والبدن لأن الحروب اليوم كلها إلكترونية!

ج: لا يمكن حسم المعارك إلا بحرب برية .. والقتال البري يتطلب لياقة عالية جداً وجسداً مشدوداً.

👈 ش١٥: الإعداد الأمني مستحيل ومعجزة لأن عيون الأعداء ترى كل شيء!

ج: الأعداء مهما بلغت قوتهم فلن يصيروا آلهة .. بل هم مجرد بشر؛ لديهم نقاط ضعف وسهو وغفلة .. والمتوكلون على القوي القدير قادرون على اختراق جبهة الباطل ليأتوهم من حيث لم يحتسبوا ويقذفوا في قلوبهم الرعب.

👈 ش١٦: الحروب ليست كما كانت قبل .. والإعداد لها أكثر تعقيداً مما نتصور!

ج: أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن “القوة الرمي” رواه مسلم .. والرمي سيبقى أمُّ القوى الحاسمة في المعارك .. وأصل الرماية يقوم على التركيز .. وهذا يعني أننا إذا امتلكنا قوة التركيز فإنه لا يعنينا اختلاف الأزمنة والأمكنة في باب الإعداد للمعارك.

👈 ش١٧: الإعداد يحتاج إلى مساحة واسعة وأرض ممتدة وهذا غير متيسر!

ج: الذين بدأوا الإعداد متوكلين على الله تعالى بمساحات محصورة؛ أوسع الله لهم مساحات تحت الأرض وفوقها في بلادهم وخارجها.

👈 ش١٨: مع فساد الذمم .. لا يوجد من تثق به ليكون معك في هذا الطريق الشائك!

ج: بل يوجد .. فالخير في الأمة كامن يحتاج من يفتش عنه .. وهذا الواجب يحبه ويتعطش له الكثيرون .. وقد تتعرض لطعنات وخيانات مقصودة أو غير مقصودة .. فما عليك إلا الصبر والمصابرة .. وقد وقع أجرك على الله .. والمطلوب تكثيف الحذر دون نزعٍ لركن الثقة بالطيبين.

👈 ش١٩: بما أنه إذا قامت المعركة فإن جسد الأمة كلها سينتفض بما في ذلك الملتزمون وغيرهم .. فما قيمة الإعداد الإيماني والتعبدي إذاً!

ج: الإعداد الإيماني حيث لزوم العبادة والطاعة والمحافظة على الصلاة والتلاوة والذكر لا يعين على البدء في المعارك فحسب؛ بل يساعد على الثبات فيها .. ويكسب القتلى فيها شرف الشهادة .. فالأمر ليس مجرد حمية بقدر ما هي عقيدة راسخة وعمل مستقيم .. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الأنفال: 45).

👈 ش٢٠: كيف نحصل على السلاح .. وفي حال حصلنا عليه ماذا يمكننا أن نفعل به .. وأين يمكننا تخزينه!

ج: قد لا يكون الحصول على السلاح في بداية الإعداد مطلوباً .. لأن ثمة صور كثيرة من الإعداد تسبق ذلك .. ومن المهم توفير وتأهيل العَدد قبل تحصيل العُدد .. فجمع المال .. وتأهيل الرجال أولويات تسبق ذلك .. والجانب الأمني يسبق الجانب العسكري .. والذي يبحث عن الشيء يجده .. والذي يحب الشيء يجد السبيل الأمثل للوصول إليه وحفظه .. بل وصناعته وتدويره.

👈 ش٢١: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني لقاء الأعداء حين قال: “لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ” رواه البخاري .. والإعداد شكل من أشكال تمني لقاء العدو!

ج: بل الإعداد شكل من أشكال اجتناب لقاء العدو .. لأننا به نُرهِب الأعداء فلا يفكرون في قتالنا .. ومع إكمالنا للحديث نكشف أهمية الإعداد في تحقيق الصبر عند التحام الصفوف، فقد أتم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث نفسه بقوله: “فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ”.

👈 ش٢٢: إلى متى سيبقى الإعداد .. وهل له سقف زمني محدد .. أم أنه مفتوح .. وماذا بعد؟!

ج: قد يبدأ الإعداد ولا ينتهي .. وقد يبدأ ولا يستمر لدخول الأمة في معركة مفاجئة .. وقد يموت الإنسان وهو في مرحلة الإعداد .. المهم أن لا تتراخى الأمة عن عتادها وعدتها .. قال تعالى: “وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً واحدة” (النساء: ١٠٢).

👈 ش٢٣: بما أنه لن يمنع حذر من قدر .. ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. فلماذا الإعداد؟!

ج: لأن الله القوي القدير العزيز الذي بيده الخلق والأمر هو الذي كلفنا بذلك .. وهذا يعني أن ترك الإعداد من التواكل المذموم لا من التوكل المحمود .. ونحن لا نعتمد على إعدادنا بل على الله ربنا.

👈 ش٢٤: قد نصطدم عند مجرد التفكير بمشروع الإعداد بأقرب الناس إلينا .. أو قد يمنعنا ويحاربنا أبناء جلدتنا!

