خاص هيئة علماء فلسطين

         

1/3/2025

المفتي: لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين ‏

بسم الله الرحمن الرحيم

مع كثرة القتلى في الحرب الأخيرة في غزة، وضيق المساحة المخصصة كمقابر؛ هل يجوز تجريف وجه الأرض في المقبرة ودفنه؛ وذلك لإعادة استخدام المقبرة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فإن للميت حرمة مثل حرمته حيا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كسر عظام الميت ككسر عظام الحي) ولذلك قرر أهل العلم أنه لا يجوز نبش القبر ما دام به صاحبه إلا لمبيح شرعي، وأما إذا بلي وصار تراباً، فلا حرج في استغلال قبره الذي كان فيه في دفن غيره، أو في غرض آخر.

وقد اتفق العلماء على أن الموضع الذي يدفن المسلم فيه وقف عليه ما بقي شيء منه من لحم أو عظم، فإن بقي شيء منه فالحرمة باقية لجميعه، فإن بلي وصار تراباً جاز الدفن في موضعه، وقد تتابعت نقول العلماء الدالة على ذلك، ومن أجمعها ما قاله النووي رحمه الله تعالى في المجموع: وأما نبش القبر، فلا يجوز لغير سبب شرعي باتفاق الأصحاب، ويجوز بالأسباب الشرعية… ومختصره أنه يجوز نبش القبر إذا بلي وصار تراباً، وحينئذ يجوز دفن غيره فيه، ويجوز زرع تلك الأرض، وسائر وجوه الانتفاع… إلى أن قال: وهذا كله إذا لم يبق للميت أثر من عظم وغيره، إلا أنه إذا دعت ضرورة لإدخال ميت على آخر قبل بلاء الأول جاز. قال أصحابنا رحمهم الله: ويختلف ذلك باختلاف البلاد والأرض، ويعتمد فيه قول أهل الخبرة بها. انتهى

ولما كانت الضرورة حاصلة في غزة من حيث كثرة عدد الموتى من جراء الحرب الأخيرة فإنه لا حرج في تجريف المقبرة ليُدفن فيها أمواتٌ جدد إذا كان أصحابها قد بلوا وصاروا تراباً، أو لم يحصل البلى؛ وهذا ما يفهم من كلام النووي المتقدم ذكره، والعلم عند الله تعالى