خاص هيئة علماء فلسطين

         

23/3/2024

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،

فإن المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين هوأولى القبلتين وثاني المسجدين وهو منتهى مسرى رسولنا الكريم ﷺ ومبتدأ معراجه، وإن شدّ الرحال إليه من الأمورالمندوبة شرعاً في الأحوال العادية؛ لما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ ﷺ قال: ((وَلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا)).

ولما كان السبيل الأوضح للدفاع عن المسجد الأقصى وتثبيت هويته ومنع تهويده إنما يكون بشدّ الرحال إليه وعمارته بالمصلين والمرابطين طوال شهر رمضان المبارك؛ بل طوال العام لذا فإن العلماء الموقعين على هذه الفتوى: يفتون بوجوب شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك لتعينه سبيلاً لواجب عظيم وهو حمايته والدفاع عنه ومنع العدو من تحقيق مراده فيه.

وبناءً عليه فإنه يتوجب على أهلنا في فلسطين المحتلة 1948م وكذا أهلنا في الضفة الغربية وأهلنا القاطنين في المدينة المقدسة وجوباً شرعياً السعي بكل السبل ولو اقتضى ركوب الصعاب من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك وحفظه من التهويد.

وإن هذا النفير ليس مجرد زيارة أوعبادة شعائرية مندوبة؛ بل هو رباط وجهاد واجب لدفع العدوان الصهيوني المتحقق، كما يفتي العلماء للمسلمين خارج فلسطين بأن من يجد منهم سبيلاً للوصول إلى المسجد الأقصى – خلال رمضان هذا العام 1445هـ- فيجب عليه أن يأتيه بشرط أن يكون باعثه في الذهاب إلى الأقصى المبارك هوالمشاركة في الدفاع عنه وتثبيت هويته، وأن يشارك في أي أعمال جهادية أو مواجهات مع العدو الصهيوني.

والله نسأل أن يثبت أقدام المجاهدين في سبيله وأن يسدّد رميهم وأن يكفّ بأس المجرمين الصهاينة عن بلاد المسلمين ومقدساتهم، إنه ولي ذلك والقادرعليه.

12 رمضان 1445 هـ الموافق 22 مارس 2024 م.