28/2/2025

د. رمزي غالب كريّم ([1])

          الملخّص

          يتناول البحث دور العلماء في نصرة معركة الطوفان، وهي معركة تاريخيّة محوريّة، تعدّ نقطة تحوّل في صراع طويل الأمد بين الأمّة وقوى الباطل. وفي هذا السياق، فقد قام العلماء بدور بارز بفضل علمهم الذي أنعم الله عليهم به، حيث هم الفرسان والروّاد القادرون على نشر الوعي من خلال أبحاثهم، وخطاباتهم، وفعالياتهم، بالإضافة إلى جهودهم وجهادهم من أجل تعزيز القيم والمبادئ، وتحفيز الجماهير للنهضة والدفاع عن الحقوق المغتصبة واستعادتها.

          ويمتدّ تأثيرهم إلى المجالات جميعها، فقد كتب علماء الأمّة – ولا يزالون – صفحات مشرقة من المجد والانتصار عبر تاريخنا الإسلاميّ. وإنّ الآمال والتطلّعات معقودة عليهم لمواجهة التحدّيات المستقبليّة، فالعلماء هم عصب الثلّة القليلة التي يقوم عليها الأمر، وتقع عليها المؤاخذة، ويتحقّق بها الوعد، وينزل عليها النصر.

الكلمات المفتاحية: طوفان الأقصى، العلماء، النصرة، التحديات.

Abstract

The research deals with the importance of scientists in a pivotal historical battle known as the Battle of the Flood، which was considered a turning point in a long-term conflict between the two nations Woe to falsehood. In this context، scientists play a prominent role thanks to the knowledge that God has bestowed upon them، as they are the knights and pioneers who are able to spread awareness through research، They، their speeches، and their events، by adding to their efforts and their stresses for the sake of attributing the values ​​and principles، and stimulating the journey of the ritual and the opposite of the rights.

Their influence extends to all fields. The nation’s scholars have written – and are still writing – bright pages of glory and victory throughout our Islamic history. Hopes and aspirations are placed on them to face future challenges. The scholars are the backbone of the small group on whom the matter is based، they are held accountable، promises are fulfilled، and victory comes to them.

Keywords: Al-Aqsa Flood, scholars, victory, challenges.

         الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

        تصدّر العلماء في تاريخنا الإسلاميّ قضايا الأمّة على الدوام، ولم يقتصر دورهم على نشر العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل تجاوز ذلك إلى نُصح الحاكم، وبيان الحقّ من الباطل، وجمع الكلمة ووحدة الصفّ، والجهاد في سبيل الله تعالى لصون الشريعة وتمكينها، والدفاع عنها. فقامت بجهدهم وجهادهم دولٌ، ولجأ إليهم الناس عند الفتن والملاحم. فما أحوجنا اليوم، في نازلة “غزّة”، ومعركة طوفانها إلى البحث والبيان عن دور العلماء في نصرتها. نصرة بين الواقع بإمكاناته وتحدّياته، والمأمول فِعلُه بعد عام من التضحية والثبات.

إشكاليّة البحث

        تتمثّل إشكالية البحث في بيان دور العلماء في نصرة معركة طوفان الأقصى، وفق السؤال الآتي:
هل تمكّن العلماء من نصرة معركة الطوفان بشكل فعّال ومُؤثّر (الواقع)؟ وما العوائق التي تعترض طريقهم؟
ويتطلّب ذلك تحليل الواقع الحاليّ لدور العلماء والبحث في الإمكانات المستقبليّة لتعزيز دورهم (المأمول)، مع مراعاة تأثيرهم على المجتمع وإسهامهم في رفع مستوى الوعي والتحفيز لتحقيق الشراكة في المعركة. ومن السؤال الرئيس نطرح الأسئلة الفرعيّة الآتية:

  1. ما واقع العلماء في نصرة معركة الطوفان في غزة؟
  2. ما التحدّيات والعقبات التي تواجههم؟
  3. ما المأمول منهم للشراكة والنصرة في المعركة؟

أهداف البحث

        نهدف من البحث تحقيق الآتي:

1. تحليل الدور الحاليّ للعلماء: كيف أسهم العلماء في نصرة المعركة عبر فعاليّات وبرامج عمل؟

2. تحديد التحدّيات: كشف العقبات التي تواجه العلماء في أداء دورهم.

3. اقتراح استراتيجيات عمل وأدوار: تقديم توصيات لتعزيز دور العلماء في نصرة معركة الطوفان.

4. استشراف المستقبل المأمول: توقّع الآفاق المستقبليّة لدور العلماء في نصرة معركة الطوفان.

منهج البحث

        اعتمد البحث على منهجين: منهج التحليل الوصفي، ومنهج تحليل المضمون الذي يُعرف بأسلوب البحث المستخدم في تحليل البيانات والمواد الإعلاميّة؛ للوصول إلى استدلالات واستنتاجات صحيحة، من خلال تحليل الخطابات، وتصريحات العلماء وفتاواهم لعمليّة طوفان الأقصى وبرامج عملهم، وتحديد أسبابها وأهدافها، وما نتج عنها من تأثير في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة.

أهميّة البحث

        يسهم البحث في إبراز الدور الفاعل للعلماء وأهميّته في دعم معركة الطوفان، إضافة إلى الآتي:

  1. تحديد العقبات: يساعد البحث في فهم التحدّيات التي تواجه العلماء في جهودهم نصرة لغزة، مما يُمكّن من تطوير إستراتيجيّات فعّالة للتغلّب عليها.
  2. استكشاف الفرص: يتيح البحث إمكانية استكشاف الفرص المتاحة لتعزيز تأثير العلماء في نصرة غزة ومعركتها، مما يُشجّع على الابتكار في الوسائل وأساليب العمل.
  3. تقديم توصيات عمليّة وفق إستراتيجيّات جديدة: تقديم توصيات عمليّة للعلماء، تُسهم – بعد توفيق الله تعالى – في تحسين فعاليّة الدور والجهود المبذولة.
  4. تأصيل الدراسات الأكاديميّة وإثراء المكتبة العربيّة: يُسهم البحث في إثراء المكتبة العربيّة بالدراسات الأكاديميّة التي تتناول القضيّة الفلسطينيّة وتحديدًا دور العلماء فيها.
  5. فتح مجالات بحثيّة جديدة: يمُكّن البحث من فتح مجالات جديدة للدراسات المستقبليّة في تأثير العلماء في قضايا الأمّة.

الدراسات السابقة:

        من أبرز الدراسات التي تناولت موضوع معركة طوفان الأقصى، الآتي:

1- كتاب: معركة طوفان الأقصى” نَظْرَة إعلاميّة … ومقاربة شرعيّة”. للكاتبة: رانية محمّد نصر/ ماجستير صِحافة إذاعيّة وتلفزيونيّة، مسؤولة اللجنة الإعلاميّة في قسم المرأة، هيئة علماء فلسطين. يناقش الكتاب أهمّيّة الإعلام في عمليّة التأثير والتغيّر الفكريّ والسلوكيّ، فضلًا عن أثره في الإعداد والإسناد وصولًا للتمكين، وقد جمع بين الجانب الشرعيّ والإعلاميّ في تحليل معركة طوفان الأقصى الذي لم تكن حربًا كغيرها من الحروب.

2- بحث: “تداعيات عمليّة طوفان الأقصى على القضيّة الفلسطينيّة“، للباحث د. نبيل محسن بدر الدين أستاذ مساعد في العلاقات الدوليّة والعلوم السياسيّة، جامعة عمران 2023”. وتُركّز إشكاليّة الدراسة على تداعيات عمليّة طوفان الأقصى على القضيّة الفلسطينيّة، وتهدف إلى التعرّف على الأسباب والأهداف لانطلاق عمليّة طوفان الأقصى ومدى مشروعيّتها، وتسليط الضوء على ردود الفعل الدوليّة والإقليميّة للعمليّة.

3- ورقة بحثيّة إصدار مجلّة آفاق إستراتيجية بعنوان: “مستقبل القضيّة الفلسطينيّة في ضوء نتائج عمليّة طوفان الأقصى“، للباحث المؤلّف: اللواء. محمّد عبد المقصود. تتناول الورقة تقييم ما تمَـــرُّ به القضيـــّة الفلســـطينيّة فـــي أعقـــاب العمليـــّة التـــي نفّذتهـــا حركـــة حمـــاس فـــي الســـابع مـــن أكتوبـــر 2023 ضـــدّ مواقـــع للجيـــش الإســـرائيليّ ومســـتوطنات غــلاف قطـــاع غـــزّة، وتداعيات هذه المعركة ونتائجها.

4- بحث بعنوان: “قضيّة طوفان الأقصى على مستقبل العلاقات الدوليّة أثر معركة طوفان الأقصى على مستقبل العلاقات الدوليّة“، للمؤلّف: سعود محمّد الشاويش. تهدف الدراسة إلى التعرّف على تأثير المعركة على مستقبل العلاقات الدوليّة، وتوقّع التغيّرات المهمّة نتيجة لذلك. وخلصت الدراسة إلى أنّ العلاقات الدوليّة ستشهد تغيّرات ملحوظة بعد معركة طوفان الأقصى.

        أمّا البحث فقد امتاز بالتركيز على إنجازات العلماء تحديدًا خلال عام من تاريخ المعركة، والجهود المبذولة على مستوى خارج فلسطين، وواقع هذه الجهود وتأثيراتها على الشعوب نصرة لغزة، والمأمول في المستقبل. إضافة إلى قراءة لسير بعض علماء المسلمين عبر التاريخ الإسلاميّ بهدف استخلاص العظات والعبر، وربط الماضي بالحاضر ما أمكن.

المصطلحات:

        العالَم “لُغةً”: “هو ما يُعلَمُ بهِ الشَّيءُ. وجمع عالم علماء، ويقال علّام أيضًا؛ قال يزيد بن الحكم: وعلّام وعلّامة إذا بالغت في وصفه بالعلم أي: عالم جدًّا، والهاء للمبالغة، كأنّهم يريدون داهية من قوم علامين، وعلّام من قوم علامين؛ هذه عن اللحيانيّ. وعلمت الشيء أعلمه علمًا: عرفته. وتقول علم وفقه أي: تعلّم وتفقّه، وعلم وفقه أي: ساد العلماء والفقهاء”([2]).

        العالم “اصطلاحًا”: مفرد علماء، عرّفهم ابن القيّم -رحمه الله تعالى- بأنّهم: “فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خُصّوا باستنباط الأحكام، وعُنُوا بضبط قواعد الحلال والحرام، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب”([3]).

        الإفتاء “لغةً”: قال ابن منظور: “أفتاه في الأمر: أبان له، وأفتى الرجل في المسألة واستفتيته فيها فأفتاني إفتاء… يقال: أفتيت فلانًا رؤيا رآها إذا عبرتها له، وأفتيته في مسألة إذا أجبته عنها… يقال: أفتاه في المسألة إذا أجابه”([4]).

        النُّصْرة “لُغة”: النَّصرُ والعَونُ، وهي اسمٌ مِن نَصَره على (عَدُوِّه) ينصُرُه نَصرًا، أي: أعانه وقوَّاه، والنَّصيرُ والنَّاصِرُ واحِدٌ”([5]).

        النُّصْرة “اصطِلاحًا”: وقال الدَّميريُّ: النُّصْرةُ: ضِدُّ الخِذلانِ في الحَربِ وغَيرِها، وهي الإعانةُ فيمًا أهَمَّ”([6]).

        طوفان الأقصى: “الطُّوفَانُ‌ مصدر مثل الرُّجْحان والنقْصان ولا حاجة به إلى أَن يطلب له واحدًا “([7]).

        وهذا ما كان من أمر هذه المعركة المنسوب طوفانها للأقصى، فكانت كأنّها الطُوفان يبتلع هيبة الدّولة وصورة قُوّتها، والتسمية الّتي أطلقتها حركة حماس على هجمة السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) على المنطقة المعروفة إسرائيليًّا بـ غلاف غزّة.

        تساعد هذه المصطلحات وتعريفاتها في فهم السياق العامّ للبحث، ممّا يُسهم في توضيح العناوين المتعلّقة بدور العلماء في نصرة غزّة.

حدود البحث:

        الحدود الموضوعيّة: دور العلماء في نصرة معركة طوفان الأقصى.

الحدود الزمنيّة: المرحلة منذ انطلاق عمليّة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر2023م، حتّى نهاية العام 2024.

أدوات جمع المعلومات:

        يعتمد البحث على: الوثائق والتقارير، والمقالات والتصريحات، وما تمّ الرجوع إليه في شبكة المعلومات الدوليّة (الإنترنت) والقنوات الفضائيّة التي تناولت موضوع البحث. إضافة إلى تطبيق تقنية المقابلة والحوار حول مضمون البحث مع أكثر من خمسين داعية وإمام مسجد من أعضاء هيئة علماء فلسطين – فرع لبنان.

تقسيم البحث:

        قُسّم البحث إلى مبحثين:

        المبحث الأوّل: واقع دور العلماء في نصرة معركة الطوفان.

        المبحث الثاني: الدور المأمول من العلماء نصرة لمعركة الطوفان.

