قسم الفتوى

من نحن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

مقدمة

فلا يزال الناس بحاجة إلى من يفتيهم في مسائل دينهم، ويجيب على ما يَعِنُّ لهم من أسئلة وما يتجدد من نوازل، وقد اضطلع بهذه المهمة العظمية أكابر أهل العلم في القديم والحديث؛ بداية من الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ـ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ مروراً بمن بعدهم من أئمة الدين وحملة الوحي، ولا شك أن الفتوى في أمور الدين ومسائل الشريعة بمكان عظيم، وقد تتابعت أقوال الأئمة رحمهم الله في التنبيه على ذلك؛ فالقرافي من علماء المالكية عدَّ المفتي ترجماناً عن الله عز وجل؛ وابن القيم من علماء الحنابلة عدَّ المفتي موقِّعاً عن الله تعالى فقال: إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات. ا.هــ

والفتوى من الأمور الجليلة الخطيرة، التي لها منزلة عظيمة في الدين، فتولاها رب العالمين جل جلاله بنفسه في مواضع من كتابه فقال {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن…} وقال تعالى {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى هذا الأمر في حياته، وكان ذلك من مقتضى رسالته، وكلفه ربه بذلك قال تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} وقد سئل عن الأشربة وعن اللحم وعن الرجل يقاتل شجاعة أو حمية أو للمغنم ومن بعده خيار أصحابه رضي الله عنهم ما بين مكثر ومقل.

 

وبناء عليه فقد تقرر في هيئة علماء فلسطين إنشاء لجنة تحت اسم (اللجنة الشرعية للفتوى والبحوث والدراسات في شئون القضية الفلسطينية) وذلك بالنظر إلى ما تتعرض له قضية فلسطين من محاولات طمسها أو التقليل من شأنها أو صرف الاهتمام عنها، بالإضافة إلى كثرة النوازل التي تعترض طريق الناس في جهادهم لعدوهم

أهداف إنشاء اللجنة

أولها: بيان الأحكام الشرعية في نوازل القضية ومستجداتها مما تعظم الحاجة إليه

ثانيها: الإجابة على الأسئلة والاستفتاءات التي ترد إليها من داخل فلسطين وخارجها؛ مما يتعلق بالقضية وغيرها مما يحتاج إليه المستفتي

ثالثها: العمل على استحداث قسم للفتوى على موقع الهيئة في الشبكة الدولية يسهل الرجوع إليه لمن احتاج إلى تبيُّن وتثبُّت

رابعها: الاستفادة من الطاقات العلمية الكبيرة الموجودة في تركيا، والتي عهد عنها السعي في خدمة قضية فلسطين

خامسها: إعداد البحوث والدراسات المستفيضة في النوازل التي تطرأ على القضية، والتي تتسارع وتيرتها يوماً بعد يوم

سادسها: الإجابة على الشبهات ودحض الافتراءات التي يروجها المنافقون والمنافقات من أجل صرف الأمة عن الجهاد عموماً وعن قضية فلسطين خصوصاً

سابعها: تلافي الجهد المنكر الذي يبذله المنافقون والمنافقات – ومنهم معممون يظهرون في بعض الفضائيات – لتشويه التعاليم وطمس المفاهيم

 

الوسائل التي تسلكها اللجنة لتحقيق أهدافها

أولها: عقد اجتماع شهري أو في فترة دون ذلك متى ما دعت الحاجة إليه

ثانيها: استعراض ما يرد من أسئلة وتكليف من يجيب عنها من السادة العلماء

ثالثها: ما كان جوابه حاضراً وقد أُشبِع بحثاً – فيما سبق – فإنه يجاب عنه فورا، بالاتفاق على فحوى الإجابة؛ مع تكليف من يتولى الصياغة

رابعها: ما كان بحاجة إلى بحث واستقصاء فإنه يكلف من أصحاب الفضيلة من يتولى ذلك، ثم يعرض بحثه في الاجتماع الذي يليه لتداول الرأي حوله، ومن ثم يكون صدوره

خامسها: هذه الفتاوى كلها لا تصدر باسم شخص كاتبها وإنما باسم اللجنة التابعة لهيئة علماء فلسطين

