خاص هيئة علماء فلسطين
9/4/2018
نظمت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين ” فيدار”، أمس الأحد 8 أبريل، مهرجاناً خطابياً وفنياً في مدينة إسطنبول تحت عنوان “العودة للقدس”، تضامناً مع مسيرة العودة الكبرى، وبمناسبة ذكرى يوم الأرض ويوم الأسير الفلسطيني، ودعماً لمدينة القدس المحتلة وما تتعرض له من انتهاكات جسيمة.
وأدان المتحدثون في المهرجان خلال كلماتهم قرار ترمب بخصوص القدس، وطالبوا بضرورة الوقوف بوجه هذا القرار، حيث اعتبروه “وعد بلفور الثاني”، داعين الأمة العربية والإسلامية والعالم الحر إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسيرة نضاله وكفاحه ضد المحتل، ودعم مدينة القدس المحتلة .
يأتي تنظيم المهرجان، ضمن فعاليات حملة سبعينية النكبة، التي أطلقها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بالشراكة مع الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين “فيدار” ومؤسسات فلسطينية، وأخرى عاملة من أجل فلسطين حول العالم، بمناسبة مرور الذكرى الـ 70 على نكبة فلسطين.
كما شهد المهرجان فقرات فنية غنائية قدمها المنشدان أحمد الشقيري وعبد السلام حوا، وعروضاً مسرحية لجمعية نور القدس، ردد خلالها أبناء الجالية الفلسطينية والعربية المشاركة في المهرجان، هتافات مؤيدة لنضالات الشعب الفلسطيني، خاصة تلك الداعمة لمسيرة العودة الكبرى والمتضامنة مع شهدائها وجرحاها.
من جانبه، وفي كلمة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وحملة سبعينية النكبة تحدث محمد مشينش عضو الأمانة العامة للمؤتمر عن حملة “سبعينية النكبة”، وعن أهداف المؤتمر من الحملة، وسعيه إلى إعادة أبناء الشتات الفلسطيني إلى المعادلة الوطنية الفلسطينية، وانخراطهم في مشروع التحرير، ليكون لهم إسهام فاعل في معادلة الصراع مع المحتل
وأوضح مشينش – رئيس جمعية فيدار – إلى مدى أهمية الحملة باعتبارها وسيلة في إبقاء ذكرى النكبة حاضرة في أذهان الأجيال، لتمثل عنوانا من عناوين الصمود والتحدي، وأداة من أدوات التحرير.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في الشتات رغم ما يعانيه، إلا أنه أكثر إصرارا على العودة إلى وطنه، وأن الأجيال الفلسطينية المتعاقبة من اللاجئين ستكون على هذا العهد، عهد التحرير والعودة بالتصاقها بقضيتها وتاريخها.
كما أكد مشينش على أن الحراك الفلسطيني الحاصل في الداخل في مسيرة العودة، والخارج بدعمه لهذا الحراك؛ له أهمية كبيرة في تأكيد الحق الفلسطيني في كامل الأرض، وكامل الحق بالعودة إلى أراضيه.
وأضاف: ” هذا الحراك الذي أنتج إعادة توجيه بوصلة النضال الفلسطيني إلى وجهته الصحيحة، وعرقل كل مشاريع التآمر على شعبنا وقضيتنا، وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن، هو إثبات للعالم أن الشعب الفلسطيني لا زال منتفضا باحثا عن حريته، رغم الحصار والألم ومعاناته”.
وأكد على أن الحراك الحاصل هو فرصة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة: “الإخلاص والبذل للوطن لا على قاعدة الرضا عن أوسلو وتوابعها المشؤومة، وإشراك كافة شرائح شعبنا الفلسطيني في المشروع النضالي، وتحقيق التكامل بين مشروع المقاومة وحاضنتها الشعبية”.
وطالب مشينش إلى ضرورة تقديم كل الدعم اللازم لمسيرة العودة الكبرى، بكافة العناوين الإعلامية والسياسية والحقوقية والاقتصادية، فهذا الشعب الذي يمتلك هذه الطاقة الكامنة والمخزون النضالي، لن يصمد أمامه هذا العدو الغاصب، راجيا في ختام كلمته إلى أن يتمدد هذا الحراك الجماهيري الشعبي إلى باقي أرجاء الوطن المحتل، والسعي ليشمل محيط فلسطين وتتحرك جموع اللاجئين.
وفي كلمته حول القدس وواقعها الحالي، وما تتعرض له من انتهاكات جسيمة ومحاولات متواصلة بهدف تهويدها، أشار د. موسى عكاري إلى أن معركة القدس لن تهدأ إلا بخروج المحتل صاغرا منها، ومن كل فلسطين.
من جانبه تحدث د. أبو بكر رشيد رئيس مجلس أمناء جمعية فيدار عن حتمية فشل المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية وتصفيتها، وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن، ومخططات إعادة تشكيل المنطقة ليصبح الاحتلال هو المسيطر، حيث قال: ” مكرهم ومخططاتهم ستبور، بكفاح ونضال الشعب الفلسطيني، وبدعم الأمة له وبضرورة الوقوف إلى جانبه”.
وعن المرأة الفلسطينية ودورها في مسيرة النضال الفلسطيني، ألقت د. أمل خليفة كلمة طالبت من خلالها المرأة الفلسطينية بضرورة أن تبادر في حجز مقعدها في هذه المسيرة، مثمنة إبداعات الشباب الفلسطيني في صراعه مع المحتل.
وألقى د. نواف التكروري كلمة هيئة علماء فلسطين في الخارج، أكد فيها أن النصر قادم رغم ما تمر به الأمة، مستهجنا ما صدر مؤخرا عن البعض في استنكارهم لتحرك الشباب الفلسطيني في مسيرة العودة، وفي عدم شرعية هذا الحراك.
بدوره وضع عبد الكريم حنني المشاركين في آخر إحصائيات الأسرى، والذين بلغ عددهم 6500 أسير في سجون الاحتلال، من بينهم 350 طفلا و62 امراة و500 محكوم بالمؤبد، و1200 أسير مريض.
ونقل حنني عن الأسرى صمودهم وثباتهم في وجه المحتل، مؤكدا على لسانهم استعدادهم للتضحية من أجل القضية، رغم ما يمرّون به من معاناة يومية، وعذاب البقاء في المعتقل لسنوات، وفقدان الأهل، والمرض، والممارسات الهمجية بحقهم.
وجرى عرض عدة أفلام قصيرة حول النكبة ومراحلها، وأخرى عن يوم الأرض، وفلم عن الأسرى وما يتعرضون له من معاناة الأسر، وفلم عن مدينة القدس يوضح ما تتعرض له من تهويد، بالإضافة لعرض كلمة قصيرة مسجلة للمرابطة المقدسية هنادي الحلواني، طالبت فيها بأهمية الدعم المقدم من قبل الأمة إلى مدينة القدس، ودورها في زيادة صمود المقدسيين.