الصعوبات:

        واجه الباحث عدّة صعوبات في إعداد البحث، أبرزها:

  1. توسُّع الموضوع وصعوبة الإحاطة به من جوانبه كافّة، وتحديدًا جمع جهود العلماء المباركة في عموم البلدان وتوصيفها، (الواقع)”. فكان اجتهاد الباحث بالتركيز على أنشطة المؤسّسات والهيئات الكبرى النشطة الجامعة للعلماء.
  2. كثرة المتغيّرات في مجريات المعركة واتّساعها، ممّا يُصعّب رفع مقترحات للدور المأمول من العلماء.
  3. وجود آراء متباينة حول دور العلماء ممّا قد يسبّب إرباكًا في تحليل المعلومات واستخلاص النتائج.
  4. التحليل الموضوعيّ للموضع، ورأي بعض العلماء في مقالاتهم وآرائهم يخضع إلى التحيّزات الشخصيّة والانتماءات الفكريّة والحزبيّة لديهم.
  5.  تقييم الأثر: صعوبة قياس الأثر الفعليّ للعلماء في نصرة القضية، حيث إنّ التغيير الاجتماعي والسياسي قد يستغرق وقتًا طويلًا ليظهر.
  6. التواصل مع العلماء: قد يكون من الصعب الوصول إلى العلماء المؤثّرين في هذا المجال للحصول على رؤى مباشرة أو تجارب عمليّة.
  7. التوازن بين الواقع والمأمول: فالمقارنة الصعبة، ووضع تصوّر مستقبليّ لدور العلماء يتطلّب تحليلًا دقيقًا للواقع الحاليّ، وقد يكون هذا التوازن صعبًا في بعض الأحيان.
  8. التحدّيات المستقبليّة: عدم اليقين بشأن التحدّيات التي قد تواجه العلماء في المستقبل، ممّا يجعل التخطيط صعبًا.

        ومعالجة هذه الصعوبات يتطلب جهودًا منهجيّة ومركّزة، بالإضافة إلى التعاون مع بعض المختصّين ومؤسّسات لتعزيز جودة البحث وشموليّته.

الخاتمة والتوصيّات والفهارس

المبحث الأوّل: واقع دور العلماء في نصرة معركة الطوفان:

        أحوج ما تكون الأمّة اليوم إلى العلماء العاملين بكتاب ربهم وسنّة نبيهم مُحمّد صلى الله عليه وسلم، المدركين لسنن النصر والتمكين في الكتاب والسنّة، المتّعظين بالسير والتاريخ، أهل فقه التمكين والنوازل، كأمثال الأئمة: عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد بن حنبل، والعز بن عبد السلام وابن تيميّة، وأبي حامد الغزالي وعز الدين القسام… وغيرهم من العلماء المجاهدين المؤثّرين في واقعهم رحمهم الله تعالى.

المطلب الأوّل: أدوار العلماء في الفتن والنوازل

        حفل تاريخنا الإسلامي بدور جهادي مُتقدّم للعلماء، فكانوا المرجع لها عند الفتن والمحن، وبرزت أدوارهم من خلال التعبئة الجهاديّة لعموم المسلمين، وحثّ المجاهدين على الرباط والثبات في الميدان، وحلقات العلم في المساجد والثغور، والسياحة بين المدن دعوة للالتحاق بالجيوش، والمدافعة عن ثغور الاسلام، والتبرعّ بالغالي والنفيس، إضافة إلى تأليف المؤلّفات، والصدع بكلمة الحقّ أمام الحاكم والسلطان وتوجيهه وتصويب مساره نصرة للإسلام في الحروب التي خاضتها الأمة، من: حرب الصليبيين، وهجوم التتار… فالعلماء الربّانيّون هم العاملون بكتاب ربهم وسنّة نبيهم صلّى الله عليه وسلم، المستوعبون لواقعهم.

أوّلًا: العلماء ورثة الأنبياء

        وَردت نُصوصٌ شرعيَّةٌ عدَّةٌ في القرآن الكريم والسُنّة النَّبويَّة تُبيّن مَنزلة العُلماء وفَضلهم، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب﴾ [سورة الزمر: 9]، وللعلماء دور جليل في الرقيّ بالمجتمع وخدمته. “فهم حَمَلة العلم ومُبلِّغوه للنَّاس، والسَّاعون لنشره، ولهم من الفضلِ والأثر الطَيّب الكثير”([8])، حتّى وصَفَهم النَّبيّ -عليه الصلَّاة والسَّلام -بورثة الأنبياء، فالعلم لم يرفع بذهاب الأنبياء، وإنّما ورّثوا علمهم للعلماء، حيث وُكّل إليهم مهمّة تعليم الناس، والقيام بالدور الذي كان يقومُ به الأنبياء دون وحيٍ وعصمة.

        هذه المنزلة من أسمى المنازل، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [سورة آل عِمْرَان: 18]، وقال الإمام ابن جماعة شارحًا معنى الآية: “بدأ الله سبحانه تعالى بنفسه، وثنَّى بملائكته، وثلَّث بأهل العلم، وكفاهم ذلك شرفًا وفضلًا وجلالةً ونبلًا “([9]).

        وقد أشار الإمام ابن القيّم إلى دلالة قوله تعالى: “إنَّ العلماء ورثة الأنبياء، بأنّ ذلك من أعظم المناقب لأهل العلم، وذلك؛ لأنّ الأنبياء -عليهم السلام- خير خلق الله، فوَرَثَهم خير الخلق بعدهم. فالعلماء أحقّ الناس بميراث الأنبياء -عليهم السلام- حتّى يبلغوا هذا الدين للنّاس كافة”([10]).

ثانيًا: التوقيع عن ربّ العالمين:

        عنون الإمام ابن قيّم الجوزيّة كتابًا له، وهو: “إعلام الموقّعين عن ربّ العالمين”؛ حيث جعل العلماء بمنزلة الموقّعين عن الله. وقال فيه: وَإِذَا كَانَ مَنْصِبُ التَّوْقِيعِ عَنْ الْمُلُوكِ بِالْمَحِلِّ الَّذِي لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُ، وَلَا يُجْهَلُ قَدْرُهُ، وَهُوَ مِنْ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ السَّنِيَّاتِ، فَكَيْف بِمَنْصِبِ التَّوْقِيعِ عَنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ؟ فَحَقِيقٌ بِمَنْ أُقِيمَ فِي هَذَا الْمَنْصِبِ أَنْ يَعُدَّ لَهُ عِدَّتَهُ، وَأَنْ يَتَأَهَّبَ لَهُ أُهْبَتَهُ، وَأَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ الْمَقَامِ الَّذِي أُقِيمَ فِيهِ، وَلَا يَكُونُ فِي صَدْرِهِ حَرَجٌ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَالصَّدْعِ بِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُهُ وَهَادِيهِ، وَكَيْف هُوَ الْمَنْصِبُ الَّذِي تَوَلَّاهُ بِنَفْسِهِ رَبُّ الْأَرْبَابِ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ [النساء، ١٢٧] وَلِيَعْلَمَ الْمُفْتِي عَمَّنْ يَنُوبُ فِي فَتْوَاهُ، وَلِيُوقِنَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ غَدًا وَمَوْقُوفٌ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ”([11]).

ثالثًا: العلماء والدور الجهاديّ:

        من الفقهاء في الإسلام من رفع درجة العلماء فوق درجة المجاهدين في سبيل الله وليس فقط العُبَّاد، يقول الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “والذي نفسي بيده، ليودَّنَّ رجالٌ قُتلوا في سبيل الله شهداء، أن يبعثهم الله علماء؛ لما يرون من كرامتهم”([12])، أي: من كرامة العلماء. ويقول التابعيّ الحسن البصريّ رحمه الله: “يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء، فيرجح مداد العلماء”([13]).

رابعًا: الخلفاء وتقدير العلماء:

        حضر أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك -رحمه الله- إلى الحجّ هو واثنان من أبنائه الأمراء في موسم الحجّ عند العلامة عطاء بن أبي رباح([14]) رحمه الله، فذهبوا إليه وهو يصلّي، فانتظروا إلى جواره حتّى انتهى من صلاته، فبدؤوا يسألون وهو يجيبهم في وضع الصلاة لا يلتفت إليهم، وهم يقبلون بهذا الوضع؛ لأنّهم يحتاجون إلى العلم، وبعد انتهاء الأسئلة انصرفوا، ثمّ جمع أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك -رحمه الله- ولديه، وقال لهما: “يا بنيّ، لا تنيا في طلب العلم، فإنّي لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود”([15]).

خامسًا: الواجب الأخذ برأي العلماء:

        تمُر الأمّة اليوم بحرب صليبيّة جديدة، واجتياح التتار، وتكالب اليهود وأعوانهم عليها، بهدف تمزيقها وإضعافها، ورسم شرق أوسط جديد، أو إيجاد “الفوضى الخلّاقة”، وإغراقنا بفتن داخليّة، وحروب طائفيّة. وأرض فسطين وتحديدًا قطاع غزّة، يتعرّض لمحنة عظيمة، وفتنة أليمة، كقطع الليل المظلم، وعند الفتن تشتبه الأمور، والحكمة عند أهل العلم (العلماء)، وعليه يكون الواجب تقدّم العلماء لأخد دورهم المنشود منهم، وعلى عموم الأمّة الأخذ برأي العلماء، يقول الله عز وجل: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قليلًا﴾ [سورة النساء: 83]

        بناء على ما تقدّم، في ذكر فضل العلماء وعلمهم وجهادهم ومقصدهم وعطائهم، فهم أحقّ الناس بالمحبّة والاتّباع عند النوازل والفتن؛ لأنّ العلم ميراث الأنبياء، والعلماء ورثته، ومحبّة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك.

المطلب الثاني: دور العلماء في نصرة معركة الطوفان (الواقع)

        تداعى العلماء نصرة لغزّة في معركة طوفان الأقصى من منطلقات شرعيّة، واجتهدوا في ذلك قدر استطاعتهم، والسؤال المطروح:

        هل تمكّن العلماء من نصرة معركة الطوفان بشكل فعّال ومُؤثر؟

        وللإجابة على السؤال، وجب علينا أن نستعرض أهمّ الجهود والأدوار التي قام بها العلماء، سواء عبر المؤسّسات والهيئات أم كأفراد. والبداية مع توصيف دور العلماء، بناء على المحُدّدات العامّة التي انطلقوا فيها للعمل، وذلك وفق الآتي:

أوّلًا: المحدّدات العامّة:

  1. إعلان جماعيّ عامّ للدعم والنُصرة: فالمعركة لتحرير المسجد الأقصى هي مسؤوليّة الأمّة جمعاء، وليست حكرًا على أهل فلسطين. وبناء عليه، أقيمت أنشطة جامعة للعلماء، من أبرزها:

أ- إعلان هيئات وشخصيّات علمائيّة خارج فلسطين([16]) الرباط العلميّ لدعم معركة طوفان الأقصى بكلّ ما يحتاجه، وجاء الإعلان في بيان توقف فيه عند: “مشروعيّة المقاومة وبسط فقهها، ونشر فتاواها بين الناس، ووجوب السعي لتحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والردّ على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذّلون. وعن المهمّة التي سيقوم بها العلماء: الحثّ على دعم إخوانهم في الأرض المقدّسة، بل وتقدّم صفوف المناصرة. فلا قيمة لعلم لا يحمل صاحبه على النصرة التي تليق بالعلماء وتليق بمقام الطوفان([17])“. والتركيز على قضيّة المسلمين المركزيّة في تحرير بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ومساندة المجاهدين ومشاركتهم بكلّ باب من أبواب الجهاد.

ب- تلبية نداء غزّة: فقد لبّى علماء الأمّة أفرادًا ومؤسّسات من أكثر من (30) دولة نداء غزّة للملتقى الدُّوَليّ الثّالث لمؤسّسات العلماء([18]) الذي انعقد في إسطنبول يومي الخميس والجمعة، الثالث والعشرين والرابع والعشرين من جمادى الأولى لعام 1445ھ، الموافق للسابع والثامن من ديسمبر كانون الأول لعام 2023م، وكان مدار البحث في الجرح النازف في غزّة وواجبات العلماء العاجلة والأمّة الإسلاميّة تجاهها، وما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك وسائر مناطق فلسطين من عدوان متصاعد.

ج- تنظيم الجهود وفق الأولويّات وتحقيق المصالح، وردّ الشبهات والتهم: حرص العلماء على تنظيم جهودهم، في إطار برامج عمليّة مُنظّمة مستدامة وفق الأولويّات وتحقيق المصالح. فمن بداية المعركة تعالت أصوات من مطبّعين ومنتفعين وموظّفين وداعمين لدولة الكيان الصهيونيّ وغيرهم، فكان الدور العلمائيّ؛ التصدّيَ لهم بحملات إعلاميّة، وخطب مسجديّة، وبيانات شرعيّة، ولجان إفتاء، ومقابلات تلفزيونيّة، وزيارات ميدانيّة، ومخاطبة للحكّام، وتواصل مع المؤسسات الدوليّة، وخطاب خاصّ مُوجّه للشعوب غير المسلمة… لكشف الزيوف وبيان الحقائق. فمن ثمار طوفان الأقصى أنّ الله يفرّق به بين علماء الأمّة وعلماء السلطة، بين من باع الدنيا واشترى الآخرة، وبين من باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، ففرَّق الله بهذا الطوفان بين الحقّ والباطل.

