إعداد الدكتور: يوسف بن مصطفى مشعل

‏1-‏         قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ‏إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).   ‏من الجدير بالذّكر أنّ الحكمة من أنواع الحجّج الدارجة في الدعوة الى الله والتي ‏يحتاجها كل عالم داعٍ، كما أنّها مفيدةٌ للعقائد اليقينيّة، وهي من أعلى المقامات وأشرف ‏الدرجات، حيث يكون فيها اقتناعاً كاملاً، وحكماً ظاهراً غير قابل للشكّ.‏

‏2-‏         إنّ الدعوة بالموعظة الحسنة نوعٌ من أنواع التأثير الخطابي الذي يتمتّع بالأساليب ‏المبنيّة على الخصائص التي تُحرّك العواطف وتمتص انفعالات المدعوّ، وتكمُن أهميّة ‏ذلك في التوجيه نحو الطريق الصحيح والعمل الخير. ومن الأمثلة على ذلك؛ موعظة ‏لقمان لابنه عندما نهاه عن شرك الله سبحانه وتعالى وذلك واضحٌ في قوله تعالى: (وَإِذْ ‏قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).‏

‏3-‏         من انواع الدعوة  المخاطبة بالإقناع والحجّة الصحيحة، لعدم تأثّر عاطفة الشخص ‏المقابل، حيث يقول الله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، ومثال ذلك دعوة الرّسول ‏ﷺ في مكة المكرمة عندما دعا أهلها إلى الإسلام، حيث كان يعتمد على المفاوضات ‏القريبة إلى الرشد والبعيدة عن العنت.‏

‏4-‏         أسلوب الترغيب  حيث يعتمد هذا الأسلوب على تشويق المدعوّ للثبات على الحقّ ‏وقبوله بسهولةٍ ويُسرٍ؛ لنيل رحمة الله تعالى ورضاه، وهذا ما يُسمّى بالترغيب، وأمّا ‏الترهيب هو تحذير المدعوّ من غضب الله تعالى وعقابه في الدّنيا والآخرة، ويكون هذا ‏الأسلوب تابعاً للترغيب وليس قبله. ومن الأمثلة على ذلك؛ دعوة نوح عليه السلام ‏لقومه، حيث قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ ‏عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ).  ‏

‏5-‏         إنَّ من أهم الأساليب واقواها في الدعوة هو التدرج في تعليم الناس حيث يعتمد هذا ‏الأسلوب على عدم الإتيان بالدعوة دفعةً واحدةً، وتكمن أهميّة ذلك في عدم وقوع المدعوّ ‏بشيءٍ من الملل والتراجع، ومن الأمثلة على ذلك: دعوة الرسول ﷺ ، حيث كان يبدأ ‏بالدعوة إلى التوحيد ومن ثمّ بقيّة أركان الإسلام؛ كالصلّاة، والزكاة وغيرها، ودليل ذلك ‏قوله ﷺ في وصيته لمعاذ رضي الله عنه لأهل اليمن :(فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ ‏اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ).‏

‏6-‏         ويعتبر علماء الإسلام أنهم القدوة الصالحة التي يحتذى بها في أمور الدين، حيث ‏توصف بهم الصّفات الحميدة والأفعال الحَسَنة التي تجعلهم مثالاً يُحتذى به، وتكمُن ‏أهميّة دور العلماء الربانيين بأنهم القدوة الصّالحة في إظهار جمال الدّين الحنيف، ‏ومثال ذلك رسول الله ﷺ، حيث يُعدّ أفضل قدوةٍ للأمة؛ لأنّ أفعاله كانت مطابقةً لأقواله ‏وهو الصّادق الأمين الذي تأثّر به من حوله ممّا جعلهم يدخلون في دين الله افواجا. قال ‏تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ ‏كَثِيراً).‏

‏7-‏         ومن واجب علماء الأمة ان يوجهوها إلى محبة أولى القبلتين ومسرى رسول الله ﷺ ‏حيث لا بد من العمل على تحريره من براثن اليهود والصهاينة وهو الواجب المنوط ‏على علماء الأمة وأئمتها، حيث قالوا “اذا اقتطع شبر من بلاد المسلمين بات الجهاد ‏فرضاً ًعلى كل مسلم”. ‏

ووجه د. ماهر ابراهيم حنون ‏النصائح التالية: ‏

اجعل عملك خالصا لله ولا تجعل عملك لفائدة خاصة لك.‏

اجعل قولك يوافق عملك .‏

اجعل أخلاقك وسلوكك قدوة للآخرين.‏

اجعل هدفك خدمة الإسلام والمسلمين. ‏

اجعل تركيزك في إيصال الأهداف الأساسية في الدين دون الثانوية والبسيطة. ‏

اجعل حياتك ودنياك وعبادتك تمثل وتدل وتعبر عن دينك.‏

اجعل علاقاتك الاجتماعية متداخلة وقريبة من المجتمع الإسلامي. ‏

أجعل نفسك المسؤول الأول  في خدمة المسلمين .‏