4/3/2024
الفتوى والخبر منشوران بتاريخ 3/6/2009م في موقع وكالة معاً الإخبارية
http://www.maannews.net/Content.aspx?id=167837
عقد في فندق الإمبسادور في القدس مؤتمر حضره عدد من علماء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، قرأ الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – نص فتوى أصدرها علماء الأمة الإسلامية وخوّلوا الشيخ صلاح بنشرها ، وأكدت الفتوى تحريم تدويل القدس والمسجد الأقصى ، ودعا العلماء الأمة الى تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وشارك في المؤتمر الصحفي إضافة الى الشيخ رائد صلاح ، الدكتور الشيخ عكرمة صبري – رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك – ، الشيخ جميل حمامي – عضو الهيئة الإسلامية العليا – ، الشيخ خالد غنايم – رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء – ،والأستاذ الدكتور عبد الرحمن عباد – الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس .
وقام بعرافة وإدارة المؤتمر الصحفي المحامي زاهي نجيدات – المتحدث بإسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – والذي قدّم للمؤتمر بقوله : ” القدس في لب الصراع ، القدس تحت المجهر ، القدس في دائرة الحدث ، علماء هذه الأمة ، وتحديداً هذا اليوم ، وبهذا التوقيت بالذات ، التي تشهد فيه المنطقة حراكاً سياسياً ، لا سيما زيارة الرئيس الأمريكي اوباما يوم غدٍ الخميس الى القاهرة ، أصدروا فتوى وأرادوا أن يتشرفوا بأن تلقى وتقرأ من بيت المقدس ، حيث يتشرف بيت المقدس بإلقائها وتحديداً الشيخ رائد صلاح”.
وقدّم الشيخ رائد صلاح قراءة الفتوى بقوله :” أؤكد في كلمات واضحة لا تلعثم فيه إطلاقاً ، في هذه اللحظات التي نعيشها ، والتي تؤكد فيها كل القرائن أننا في لحظات مصيرية ، يتقرر فيها ، هل ستبقى القدس ؟! أم ستهوّد ؟! وهل سيبقى المسجد الأقصى ؟! أم سيهدم ؟! وهل سيواصل الإحتلال الإسرائيلي حصار قطاع غزة وتجويعه حتى أجل غير مسمّى ؟! وهل سيواصل الإحتلال الإسرائيلي تهويد الضفة الغربية وطرح مشروع الوطن البديل ؟! وهل سيواصل المشروع الصهيوني سعيه لترحيل فلسطينيي الـ 48 من الداخل الفلسطيني ؟! هذه الأسئلة التي نعيشها الآن حولها إجتمع علماء من الأمة الإسلامية ، من كل فج عميق ، وخرجوا بفتوى واضحة قاطعة ، وضعوا النقاط فيها على الحروف ، وتعرضوا فيها للأسئلة التي طرحتها ، وحتى الآن وقع على هذه الفتوى 53 عالم مسلم ، ولا يزال هناك حشد وتجميع لتواقيع أخرى من علماء آخرين ، وتقديري أنّ العدد سيصل الى مئات العلماء يجمعون بتوقيعهم على هذه الفتوى وعلى وقوفهم من ورائها ، ومن وراء أحكامها الشرعية ، التي لا تقبل الجدل ولا النقاش ولا الإعتراض من أي مسلم ، من أي عربي ، من أي فلسطيني ، كائناً من كان ، وبإذن الله يشرفني أن أقرأ الفتوى الآن “.
وهذا نص الفتوى: بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى علماء الأمة فيما يجري للأقصى والقدس وأهلها
يقول الله تبارك وتعالى: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ?(الإسراء : 1) فالمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وهو ثاني مسجد بني على الأرض بعد المسجد الحرام. وحث النبي ? أمته على إتيان بيت المقدس والصلاة في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه. وبيت المقدس وأكنافه هي مقر الطائفة المنصورة من أمة الإسلام في آخر الزمان، قال ?: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ يَخْذُلُهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وهم على ذلك ، قالوا اين هم يا رسول الله قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
ونحن اليوم نعيش الذكرى الثانية والأربعين لنكبة سقوط الأقصى بتاريخ 7/6/1967 ولقد سعى اليهود منذ احتلالهم فلسطين أن يضموا القدس والأقصى ليقيموا هيكلهم المزعوم ومنذ ذلك اليوم والقدس الشريف والمسجد الأقصى تحيط بهما المخاطر من كل جانب، من حفريات وأنفاق ومخططات لبناء الهيكل في ساحة الأقصى لفرض واقع جديد يهوّد المدينة ويمحو الوجود الإسلامي أرضا وسكانا.