2- التأصيل الشرعيّ للمعركة: قام العلماء بدورهم بقول كلمة الحقّ وفق الحكم الشرعيّ استنادًا للأدلّة من مصادر التشريع الإسلامي. فسيوف العلماء هي أقلامهم وألسنتهم، فهم حينما يتكلّمون ويتبنّون مواقف النصرة والدعم فإنّهم يوجّهون الأمّة لتبنّى الموقف الشرعيّ الصحيح، في ظلّ هجمات إعلاميّة شرسة بثّها العدوّ الصهيونيّ والمناصرين له من العجم والعرب، ومن علماء السلاطين، بأنّ ما حصل في طوفان الأقصى ما هو إلّا: “اعتداء على دولة إسرائيل، وقتل للمدنيّين الأبرياء، وقطع رؤوس الأطفال… ” وقد قال الداعية والباحث الشرعيّ المغربيّ حسن الكتاني([19])من الهيئة العالميّة لأنصار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: ” أنّ الواجب على العلماء في الدرجة الأولى هو بيان الأحكام الشرعيّة”. وهذا الذي تحقّق بداية.

2- فعاليّات موحّدة في كلّ الأقطار والبلدان: ظهر ذلك في البرامج والفعاليّات المتنوّعة التي أقامها العلماء وأشرفوا عليها، في عموم البلدان العربيّة والإسلاميّة في قارّات آسيا وإفريقيا والبلاد الإسلاميّة في أوربّا والتجمّعات المسلمة في باقي القارّات، من: مظاهرات، ووقفات، واعتصامات، وأنشطة طلابيّة، وجمع تبرّعات…

3- نصرة بكامل الوسع (بالكلمة، والجهد، والمال): في هذا السياق قال القياديّ بجماعة الإخوان المسلمين في الأرْدُنّ أحمد الرزقان([20]): “للعلماء دور كبير في نصرة المقاومة في فلسطين عامّة، وغزّة خاصّة، في:

أ- كلمة الحقّ: فالعلماء العاملون هم محلّ ثقة الناس في فتاويهم وآرائهم، وهي محطّ اهتمامهم بالالتزام بمضمونها.

ب- الجهاد بالمال: وتابع في تصريحاته لـ “عربي21”: “من واجب العلماء حثُّ المسلمين على الإسهام في نصيبهم من المقاومة بالمال من باب الواجب الشرعيّ على من لا يستطيع المقاومة، فلا بدّ أن يقاوم بماله”.

ج- المشاركة في الفعاليّات المساندة: على كلّ امرئ أن يعرف ثغره الذي يجب عليه أن يجاهد فيه كالمظاهرات الاحتجاجية التي لا تغادر الميادين والاعتصامات أمام السفارات التابعة للدول الداعمة للاحتلال، ومنه([21]):

– القيام على مواقع التواصل الاجتماعيّ؛ لإسناد الحقّ وكبت الباطل.

– ثغر الإعلام وتتبّع الشبكات الإلكترونيّة ومجابهة الحملات الصهيونيّة عليها.

– المقاطعة الاقتصاديّة، وفضح المتورّطين في التعامل مع الصهاينة والأمريكان، وتعطيل مصالحهم ومتاجرهم.

– الجهاد السيبرانيّ ضد مواقع المحتلّ ومصالحه الحيويّة وتعطيلها إلكترونيًّا.

– بذل الوسع في التعليم والتربية وإعداد جيل النصر المنشود.

– فتح أعين الناشئة على أهمّيّة مشروع التحرير الذي بدأ في السابع من أكتوبر من العام المنصرم.

4- تقارب العلماء في اجتماعهم ومواقفهم: وذلك تحت راية واحدة، تستجمع الصفوف لمقاومة العدوان، وترفعهم عن كثير من النظرات الحزبيّة الضيّقة، والخلافات الفقهيّة الفرعيّة. وتوجيه البوصلة نحو وحدة الأمّة عند النوازل، وظهر ذلك جليًّا في أنشطة علمائيّة جامعة أقيمت في عدد من البلدان العربية والإسلامية: قطر، تركيا، ماليزيا… وصدر عنهم مواقف ثابتة سُطّرت في بيانات ومواقف وإفتاء و…

5- ديمومة العطاء والعمل: خاطب العلماء الأمّة بالمطلوب منهم، وشاهد ذلك ما دعا إليه الدكتور نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين شعوب الأمّة بعد مرور عام من المعركة بعدم “التكاسل بل علينا أن ننطلق من جديد، وأن تكون مهمّتنا كاملة، وأن نبعث في بداية العام الثاني رسالة للكيان بأنّنا جاهزون في كلّ مكان، العام الأوّل كان على أرض غزّة وانطلق في آخره إلى لبنان، والعام الثاني هو مقارعة العدو في كلّ مكان وملاحقته”([22]).

  •  القيام بالدعم المعنوي والمادّي بكلّ أشكاله: من محاضرات ودروس وندوات وفيديوهات ومقالات تصبّ في دعم المجاهدين، وتحثّ الناس على جميع أنواع الدعم المعنويّ والمادّيّ، وترفع معنويّات المقاومين، وحثّهم على الصبر والمصابرة، ومتابعة الجهاد بكلّ قوة وقدرة لتحقيق إمّا النصر أو الشهادة.
  • فضح العملاء والمطبّعين والمساندين للعدوّ سواء مادّيًّا أو معنويًّا: بكشف مخطّطاتهم الخبيثة في الوقوف مع العدوّ، والتحذير كذلك من الإعلام المتصهين الذي يشوّه صورة المجاهدين، ويسوّق رواية العدوّ الصهيونيّ.
  • مباركة الأعمال: مباركة كلّ عمل في العالم العربي والإسلامي داعم للمقاومة في غزّة ومساند لها، ويخفّف عنهم في معركتهم مع العدوّ الصهيونيّ، ويرفع معنويّاتهم للاستمرار بهذا الجهاد المبارك المجيد”([23]).

ثانيًا: برامج وفعاليّات في إطار عمل جماعيّ مؤسّساتيّ:

  1. الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين([24]): تكمن البداية مع المؤسّسة الإسلاميّة التي تجمع أكثر من (90) ألف عالم من علماء المسلمين أصحاب العِلم والخبرة من مختلف دول العالم. مع العلم أنّ من أبرز أهداف “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”: الاهتمام بقضايا الأمّة الكبرى وعلى رأسها الأقصى وفلسطين، والإسهام في حلّ المشكلات والصعوبات التي تواجهها، والعمل على تفعيل قُوَى الأمّة الإسلاميّة، وتقوية الروابط الأخويّة بين أفراد المجتمع الإسلاميّ.

        وبناء على ما تقدّم، حرص الاتحاد مع هيئات علمائيّة أخرى على توحيد صفوف العلماء ونبذ الفرْقَة عند النوازل، وتحديدًا في نازلة غزّة، وهو أمر شرعيّ وسنّة من سنن النصر والتمكين في الأرض، قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ [آل عِمْرَان: 103]. “فإذا أراد العلماء أن يكون لصوتهم أثر، فعليهم أن يتجمَّعوا في كيان واحدٍ؛ ليكون صوتهم مؤثِّرًا، ولن يحدث ذلك إلّا إذا تناسوا خلافاتهم، وأقبل بعضهم على بعضٍ بحبٍّ، وشكّلوا جبهة جامعة تجمع كلّ علماء المسلمين من مختلف دول العالم”([25])، ومن الشواهد على ذلك:

  • بيان نداء الأقصى وغزة([26]): أعلن علماء الأمّة ونخبها وهيئاتها (16 هيئة ومؤسسة علمائيّة) وشخصيّاتها العامّة (183 عالم من كلّ البلدان) وجماهيرها الواسعة من كلّ الأقطار والهيئات والروابط، تأكيدهم على الثوابت الشرعيّة المتعلّقة بنصرة غزّة، وجهاد الدفع، ووقف التطبيع، والدعم المادّيّ، وتفعيل سلاح المقاطعة…
  •  إصدار فتاوى عن هيئات علمائيّة جامعة داعمة بما يخصّ القضية الفلسطينيّة عمومًا ومعركة الطوفان خصوصًا. فالإفتاء عظيم الأثر والفعل في الأمّة جمعاء؛ لأنّ المفتي وارث الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ومُوقّع عن الله، ومن واجب علماء الأمّة عند حدوث النوازل أن يكونوا حاضرين في الإفتاء لا يخشون في الله لومة لائم، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39]. وأمّا من شذّ في فتواه عن جمع العلماء، فضرره أكثر من نفعه، ونتيجته شديد الْخَطَر في تعزيز التفرقة بين المسلمين. وقد رافق العلماء مسيرة هذا الطوفان المبارك، وصدرت عن جماعة من أئمتهم ورموزهم فتاوى واضحة جليّة ومواقف مشرّفة، عملًا بقوله تعالى: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عِمْرَان: 187].

أ – ويمكننا أن نُعدّد الفتاوى التي صدرت عن “الاتّحاد العالميّ للعلماء” نصرة لمعركة الطوفان في غزّة وفق الآتي:

  • حكم المقاطعة.
  • حكم العمليّات الاستشهاديّة ضدّ العدو الصهيونيّ.
  • حكم الهجرة للعمل في الكيان الصهيونيّ.
  • حكم الاشتراك في جيش الاحتلال.
  • رأي الشرع في التطبيع مع اليهود.
  • حكم سكوت المسلمين على ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اليهود.
  • حكم الجهاد ونصرة المجاهدين في فلسطين.
  • حكم المشاركة في حصار غزة”([27]).
  •  تجميد لحوم الأضاحي والتوكيل فيها وإرسالها إلى غزة.
  • حكم مناصرة الكيان الصهيونيّ المحتلّ على أهل فلسطين.
  • المقاطعة الشاملة للعدو المحتلّ.
  • مشروعيّة الإضراب والاحتجاج نصرة لأهل فلسطين.
  • فتوى بشأن واجب الحكومات الإسلاميّة تجاه الغزو الصهيونيّ على غزّة.
  • حول التوكيل وتجميد لحوم الأضاحي لغزة([28]).

ب- فتاوى هيئة علماء فلسطين([29]):

  • فتوى أولويّة الإنفاق لنصرة غزّة على حجّ التطوّع وأداء العمرة.
  • حكم التَّطبِيع مع العدو اليهوديّ المحتل لفلسطين وبيان مخاطره على المسلمين([30]).
  •  مؤتمرات علميّة فقهيّة: انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول2024 مؤتمرات علميّة عقدت في 27 و28 سبتمبر/أيلول، حيث تمّ خلالها مناقشة الفتاوى الشرعيّة المرتبطة بدور الأمّة في “طوفان الأقصى”. وقد أعلن العلماء([31]) أنّهم في رباط علميّ لدعم طوفان الأقصى بكلّ ما يحتاج من بيان مشروعية الجهاد وبسط فقهه ونشر فتاواه بين الناس، ووجوب السعي إلى تحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والردّ على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون، وحثّهم على دعم إخوانهم في الأرض المقدسة بل وتقدّم صفوف المناصرة فلا قيمة لعلم لا يحمل صاحبه على النصرة التي تليق بالعلماء.
  •  جلسات حواريّة للتشاور والتركيز على أدوار العلماء المطلوبة في بلدانهم.
  • المُشاركة في المؤتمرات والدعوة لعقد مؤتمرات ومنتديات:

أ‌- المؤتمر الرابع للمنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين: شارك علماء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المؤتمر، الذي عُقِدَ في المدّة 24 -26 نوفمبر 2023، في إسطنبول – تركيا، تحت عنوان “العمل البرلماني والقضية الفلسطينية في عالم جديد”.

ب‌- الدعوة لعقد قمّة إنسانيّة لمواجهة العدوان الإسرائيليّ على غزة ولبنان([32]): أطلق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مبادرة لعقد قمّة إنسانيّة لمواجهة العدوان الإسرائيليّ على غزّة ولبنان، والهدف إنشاء حلف إنسانيّ عربيّ وإسلاميّ من جميع الدول المساندة للقضية الفلسطينيّة، على أن تقوم تركيا بدعوة هذه الدول لقمّة تكون شبيهة لحلف الفضول([33]).

ج- نظّمت اللجنة العليا لأسبوع القدس العالمي، الأربعاء 7 فبراير الجاري، مهرجانًا خطابيًا عبر منصة “زوم” تحت عنوان “طوفان الشباب”، دعمًا للمقاومة ونصرة لغزة والمسجد الأقصى ضمن فعاليات “أسبوع القدس العالمي” الرابع، بمشاركة نخبة من شباب الأمّة المؤثرين.

  •  زيارة بعض رؤساء الدول العربية والإسلاميّة:

        تحرك بعض العلماء بزيارات إلى عدد من الحكام، وأسمعوهم وجهة نظرهم في القضيّة، وما تنتظره الأمّة منهم، وهو نوع من البلاغ، وإقامة الحَجَّة، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 83]، وأولو الأمر هم العلماء والأمراء، والذين يستنبطونه هم العلماء منهم. وطالب العلماء رؤساء الدول العربية والإسلامية كافّة، بما يأتي:

أ‌- إعلان النفير وتحريك الجيوش لردّ العدوان الصهيوني وتحرير المقدّسات.

ب‌- قطع العلاقات السياسية والاتفاقيات التجارية.

ج – إلغاء معاهدات التطبيع المذلّ التي أبرمت على خلاف رغبة الأمّة ومصالحها.

د‌- استعمال إمكانات الدول التي يحكمونها في إيقاف الإبادة الجماعية للمدنيين والعزّل، والمستمرة منذ سنة كاملة.

ه‌- إلغاء كلّ اتفاقيّات التطبيع مع العدو الصهيونيّ فهي محرّمة شرعًا، وهي باطلة أصلًا ولا تُلْزِم المسلمين.

