خاص هيئة علماء فلسطين
14/6/2024
لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين
السؤال:
أعلنت بعض البلاد مثل الهند وإندونيسيا وماليزيا وعُمان وغيرها أن يوم عيد الأضحى لهذا العام 1445هـ هو يوم الإثنين 17/6/2024 وليس كما أعلنت السعودية يوم الأحد 16/6، فهل يجوز للناس من أهل تلك البلاد أن يذبحوا أضاحيهم مع يوم النحر كما هو محدد في السعودية ومَن وافقها بغض النظر عن تاريخه في بلادهم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فقد يرى بعض أهل العلم أن هذه المسألة متفرعة عن مسألة اختلاف المطالع وهو وجه، والذي يبدو أن الحق في هذه المسألة ومثيلاتها “صوم يوم عرفة، وذبح الأضحية” أقرب إلى التعلق بأعمال الحجيج، منها إلى التعلق باختلاف المطالع، وذلك أن الناس في الآفاق تبع للحجيج في نسكهم، فصيام يوم عرفة مرتبط بزمان وقوف الحجيج على عرفة، وذبح الأضاحي مرتبط بيوم النحر الذي يذبح فيه الحجيج هديهم.
وقد ورد في الحديث ” الصومُ يومَ تصومون ، والفطرُ يومَ تفطرون ، والأضحى يومُ تُضَحُّونَ ” أخرجه الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه رقم697، وورد أيضاً “عرفة يوم تعرفون” وقد قال العلماء في تفسيرها إن الخطأ العام في الصوم والفطر أو عيد الأضحى أو الوقوف بعرفة لا يؤثر على صحة وقوعه انطلاقاً من هذين الحديثين.
وعليه فإن الأصح في هذه المسألة أن يقال أن يوم عيد الأضحى لدى الأمة هو يوم النحر عند الحجيج في مكة بغض النظر عن تاريخه من شهر ذي الحجة حسب رؤية كل بلد، وكذا يوم عرفة الذي يسن صيامه والإكثار من الدعاء والضراعة فيه هو يوم وقوف الحجيج بعرفة والناس تبع لهم في النسك والعبادات، كما قال ابن العربي رحمه الله: ” إن سائر أهل الأفاق تبع للحجاج فيها “. أي: في الشعائر والعبادات المتعلقة بهذه الأيام، وبناء عليه فإن كانت البلاد المخالفة ترى العيد قبل يوم النحر _ أي في اليوم الذي يكون فيه الحجيج على عرفة _ فعلى أهل تلك البلاد تأخير الذبح لليوم التالي ليكون مع يوم النحر في مكة، وإن كانت ترى العيد بعد يوم النحر في مكة فلا بأس بموافقة أهل البلاد لها وتأجيل الذبح ليتوافق مع أهل بلدهم، لأن اليوم التالي ليوم النحر في مكة هو من أيام الذبح … ولكن من كانت له حاجة بتبكير الذبح لاستعجال سفر، أو مطالبة موكله له باستعجاله بالذبح جاز له أن يذبح في يوم النحر الذي هو في مكة ولو كانت بلده تراه يوم التاسع من ذي الحجة، وذلك لتبعية البلاد للحجيج في شعائر هذه الأيام ونسكها، والله تعالى أعلم.