وبهذه المناسبة الأليمة فإنا نؤكد على الثوابت والأحكام الشرعية الآتية
1-العمل على تحرير القدس والمسجد الأقصى وسائر فلسطين، واجب شرعي على الحكام والعلماء والشعوب كل على قدر استطاعته ومسؤوليته.
2- إن المسجد الأقصى والقدس مرتبطان بالدين ارتباطا وثيقاً، فالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على قدسية هذه الأرض المباركة، وأنها حق ووقف إسلامي أبدي لا يقبل التفريط ولا التنازل من أحد.
3-إن اتخاذ أية مواقف أو إجراءات تتيح لليهود السيطرة على القدس أو تهويدها من مثل بيع الأراضي والمنازل أو مبادلتها أو تأجيرها لليهود بشكل مباشر أو غير مباشر، أمر محرم شرعا.
4-المواقف السياسية التي تؤدي إلى سيطرة اليهود على المسجد الأقصى بكل ساحاته ومبانيه أو أي جزء منه فوق الأرض أو تحتها محرمة شرعا، وكل من يتبناها أو يرضى بها يعد خائنا لله ولرسوله وللمؤمنين.
5-الدعوة إلى تدويل القدس أو المسجد الأقصى محرمة شرعا لأنها تنازل عن السيادة الإسلامية على القدس والمقدسات، وهي لا تقل خطورة عن محاولات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة.
6-التعامل السياسي مع الاحتلال أو التطبيع معه، أو إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه، صورة من صور دعم الاحتلال ومساندته لاستمرار احتلاله للقدس وسائر فلسطين، وهو ولاء للأعداء محرم شرعا قال تعالى:” ومن يتولهم منكم فإنه منهم”.
والله من وراء القصد ) .
وبعد أن قرأ الشيخ رائد صلاح اسماء العلماء أردف قائلا :”حتى الآن هذه قائمة الأسماء وأؤكد أن هناك المئات الذين سيوقعون على هذه الفتوى ، هي ليست فتوى أفراد ، هي فتوى سيجتمع عليها بإذن الله المئات من علماء الأمة الإسلامية من كل الأرض بدون إستثناء ” .
وأضاف الشيخ صلاح :” على ضوء هذه الفتوى لدي ملاحظتان ، الأولى ، سنسمع غداً أن أوباما يدعو الأمة الإسلامية والعالم العربي للتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي ، ومن هنا نقول ، وبناءً على فتوى علمائنا ، إنّ التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يواصل تهويد القدس الشريف ، ولا يزال يواصل السعي لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل أسطوري كذّاب على حساب المسجد الأقصى ، ويواصل تهويد الضفة الغربية وحصار قطاع غزة ، إنّ التطبيع مع هذا الإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ممارسة كل هذه الجرائم بناءً على الفتوى هو حرام شرعاً ، هو حرام شرعاً، هو حرام شرعاً، وهذا موقف فوق رأي كل السياسيين مهما كانت مراتبهم ومناصبهم ، ومهما كانت منازلهم ، على صعيد كل الأمة الإسلامية والعالم العربي “.
وتابع الشيخ رائد صلاح :” ثانيا ، ونقولها بلا تردد ، إنّ الهمسات التي بدأت ترتفع في هذه الأيام داعية الى التنازل عن حق العودة ، وإغلاق ملف حق اللاجئين ، او التي بدأت ترتفع لتدويل القدس أو تدويل المسجد الأقصى ، بناءً على هذه الفتوى ، التي سمعناها جميعاً ، هي حرام شرعاً ، هي حرام شرعاً ، هي حرام شرعاً ، وليسمع كل من يحاول أن يتحدّث بلسانه ، أو يكتب بقلمه ، حتى لا يكون بزلة لسان أو بزلة قلم ممن خان الله ورسوله والمؤمنين ، اللهم إنا بلغنا من القدس الشريف ، اللهم فاشهدّ”.