  • إصدار بيانات رسميّة متتابعة لمجريات الأحداث: صدرت عن العلماء بيانات مشتركة كثيرة متنوّعة أكمل بعضها بعضًا، ومن أهمّ ما صدر عنهم([34]):
  • بيان علماء الأمّة حول استمرار العدوان الصهيوني على المصحف الشريف والمساجد في غزّة.
  • بيان علماء الطوفان قيامًا بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة.
  • تصريح صحفيّ للعلماء.
  • البيان الختاميّ للملتقى الدُّوَليّ الثالث لمؤسّسات العلماء.
  • بيان نداء الأقصى وغزّة.
  • بيان الدعوة لمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني.
  • بيان منظمات المجتمع المدنيّ في تركيا يدعو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف الإبادة الجماعيّة في غزّة.
  •  نشر الوعي بحقيقة الصراع مع الصهاينة: من خلال المحاضرات والدروس ومواقع التواصل الاجتماعي، مع أهمّيّة التذكير بتاريخهم الإجراميّ ضد الشعب الفلسطيني، منذ النكبة وإلى اليوم، والإشارة إلى أهدافهم في السيطرة على كلّ فلسطين، على اعتبار أنّها أرض يهوديّة، من خلال كلّ المنصات الإعلاميّة والأنشطة.
  • الجولات الدعويّة على الدول والجامعات والهيئات العلمائيّة والأحزاب والجمعيّات الإسلاميّة والمساجد الكبرى في المدن؛ بهدف التركيز على ما يثبت الناس، ويفتح لهم أبواب الأجر، وبيان بعض الأحكام والمسائل المتعلّقة بالنصرة والدعم لغزّة، وتصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات وفق الآيات القرآنيّة، ولا سيّما التي تنهى عن ظنّ العجز وعدم القدرة على الكافرين، وغيرها من الموضوعات. مثال ذلك: قدّمت هيئة علماء فلسطين محاضرة بعنوان: “آليّات النصرة والمشاركة الفاعلة في طوفان الأقصى” ضمن “الملتقى الأوّل لشباب المدارس الشرعية” في مدينة ديار بكر التركيّة في المدّة ما بين (12-16/10/2024).
  • النشر الإلكترونيّ للمواد الشرعيّة على أوسع نطاق، فهي عنوان كبير للاهتمام والمتابعة خاصّة من شريحة الفتيان والشباب، وعرض أنموذج الرسل والصحابة الأولين في جانب التضحية من أجل الدين، والعمل على نشر ثقافة المقاومة وسنن الله تعالى في النصر والتمكين الذي تبعث على الأمل، وتقوي الإيمان، وتثبت القلوب، ولعلّ من أبرزها: الحديث عن عظمة الله وقدرته المطلقة.
  • نشر الإصدارات من كتب ومقالات لنماذج مشرقة من ميدان الجهاد وبطولات المجاهدين، أو الميدان الاجتماعي والقيميّ وما يكون فيه من نماذج ملهمة. والتذكير بسنن الله في الكون من إمهال الظالمين، وتمحيص المؤمنين مثل كتاب: معركة طوفان الأقصى “نَظْرَة إعلاميّة… ومقاربة شرعيّة”، إصدار هيئة علماء فلسطين. للكاتبة: رانية محمّد نصر/ ماجستير صِحافة إذاعية وتلفزيونية / مسؤولة اللجنة الإعلامية في قسم المرأة هيئة علماء فلسطين.
  • دعوة للتبرّع: إطلاق حملات للتبرّع بالمال والغذاء والدم في بلدان العالم العربي والإسلامي، عبر المنافذ الرسميّة والأهليّة المتاحة، والتعاون مع مؤسسات إعلاميّة وإغاثيّة لتنظيم حملات إغاثيّة وإنسانيّة واسعة النطاق، منها: الحملة التي أعلن عنها في الأوّل والثاني من أكتوبر/تشرين الأوّل، لدعم أهل غزّة في ظلّ الأزمة الإنسانيّة المتفاقمة.
  • دور المرأة: عقدت فعاليّة دوليّة تشارك فيها عالمات وداعيات من مختلف الدول الإسلاميّة لتسليط الضوء على أهمّيّة دور المرأة في نصرة القضيّة الفلسطينيّة في 29 سبتمبر/أيلول. ونظّم قسم المرأة في هيئة علماء فلسطين، الخميس 8 فبراير الجاري، ملتقى “طوفان العالمات” عبر منصّة زووم وبمشاركة عدد من الفاعلات بالتخصّصات الشرعيّة والثقافيّة والإعلاميّة ضمن “أسبوع القدس العالميّ” الرابع دعمًا لغزّة ولقضيّة فلسطين.
  • المقاطعة الاقتصاديّة:

        سلاح المقاطعة سلاح مؤثّر وقاطع ولا يستهان به، وقد ظهر تأثيره بهبوط أسعار أسهم الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وأجبرتها المقاطعة على عرض جميع منتجاتها وبيعها بأسعار مخفّضة، وقد صدر عن العلماء بيان الدعوة لمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني([35])، أبرز ما جاء فيه: “ندعو الشعوب المسلمة إلى اتّخاذ موقف حازم دفاعًا عن إخوانهم المسلمين في قطاع غزّة وفلسطين بمقاطعة المنتجات الداعمة للعدو كافّة حتّى لا يكون هناك تمادٍ في العدوان واستخفاف بالمسلمين، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وقال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: ٧٢].

16- الدعاء والضراعة: الدّعوة إلى قيام ليلة الثالث من أكتوبر في جميع السّاحات للدعاء والضراعة، وقد أقيمت صلاة ركعتي القيام في المساجد والساحات في بلدان عديدة تضامنًا مع غزة.

17- إحياء الذكرى السنوية الأولى بمناسبة مرور عام كامل على معركة طوفان الأقصى، أطلقت في مدينة إسطنبول نشاطات في يوم الذكرى السنويّة، وهو الموافق يوم الخميس 26/9/2024، واستمرّت الفعاليّات حتّى الذكرى السنويّة حسب التاريخ الميلاديّ 7 أكتوبر 2024م. وقد وُجّهت الدعوات لعلماء الأمّة للمشاركة، وإقامة فعاليّات في بلدانهم.

18- الزيارات الميدانيّة للدّول وتواصلهم مع الشعوب العربية والإسلاميّة (السياحة الجهاديّة): بغرض تحقيق الأهداف التالية:

  • تقوية الوازع الديني لدى عامّة الناس، وربطهم بالقضية الفلسطينية.
  • تخصيص جزء من خُطْبة الجمعة لشرح القضيّة، وحثِّ المصلِّين على التبرعّ والدعاء لهم.
  • التأكيد على أنّ القضيّة تخصُّ المسلمين والعرب جميعهم، والردّ على الشبهات والأقاويل والمزاعم المنتشرة بين عوامِّ الجماهير العربيّة والمسلمة، التي تَفُتُّ في عضدهم، وتخذّلهم عن نصرة إخوانهم.
  • التعريف بجهاد الشعب الفلسطينيّ بمختلف فصائله، وكفاحه على طريق المقاومة، وإبراز أنموذج المجاهدين والمقاومين منهم، ودور التيار الإسلاميّ في هذا الكفاح، وكشف خداع المصطلحات والأسماء، وتكريس المعاني الصحيحة لها في أذهان الناس وعلى ألسنتهم؛ فالجهاد ومقاومة المحتل ليس إرهابًا، والعملياّت الاستشهادية ليست انتحارًا… إلخ.
  • التأكيد على أن ما يحدث له جذور لا تَرْجِع إلى التفوّق العسكريّ للعدو الصهيوني، بقدر ما ترجع إلى تخلِّي المسلمين والعرب عن الأخلاق والقيم والشرائع بينهم.
  • محاربة المفاهيم السلبية والمنطق التواكليّ، الذي يُقْنِع الفرد بالاكتفاء بالدعاء دون تأدية ما عليه من واجبات يستطيع القيام بها.

        ممّا تقدّم، يمكننا أن نجيب على السؤال الآتي: ماذا حققّ العلماء فعليًّا نصرة لغزة؟

        كان صوت العلماء عاليًا في رفد المقاومة، ودعوة الشعوب الإسلاميّة إلى الوقوف معها، وإذكاء روح الأخوّة والنصرة. هذه المحددات وغيرها، كان لها الأثر الفعلي الميداني على مستوى شعوب الأمّة في نصرة معركة طوفان الأقصى خارج فلسطين من قبل العلماء.

        والأثار المميزة الذي حقّقها العلماء – على سبيل المثال لا الحصر – تتمثّل في:

  1. إعادة هُوِيَّة القضيّة الفلسطينيّة إلى مكانتها الدينيّة المقدّسة لدى الشعوب المسلمة، فهي أرض وقف، وفيها مسرى النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وأولى القبلتين.
  2. إخراج القضية الفلسطينية من الدائرة الوطنيّة والقوميّة الفلسطينيّة، إلى دائرة الانتماء إلى كلّ مسلم في الأمّة جمعاء.
  3. استنهاض شعوب الأمّة على قضية مُقدّسة دينيّة جامعة، تحظى بالمكانة السامية، ونبذ الفِرَاقَ والاختلاف.
  4. إخراج الأمّة من النَّظْرَة الضيقة (فتن طائفية، خلافات مذهبية…) إلى القضايا المركزيّة والإستراتيجيّة الجامعة.
  5. تعزيز ثقة الأمّة بقدرتها على التوحّد والاجتماع والتلاقي تحت الراية الإسلاميّة.
  6. تعزيز قيم التكافل والتعاضد والأخوّة والنصر، وإمكانيّة الوحدة بين الشعوب الإسلاميّة.
  7. تذكيرها بأعظم صفاتها، بأنّها أمّة تتصف بالخيريّة كما وصفها القرآن الكريم، رغْم الضعف والهوان الذي تمرّ به.
  8. ظهر أنّ شعوب الأمّة تتعطش لدور رياديّ لخدمة الإسلام بقيادة العلماء.
  9.  تأصيل فقه القضيّة الفلسطينيّة.
  10. تفعيل فقه التحرير وفق اجتهاد جماعيّ.
  11. استصدار الفتاوى التي تُلزم الأمّة حكامًا ومحكومين بالعمل لاستنقاذ المسجد الأقصى، وحثّ المؤمنين على الجهاد والمقاومة.
  12. مناصرة من يحملون رؤية إسلاميّة للصراع([36]).
  13. تجدّد صفحات جهاد عزّ ومعركة حقّ في الأمّة، لا معارك جانبيّة عنوانها حدود ومياه.
  14. تغيير قيم ومفاهيم لدى الشباب، مثل: القدوات من شخصيات غربية فنيّة أو رياضيّة، إلى شخصيّات علمائيّة ومقاومة.
  15. الاحتياج للتمسّك بالمنهج الصافي والتعرّف على أسباب النصر والتمكين، وسُنن الله في خلقه.
  16. بيان حكم التطبيع وأثاره السلبيّة ومخاطره على الأمّة.
  17. بيان الفرق بين علماء الأمّة وعلماء السلطة، بين من باع الدنيا واشترى الآخرة، وبين من باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، ففرَّق الله بهذا الطوفان بين الحق والباطل، ولن تزال الحوادث والنوازل تعمل عملها حتى يصير حال الناس إلى فسطاطين: فسطاط حق لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا حقَّ فيه.

المبحث الثاني: الدور المأمول من العلماء نصرة لمعركة الطوفان:

        تخوض غزّة معركةً مصيريّةً مع العدو الصهيوني، بعد أن أعلن مقاوموها وقادتها عن معركة الطوفان، وهي بذلك تؤدّي “دورها تجاه القدس والأقصى، من فهم حقيقيّ للصراع ومتطلباته، والهدف المنشود إعادة قضيّة المسجد الأقصى والقدس وعموم فلسطين إلى عمقها الإسلاميّ، ودائرة الاهتمام والأولويّة، والتحرّك بها في ضوء برنامج جهاديّ طويل الأمد، مُتكامل المراحل، يشترك فيه الفلسطينيون والمسلمون من حولهم، دون إغفال المهمّات العاجلة”([37]).

        ومن البدهيّ أن تكون قضيّة فلسطين هي قضيّة العلماء الأولى ومحلّ اهتمامهم، مع تطلّع من شعوب الأمّة دومًا لما يصدر عن العلماء من مواقف وتحرّكات. وقدوتهم في ذلك، تاريخ من الجهاد والعطاء من علماء السلف. ولكن دون ذلك صعاب وتحديات.

المطلب الأول: أبرز التحدّيات والصعوبات أمام العلماء في نصرة غزّة

        تعدّدت التحدّيات والصعوبات التي تواجه العلماء نصرة لغزّة، وتنوّعت جوانبها على المستوى: السياسي والاجتماعي إلى الاقتصادي، فالإعلاميّ. ويتطلب التغلّب عليها تضافر الجهود وتعاونًا أكبر بين العلماء والمجتمعات.

أوّلًا: التحدّيات والصعوبات:

        يواجه العلماء العديد من التحدّيات والصعوبات في جهودهم نُصرة لغزة، من أبرزها:

1. التحدّيات السياسيّة:

 أ‌- وجود أنظمة عربيّة وإسلاميّة مُطبّعة، ولديها علاقات دبلوماسيّة مع المحتل الصهيونيّ، بل إنّ هذه الأنظمة تدعو لحلّ الدولتين، وتحقيق السلام الشامل في المنطقة، واعتراف بدولة الكيان بأنّها دولة يحقّ لها الحياة والعيش في فلسطين خاصّة، والشراكة وحسن الجوار مع محيطها العربيّ عامّة. وتعمل الدول المطبّعة بكلّ قدراتها ومكوّناتها على صرف انتباه جماهيرها عن أيّ فكر ومنهج مُقاوم؛ لأنّها تكشف ضعفها وتقصيرها، وتكون عنصر تثوير للشعوب ضدّ أنظمتها العاجزة.

