خاص هيئة علماء فلسطين
29/12/2018
قال الناطق الرسمي باسم المؤتمر: بدأت صباح اليوم السبت 29/12/2018 فعاليات المؤتمر الدولي “الحياة العلمية في مدينة القدس في العهد العثماني” الذي تنظمه هيئة علماء فلسطين في الخارج وجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية التركية وبلدية باغجلار التركية وجمعية موصياد التركية، وسيستمر لمدة يومين، حيث سيبحث المؤتمر من خلال 30 ورقة بحثية العلوم المختلفة من التعليم والقضاء والأوقاف والمؤسسات التعليمية وغيرها مما كان مزدهراً في العهد العثماني، كما سيبحث المؤتمر الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار العثمانية في القدس، حيث إن الاحتلال يعتدي على المؤسسات التعليمية أيضاً وليس على الإنسان المقدسي فقط.
وقال أ. د. زكريا كورشون رئيس اللجنة التحضيرية ومدير مركز الشرق الأوسط وإفريقيا للبحوث والدراسات: “القدس اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن القدس احتلت مرات كثيرة، وفي جميع المرات كانت تتحرر، ولو نظرنا إلى تاريخ القدس منذ آلاف السنين إلى الآن لوجدنا أن أفضل مرحلة في تاريخها كانت الفترة التي حكمها العثمانيون، وهذا المؤتمر سيسلط الضوء على بعضٍ قليلٍ جداً من جهود العثمانيين في القدس”
ثم قال: “العثمانيون قبل أن يذهبوا لحكم القدس كانت في قلوبهم، وهذا زاد من صعوبات مهمتهم، حيث كانوا يقدسون القدس ويعظمونها”
واستطرد قائلاً: “من أهداف هذا المؤتمر أن نحيي قضية القدس، ونعيدها قضيةً عالمية، ونؤكد على أن القدس لا يمكن أن تكون مدينة يهودية”
ثم اختتم كلمته بقوله: “ولا أستطيع أن أختم كلمتي إلا بذكر حزننا واستنكارنا بأن بعض علماء غزة مُنِعوا من الحضور، وبعض علماء الضفة الغربية سمحت لهم الحكومة الإسرائيلية بالخروج لكن إخواننا في الأردن منعوهم وأعادوهم، وهذا ظلم الأخ”
ثم تحدث د. نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج قائلاً: “إنها القدس والقبلة الأولى للمسلمين، وهي التي تركها أمانة في أعناقنا السلطان عبد الحميد الثاني عندما أعلن رفض سلخ القدس عن العالم الإسلامي”
ثم قال: “كانت القدس في العهد العثماني بلد العلم والعلماء والمؤسسات التعليمية والأوقاف، وحتى آخر العهد العثماني كان الجنود العثمانيون يستشهدون على أسوار القدس رافضين تسليم هذه المدينة المقدسة إلاّ على جثثهم”
ثم شكر تركيا شعباً وحكومةً على مواقفها ثم قال: “من يتابع مواقف تركيا يعلم أنها في قلب الشعب التركي وحكومته ورئيسه السيد رجب طيب أردوغان”
ثم تحدث السيد لقمان تشاغرجي رئيس بلدية باغجلار: “عندما نذكر القدس نذكر فتح عمر لها حيث لم يعمل إلاّ أن طلب من الصحابي الجليل بلال أن يؤذن، فصار الجميع يبكي”
ثم قال: “لقد زار وفد من بلديتنا القدس وقد شعرنا بالحزن الشديد أنه يوجد الجنود الاحتلال الإسرائيلي يدخلون القدس والمسجد الأقصى المبارك”
ثم وعد رئيس البلدية أن يدعم أي مؤتمر يدعم القدس، قائلاً: “نحن نعلم مدى اهتمام وحساسية القدس لدى رئيسنا السيد رجب طيب أردوغان”
ثم قال: “نرى الظلم الكبير في فلسطين وسوريا، ولو رجعنا إلى تاريخنا لعلمنا كم كانت فلسطين وسوريا سعيدة تحت حكم العثمانيين”
