خاص هيئة علماء فلسطين

         

21/12/2020

هذا رابط فيديو الكلمة:

أصحاب الفضيلة السادة العلماء الأجلاء السادة الحضور جميعاً

أُحييكم وأُهنئكم ونهنئ أنفسنا بهذا المؤتمر وبهذا الجمع العام الرابع لهيئة علماء فلسطين

وأهنئ هذه الهيئة بصفة خاصة على نجاحاتها وتقدمها المطّرد في تثبيت مكانتها ورسالتها، وتوسيع أنشطتها وتأثيرها، واحتلالها مركزاً قيادياً وطليعياً في الأمة بصفة عامة، وفي قضيتنا قضية فلسطين بصفة خاصة.

إن العلماء في الوضع السوي لا بدَّ أن يكونوا طليعة الأمة، فالعلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء طليعة أممهم، والعلماء تبعاً لذلك هم طليعة الأمة، فإذا لم يكونوا كذلك فمعناه أن هناك خللاً وتقصيراً وتفريطاً من العلماء، أو ممن يحولون بينهم وبين قيامهم بواجبهم الطليعي.

وإذا كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسّسه وأطلق مبادرته شيخنا الإمام فقيه العصر الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله فصار بفضل جهوده وجهود العلماء الآخرين في شتى أنحاء العالم، وبتوفيق الله قبل ذلك وبعده؛ صار يمثل طليعةً في حركية الأمة والعمل الإصلاحي والعمل العلمي والعمل الدعوي.

ونحن نرى اليوم وهذا ما أتمنى أن يثبُت أكثر فأكثر؛ أن الاتحاد العالمي إذا كان طليعةً في الأمة الإسلامية، فهيئةُ علماء فلسطين هي طليعة الطليعة، هكذا ينبغي أن تكون. وقضية فلسطين وشعب فلسطين وعلماء فلسطين لا بد أن تكون لهم الريادة، وأن يكونوا في المقدمة وأن يكونوا في الطليعة. وهذا ما نراه ونرجوه ونرى الهيئة سائرة فيه بإذن الله، فزادها الله توفيقاً وسداداً. وأجدد التحية لعلمائها وأعضائها وقيادتها ورئيسها.

وإن هذا الاجتماع بصفة خاصة، وهذا المؤتمر مؤتمرُكم الرابع يأتي -كما أشار فضيلة الشيخ نواف رئيس الهيئة- في ظروف نعرفها ونعيشها يوماً بيوم، هذه الأيام والأسابيع والشهور الماضية التي عرفت انهيارات متتالية في الصف العربي الرسمي، ونشط المهرولون وتداعى المتساقطون إلى ما يسمى بوليمة التطبيع.

وإن التطبيع أيها السادة العلماء الفضلاء ليرمي في أول ما يرمي إليه إلى محاصرة الشعب الفلسطيني، ومحاصرة الفصائل المقاومة في الشعب الفلسطيني.

إن سبعين سنةً من تاريخ هذا الكيان الغاصب لم تكفهم للقضاء على الشعب الفلسطيني، ولا على تطلعاته التحررية، ولم يستطيعوا محاصرته. حاصروا غزة، وحاصروا الضفة قريةً قرية، ومدينةً مدينة، وحيّاً حياً، وحاصروا المسجد الأقصى، ومع ذلك يجدون إرادة الشعب الفلسطيني وتطلّعَه إلى التحرر يجدونها إرادةً صلبة ثابتةً راسخة. فقالوا هم وبعض الأنظمة العربية التي ضاقت ذرعاً هي أيضاً بالقضية الفلسطينية وتريد تصفيتها، فتداعوا إلى ممارسة كل الضغوط؛ الضغوط الترهيبية والضغوط الإغوائية لكي تتسارع بعض الأنظمة العربية لهذا التطبيع ولهذا الاعتراف فتشكلَ حصاراً جديداً ضد الشعب الفلسطيني وضد إرادته ونحن علينا أن إذا وعينا هذا أن نعمل على كسر هذا الحصار بحصارٍ مضادٍ آخر. ومحاصرةُ إسرائيل ومحاصرةُ الأنظمة الخيانية ومحاصرةُ المطبّعين بالمدّ الشعبي وبالتوعية الشعبية وبصلابة المواقف الشعبية. هذه هي ضمانتنا الكبرى وهذا هو رصيدنا الأكبر؛ رصيد القضية الفلسطينية هو صلابة إرادة الشعوب وثبات الشعوب. وهذا والحمد لله متحققٌ ومتيسرٌ لكي يتحققَ أكثر فأكثر. فنحن نرى أكثر الشعوب علاقةً واحتكاكاً وقُرباً من الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني والشعب الأردني والشعب المصري والشعب اللبناني هذه الشعوب هي الأكثر صلابة والأكثر رفضاً لهذا الكيان فمن باب أولى أن تكون الشعوب الأخرى أيضاً رافضةً وتابعةً لرفض هذه الدول الأكثر احتكاكاً مع الكيان الصهيوني.

إننا نستطيع فعلاً وحقيقةً أن نمارس حصاراً على الكيان الصهيوني وعلى عملائه وحلفائه من العرب ومن غيرهم بالعمل في أوساط الأمة وأوساط شبابها ونسائها وأطفالها وهذا ما تنتظره منا قضيتنا الفلسطينية وقضية الأمة بصفة عامة، فإن تحرر الشعب الفلسطيني هو جزء طليعي من تحرر الأمة العربية والإسلامية.

فزادكم الله توفيقاً وسداداً وقوةً وريادةً أيها الأخوة الكرام الأعزاء في هيئة علماء فلسطين. بارك الله جهودكم ومؤتمركم وأحاطكم دوماً بالتوفيق والسداد والنجاح. والحمد لله أولاً وأخيراً وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.

—————————

يُذكَر أن الجمعية العامة لهيئة علماء فلسطين عقدت لقاءها الرابع إلكترونياً عبر برنامج زوم بتاريخ 2-3 جمادى الأولى 1442هـ الموافق 17-18 ديسمبر2020م. وقد حضر الجلسة الافتتاحية أكثر من 150 عالماً من فلسطين ونخبة من علماء الأمة الإسلامية من تركيا ومصر والسنغال والسعودية والمغرب العربي.

وتمَّ بثها مباشر عبر عدة قنوات إعلامية عالمية، وتحدث فيها الضيوف:

  1. الدكتور أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
  2. أمين المنبر الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس.
  3. العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين.
  4. الدكتور محمد سعيد باه أمين عام المنتدى الإسلامي للتنمية والتربية في السنغال.
  5. الدكتور محمد عبد المقصود النائب الأول للهيئة الشرعية.
  6. الأستاذ حسين دميرهان نائب مفتي إسطنبول وممثلاً عن رئاسة الشؤون الدينية التركية.
  7. الدكتور سعد بن ناصر الغامدي أمين عام منتدى العلماء.
  8. الدكتور جمال عبد الستار الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.

انتهى