ب‌- الضغوط الحكوميّة: بعض الأنظمة السياسيّة تفرض قيودًا على حرّيّة العمل والتعبير، ممّا يُعيق جهود العلماء في التعبير بحرّيّة عن آرائهم أو إقامة الفعاليّات، وأصبح دور العلماء تابعًا لدور الدولة، وحينما لا يكون للدولة دورٌ فمن المستغرب أن يكون للعلماء دور؛ لأنهم يتلقَّون أوامر وتوجيهات من الدولة.

ج- الانقسام الفلسطيني: الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية تُؤثّر سلبًا على جهود العلماء في توجيه المجتمع الفلسطيني خاصة، وعموم المجتمعات العربية والإسلامية ومخاطبتها.

د- تهميش الحكومات لدور العلماء -الذين يصدعون بكلمة الحقّ- وتقوم في الوقت نفسه بالترحيب وتشجيع علماء السلطة، الذين يهلّلون لها، ويباركون كلّ خطواتها، وإن كانت مخالفة لأحكام الدين. ولعلّ الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء بجواز التصالح مع اليهود وإقامة علاقات بهم، وتحريم العمليّات الاستشهاديّة التي ينفّذها أبناء فلسطين في وجوه المحتلّين الصهاينة دليل قويٌّ على أنّ الحكام لا يُقرِّبون إلّا من يُسبِّح بحمدِهم، ويُثني على قراراتهم، أمّا إذا كان للعلماء رأيٌ مخالفٌ فيتمُّ تهميشهم، بل والتنكيل بهم في بعض الأحيان.

ه- اختلاف سياسات الدول الإسلاميّة وآرائها في القضايا العالميّة أسهم إلى حدٍّ بعيد في اختلاف آراء العلماء ومواقفهم؛ مما أضعف دورهم، وأسكت أصواتهم.

و- ” المؤسسات العلمائيّة كسيحة، فالأنظمة قد قيّدتها بالأغلال، وجعلت في أيديها أصفادًا من حديد في بعض البلدان، حتى الدعاء لفلسطين لا يسمح لهم”([38]).

2. التحدّيات الاجتماعيّة:

أ- قلّة الوعي: يعاني بعض أفراد المجتمع من ضعف الوعي والمعرفة في خلفيّة الصراع مع العدو الصهيوني وأبعاده، ممّا يتطلّب جهودًا إضافيّة للتثقيف والتوعية.

ب- التجاهل أو اللامُبالاة: قد يجد العلماء صعوبة في تحفيز الناس على المشاركة الفعّالة بسبب الشعور باليأس أو الإحباط، ولا سيّما بعد فشل الربيع العربيّ في تحقيق حُريّة للشعوب العربيّة، أو لانشغالهم بشؤون حياتهم وأزماتهم الاقتصاديّة في بلدانهم…

3. التحديات الإعلاميّة:

أ- هيمنة الإعلام الغربيّ: تواجه جهود العلماء وأنشطتهم تعتيمًا مُمنهجًا، بل صعوبة في الظهور على وسائل الإعلام الرئيسة، من: فضائيّات، وقنوات إخباريّة…

ب – نقص الموارد: عدم توفّر الموارد الماليّة والإعلاميّة اللازمة لدعم الحملات التوعويّة.

4. التحدّيات الاقتصاديّة:

أ- التمويل المحدود: قد يواجه العلماء صعوبة في جمع التبرّعات اللازمة لدعم المبادرات والمشاريع المتعلّقة بغزّة. وأيضًا ظروفًا اقتصاديّة صعبة، لدى عددٍ من الدول العربيّة أو الإسلاميّة.

ب- المقاطعة الاقتصاديّة: يتعرّض بعض العلماء لضغوط نتيجة إصدار الفتاوى والمواقف الداعمة للقضيّة الفلسطينيّة.

5. التحدّيات الثقافيّة:

أ- الاختلافات الفكريّة: تنوّع الآراء والانتماء الحزبيّ أو الفكريّ بين العلماء قد يؤدّي إلى تباين في إستراتيجيّات الدعم؛ ممّا يُعقّد جهود التعاون.

ب- العزلة: في بعض الأحيان، قد يشعر العلماء بالعزلة عن المجتمع الدُّوَليّ بسبب المواقف السياسيّة.

ج- تعدّد الأيديولوجيّات بين الحركات الإسلاميّة التي لا يوجد وفاق بينها، وبالتالي تُضعف دور العلماء.

د- اعتبار دور العالم وظيفة يقوم بها داخل المسجد فقط، وعدم السماح له بالتدخّل في شؤون المجتمع.

6. التحدّيات التقنيّة:

أ- عدم استخدام التِقَانَة: يفتقِرُ بعض العلماء إلى المهارات أو الموارد اللازمة لاستخدام التِقَانَة الحديثة في تعميم مواقفهم، ونشر رسائلهم.

7- المخاطر الأمنيّة: ضعف دور العلماء ليس مرتبطًا بالوقت الراهن، بل يمتدّ إلى الماضي القريب، حين تعرّض العلماء والمجاهدون منهم للقتل أو الاعتقال أو النفي، وأُسكت صوتُهم على يد دول قمعيّة في عالمنا العربيّ، وحلَّ العِلمانيّون محلّ العلماء، وضاع كلُّ دورٍ لهؤلاء العلماء، كمرجعيّة للأمّة.

ثانيًا: ثقافة “التفاعل الآنيّ” مع متطلّبات المعركة:

        الثبات في حراكات مُستمرّةٌ وهادفة بما يتناسب مع احتياج معركة طوفان الأقصى من قِبل شعوب الأمّة العربيّة والإسلامية هو تحدٍ كبير، فالتفاعل الآنيّ مع الحدث، ومدى سخونته وخسائر العدوّ والمجازر والشهداء والدمار تكون مقياسًا لدرجة التفاعل، وهو سرعان ما يخبو مع توقّف الحدث أو اتّخاذه نسقًا مستمرًّا معتادًا “رتيبًا”([39]).

        مع العلم، أنّ العدوّ الصهيونيّ يعمل بشكل منهجيّ، وضمن رؤية محدّدة تلقى دعمًا غربيًّا عالميًّا لإنهاء قضيّة فلسطين، وتشويه مقاومة الشعب الفلسطينيّ، ونعتها بالإرهاب. وتحميلها مسؤوليّة معاناة ما يلاقيه من المحتلّ، مع تشويهٍ للحقائق وتزييفها، وتبديل الحقائق التاريخيّة، وصناعة مشهد أنّ العدو الصهيونيّ هو صاحب الأرض، وأنّ الشعب الفلسطينيّ هو شعب بلا أرض ولا هُوِيَّة.

المطلب الثاني: المأمول من العلماء في نصرة غزّة:

        يقع على العلماء الواجب والدور المتقدّم في نصرة معركة طوفان الأقصى، وهو المأمول منهم، أن يكونوا في مقدّمة الركب، بل يقع عليهم الفعل الكبير، وتحقيق الدور المُؤثّر. والسؤال المطروح:

        ما المأمول من العلماء القيام به أفرادًا ومؤسسات نصرة لمعركة الطوفان؟

        أوّلًا: المأمول من العلماء على المستوى الفرديّ:

        “إنّ أقلّ المطلوب من العلماء حتّى تدبّ بقيّة روح في كلماتهم وبياناتهم وفتاواهم المناصرة لفلسطين؛ أن يضعوها على قائمة أولويّاتهم تحرّكًا وعملًا وبرمجة وتخطيطًا وتنفيذًا. مطلوب منهم أن يقفوا مليًّا أمام صور علماء غزة ودعاتها وخطبائها المتسربلين بدمهم وقد أدّوا ما عليهم وأدّوا حقّ العلم الذي يحملونه بين جنبيهم، وأن يسألوا أنفسهم: وماذا عنّا نحن؟ “([40]).

        وعليه، المأمول من العلماء بعد خشية الله تعالى ومراقبته بدايةً:

  1. ” الفقه” بحقيقة المعركة ومآلاتها على الدين الإسلامي والأمّة جمعاء والمقدّسات:

        يقول الشيخ القرضاوي: “الحقّ أنّنا في حاجة إلى فقه جديد، نستحقُّ به أن نكون ممَّن وصفهم الله بأنّهم (قوم يفقهون). فليس مرادنا بالفقه: العلم المعروف الذي اصطلح على تسميته (فقهًا)، والذي يعني: معرفة الأحكام الشرعيّة الجزئيّة من أدلَّتها التفصيليّة، من مثل أحكام الطهارة والنجاسة والعبادات والمعاملات وأحكام الزواج والطلاق والرضاع وغيرها.

        فهذا العلم – على أهمّيّته – ليس هو مرادنا بالفقه، وليس هو المراد بكلمة (الفقه) حيث وردت في القرآن والحديث، وإنّما هي ممّا بُدِّل من الأسماء والمفاهيم، كما بيَّن ذلك الإمام الغزالي في كتاب (العلم) من موسوعته المعروفة (إحياء علوم الدين) ([41]). ومثله قوله صلّى الله عليه وسلّم: “ومَن يُرِد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين”([42]). والمعنى أن ينير الله بصيرته فيتعمَّق في فَهم حقائق الدين وأسراره ومقاصده، ولا يقف عند ألفاظه وظواهره. وأنّ أنوع الفقه المطلوبة خمسة: وهي فقه المقاصد، وفقه الأولويّات، وفقه السنن، وفقه الموازنات، وفقه الاختلاف، وأضفت إليها في مكان آخر: فقه المآلات”([43]).

2- فقه الواقع:

        يمكننا تعريف فقــه الواقع بأنّه: “الفهم العميق لواقع المسلمين بكلّ جوانبه، وتنزيل الأحكام الشرعيّة المراعية لذلك الواقع. وفي هذا التعريف يتبيّن أنّ فقه الواقع يرتكز على مرتكزين:

أ- فهم عميق عن علم ودراية بأحوال المسلمين من كلّ الجوانب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة.

ب- مراعاة ذلك وتنزيل الأحكام الذي تتلاءم وتتناســب مع واقع المسلمين، من خلال إعمال العقل ومراعاة المصالح وفق مقاصد الشريعة”([44]).

وتكمن أهمّيّة فقه الواقع في الأمور الآتية:

  • إخضاع الجزئيّات لمقتضى الشريعة الإسلاميّة، وبيان أنّها صالحة لكلّ زمان ومكان.
  • ضبط مسيرة الفرد والمجتمع والدولة بربطها بأحكام الشرع ومقاصده.
  • التأكيد على مراعاة اختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال والأعراف لدى تكييف الحكم الشرعيّ.
  • تحقيق الارتباط الوثيق بين الأصل والعصر عبر معادلة مستقرّة لا تهزّ الثوابت لتتغيّر، ولا تجمّد الحياة وتوقف تجددها([45]).

3- اعتبار المآلات:

        عرّفه د. أحمد الريسوني فقال: “اعتبار المآل في الاصطلاح الفقهيّ الأصوليّ يعني: استشراف التطوّرات والتداعيات التي يمكن أن يؤول إليها الفعل مستقبلًا، ثمّ إدخالها في حيثيّات الاجتهاد والحكم على ذلك الفعل؛ أي: إنّ الاجتهاد يأخذ بعين الاعتبار الحال والمآل، الحاضر والمستقبل. بمراعاة ما تؤول إليه الأمور في مستقبلها المتوقّع وعدم الاقتصار على واقعها وحاضرها ونتائجها الفورية”([46]).

        هذه المآلات وفق مصطلح العلماء تُمثّل مساراتٍ للأمّة في حاضرنا ومستقبلنا، بل تلك المآلات حفظت الأمّة على مدار التاريخ؛ كما في موقف الإمام ابن تيميّة، والعالم العز بن عبد السلام في التصدّي لغزو التتار للأُمّة الإسلاميّة.

4- الوعي بسنن التمكين في الأرض:

        “إنّ المأمول في بناء الأمم لحضاراتها عبر التاريخ أن تخضع لسنن وقوانين، ومنهج تستمدُّ منه العقائد، والأخلاق، والعبادات، والقيم، والتَّصوُّرات”([47]). هذه السُّنن لها أهميتها ومكانتها، “فالتَّمكين لن يتحقَّق بين عشيّةٍ وضحاها، وفي طرفة عينٍ، دون النَّظر في العواقب، ودون فهمٍ للظُّروف، والملابسات المحيطة بهذا الواقع، ودون إعدادٍ جيِّدٍ للمقدِّمات، أو للأساليب، والوسائل”([48]).

5- الوعي بفقه التدرّج: سنّة التَّدرُّج ينبغي أن تُتَّبع في منهج حياة النَّاس، فإذا أردنا أن نقيم مجتمعًا إسلاميًّا حقيقيًّا؛ ” فلا نتوهَّم: أنَّ ذلك يمكن أن يتحقَّق بقرارٍ يصدر من رئيسٍ، أو ملكٍ، أو من مجلسٍ قياديٍّ، أو برلمانيٍّ، وإنَّما يتحقَّق ذلك بطريق التَّدرُّج؛ أي: بالإعداد، والتَّهيئة الفكريَّة، والنَّفسيَّة، والاجتماعيَّة”([49]).