ثم تحدث أ. د. فاتح آيدن رئيس جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية قائلاً: “القدس هي وصية رسولنا ومن حكمها من المسلمين، ولكنها اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي، يجب علينا أن نعمل بكل طاقتنا لتحريرها من هذا الظلم، سواء بيدنا أم بلساننا أم بقلبنا، لكن الجميع منا يستطيع بلسانه ومعرفته وعلمه، وهذا واجب جميع المسلمين على الأقل”
ثم اختتم كلمته بشكر الجميع وتمنى أن نقيم مزيداً من الفعاليات التي تخدم القدس
ثم تحدث الشيخ د. مروان أبو راس رئيس علماء غزة قائلاً: “هذا المؤتمر نستعيد به أمجاد الماضي، وما خلفه هذا الحكم العثماني من إنجازات عظيمة في عهده، وسأكتفي بثلاث أمور:
الأولى: انتشار المصاطب العلمية التي اهتمت بجميع العلوم الشرعية والإنسانية والكونية، وما تزال تتوارثها الأجيال حتى اليوم، وهذه إحدى رموز فترة حكم العثمانيين
الثانية: الاهتمام المتميز للقرآن الكريم، وخاصة في المسجد الأقصى، وهذا كان له أثر كبير في حفظ القرآن الكريم بالسند المتصل، وقد تكفل الله تعالى بحفظه
الثالثة: عقد مؤتمر عالمي في المسجد الأقصى المبارك كان موضوعه: (حكم التنازل عن أي جزء من فلسطين) فكانت خلاصة هذا المؤتمر هو حرمة وتجريم التنازل عن أي شبر من فلسطين، بل وصل الأمر إلى تكفير من يبيع أي جزء أو شبر من فلسطين، فالآن ماذا سنقول لمن يدعو للتنازل عن 80 % من فلسطين؟!”
ثم شكر تركيا حكومة وشعباً على ما تقدمه باستمرار للقدس وللقضية الفلسطينية واختتم بقوله: “سنعيد بيت المقدس محرراً عزيزاً بمساعدة إخواننا الأتراك”
ثم عاود أ. د. فاتح آيدن الحديث فقال: “إن القدس مدينة السلام، ولكنها الآن _تحت الاحتلال_ صارت مدينة الخوف والظلم والاعتداءات، ويجب أن لا نسمح بهذا، وأن لا ننتظر قرارات الأمم المتحدة، فكم من قرار حتى الآن ولم يتحقق، بل إننا نرى الطفل المدلل للعالم الظالم هو دولة الاحتلال الإسرائيلي”
ثم تحدث د. فايد مصطفى سفير فلسطين في تركيا قائلاً: “من أهم أسباب أهمية هذا المؤتمر هو المكانة الروحية والدينية للقدس في قلوب وعقول مليارات البشر في العالم، وخاصة في هذه الفترة حيث إن القدس الآن في دائرة الاستهداف من قبل حكومة الاحتلال، وقد حسمت أمريكا أمرها باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل، ونحن لا نعترف بهذا، فالقدس ستبقى عربية إسلامية مع اعتبارنا لبقية الديانات”
ثم قال: “إن ما يميز هذا المؤتمر هو التركيز على فترة الحكم العثماني للقدس، وهي فترة النهوض والازدهار للعلم والترجمة والتعريب والصحافة وبرزت أسماء رائدة، وهذا ما سيبرزه السادة العلماء في هذا المؤتمر”
واختتم بقوله: “نحن _الفلسطينيين_ أصحاب ذاكرة حية، ولا ننسى من يقف معنا، ومن يقف متفرجاً، ومن يعادينا، ولن ننسى الدور الهام الذي تقوم به تركيا في دعم فلسطين سواء في غزة أم سائر فلسطين، ومكانتها عالية جداً لدى الشعب الفلسطيني على بعض الاختلافات بين أبناء شعبنا، فنحن ربما نختلف فيما بيننا لكننا متفقون على موقفنا هذا من تركيا وتقديرنا لجهودها”