سادسها: العمل على فهرسة ما يصدر عن اللجنة من فتاوى وبحوث لتخرج بعد ذلك – بإذن الله – في مؤلفات مستقلة

تشكيل اللجنة

يكون اجتماع اللجنة شرعياً تترتب عليه آثاره بحضور نصف أعضائها، وفي حال اختلاف الآراء – في شأن فتوى أو نازلة – يكون الترجيح بما يراه أغلبية الأعضاء

وللجنة أن تستعين بخبراء يُستشارون في تكييف بعض النوازل – سياسية أو غيرها – على ألا يكون لهؤلاء الخبراء دور في التصويت على الفتوى حال الحاجة إلى تصويت

منهجية الفتوى

يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:

أولاً: الاعتماد على الأدلة الشرعية المعروفة عند أهل الأصول وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس

ثانياً: تحري الوجه القوي الصحيح للترجيح بين أقوال أهل العلم؛ وقد قال الإمام النووي رحمه الله (ليس للمفتي والعامل في مسألة فيها قولان أو أكثر أن يعمل بما شاء منها بغير نظر؛ بل عليه العمل بأرجحها). ا.هــــ

ثالثاً: عدم تتبع الرخص وزلات العلماء رحمهم الله جميعاً؛ فإن ذلك باب من أبواب الزندقة

رابعاً: الحرص على التيسير على الناس – خاصتهم وعامتهم – ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما

خامساً: مراعاة الواقع وتغيُّر الحال عما كان عليه في الزمان الأول؛ بما لا يتعارض مع مقاصد الشرع

سادساً: الأخذ بالوسط بين من يريد نبذ المذاهب والتمرد عليها، وبين من يجمد على التقليد والتعصب المذموم لمذهب ما، مع مراعاة المذهب السائد في البلاد التي يرد الاستفتاء منها

سابعاً: عدم الخوض في المسائل التي هي مظنة الخصومة والتقاضي، والإحالة في ذلك على جهة الاختصاص التي تستطيع استيفاء البيِّنات والإحاطة بالقرائن.

موجِّهات في تحرير الفتاوى

أولاً: الحرص على ذكر الدليل أو التعليل، أعني دليل الحكم أو علته

ثانياً: عزو القول إلى القائل به من أهل العلم؛ مع نقل كلامه بنصه إن أمكن حتى يكون في ذلك إقناع للمستفتي وخروج من العهدة

ثالثاً: الاسترشاد في النوازل بما صدر عن المجامع الفقهية والهيئات العلمية المعتبرة

رابعاً: الأصل في الفتوى اعتمادها على البحوث والمذكرات المحررة من قبل أعضاء اللجنة الموقرين

هذا وقد يُحتاج مستقبلاً إلى تعيين باحث مقيم بالهيئة تكون مهمته – تحديداً – إعداد مادة علمية من المراجع المعتمدة فيما يتعلق بالسؤال أو النازلة موضوع البحث، هذه المادة تصلح للعرض على أصحاب الفضيلة من أجل التداول بشأنها، ومن ثم إصدار الفتوى المناسبة، والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

خطوات الشروع في العمل

أولاً: يقوم صاحب الفضيلة رئيس هيئة علماء فلسطين بالاتصال بالأعضاء المرشحين لعضوية اللجنة بصورة فردية لعرض الأمر عليهم، وشرح أهداف اللجنة

ثانياً: من يوافقون على عضوية اللجنة توجَّه إليهم خطابات ممهورة بتوقيع رئيس الهيئة

ثالثاً: يحدَّد الاجتماع الأول للجنة خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ صدور قرار تأسيسها

رابعاً: يكون ثمة إعلان مناسب عن تشكيل هذه اللجنة والدور المنوط بها؛ لعل بعض السادة العلماء يسهم في عملها متطوعاً بالوجه الذي يناسبه، وكذلك لئلا يفاجأ بعضهم حين يستعان به مستقبلاً إن شاء الله تعالى

فتاوى هيئة علماء فلسطين

فتاوى علماء الأمة