“هذا هو المنهج الَّذي اتّبعه النَّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- لتغيير الحياة الجاهليَّة إلى الحياة الإسلاميَّة، فقد ظلَّ ثلاثة عشر عامًا في مكَّة، كانت مهمَّته الأساسيّة فيها تنحصر في تربية الجيل المؤمن، الذي يستطيع أن يحمل عبء الدَّعوة، وتكاليف الجهاد؛ لحمايتها، ونشرها في الآفاق، ولهذا لم تكن المرحلة المكِّيَّة مرحلة تشريعٍ بقدر ما كانت مرحلة تربيةٍ، وتكوينٍ”([50]).

6- فقه الأولويّات: من فقه الأولويّات لدى العلماء فهم الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة عند النوازل، وتطبيقها عمليًّا، ورسالة التابعيّ الجليل عبد الله بن المبارك من ثغور الشام إلى التابعيّ الجليل الفضيل بن عياض في المسجد الحرام بمكّة المكرّمة شاهد على فقه الأولويات لدى علماء الأمّة، عندما أرسل إليه شعرًا جاء فيه:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب

أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب

 هذا كتاب الله ينطق بينا ليس الشهيد بميت لا يكذب “([51]).

7- الإفتاء وقول الحقّ: العلماء تقع عليهم مسؤولية الإنذار بالخطر، ليس فقط في فهم الواقع ومتابعة الأخبار، وإنّما في تمحيص المعلومات وتدقيقها، وفي الربط بين الأحداث وفهم خلفيّاتها، ومعرفة مآلاتها، وصولًا إلى الإفتاء الموجّه النافع للواقع.

“فالشجاعة النفسيّة والقلبيّة التي تمكّن العالم من قول الحقّ والصدع به -كما قال ابن القيّم أعلاه- فإنّ الله ناصره وهاديه، وإلّا لا يمكن الفعل من (مهمّة) العلماء، ولا وظيفة الربّانيّين، ولا القيام بمقتضى البيان والبلاغ وأداء الأمانة الملقاة عليهم، فهذه الشجاعة النفسية هي التي تضمن للعالم -مع التقوى والخشية- أن يحقّق المهمّة وأداء الأمانة، وتحقيق بسط سلطان الشريعة بحقّ على الحياة والأحياء، وهذا -بلا شكّ- له ضريبة وله تضحيات يقدّمها العالم راغبًا في فضل الله غير منتظر جزاء ولا شكورًا من سواه”([52]).

8- بيان الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالقضيّة عامّة: “هنا يأتي دور العلماء في بيان الحقائق الشرعية، وذكر الأحكام الفقهيّة لهذه النوازل؛ سعيًا لإجابة الناس وإفتائهم، ولكي يكون المسلمون تحت مظلّة شريعة ربهم لا يخرجون عن سلطانها، ويخضعون لأحكامها تعبّدًا لله وطلبًا لرضاه”([53]).

9- التصدّي لتزييف الوعي: من خلال العلماء يتمّ التصدّي للأخبار والتقارير الإعلاميّة المضلِّلة والموجَّهة، التي تسعى وتخدم -في كثير من الأحيان- أنظمة فاسدة مستبّدة، أو سياسات غربيّة استعماريّة، أو دعايات صهيونيّة، أو تعكس حالات إحباط وتخذيل.

10- رجل الموقف ومشروع شهادة عند النوازل والفتن: تحتاج الأمّة العالم الذي يُوصف بأنّه: “رجل الموقف”، وخاصّة، “حين تختلط الأمور ويتشتت الناس، وتعمَّ الفتن وتشتد وطأة الظالم المستبدّ، فيصبح العالم “مشروع شهيد”([54])، يُطبّق قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سُلطانٍ جائرٍ”([55])، وقوله: “سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله”([56]).

11- علماء الطوفان:

        “إنّ المأمول من كلّ عالم أن يخوض غمار المعركة والتضحية إلى جنب أولئك الذين سُفكت دماؤهم دفاعًا عن المقدّسات، والصدح بالحقّ، واجتراح الآليّات العمليّة والميدانيّة”([57]). ولعلّ أهمّ ما ترسله هذه الدماء الزكيّة التي أريقت من علماء ودعاة غزة الشهداء من رسائل؛ هي تلك الذي توجّه إلى إخوانهم من علماء الأمة. والسؤال المطروح عن مواصفات “العالم العامل”، “فهل العالم العامل هو الذي جمع العلومَ وصار مكتبة شرعيّة متنقّلة، أم هو الذي تقدّم إلى الثّغور فسبق إليها؟ “([58]).

مسك الختام: نُجمل المأمول من العلماء كأفراد، وفق الآتي:

  • “أن ينزل العالم إلى الميدان، فلا يبقى متقوقعًا بين دفوف الكتب ورفوف المكتبات، ولا أن يظنّ أنّه أدّى المهمّة بدرسٍ مسجديّ، أو بالتوقيع على بيان جماعيّ أو فتوى مشتركة”([59]).
  • “أن يتقدّم الصفوف، ويرفع الرايات، فالأمّة تمتاز بالخير وتعمر بالفضل، والحاجة إلى من يستثمر، ولن يقوم بهذا إلّا العلماء.
  • مُتابعة الأحداث التي تصنع العلماء الربّانيّين، ويصنعها الفقهاء الصادقون، وبها يميز الله الخبيث من الطيب، والعالم الصادق من المنافق، وربّ موقف صادق للعالم تحيا به الأمة.
  • الحضور في ثغور المواقف وتقدّم الصّفوف، وقول الحقّ بلا خشية، وإعلان الحقائق بلا مواربةٍ، ومجابهة الظالمين بلا وجل، والصّدع بالهويّة بلا خجلٍ.
  • ترشيد سبيل العاملين بلا كللٍ([60]).

        ثانيًا: المأمول من العلماء كهيئات ومؤسّسات:

        ينبغي أن تدرك المؤسسات العلمائيّة طبيعة المعركة ومآلاتها، وأن تنظر إلى ميدان عملها، وموضع قدمها في الصراع الجاري على أرض غزّة، بل عليها أن تجعل من معركة طوفان الأقصى قبلة للنفير والجهاد في سبيل الله تعالى، وأن يتحقّق بها الفعل، وقد أرسل علماء غزّة وقادة المقاومة رسائل إلى علماء المسلمين خارج فلسطين يذكّرون بها علماء الأمّة وأئمتها ودعاتها وخطباءها وأدباءها وكتابها والبلغاء كلّهم من جميع أقطار العالم بواجب النصرة لهم، وبخطوات واضحة ومحددة.

        فالأمّة اليوم تحتاج إلى عمل متواصل، وجهود متراكمة، ونبذ للفرقة والعصبيّات والقوميّات والحدود التي وضعها الاستعمار؛ حتى تأتي اللحظة المناسبة التي تكون الأمّة فيها مؤهّلة لتلبية نداء الجهاد، وتحرّر بيت المقدس في نهاية المطاف، كما حرّره صلاح الدين الأيوبيّ- رضي الله عنه وأرضاه- وهناك العديد من المبادرات الفاعلة التي يقترحها الباحث.

خاتمة البحث:

        بعد استعراض الجهد المبارك للعلماء في الميدان وتلمّس أثر الفعل في الواقع، يستكمل الباحث الصورة كاملة مع جملة من المقترحات والتوصيات – بعد توفيق الله – للدور المأمول في المستقبل:

  1. إعداد تقييم موضوعيّ لأداء أدوار العلماء (أفراد)، والهيئات التابعة لهم (مؤسّسات) خلال عام، وتتضمّن فقرات التقييم الآتي:

• تقييم للدور والأداء.

• مستوى الفاعلية.

• الأثر الذي تحقّق.

• ما أُنجز من أهداف.

• النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

ونهدف من التقييم الاستمراريّة في العمل مع التحسين والتطوير، وتحديد مكامن القوّة للهيئات العلمائيّة في بلادهم والعمل على تطويرها وتكاملها. مع أهميّة قراءة مشهد الحرب المـُتسارع والمتجدّد بالمتغيرات، ووضع خطط عمل مُؤثّرة واقعيًّا، لا عاطفيًّا، والتركيز في الخطط على مخاطبة الشعوب العربية في دول الطوق وتعبئتها، وكذلك الداخل الفلسطيني، وعموم شعوب الأمّة.

  • إعادة هيكلة أقسام عمل الاتحادات والهيئات والتجمّعات الإسلاميّة، وأولويّاتها وخططها بما يخدم ويتناسب مع معركة طوفان الأقصى، والمخاطر المحدقة بها، وبالأمّة جمعاء:

(مقترح أقسام العمل: مواجهة مشروع السلام، والتطبيع، ومقاومة مشروع “حدودك يا إسرائيل”، قسم لنصرة المسجد الأقصى، استنهاض الأمّة، قيادة شبابيّة وتعزيز دورها، بناء تربويّ وفق مشروع الجهاد وعودة الخلافة، السياسة الشرعيّة والتفاوض، الفتاوى، الدعوة للجهاد بالنفس والمال، الإعلام الموجّه بكلّ أنواعه، توظيف التقانة الحديثة، العلاقات الدوليّة، العلاقة مع الحكّام، مدارس الطوفان، تعليم عن بعد…)

