خاص هيئة علماء فلسطين

         

إعداد:

الدكتور/ خالد عبد الجابر الصليبي

أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية بغزة. غزة – فلسطين
Email: khslaibi@iugaza. edu. ps

أوّلًا: المقدّمة

الحمد لله حمدًا يليق بجلاله، حمدًا يمتدّ بامتداد الزمن، ويملأ العمر شكرًا واعترافًا بفضله، حمدًا يبلغ منتهاه إلى ربّ العرش العظيم، حتى يرضى ويرضى، وهو سبحانه الأعلى في علاه. والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، المبعوث رحمةً وهدايةً وسلامًا للعالمين، صلاةً وسلامًا لا ينقطعان ما تعاقب الليل والنهار، وما سارت الكواكب في أفلاكها إلى يوم الدين.

منذ نكبة عام 1948م، وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، ظلّ الشعب الفلسطينيّ مثالًا للصمود والدفاع عن أرضه المغتصبة، متمسّكًا بحقّه التاريخيّ والدينيّ، لا يلين ولا يتراجع. وتنوّعت أدوات مقاومته من الحجر والبندقيّة، إلى الصواريخ بعيدة المدى التي وصلت إلى عمق الأرض المحتلة، في مسارٍ يؤكّد تطوّر الإرادة قبل تطوّر السلاح.

ولم تقتصر المقاومة على الميدان العسكري، بل امتدّت إلى ميادين الفكر والإعلام وحرب الأدمغة، حيث شكّلت العمليّات النفسيّة أحد أكثر الأساليب تأثيرًا في إرباك العدوّ والنيل من روحه المعنويّة. وليس هذا النوع من الحروب وليد العصر الحديث؛ بل هو قديم قدم الصراع الإنساني نفسه.

فمنذ أن خُلِق آدم عليه السلام، أعلن إبليس حربه على بني آدم عبر التزيين والإغواء، كما قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 39]. وتعاقبت الأمم على توظيف الحرب النفسيّة قبل الإسلام وبعده، باعتبارها سلاحًا خفيًّا لكنّه من أشدّ الأسلحة وقعًا وتأثيرًا.

واليوم تتصدّر العمليّات النفسيّة أدوات الصراع، بوصفها وسيلة إستراتيجيّة قادرة على شلّ إرادة العدوّ وتفكيك بنية خططه. وقد أدركت المقاومة الفلسطينية أهمّيّة هذا السلاح، فطوّرته، وأحسنت استخدامه، وأثبتت فاعليّته في تعطيل مشاريع الاحتلال وإرباك حساباته.

ومن هنا جاء هذا البحث ليكشف ماهيّة العمليّات النفسيّة ووسائلها وأساليبها وموقعها في ميزان الشريعة الإسلامية، ويسلّط الضوء على دورها في معركة التحرّر، وعلى مكانتها المتقدّمة ضمن أدوات المقاومة الفلسطينيّة المعاصرة، باعتبارها من أكثر الوسائل قدرةً على إضعاف المشروع الصهيونيّ والنيل من بنيته المعنويّة والفكريّة.

ثانيًا: أهمّيّة البحث:

إنّ العمليّات النفسيّة لها تأثير يفوق تأثير العمليّات العسكرية، وقد أصبحت بمثابة الترسانة القويّة في مواجهة العدو الصهيوني، لذا يكمن أهمّيّة الموضوع فيما يأتي:

1. معرفة مفهوم العمليّات العسكريّة، وطرقها، ووسائلها، وحكمها في الشريعة.

2. أهمّيّة العمليّات النفسيّة لدى المقاومة الفلسطينيّة، وأثرها على الكيان الصهيوني.

ثالثًا: مشكلة البحث:

تكمن مشكلة البحث في مجموعة من الأسئلة على النحو الآتي:

1. ما المقصود بالعمليّات النفسيّة؟ ومدى مشروعيّته؟

2. ما هي طرق العمليّات النفسيّة ووسائلها التي استخدمتها المقاومة الفلسطينيّة ضدّ العدوّ الصهيونيّ؟

3. هل للعمليّات النفسيّة أثر في تغيير العدو الصهيونيّ لقراراته وخططه؟

رابعًا: سبب اختيار موضوع البحث:

إنّ اختيار الموضوع يكمن في الآتي:

1. تسليط الضوء على أقوى وسائل الحرب وأنجعها في هزيمة الكيان الصهيونيّ.