ج: وهذا يتطلب البدء بتوفير بيئة داعمة لا مانعة لهذا الخير من أهلنا وأحبابنا .. أما أبناء جلدتنا ممن أخذوا موقف الموالي والحامي والمدافع عن أعدائنا؛ فلا نملك سوى الصبر عليهم والحذر منهم والدعاء لهم بالهداية أو عليهم بالهلاك .. وسيأتي الله “بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين” ..

وقد بيَّن القرآن صفة هؤلاء بقوله تعالى: “وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ” (المنافقون: 4).

👈 ش٢٥: لازلنا نستخدم في الإعداد أدوات وأسلحة وعتاد وخطط خصومنا .. فكيف لنا التغلب عليهم!

ج: الحكمة ضالة المؤمن أنَّا وجدها فهو أحق بها .. والأصل أن يكون استخدامنا لذلك كله بحذر .. وأن نفكر في صناعة بدائل وخطط محلية .. وأن يكون طابع إعدادنا إبداعياً يتطور بشكل مستمر.

👈 ش٢٦: نحن جاهزون ولا نحتاج إلى إعداد .. فقط ينقصنا قيادة شجاعة وإدارة حكيمة!

ج: بل نحن لسنا جاهزين ولا مستعدين .. وهذا الكلام يذكرنا ببني إسرائيل الذين كانوا يظنون بأنه لا ينقصهم سوى القيادة فجاءهم الرد لنتعلم نحن ولا نكرر أخطاءهم، قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ” (البقرة: 246).

👈 ش٢٧: الإعداد كما الجهاد يحتاج إلى إذن الحاكم والأمير .. وإلا فهو من الخروج عن الطاعة!

ج: ذكرنا في البداية أن الإعداد لابد له من دول أو جماعات كبرى .. ولكن ماذا لو جاء وقته وصار لازماً وواجباً ولم يقم الحاكم والأمير بواجب إعداد شعبه وجماعته .. هل يبقى الناس في حالة انتظار حتى يقتل الأعداء رجالهم ويسبي نساءهم وأطفالهم؟! .. وهل جهاد الدفع والإعداد له يتطلب إذناً .. أم أنه إذا وقع خرجت حتى المرأة بلا إذن زوجها للدفاع عن عرضها وشرفها .. ولابد لذلك كله من إعداااد.

👈 ش٢٨: قد يموت الإنسان أثناء عملية الإعداد .. فما مصيره وحكمه؟!

ج: لا يعلم بمصائر الخلق إلا خالقهم .. ولكن طالما أنه على طريق الجهاد وكانت نيته خالصة لوجه الله تعالى فهو من الشهداء بعون الله تعالى .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم لذاك الذي مات على طريق الحج وهو محرم بالجنة .. فقد “كانَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ (في حجة الوداع) رَجُلٌ فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ فَمَاتَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اغْسِلُوهُ وَلَا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا وَلَا تُغَطُّوا وَجْهَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يُلَبِّي” رواه مسلم.

👈 ش٢٩: هناك مجالات وتخصصات لا تفيد في الإعداد لكنها متاحة .. وهناك مجالات وتخصصات مفيدة لكنها غير متاحة!

ج: لا يوجد تخصص غير مفيد للإعداد .. فالمعركة تتطلب حضور المبدعين من أصحاب التخصصات كلها .. أما غير المتاح فقد ذكرنا كيف أننا مطالبون بإعداد المستطاع والبحث والسعي لتحصيل ما يمكن تحصيله من غير المستطاع .. بحسب القاعدة التي تقول: خذ بالأسباب الموجودة يمنحك الله الأسباب المفقودة.

👈 ش٣٠: المعركة ستبقى في حدود فلسطين .. ولن يجرؤ اليهود على توسيع رقعة الصراع كما أن بيننا وبينهم عهود ومواثيق فلا داعي لإعداد قد يكلفنا بلا جدوى!

ج: لو بقيت المعركة داخل فلسطين فإن من واجبنا الإعداد لنصرة الأقصى وتخليص الأسرى .. ولكنها لن تبقى في حدود فلسطين لأن أطماع اليهود لا تخفى على أحد .. وما كان اليهود أصحاب عهود ولا مواثيق .. ويكفينا في هذا المقام حديث متواتر يبين شكل الصراع وأنه سيمتد، قال صلى الله عليه وسلم: “تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ” رواه البخاري .. وزاد البزار والطبراني بسند فيه ضعف فقالا “أنتم شرقي النهر وهم غربيه”.

وختاماً

هذه الشبهات وغيرها الكثير مما يثيره أعداء الأمة والمنافقون؛ كلها مما لا ينبغي الالتفات إليه باعتبار أن الطائفة المنصورة التي آمنت بشرف الجهاد وكونه ذروة سنام الإسلام لا يضرها من خالفها أو خذلها، قال صلى الله عليه وسلم: “لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ” رواه مسلم .. والله الموفق والمسدد .. وعلى قدر الإعداد يأتي من الله الإمداد.