  • دراسة تجرِبة اليهود ونجاحاتهم في فرض قانون “معاداة الساميّة” على القارة الأوربّيّة: يُعدّ العلماء في أوروبا وبالتعاون مع رجال القانون والسياسة والاجتماع مشروعًا مقابلًا لقانون مناهضة الساميّة، عنوانه: “معاداة الحرب على غزة، والإبادة الجماعيّة فيها “. وبذلك يُحسن العلماء استثمار الحالة الشعبيّة والحراك الشعبي وبعض الرسمي في القارة الأوربّيّة.
  • التخطيط الإستراتيجيّ: إعداد العلماء مشروعًا إستراتيجيًّا (نظريًّا، وتطبيقيًّا) بالتعاون مع علماء التخطيط والإدارة والسياسة، وعلماء استشراف المستقبل. ووضع خُطَّة سنويّة مُهدّفة قابلة للتطبيق والتأثير والتغيير، عبر حَراك شعبي عربي إسلاميّ مُنتظم يكسر حالة الوهن والتراخي، ويصل إلى حالة التأثير في بلدانهم، وتحقيق خطوات على مستوى استصدار قرارات وأفعال من قبل الحكام وقادة الجيش، تُوقف الحرب، وتسمح بإدخال المساعدات كحدّ أدنى.
  • قيادة الحملات التضامنيّة: استمراريّة العمل وفق فعاليّات ودور ريادي؛ يُحدث تأثيرًا نوعيًّا، ينتُج عنه اتخاذ خطوات تضامنيّة وقرارات من الحكومات العربيّة والإسلامية بحدّها الأدنى، تُعيد الحقّ لأهله، والإعلان عن الخروج في مسيرات مفتوحة أمام سفارات كيان الاحتلال أينما وُجدت، وأمام سفارات الدول الداعمة له عسكريًّا بالعتاد والسلاح أو حتّى بالمواقف.
  • تعزيز مشروع المقاطعة الشعبيّة للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل ومن يساندها مُجدّدًا؛ لتصبح حالة أو ظاهرة مجتمعيّة يلتزم بها البائع قبل المشتري، واقتراح المزيد من الأفكار لتفعيل المشروع واستمراريّته، وإبراز النتائج التي تحقّقت حتّى الآن، وأثرها على كبرى الشركات في العالم (إغلاق شركة كارفور لأفرعها في الأرْدُنّ، خسائر بالمليارات لشركة ستاربكس للقهوة…) سواء كانت في بلاد المسلمين، أو غير المسلمين.
  • إعادة تعميم فتوى وجوب ومشروعيّة المقاطعة ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتذكير بالموضوع في خطب الجمعة، وابتكار وسائل دعائيّة جديدة لتصل الفكرة لكلّ بلدان العالم وبتنوّع لغاتهم، وتوضيح أهداف المقاطعة؛ كونها تحرُّرًا من أسر العادات الاستهلاكيّة، إلى جانب كونها وسيلة للضغط على العدو ومسانديه، والردّ على الشبهات الخاصّة التي تُثار حول الموضوع، والانتباه إلى الحيل الإسرائيلية في الالتفاف عليها، وابتكار طرق إبداعية في كسر الحصار الماليّ عن أهل غزّة.
  • تشكيل جيش الخبراء والكفاءات: استقطاب العلماء للخبراء والكفاءات في الأمّة في جيش متكامل؛ لتوظيف مكامن القوة والغلبة فيها، واللقاء بهم دوريّا والاستماع لمقترحاتهم وبرامج عملهم لنصرة المعركة.
  • تشكيل جبهة ضاغطة تجمع الهيئات العلمائيّة والأحزاب الوطنيّة والقوميّة والمستقلّين ونقابات العمّال في كلّ بلديّة، ومن ثمّ توسيعها لتشمل البلدان العربيّة فالإسلاميّة. هذه الجبهة تعمل وفق أولويّات عمل ومخطّطات إستراتيجيّة، أوّلها: منع ممرّات نقل العتاد والسلاح والطعام للعدو من الأراضي العربيّة وإيقافها، وإفشال مشروعات التطبيع والسلام مع اليهود، وترحيل القواعد الأمريكيّة في بلادنا العربيّة وإقفالها.
  • تشكيل اللوبي العربيّ الإسلاميّ في قارة أوروبا وأمريكيا، وغيرها… بهدف التأثير في انتخابات تلك البلدان، ومواجهة اللوبي الصهيونيّ، وتهيئة مناخ داعم للقضيّة الفلسطينيّة، وتكون المبادرة من قبل العلماء ورؤساء المراكز الإسلاميّة وقادة الجاليات العربيّة والإسلاميّة للتحضير والإعداد لإطلاق اللوبي في تلك القارّات. حيثتعمل اللوبيّات على التأثير في صناعة القرار في الدول والمؤسّسات الدوليّة بواسطة التواصل والحوار لتعزيز الوعي بالوضع في غزّة وتحقيق الدعم السياسيّ والمالي للفلسطينيّين.
  • تكوين تحالفات دوليّة علمائيّة من كلّ الأديان: العمل على إنشاء تحالفات مع علماء وقيادات دينيّة من مختلف الأديان لدعم القضيّة الفلسطينيّة، وتعزيز الحوار بين الأديان؛ بهدف بناء جسور مع مجتمعات أخرى لدعم القضيّة الفلسطينيّة، وتعزيز الفهم المتبادل.
  • التعاون مع منظّمات المجتمع المدنيّ والجهات الأخرى لتعزيز الجهود المشتركة والتعاون مع المنظمات الدوليّة.
  • الإعلان عن الإضراب العالميّ الموحّد لمدّة يوم أو ساعات: من أجل إيقاف المجازر والإبادة الجماعيّة بحقّ المدنيّين.
  • ديمومة التواصل والتلاقي بين العلماء حتّى إيقاف الحرب: تواصل أهل العلم فيمَا بينهم وتواصيهم بالبرّ والتقوى والصبر والمرحمة وتعاونهم في ذلك. فالحاجة ماسّة إلى تمتين جسور المحبّة والألفة والاجتماع والأخوّة والمشورة بين العلماء عند النوازل.
  • تشكيل مجمع السياسة الشرعيّة لطوفان الأقصى: بهدف دعم الفريق المفاوض (المقاومة)، والوسطاء من دول عربية وتقويتهم، وتزويدهم بالأحكام الشرعيّة ذات الصلة بالأحداث، وتذكيرهم -فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين- بالوفاء لدماء الشهداء، وعدم التنازل عن المقدّسات، وتحقيق مكتسبات حقيقيّة لتضحيات أهل غزّة. مع العلم أنّ التفاوض غير المباشر الحاليّ مع العدو يحتاج إلى جهد يفوق الأشخاص ويتجاوز طاقات الأفراد مهما كانت ألمعيّة عقولهم ورسوخ علومهم، وقد كان سلفنا يقولون في بعض ما يرد عليهم من مسائل العلم: هذه مسألة لو وردت على عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لجمع لها أهل بدر.
  • دعم الإجراءات القانونيّة المتّخذة ضدّ إسرائيل عن طريق التواصل مع علماء جَنُوب إفريقيا والجالية المسلمة واتّخاذ كلّ الخطوات التي من شأنها دعم الإجراء القانونيّ الذي قدّمته جَنُوب إفريقيا ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدوليّة.
  • اجتماع علماء الجاليات الإسلاميّة في بلاد الغرب مع مجالس البلديّة التابعة للمحافظات، وبحسب حملة USCPR المتضامنة مع غزّة، تعدّ المجالس البلديّة إحدى أفضل الفرص للناشطين الشعبيّين لجعل الحقوق الفلسطينية قضيّة في الكونغرس.
  • المواقف الرسمية: الاستمرار في تواصل العلماء مع الجهات الرسمية لزيادة الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف تدعم حقوق الفلسطينيين، وتشكيل وفد علمائيّ يجول على الدول: مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا وغيرها، والطلب منهم ممارسة ضغط دبلوماسي وسياسي واقتصادي وغير ذلك، وتذكيرهم بالمسؤوليّة الشرعيّة تجاه أهل غزّة، والطلب منهم إيقاف تصدير النفط، وجميع أشكال التعاون الاقتصاديّ مع كلّ دولة تؤيّد اليهود وتساندهم.
  • الموقف من الحكّام: قول كلمة حقّ: إيجاد حلّ لواقع الخَشْيَة من الأنظمة الجائرة، ونحتاج من الهيئات العلمائيّة مواقف شجاعة في مواجهة الظلم والعدو، مُذكّرةً بعلماء سابقين آثروا الانخراط في صفوف المجاهدين وأتقنوا فقه القيادة.
  • إيقاف جميع أشكال “التطبيع” السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان اليهوديّ وتحريم ذلك وتجريمه، وطرد جميع السفراء، وإغلاق السفارات اليهوديّة في الدول العربيّة والإسلاميّة.
  • الدعوة إلى الجهاد: نشر فتوى العلماء بالدعوة إلى الجهاد في غزّة، وتحفيز الشعوب على مقاومة الاحتلال.
  • تنشيط الحراك الطلابيّ وجعله عالميًّا: تنشيط حراك يقوده طلبة العلوم الشرعية في الكليات الإسلامية، وبالتنسيق مع العلماء والمراكز الإسلامية للجاليات المسلمة في أوربا وأمريكيا وأستراليا، عن طريق تشكيل لجان شبابيّة، وتشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة دعم غزّة، مثل تنظيم الفعاليّات والأنشطة الثقافيّة.
  • عدم إهمال غير المسلمين أو إقصائهم في الخطاب الدعوي، ومحاولة إشراكهم على أساسٍ من القضايا المشتركة، وإبراز البعد الإنساني للقضيّة من خلال مفاهيم: الحقِّ، والعدل، والإنسانية.
  • التواصل مع مشايخ الطائفة الدَّرْزِيَّة أو عرب فلسطين في مناطق الـ 48، والطلب منهم التحرك – أقلّه – للضغط قانونيًّا والسماح بإدخال المساعدات لغزّة ومن خلالهم تسيير قوافل إغاثة.
  • مبادرة التعليم عن بعد: إطلاقمدارس” الطوفان” لتوجيه أجيال الأمّة، بهدف: تخريج جيل متكامل مترامي الأطراف، تجمعه رؤية واحدة، وتزوّده روافد الإيمان العميق، ويوحّده مشروع واحد هو تحرير بيت المقدس. ويُدعى شباب الأمة وشابّاتها للالتحاق بها وفق منهجيّة تعتمد على تجديد سير علماء النوازل عبر تاريخنا الإسلامي.
  • تطوير أدوات تعليميّة: تطوير مناهج تعليميّة تركّز على القيم الإسلاميّة وأهمّيّة الجهاد، ممّا يُسهم في تشكيل وعي جماعيّ. مع إنشاء منصّات تعليميّة تعتمد على الذكاء الاصطناعيّ لتعليم الشباب والأطفال إسلاميّة القضية الفلسطينية.
  • التوعية في المدارس والجامعات الإسلاميّة: إطلاق برامج تعليميّة تركّز على التاريخ الفلسطينيّ، وأهمّيّة نصرة المظلومين وفقًا للمنهج الإسلاميّ، مع مبادرات عمليّة تدعم القضيّة.
  • كتابة قصص مستوحاة من القيم الإسلاميّة: تشجيع الكتّاب على كتابة قصص مستوحاة من التعاليم الدينيّة تبرز قيمة التضحية والصبر، وتكون موجّهة إلى الأطفال والشباب لبناء وعي جيل جديد.
  • الاستمرار في التعبئة الدينيّة: عبر نشر الوعي بأهمّيّة الجهاد، وحثّ المسلمين على الاستعداد لمواجهة الغزاة، وإعطاء مساحة في خطب الجمعة للحديث عن المسجد الأقصى والضّفّة وغزّة، وتبيان حقيقة الصراع، وبيان شرعيّة المعركة وقدسيّتها وفريضة الجهاد للدفاع عن أقصانا وأرضنا المقدّسة، بعيدًا عن الخطابات الطائفيّة التي تفرّق الأمّة.
  • الاستمرار في تسخير العلماء محابرهم وأقلامهم وأصواتهم ومنابرهم دفاعًا عن فلسطين، ونصرةً للمسلمين في القدس والضفّة وغزة (وقد تحقّق ذلك، مع أهمّيّة الاستمرار به).
  • تسخير التِقَانَة الحديثة: استخدام التطبيقات والوسائط التفاعليّة لتقديم محتوى ديني وتوعويّ يربط بين القيم الإسلامية والقضايا الإنسانية، مثل محتوى بتقنية الواقع الافتراضيّ لتجربة حياة الفلسطينيين.
  • حملات جمع التبرّعات الذكيّة: تنظيم حملات تبرّعات إلكترونيّة مع مسابقات تحفيزيّة، حيث يتمّ تقديم جوائز رمزيّة مرتبطة بالثقافة الإسلاميّة أو فلسطين، لتعزيز المساهمة.
  • إطلاق أنشودة الحرّيّة لفلسطين بلغات عالميّة، تتضمّن الحقّ الفلسطينيّ، وتفضح جرائم العدوّ.
  • تأليف وإخراج مسلسل رسوم متحرّكة إسلامي للأطفال مقابل لمسلسلات تدعم الرواية الصهيونيّة.
  • العمل على إيصال صوت العلماء للأمّة جمعاء بإزالة الحوائل الكثيرة التي تحول دون انتشار هذه الفتاوى وبلوغها أسماع الناس، وكسر الحصار الإعلاميّ المفروض على دعاة الحقّ. واستخدام وسائل الإعلام للتعبير عن مواقفهم وتوضيح الحقائق حول ما يحدث في غزّة، ممّا يساعد في تشكيل الرأي العامّ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

قائمة المصادر والمراجع

  • ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب، دار صادر، 2003، مجلدات: 5، 10، 15.
  • ابن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (ت ٣٩٥هـ): معجم مقاييس اللغة، المحقق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م، مجلد: 4.
  • ابن جماعة الكناني: بدر الدين ابن أبي إسحاق إبراهيم ابن أبي الفضل سعد الله (ت ٧٣٣ هـ): تذكرة السامعِ والمتكلم في أَدب العالم والمتعلم، تحقيق: محمد هاشم الندوي، دائرة المعارف، ١٣٥٤ هـ.
  • ابن قيم الجوزية: محمد بن أبي بكر بن أيوب: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، المحقق: عبد الرحمن ابن حسن بن قائد، هـ 1432، مجلد 1.
  • ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين: إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١١هـ – ١٩٩١م، مجلد: 1.
  • أبو حامد الغزالي: محمد الغزالي الطوسي (ت 505 هـ): إحياء علوم الدين، دار المعرفة، القاهرة، مجلد: 1.
  • ابن الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي (ت 597هـ): صفة الصفوة، المحقق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، مصر، 2000م، مجلد: 2.
  • أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي: سنن أبي داود، رقم الحديث: 4344.
  • أحمد الريسوني: تعليمات الأساس لعلم المجاديف القضائية: دار اللغة. القاهرة. الطبعة الأولى. 1436هـ/ 2015م.
  • البخاري: أبو عبدالله محمد بن إسماعيل: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المحقق: محمد بن زهير، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422، كتاب: الاعتصام في الكتاب والسنة، رقم الحديث: 7312.
  • بدر الدين العيني: عمدة القاري في شرح صحيح البخاري، رقم الحديث: 3844، باب قتل حمزة رضي الله عنه، دار إحياء التراث العربي، مجلد: 17.
  • الدَّمِيري: كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي أبو البقاء الشافعي (ت ٨٠٨هـ): شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)، تحقيق: الدكتور جميل عبد الله عويضة، ١٤٢٩هـ /٢٠٠٨م.
  • الذهبي: شمس الدين محمد بن عثمان: (748 هـ): سير أعلام النبلاء، اشراف وإخراج: شعيب الأرنؤوط، تحقيق: نذير حمدان، 1993، مجلد: 8.
  • سالم سلامة: فتاوى علماء المسلمين في تحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين أو عن حق العودة إليها، رئيس الدائرة العلمية في رابطة علماء فلسطين، دار الفرقان، عمَّان، 1428هـ= 2007م.
  • محمد عثمان شبير: بيت المقدس وما حوله، طبعة هيئة علماء فلسطين في الخارج، الطبعة الرابعة، 2011م.
  •  يوسف القرضاوي: أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة، نشر مكتبة وهبة القاهرة، الطبعة السادسة 1426هـ 2006م.
  • يُوسُف القرضاوي: جيل النَّصر المنشود، مكتبة وهبة، القاهرة.

مجلات

  • محمد عثمان شبير: بيت المقدس وما حوله، طبعة هيئة علماء فلسطين في الخارج، الطبعة الرابعة، عام 2011م.
  • سعيد محي الدين المجمعي: فقه الواقع وأثره في الأحكام الشرعيّة، مجلة البحوث والدراسات الاسلامية، العدد: 64، 2021.

