خاص هيئة علماء فلسطين
17/12/2020
هذا رابط فيديو الكلمة الاستفتاحية:
الحمد لله على فضله وكرمه، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين،
ضيوفَنا الأكارم من العلماء الأجلّاء، ويا أبناء هذه الهيئة المباركة هيئة علماء فلسطين؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:
فها هي المرّة الرّابعة التي تحط هيئتنا المباركة هيئة علماء فلسطين رحالها للمراجعة والتّجدّد بغية الانطلاق أقوى وأشدّ من ذي قبل.
هذه الهيئة التي مثّلت إضافة نوعيّة في موضعين على حدّ سواء؛ فكانت إضافة نوعيّة على مستوى العمل الفلسطينيّ إذ غدت بفضل الله تعالى ثم بجهود أعضائها وأبنائها عنوانًا رئيسًا في العمل الشّرعيّ الفلسطينيّ وعنوانًا، كما غدت إضافة نوعيّة على مستوى عمل العلماء والدّعاة على مستوى الأمّة الإسلاميّة فأصبح للهيئة حضورها الكبير وفاعليتها المتميزة وأثرها الظاهر على مستوى مؤسسات علماء الأمّة الإسلاميّة.
وسأترك الحديث عن الهيئة وإنجازاتها إلى جلسات الجمعيّة الإداريّة، وسأحاول استثمار هذا الحضور من العلماء الضّيوف ومن علماء الهيئة للوقوف على قضيّة من أخطر ما تتعرّض له فلسطين بل الأمة الإسلاميّة اليوم، ومسؤوليّتكم أيها العلماء فيها متعاظمة ومضاعفة؛ إنّها قضيّة السّاعة؛ الهرولة المهينة للتّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ
فيا أيها العلماء الأفاضل؛ يا ملح البلد:
إنّ الصّهاينةَ لم يكلّوا ولم يملّوا ولم يهدؤوا منذ أكثر من مئة عامٍ من التّخطيط والعمل العدوانيّ المباشر على أمتنا جمعاء وعلى فلسطين على وجه الخصوص
وعلى مرّ تلكم الأعوام كان العلماء والدّعاة من أهل الحقّ والمواقف في مقدّمة الصّفوف لمواجهة هذا السرطان الذي ما يزال يفتك بجسد الأمة كلّها.
فتقدّموا الصّفوف في مواجهة الإنكليز وتمكينهم للصّهاينة وتقدّموا صفوف الشّهداء والشيخ عز الدين القسام والشّيخ فرحان السعدي وطلابهم ما زالوا شامة في جبين الزمن
وعندما أعلن عن قيام الكيان الغاصب تقدّم العلماء والدّعاة الصّفوف من كل بلاد المسلمين من مصر وسوريا والعراق والسعوديّة
وإنّ لقاء هذه الثلّة المباركة التي تلتقي اليوم في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ به فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك هو امتدادٌ لمسيرة العلماء الذين يقومون تجاه فلسطين، فأنتم أيّها العلماء الاجلّاء تمثّلون اليوم نبض هذه الأمّة المعطاءة، واجتماعكم هذا دليلٌ ساطع على أنّ امتنا لن تموت ولن ينضب فيها الخير والحق مهما استعلى الباطل وحشد جنوده ومرتزقته، وإنّ قول كلمة الحقّ وتحمّل نتيجتها ومسؤوليّتها هو عنوان العلماء الذين يبلّغون رسالات الله تعالى
قال تعالى: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا”
ومما يؤلمنا أن نقول: إننا تجاوزنا اليوم مرحلة التطبيع فما تفعله الأنظمة الخائرة في الاتفاقات الأخيرة يتجاوز التطبيع ويصل درجة التحالف العضوي مع هذا الكيان الصّهيونيّ الغاشم المعتدي، إنّه تحالفٌ مع الصّهاينة ضدّ الامة وشعوبها كافة.
وإنّ مواجهة هذا التحالف الجديد تحت مسمى التطبيع هو من أوجب واجباتنا، وإنّ علو صوتكم برفض التطبيع هو السبيل إلى إخراس تلكم الأصوات النشاز التي بدأت تعلو وترتفع مهرولة للانبطاح تحت أقدام الصهاينة موهمةً الأمة أنّ هذا هو الجو والرأي العام.
ومما ينبغي التأكيد عليه في هذا المقام هو أنّ شعوب امتنا كلها لا سيما شعبنا في الامارات والبحرين والسودان والمغرب برآء من هذه الاتفاقيات الخيانيّة، فوالله ما عهدنا شعوبنا في السودان والإمارات والبحرين والمغرب وسائر شعوب امتنا إلّا شعوبًا أصيلةً معطاءة مجاهدة تبذل الغالي والنفيس في سبيل دينها ومقدساتها.
أيّها العلماء:
لا تيأسوا ولا تحبطوا من رؤية المطبعين والمتنازلين والمتآمرين، فإنّ هذه المرحلة ضرورية قبل النصر أن تتمايز الصّفوف وأن يعلن كل فريق عن نفسه وأن تنكشف الأوراق وليكن همّكم ما يجب علينا نحن فعله، وماذا يترتب علينا فداءً للقدس والأقصى، واعلموا أنّ من ينصر القدس والأقصى فإنما ينصر نفسه ويشرّف نفسه فهذه القضيّة الحقّ لا يستطيعها إلّا الشرفاء أهل العزّة والكرامة
إنّ المطلوب منا اليوم البذل الحقيقي بكل ما نستطيعه وبكل المجالات الإعلاميّة والماليّة والفكرية والمعرفيّة والجماهيريّة
وليكن لقاء جمعيّتنا نقطةً فارقة في عمل العلماء جميعًا وعلماء فلسطين على وجه الخصوص في مواجهة هذا التهاوي المخزي من الأنظمة المطبعة.
هو الأقصى يستنصركم وهي القدس تنتظركم وسيفصل الله تعالى بين عباده وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
———————–
يُذكَر أن الجمعية العامة لهيئة علماء فلسطين عقدت لقاءها الرابع إلكترونياً عبر برنامج زوم بتاريخ 2-3 جمادى الأولى 1442هـ الموافق 17-18 ديسمبر2020م. وقد حضر الجلسة الافتتاحية أكثر من 150 عالماً من فلسطين ونخبة من علماء الأمة الإسلامية من تركيا ومصر والسنغال والسعودية والمغرب العربي.
وتمَّ بثها مباشر عبر عدة قنوات إعلامية عالمية، وتحدث فيها الضيوف:
- الدكتور أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- أمين المنبر الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس.
- العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين.
- الدكتور محمد سعيد باه أمين عام المنتدى الإسلامي للتنمية والتربية في السنغال.
- الدكتور محمد عبد المقصود النائب الأول للهيئة الشرعية.
- الأستاذ حسين دميرهان نائب مفتي إسطنبول وممثلاً عن رئاسة الشؤون الدينية التركية.
- الدكتور سعد بن ناصر الغامدي أمين عام منتدى العلماء.
- الدكتور جمال عبد الستار الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.
انتهى