بلغ السيل الزبى، وتجاوز الظالمون والجاهلون والمأجورون في إجرامهم المدى، ولابد من وقفة مراجعة عملية صادقة، بهذه الكلمات عبر الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور “نواف تكروري” عن غضبه من العملية الإجرامية التي استهدفت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أيـام. وبلغة صريحة واضحة للعالم قال الدكتور بأنه لم يبق هناك مجال للسكوت ولا حق لأحد منا في أمن وسلامة، ما دام يخُلص إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستدلاً بوصية سعد بن الربيع رضي الله عنه وهو في رمقه الأخير قبيل استشهاده حيث قال: {لا عذر لكم أن خُلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عينٌ تطرف}.
وتساءل الأمين العام عن الذي يجري وماذا حل بالأمة العربية والإسلامية؟ وإلى أين وصلت الأمة بسكوتها الدائم؟ وما هو العلاج أو الحل لكي تنهض من جديد؟ خاصة بعد أن وصل الإجرام إلى المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضاً بأن اليوم لم يعد ينفعنا الشجب والاستنكار ولا حتى بيانات الإدانة والخطب الرنانة الجذابة المنفصلة عن أي تحرك عملي على أرض الواقع.
وأوضح بأن البلاد العربية مسلوبة ومستعمرة وقرارها ليس بيدها، حيث تمكن أعداء الأمة اليوم من أن يخرجوا من أبنائها وشبابها المتروك من يرميها بقوسه وينال من مقدساتها.
وأكد في تصريحه الذي نشره على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الذي يجري اليوم في الأمة العربية والإسلامية هي ثمرة السكوت عن احتلال فلسطين، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك “شقيق الحرمين وثالثهما” من قبل الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى التهاون أيضاً بدماء المسلمين في العراق وسورية وفلسطين وأفغانستان وليبيا واليمن وبورما وغيرها، حيث استغل المجرمون، الجاهلين الأغبياء من أبناء الأمة وعرفوا كيف يوجهونهم لضرب الأمة العربية والإسلامية من داخلها.
من جهة آخرى بحث الدكتور نواف تكروري عن الدواء الذي سيعالج ما تمر به الأمة العربية والإسلامية اليوم، وكان أولها مطالبة العلماء بعدم الاكتفاء ببث بيانات الشجب والاستنكار وناشدهم بالانخراط مع الأجيال وملامسة همومهم وإيجاد الإجابات الشافية عن تساؤلاتهم الناشئة والطارئة، والعمل على بناء جيل واعي محصن، وطالبهم أيضاً بالكف عن الانشغال عن مجاملة الحكام أو السباب عليهم على حد سواء.
أما ثانيها فكانت مطالبته للحكام ببناء أجهزة أمنية مهمتها حماية البلاد من مخططات الأعداء ومشاريعهم، وملاحقة العابثين بأمن البلاد والعباد والمقدسات فهذه هي مهمتها الحقيقية وليس مطاردة الدعاة والعاملين للإسلام والحجر عليهم واعتقالهم.
كما طالب الحكام أيضاً بالعمل على إمداد المجاهدين في فلسطين بأسباب استمرار القوة من أجل مواجهة الكيان الصهيوني قائلا: “فلا يصلح لأمة تريد العزة والنصر أن تخذل حملة لواء الجهاد الحقيقي فيها، بل العمل على تجهيز خلايا وجيش للدفاع عن المسجد الأقصى من شباب العالم الإسلامي كله ليسروا على خطى صلاح الدين الأيوبي، فهم متشوقون للدفاع عن كرامة الأمة ومقدساتها، فهذا يحميهم من أن يكونوا أداة تضرِب الأمة، وتحميهم من الانجرار وراء الجهلة والأغبياء وأعداء الأمة.
وطالب أيضاً العمل على إمداد المدافعين عن حريتهم وكرامتهم، والواقفين في وجه الطغاة الذين يدمرون البلاد ويقتلون العباد وينتهكون الأعراض بأسباب الانتصار ووسائل القوة ليطهروا بلادهم ويزيلوا الظلم والطغيان.
وفي ختام حديثه أكد بأن الأمة الإسلامية تحتاج إلى خطة عمل شاملة مدروسة عاجلة قبل فوات الأوان، ليعرف كل منّا مهمته، كي لا يبقى شبابنا عرضةً لسهام الأعداء التي تعمل على تشويش عقولهم وفكرهم.