مقالات

  • بسام ناصر: مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟ عربي21،  04-Nov-24، https: //arabi21. com/
  • راغب السرجاني: دور العلماء والدعاة لنصرة فلسطين، 25/06/2011، https: //islamstory. com/
  • علي محمد الصلابي: فقه النّبيِّ صلى الله عليه وسلم في التّعامل مع السٌنن، الخميس، 29 أبريل 2021 مhttps: //www. rabtasunna. com/8046،
  • محسن محمد صالح: مقال بعنوان: “العلماء وفلسطين، تنزيل النصوص على الواقع المعاصر”، 25/2/2024، مدونات الجزيرة، https: //www. aljazeera. net/
  • محمد خير موسى: رسائل العلماء والدّعاة الشّهداء في الحرب على غزّة إلى العلماء والدّعاة في الأمّة، الأناضول، 9-Jun-24 PMx. com/muhammadkhm 1
  • موقع هيئة علماء فلسطين على الفيس بوك: بيان علماء الطوفان قيامًا بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة.
  • عصام البشير: حول فقه الواقع، مقال منشور على صفحة الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين، 06/03/2020، https: //www. iumsonline. org/ar/
  • نواف هايل تكروري: صرخة نذير إلى علماء الأمة وأحزابها وقواها الحية، 1/11/2024 https: //palscholars. org
  • وصفي عاشور أبو زيد: “مسئولية العلماء نحو طوفان الأقصى”، https: //www. aljazeera. net/blogs/2024/5/15/

مقابلات

  • مقابلة مع القيادي في جماعة الإخوان أحمد الرزقان نشرها: بسام ناصر: مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟، موقع “عربي21، ” 04-Nov-24، https: //arabi21. com/
  • مقابلة مع الداعية حسن الكتاني نشر: بسام ناصر في مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟، موقع: “عربي21″، 04-Nov-24، https: //arabi21. com/
  • لقاء مع د. عبدالحي يوسف، عميد أكاديمية أنصار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في برنامج: “طوفان الأقصى”، مقابلة أجراها د. عمر الجيوسي، على قناة قدسنا، 7-4-2024.

كلمات

  • كلمة اللجنة المركزية للمهرجان ألقاها رئيس هيئة علماء فلسطين نواف تكروري، في مهرجان خاص بإطلاق “مبادرة علماء الأمة لنصرة الطوفان”، 09.2024 27، https: //www. aa. com. tr/

بيانات

مواقع


([1]) دكتوراه في التربية، عضو في هيئة علماء فلسطين، تاريخ استلام البحث، 3/10/2024م، وتاريخ قبوله للنشر، 15/11/2024م.

([2]) ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب، دار صادر، 2003، ج10، ص: 264.

([3]) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ): إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، دار الكتب العلمية – ييروت، الطبعة الأولى، ١٤١١هـ – ١٩٩١م، مجلد: 1، ص: 9.

([4]) ابن منظور:، لسان العرب، المرجع السابق، مجلد: 15، ص: 147

([5]) ابن منظور: لسان العرب، المرجع السابق، مجلد: 5، ص: 210.

([6]) كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (ت ٨٠٨هـ): شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)، تحقيق: الدكتور جميل عبد الله عويضة، ١٤٢٩هـ /٢٠٠٨م، ص: 56.

([7]) ابن منظور: لسان العرب، المرجع السابق، مجلد: 7، ص: 227.

([8]) أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (ت ٣٩٥هـ): معجم مقاييس اللغة، المحقق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م، مجلد: 4، ص:. 89-88

([9]) بدر الدين ابن أبي إسحاق إبراهيم ابن أبي الفضل سعد الله ابن جماعة الكناني (ت ٧٣٣ هـ): تذكرة السامعِ والمتكلم في أَدب العالم والمتعلم، تحقيق: محمد هاشم الندوي، دائرة المعارف، ١٣٥٤ هـ، ص: 41.

([10]) محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد، هـ 1432، مجلد 1، ص: 66.

([11]) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ): إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، دار الكتب العلمية – ييروت، الطبعة الأولى، ١٤١١هـ – ١٩٩١م، مجلد: 1، ص: 9.

([12]) أبو حامد الغزالي: محمد الغزالي الطوسي(ت 505 هـ): إحياء علوم الدين، دار المعرفة، القاهرة، مجلد: 1، ص: 8.

([13]) أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، المرجع السابق، ص: مجلد: 1، ص: 8.

([14]) نشأ عطاء بن أبي رباح بمكة، وكان عبدًا أسود لامرأة، وكان أنفه كأنّه باقلاء، وكان بنو أميّة يأمرون في الحجّ صائحًا يصيح لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح، ويقول عنه الأوزاعي: ما رأيت أحدًا أخشع لله من عطاء، ومات بمكّة عام 115وعمره 88. (انظر: ابن الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي(ت 597هـ): صفة الصفوة، المحقق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، مصر، 2000م، مجلد: 2، ص: 115).

([15]) ابن الجوزي: صفة الصفوة، مجلد: 2، ص: 115.

([16]) من أبرز الهيئات الفاعلة والداعمة لمعركة الطوفان: الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين، هيئة علماء فلسطين، والهيئة العالميّة لأنصار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورابطة علماء أريتريا، ومنتدى العلماء، ورابطة علماء السنّة، وجمعيّة المعالي للعلوم والتربية بالجزائر، والهيئة العالميّة لمناصرة فلسطين، وهيئة علماء المسلمين في لبنان…

ومن أبرز الشخصيّات العلمائيّة البارزة في الفعاليّات: مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، والدكتور نواف تكروري، والدكتور محمد الصغير، والدكتور الحسن الكتاني، والدكتور وصفي عاشور، والدكتور عبد الحي يوسف، والدكتور عصام البشير.

([17]) صدر بيان عن العلماء عنوانه: “علماء الطوفان ردًّا على نداء أبي عبيدة”، بتوقيع العشرات من المؤسسات والشخصيات العلمائيّة، وأعلنوا عن: “الرباط العلمي” لدعم “طوفان الأقصى”. انظر نصّ البيان على موقع هيئة علماء فلسطين على الفيس بوك: بيان علماء الطوفان قيامًا بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة”، @palscholars48

([18]) انظر الموقع: https: //palscholars. org

([19]) مقابلة مع الداعية نشر: بسّام ناصر: في مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمّة مقاومة غزّة في مواجهة العدوان الصهيونيّ؟ عربي21، 04-Nov-24، https: //arabi21. com/.

([20]) مقابلة مع القياديّ في جماعة الإخوان نشرها: بسام ناصر: مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟ ، “عربي21، 04-Nov-24، https: //arabi21. com

([21]) هذا ما دعا إليه علماء الأمّة في بيان الردّ على خطاب أبي عبيدة. 9/10/2024 https: //palscholars. org.

([22]) كلمة اللجنة المركزيّة للمهرجان ألقاها رئيس هيئة علماء فلسطين نواف تكروري، في مهرجان خاص بإطلاق “مبادرة علماء الأمّة لنصرة الطوفان“، نظّمته مبادرة قيام غزّة الشبابية، في إسطنبول، وبمشاركة علماء من مختلف الدول الإسلاميّة نصرة لفلسطين وغزّة، إسطنبول، 09.2024 27، https: //www. aa. com. tr/

([23]) بسام ناصر: مقال عنوانه: كيف يناصر علماء الأمّة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟ عربي21، انظر الموقع:

 04-Nov-24، https: //arabi21. com/

([24]) تشكّلَ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في عام 2004، ويُعدّ أحد أكبر الاتحادات في العالم العربي والإسلامي على حدّ سواء، وذلكَ بعدما ضمّ تحتَ لوائه أكثر من (90) ألفًا من عُلماء المسلمين من مُختلف الطوائف بما في ذلك السُنّة، والشيعة، والإباضية.

([25]) راغب السرجاني: دور العلماء والدعاة لنصرة فلسطين، 25/06/2011، https: //islamstory. com/

([26])  انظر نصّ البيان: https: //palscholars. org/

([27]) سالم سلامة: فتاوى علماء المسلمين في تحريم التنازل عن أيّ جزء من فلسطين أو عن حقّ العودة إليها، رئيس الدائرة العلمية في رابطة علماء فلسطين، دار الفرقان، عمَّان، 1428هـ= 2007م.

([28]) الفتاوى الصادرة عن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من رقم (1) إلى رقم (5) خلال العام 2023 – 2024.

([29]) هيئة علماء فلسطين تأسّست في مدينة بيروت خلال المدّة 25-26 صفر1430هـ/ الموافق 20-21 شباط (فبراير) 2009م، وبحضور عدد من هيئات العلماء من البلاد المختلفة في الأمّة الإسلاميّة وحشد من علماء الشعب الفلسطيني في الشتات. وانتخب فيه فضيلة الدكتور عبد الغني التميمي – رحمه الله- أول رئيس لهيئة علماء فلسطين. وتهدف الهيئة إلى حشد طاقات العلماء في نصرة قضية فلسطين والتأصيل الشرعيّ للمسائل المتعلّقة بها بطريق علميّ منهجيّ.

([30]) انظر موقع: https: //bokra. net/Article-1527510

([31]) بيان علماء الطوفان قيامًا بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة @palscholars48

([32]) المبادرة أطلقها أ. د. علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينhttps: //iumsonline. org/ar/

([33]) انظر موقع: https: //taqrib. ir/ar/news

([34]) انظر مضمون البيانات على موقع: https: //palscholars. org/declarations-categories/03/page/3

([35]) انظر نصّ البيان: https: //palscholars. org/

([36]) محمد عثمان شبير: بيت المقدس وما حوله، طبعة هيئة علماء فلسطين في الخارج، الطبعة الرابعة، 2011م، ص: 214.

([37]) محمد عثمان شبير: بيت المقدس وما حوله، المرجع السابق، ص: 105.

([38]) لقاء مع د. عبد الحي يوسف، عميد أكاديميّة أنصار النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، في برنامج: “طوفان الأقصى“، مقابلة أجراها د. عمر الجيوسي، على قناة قدسنا، 7-4-2024.

([39]) محسن محمد صالح: مقال بعنوان: “العلماء وفلسطين، تنزيل النصوص على الواقع المعاصر“، 25/2/2024، مدونات الجزيرة، https: //www. aljazeera. net/

([40]) محمد خير موسى: رسائل العلماء والدّعاة الشّهداء في الحرب على غزّة إلى العلماء والدّعاة في الأمّة، الأناضول، 2004 9-Jun-PMx. com/muhammadkhm

([41]) أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، المرجع السابق، مجلد: 1، ص: 32.

([42]) البخاري: أبوعبدالله محمد بن اسماعيل: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم، المحقق: محمد بن زهير، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422، كتاب: الاعتصام في الكتاب والسنة، رقم الحديث: 7312. ص: 3220.

([43]) يوسف القرضاوي: أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة، نشر مكتبة وهبة القاهرة، الطبعة السادسة 1426هـ 2006م. ص: 21-25.

([44]) سعيد محي الدين المجمعي: فقه الواقع وأثره في الأحكام الشرعيّة، مجلة البحوث والدراسات الإسلامية، العدد: 64، 2021، ص: 413.

([45]) عصام البشير: حول فقه الواقع، مقال منشور على صفحة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، 06/03/2020، الموقع: https: //www. iumsonline. org/ar/

([46]) أحمد الريسوني: تعليمات الأساس لعلم المجاديف القضائيّة: دار اللغة. القاهرة. الطبعة الأولى. 1436هـ/ 2015م.

([47]) علي محمد الصلابي: مقال بعنوان: ” فقه النّبيِّ صلى الله عليه وسلم في التّعامل مع السٌنن، 29 أبريل 2021، الموقع: https: //www. rabtasunna. com/8046

([48]) يُوسُف القرضاوي: جيل النَّصر المنشود، مكتبة وهبة، القاهرة، ص 15.

([49]) علي محمد الصلابي: فقه النّبيِّ صلى الله عليه وسلم في التّعامل مع السٌنن، الخميس، 29 أبريل 2021، الموقع: https: //www. rabtasunna. com/8046.

([50]) سيد قطب، في ظلال القران، دار الشروق، 2003، مجلد: 1، ص: 478.

([51]) شمس الدين محمد بن عثمان: الذهبي (748 ـ): سير أعلام النبلاء، اشراف وإخراج: شعيب الأرنؤوط، تحقيق: نذير حمدان، 1993، مجلد: 8، ص: 412.

([52]) وصفي عاشور أبو زيد: “مسئولية العلماء نحو طوفان الأقصى“، https: //www. aljazeera. net/blogs/2024/5/15/

([53]) د. هايل تكروري: صرخة نذير إلى علماء الأمة وأحزابها وقواها الحية، 1/11/2024 https: //palscholars. org

([54]) محسن محمد صالح: العلماء وفلسطين، تنزيل النصوص على الواقع المعاصر، مقال نشر على مدونة الجزيرة، 27/2/2017، https: //www. aljazeera. net/opinio

([55]) أبوداود: سليمان بن الأشعت السجستاني: سنن أبي داود، رقم الحديث: 4344، والحديث صحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

([56]) بدر الدين العيني: عمدة القاري في شرح صحيح البخاري، رقم الحديث: 3844، باب قتل حمزة رضي الله عنه، دار إحياء التراث العربي، مجلد: 17، ص: 157، الراوي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

([57]) د. نوّاف هايل تكروري: صرخة نذير إلى علماء الأمة وأحزابها وقواها الحية، 1/11/2024 https: //palscholars. org

([58]) محمد خير موسى: رسائل العلماء والدّعاة الشّهداء في الحرب على غزّة إلى العلماء والدّعاة في الأمّة،الأناضول، 19-Jun-24. PMx. com/muhammadkhm.

([59]) محمد خير موسى: رسائل العلماء والدّعاة الشّهداء في الحرب على غزّة إلى العلماء والدّعاة في الأمّة، المرجع السابق.

([60]) وصفي عاشور أبو زيد: المرجع السابق، مقال منشور على مدونة الجزيرة، https: //www. aljazeera. net/blogs/2024/5/15/