2. العمل على توعية الأفراد والجماعات بمدى مشروعيّة العمليّات العسكريّة.

3. بيان آثار العمليّات النفسيّة على الكيان الصهيونيّ.

خامسًا: الجهود السابقة:

بعد الاطّلاع على عدد من الأبحاث والكتب المتعلّقة بالعمليّات النفسيّة، تبيّن لي أنّ معظم المراجع تناولت الحرب النفسيّة بصورة عامّة، بينما ربطت بعض الدراسات هذا الموضوع بالمقاومة الفلسطينيّة في غزة بشكل خاصّ، ومن أبرزها ما يأتي:

1. الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على محافظات غزة 2014، رسالة ماجستير للباحث: عبد الباسط أبو ناموس، جامعة الأقصى، فلسطين، غزة، 2015م

2. الحرب النفسيّة، للدكتورة: حميدة سميسم، الدار الثقافية للنشر، 2004م.

3. الحرب النفسيّة منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى نهاية العصر الأمويّ، حسين عداي، دار النوادر، الطبعة الأولى، 1431هـ – 2010م.

4. الحرب النفسيّة مفاهيم إعلاميّة وأحكام فقهيّة، للكاتب: عبد الهادي الزيدي.

سادسًا: منهجيّة البحث:

– اتّبعت في بحثي هذا المنهج الاستنباطيّ الاستقرائيّ، حيث قمت بجمع المعلومات المتعلّقة بموضوع البحث وتكييفها من الناحية الفقهيّة وفقًا للشريعة الإسلاميّة.

سابعًا: خطّة البحث:

تتألّف خطّة البحث من المقدّمة السابقة بالإضافة إلى ثلاثة مباحث وخاتمة على النحو الآتي:

المبحث الأوّل: مفهوم العمليّات النفسيّة وأهمّيّتها ووسائلها

إنّ إدارة أيّ مواجهة فعّالة تتطلّب فهمًا دقيقًا لخصائص الخصم النفسيّة ونقاط قوّته وضعفه، واستخدام هذا الفهم بوعي وانضباط. وتمثّل الحرب النفسيّة أحد أهمّ الأساليب التي تستلزم إلمامًا واضحًا بمبادئها ومجالات تطبيقها. وقبل الحديث عن العمليّات النفسيّة لا بدّ أن نفهم جيّدًا المقصود بهذه العمليّات، وأن نعرف أهمّيّتها ووسائلها[1].

المطلب الأوّل: المقصود بالعمليّات النفسيّة

العمليّات النفسيّة لغة:

لا بدّ من النظر في معاجم اللغة الحديثة إذ إنّ هذا التعريف وليد واقع معاصر، وإن كان من الناحية العمليّة الواقعيّة قديم قدم الإنسان على هذه الأرض.

العمليّات لغة: جمع مفرده عمليّة: أي: مركز القيادة الذي يتمّ من خلاله التحكّم بالنشاطات والأعمال العسكرية[2].

النفسيّة: لغة: الروح، وجمعها أنفس ونفوس، والنفس الناطقة: نفس الإنسان، والنفس تشمل الجسد والروح والدم[3]. وقد عرفها العرب بآثارها فجاء في لسان العرب: أرجف القوم إذا خاضوا في الأخبار السيئة وذكر الفتن. قال تعالى: ﴿وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ﴾ [الأحزاب: 60]، وهم الذين يولدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس. وقد أرجفوا في الشيء خاضوا فيه[4].

وقد عرف العرب مشيعي الحرب النفسيّة بأنّهم المرجفون، وهم الذين يذيعون الاضطراب في البلاد[5].

الحرب النفسيّة اصطلاحًا:

تباينت الآراء حول مفهوم العمليّات النفسيّة نتيجة الاختلاف في عدّة عوامل، تبعًا للجوانب والمعارف التي يتعلّق بها ويعنى بها، كذلك العامل التاريخيّ وتطوّر الموضوع والبحث فيه عبر الزمن، كذلك شموليّة النظرة إلى الموضوع أو محدوديّتها[6].

