خاص هيئة علماء فلسطين

         

13/2/2025

نظّم مركز المقاصد للبحوث والدراسات يوم الجمعة 7 فبراير 2025م ندوة علمية حول “تطورات_الأوضاع_في_غزة: وتداعياتها على المنطقة ودور الأمة تجاهها“، وذلك بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من الأردن، العراق، وفلسطين. تناولت الندوة أبعاد الأزمة الراهنة، تأثيرها على الأوضاع الإقليمية، والمسؤولية الملقاة على عاتق الأمة الإسلامية في هذا السياق.

المتحدثون في الندوة

تشرف اللقاء باستضافة نخبة من الشخصيات البارزة الذين قدموا من دول مختلفة للمشاركة في “المؤتمر الصومالي لدعم المسجد الأقصى وسكان غزة“، الذي انعقد يومي الأربعاء والخميس، 5-6 فبراير 2025، وهم:

الشيخ الدكتور سعيد اللافي – رئيس رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق.

الدكتور سعود محفوظ – النائب السابق في البرلمان الأردني.

البروفيسور كمالين شعث – الرئيس الأسبق للجامعة الإسلامية في غزة.

***

افتتاح الجلسة

استهل الدكتور محمد عبد الكريم مكاوي، مقدم الندوة، الجلسة بالترحيب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة. ثم قدم تعريفًا موجزًا عن المشاركين، مبرزًا إسهاماتهم العلمية والسياسية في قضايا الأمة الإسلامية. بعد ذلك، افتتح باب الكلمات، وبدأ بالدكتور سعيد اللافي الذي تناول البعد الديني في القضية الفلسطينية.

كلمات الضيوف:

الدكتور سعيد اللافي: عوامل التمكين وأثرها في النصر، تناول الدكتور سعيد اللافي في كلمته أسباب التمكين التي تتمتع بها غزة وأهلها في مواجهة العدوان، مستعرضًا البعد الإيماني والواقعي لهذا التمكين. كما استشهد بالآية الكريمة: “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً” (التوبة: 36)،

موضحًا أن كلمة “كافة” في هذه الآية تحمل بُعدًا استراتيجيًا، حيث لا تقتصر على القتال فحسب، بل تشمل جميع الأساليب والوسائل التي تحقق النصر والتمكين للأمة الإسلامية. وأشار إلى أن قيادة غزة أدركت هذا المعنى العميق وطبّقته على أرض الواقع في مواجهة الاحتلال.

الدكتور سعود محفوظ: الأبعاد السياسية للحرب على غزة.

من جانبه، قدّم الدكتور سعود محفوظ قراءة تحليلية حول كواليس وتداعيات الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الدمار الذي لحق بالمنطقة كان هائلًا، إلا أنه أكد أن النصر المعنوي الفلسطيني لا يقل أهمية عن النصر العسكري. كما ثمن الصمود الفلسطيني رغم حجم الدمار، مؤكدًا أن مساعي ومحاولات بعض القوى الدولية، لا سيما الإدارة الأمريكية الجديدة في البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لن تحقق أهدافها بالكامل.

كما ناقش تأثير الحرب على التوازنات السياسية في المنطقة، محذرًا من محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع التسوية غير العادلة، ومؤكدًا أن الإرادة الشعبية الفلسطينية لا تزال قوية وقادرة على مواجهة كل المخططات.

البروفيسور كمالين شعث: جذور القضية الفلسطينية

اختُتمت المداخلات بكلمة للبروفيسور كمالين شعث، الذي قدّم تحليلًا تاريخيًا مفصلًا حول جذور الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وأوضح أن الاستيطان اليهودي في فلسطين بدأ في وقت مبكر، حيث سعت الحركة الصهيونية بقيادة تيودور هرتزل لإيجاد وطن قومي لليهود. وأشار إلى أن هرتزل لم يكن يرى فلسطين كخيار وحيد في البداية، بل كانت هناك محاولات للاستيطان في مناطق أخرى، لكنها استُبعدت لاحقًا لصالح فلسطين، بسبب الدعم الدولي لمشروع الاستيطان الصهيوني فيها.

كما استعرض البروفيسور شعث دور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقيادتها، خاصة الشيخ أحمد ياسين، الذي وصفه بأنه:”رجلٌ ربّى جيلًا قويًا قادرًا على مواجهة المحتل”.وأشار إلى كيفية تفاعل أهل غزة مع العدوان الإسرائيلي المستمر، ومدى صمودهم رغم القصف المكثف الذي لم يتوقف ليلاً أو نهارًا، مؤكدًا أن غزة باتت نموذجًا للصمود في وجه الاحتلال.

من جانبه، تحدث رئيس مجلس أمناء مركز المقاصد، النائب في البرلمان الصومالي Dr Mohamed sheikh Ahmed، مشيرًا إلى أن المركز يسعى للإسهام بدوره في نصرة فلسطين وأهل غزة، انطلاقًا من مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.

عقب المداخلات، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث تم طرح العديد من التساؤلات الجوهرية حول تطورات القضية الفلسطينية ومستقبل الصراع.