الشيخ عكرمة صبري : التدويل أخطر من التهويد
وفي صدر كلمته، أعلن الدكتور الشيخ عكرمة صبري تأييده لفتوى علماء الأمة، وقال إن هذه الفتوى تعبر عن ضمير الأمة الإسلامية بأكملها، وأن آلاف العلماء سيقبلون على تأييدها، مؤكداً حُرمة تدويل قضية القدس، وقال: ان الذين ينادون بالتدويل لا يدركون خطورة هذا المشروع العدواني الغاشم على القدس ، وأضاف إنهم يسلبون بذلك سيادة العرب والمسلمين على هذه المدينة، وهو استعمار جماعي وجديد ودولي للمدينة، لافتا إلى أن شعبنا رفض التدويل منذ العام 1947م.
وقال إن التدويل اخطر من التهويد وكلاهما مرفوض شرعاً ، وأوضح أن الحلول الممسوخة التي لا تأتي بخير وخاصة أن الوضع العام للأنظمة العربية لا يساعد أي حل سياسي أصلاً، فهناك الاختلاف بوجهات النظر، وهناك الهوان والمذلة للدول الكبرى وهناك دعوات للتطبيع والقفز عن القضية الفلسطينية.
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عباد : احتلال العقل العربي والإسلامي أشد وأقسى أنواع الاحتلال.
واعتبر الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عباد احتلال العقل العربي والإسلامي أشد وأقسى أنواع الاحتلال ، وقال انه من واجب علماء الأمة أن يفطنوا إلى هذه القضية، مؤكداً أن علماء الأمة قادرون على تحرير العقل العربي والإسلامي، وقال مخاطباً الاحتلال بأن كل الكون لا يساوي ذرة تراب من فلسطين، وعلينا تعليم أجيالنا الصاعدة ثقافة مقاومة التطبيع وأشكاله حتى لا تكون القضية بيد السياسيين ، وقال إن فلسطين احتُلت تسع مرات وزال عنها الاحتلال كما سيزول حتما الاحتلال الحالي ، وأعلن باسم هيئة علماء ودعاة فلسطين تأييده لفتوى علماء الأمة.
الشيخ خالد غنايم : ندعو علماء فلسطين والعالم العربي والإسلامي للإنضمام الى هذه الفتوى
من جهته قال الشيخ خالد غنايم رئيس المجلس الإسلامي في الداخل الفلسطيني:” ان المجلس الإسلامي للإفتاء يؤيد هذه الفتوى الصادرة عن علمائنا الأفاضل في العالم الإسلامي ، وندعو علماء فلسطين وعلماء العالم العربي والإسلامي ليضموا صوتهم ، ويوقعوا بأقلامهم وبأراوحهم على هذه الفتوى ، لتكون هذه الفتوى جامعة لكل علماء أهل الأرض من المسلمين ” .
وأضاف الشيخ خالد غنايم : ” القدس والأقصى في خطر ، والإنسان المقدسي والفلسطيني في خطر ، ويجب إزالة هذا الخطر ، الذي لا يزول إلاً بإزالة سببه ، ألا وهو الإحتلال الإسرائيلي ” .
الشيخ جميل حمامي : الإحتلال الى زوال
كما أعلن الشيخ جميل حمامي عضو الهيئة الإسلامية العليا، تأييده لفتوى علماء الأمة، وأكد أن الفتوى جاءت بوقتها وبوقت يتم فيه الحديث عن صيغ كثيرة لحل القضية الفلسطينية وفي مقدمتها تدويل القدس والأقصى والتطبيع بين الاحتلال والعالم العربي والإسلامي، وأكد أن الاحتلال مصيره إلى الزوال، وطالب علماء الأمة بالتوقيع على نص الفتوى وتأييدها والعمل في فحوى بنودها ونصوصها.
هذا وكان قد حضر المؤتمر الصحفي جمع من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني ، برز منهم السيد زياد الحموري – مدير مركز القدس للحقوق الإجتماعية والإقتصادية ، والشيخ علي أبو شيخة – مستشار الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لشؤون القدس والأقصى ”
نقلاً عن: