زار وفد من هيئة علماء فلسطين في الخارج مدينة قونية وسط تركيا برئاسة الأمين العام للهيئة الدكتور “نواف تكروري”، يرافقه كلٌّ من “زكريا خليل” أمين سر فرع الهيئة في تركيا و”محمود النفار” عضو وحدة البحوث والدراسات في الهيئة بتركيا، بتاريخ 22/12/2016 ، حيث شملت الجولة زيارات متنوعة لبلدية المدينة ودار الإفتاء ومديرية التربية ومؤسسة مهر وبعض رجال الأعمال، إضافة لمشاركتهم في المهرجان الكبير الذي أقامته مؤسسة İHH التركية.
والتقى الوفد خلال الزيارة رئيس العلاقات الخارجية في بلدية قونية الكبرى “سليم يوجل” الذي رحب بهم وبزيارتهم.
ووضع الوفد السيد “سليم” بصورة نشاطات الهيئة وعملها في تركيا من خلال عرض بعض الأعمال والمشاريع التي أقامتها الهيئة، إضافة لسرد بعض الأفكار والمشاريع المستقبلية التي يمكن أن يتم التعاون فيها مع بلدية المدينة وأن تكون شريكة مع الهيئة في تنفيذها.
وخلال اللقاء طرح وفد الهيئة رغبته في إقامة المخيم العلمي الثالث في مدينة قونيا ووضعوا السيد رئيس العلاقات الخارجية في البلدية بصورة المشروع الذي وعدهم بالتعاون والعمل على إنجاحه.
وفي زيارة لدار الإفتاء في المدينة التقى الأمين العام “د. نواف تكروري” مع الدكتور “علي أك بينار” مفتي مدينة قونية حيث تبادلا أطراف الحديث حول ما يجري في مدينة حلب السورية إضافة لوضعه بآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، لا سيما المشاريع التهويدية في المدينة ومنع الأذان في مدينة القدس.
من جهته شدد الدكتور “علي أك بينار” أن فلسطين جزء من وجدان الأمة عامة وتركيا خاصة، مؤكداً وقوفه إلى جانب قضايا الأمة الإسلامية والتعاون على رفع الظلم عن المظلومين.
وخلال الحديث عن المأساة السورية خاصة المعاناة في مدينة حلب قال الدكتور “نواف تكروري” أن من يسفك الدماء في مدينة حلب لا يمكن أن يحرر المسجد الأقصى المبارك من المغتصبين، مضيفاً أن من يظلم أهل سوريا لا يمكن أن يرفع الظلم عن المظلومين في فلسطين أو يقف إلى جانب القضية، مشيراً إلى أن دماء وقضايا الأمة العربية والإسلامية واحدة لا فرق بينها أبداً.
وفي رسالة إلى الدعاة وخريجي العلم الشرعي في تركيا أوضح الأمين العام للهيئة أن هناك واجباً كبيراً عليهم في إحياء الأمة وتذكيرها بقضاياها، فهم الدعاة أولاً وآخراً، ويقع على عاتقهم القيام بعمليات التغيير في المجتمع.
وخلال اللقاء جرى الحديث عن نشاطات الهيئة في تركيا والمخيمات التي أقيمت في مدينتي إسطنبول وبورصة، إضافة لنية الهيئة إقامة المخيم العلمي الثالث في مدينة قونية، حيث طلب الدكتور “نواف تكروري” التعاون في إنجاحه، وتنفيذ مشاريع مشتركة تساهم في بناء فكري لدى أبناء الأمة.
وفي مستهل جولته بالمدينة التقى وفد الهيئة أيضاً مع مدير التربية في قونية السيد “مقدر غورسوي” الذي عرفوه بالهيئة وأنشطتها بتركيا ووضعه بصورة مشروع المخيم العلمي الثالث الذي تنوي الهيئة إقامته بالمدينة، ملتمسين التعاون في إنجاح المشروع من قبل المديرية، حيث تعهد مدير التربية بتأمين ما يلزم لإنجاحه.
وزار الوفد أيضاً وقف مهر حيث التقى الأمين العام الدكتور “نواف تكروري” بمدير الوقف وأعضاء المكتب الإداري، وتحدثوا فيها عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون السوريون في حلب، وكيفية التعاون بين المؤسسات والمجتمع لتخفيف ما وقع عليهم من ظلم.
وتطرق الجانبان أيضاً إلى مشروع العرس الجماعي من خلال العمل على تحديد موعد جديد لإقامته بعد أن كان مقرراً تنفيذه خلال الأيام الماضية لكنه تأجل بسبب الأحداث التي جرت في حلب.
وفي زيارة لكلية الإلهيات في جامعة نجم الدين أربكان التقى الوفد برئاسة الدكتور نواف عميد الكلية الدكتور “رمضان ألتينتش” وبعض أعضاء اللجنة التدريسية في الجامعة حيث تحدث الجانبان عن الأوضاع التي تمر بها الأمة ولا سيما الأحداث المأساوية في مدينة حلب.
وألقى الدكتور محاضرة بعنوان “القدس وقضايا الأمة” أمام طلبة الكلية في إحدى قاعاتها، متناولاً عدة قضايا منها الشباب المسلم في المجتمع، وواجب الدعاة في إحياء الأمة، إضافة لتناول قضايا الأمة الإسلامية عامة وقضية حلب خاصة، إضافة لقضية الأمة قضية فلسطين وواجب أبناء الأمة تجاهها.
وأكد الأمين العام خلال المحاضرة على واجب طلبة العلوم الشرعية بالتحرك بما تعلموه من علوم شرعية لينقذ الناس به، وأن يأخذوا دورهم في نصرة قضايا الأمة من خلال التحصن بالعلم والوعي وتثقيف الناس وتعليمهم، وايضاً فإن فلسطين تنتظر منكم الكثير، مشدداً بأن الواجب على عاتقهم كبير ففلسطين والقدس ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم بل هي ملك للأمة الإسلامية و للعاملين بالأخص منهم، و لا تنسوا أن تركيا في قلب كل فلسطيني كما أن فلسطين في قلب كل تركي.
من جهته استقبل وفد الهيئة في منزل عضو وحدة البحوث والدراسات بالهيئة “محمود النفار” عدداً من الطلبة الفلسطينيين في المدينة، وتعرف الأمين العام الدكتور “نواف تكروري” على الطلبة الجدد الذين التحقوا بالجامعات التركية حديثاً وأوضاعهم الدراسية واستمع إلى ملاحظاتهم واحتياجاتهم.
بدوره تحدث الدكتور نواف تكروري عن واجبهم كطلاب فلسطينيين يحملون هم قضيتهم ويمثلونها في تركيا.
ومن ضمن الزيارات أيضاً لقاء الوفد بأحد رجال الأعمال في المدينة السيد “مصطفى” برفقة الدكتور “رمضان سونميز”، حيث دار الحديث عن أحوال الأمة وآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والسورية “أحداث حلب”.
وتعهد السيد “مصطفى” بمساندة المظلومين من أبناء الأمة ومساعدتهم، لا سيما العائلات المتضررة جراء اللجوء خاصة في مدينة قونية، إضافة على العمل في مساندة القضية الفلسطينية.
وخلال الجولة التي قامت فيها الهيئة بالمدينة قدمت العديد من الهدايا التذكارية للمؤسسات والمسؤولين بعد دعوتهم إلى زيارة مقر الهيئة في مدينة إسطنبول.