والبعض عرفها وفقًا لعلم النفس الاجتماعيّ، وآخرون وفقًا لعلم النفس العسكريّ، فكلٌّ كان له نظرته الخاصّة للعمليّات النفسيّة وفقًا للعلم الذي بين يديه[7].

ورغم هذا التباين إلا أن هناك وجوه اتفاق بين بعض الباحثين على أمور مهمّة في العمليّات النفسيّة، سيتم الحديث عنها عند استعراض بعض التعريفات للعمليّات النفسيّة، وهي على النحو الآتي:

– دراسة نفسيّة العدو، ومعرفة نقاط الضعف فيها، للتسلّل إليها، ومحاولة التأثير عليها سلبًا، بوسائل شتّى، كلّها تصبّ في اتّجاه قذف الرعب في قلوبهم، وتخويفهم من المسلمين، وتيئيسهم من النصر عليهم، ونقل الحكايات عن روائع بطولاتهم، وأنّهم لا يبالون بالموت، بل يرحّبون به، وأنّ لديهم من القدرات والخصائص والقوى ما ليس عند غيرهم[8].

– فنّ حربيّ، ينشر عن طريق الدعاية ونشر الشائعات المسمومة أو عن طريق إرسال الجواسيس بهدف جمع المعلومات عن الجهة التي توجّه إليها الحرب النفسيّة، بقصد التوصّل إلى تدبير مخطّط يستهدف قاعدة القيادة[9].

– تعريف لينبارجر، وهو أوّل من قدّم تعريفًا للحرب النفسيّة: أنّها استخدام الدعاية ضدّ العدوّ مع إجراءات عمليّة أخرى ذات طبيعة عسكريّة، أو اقتصاديّة أو سياسيّة، ممّا تتطلّبه الدعاية[10].

– وقد عرّفت القوات العسكريّة الأمريكيّة الحرب النفسيّة بأنّها: استخدام أيّ وسيلة بقصد التأثير على الروح المعنويّة، وعلى سلوك أيّ جماعة لغرض عسكري معيّن[11].

– الحرب النفسيّة هي استخدام مخطّط في وقت الحرب أو وقت إعلان الطوارئ للدعاية الموجّهة إلى جماعات معادية أو محايدة أو صديقة بغرض المعاونة على تحقيق الأهداف والأغراض القومية[12].

ولم يقف الاختلاف عند تعريف الحرب النفسيّة أو ما يسمّى بالعمليّات النفسيّة، بل إنّ مسمّياتها كثرت واختلفت فمن هذه المسمّيات ما يأتي:

– الحرب الباردة – حرب الأفكار – حرب الأعصاب – الحرب السياسيّة – الدعاية – الإثارة – الحرب السيكولوجيّة – حرب العقول… إلخ[13].

نلاحظ أنّ جميع التعريفات وإن تباينت إلّا أنّها تتّفق على أنّ الحرب النفسيّة ميدانها الشخصيّة سواء أكانت عدوًا أو صديقًا كما ظهر في التعريفات السابقة.

وبالنّظر إلى التعريفات السابقة للعمليّات النفسيّة يتّضح لنا بجلاء أنّ تعريف لينبارجر هو التعريف الأفضل الأقرب للواقع، فلا يمكن خوض غمار حرب نفسيّة دون أن تؤيّدها حرب عسكريّة واقتصاديّة وسياسيّة، لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60]. وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ وهو على المنبر يقول: “وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ”، ألا إنّ القوّة الرمي، ألا إنّ القوّة الرمي، ألا إنّ القوّة الرمي”[14].

فلا يمكن إرهاب العدوّ بشنّ حرب نفسيّة دون إعداد قوّة عسكريّة وتكنولوجيّة، وذلك لاعتماد الحرب العسكريّة والنفسيّة على حدّ سواء على التكنولوجيا الحديثة بجميع وسائلها المتطوّرة[15].

يرى الباحث أنّ الأدبيّات الحديثة في علم النفس تُجمِل آليّات التأثير النفسيّ ضمن أربع مدارس رئيسة: السلوكيّة: التي تفسّر تشكّل الاستجابات بالتكرار والمكافأة والعقاب، والتحليلية: التي تكشف أثر الدوافع اللاواعية في السلوك الجمعيّ، والإدراكية: التي تبحث في معالجة المعلومات وتكوين المعتقدات والانحيازات، وعلم النفس الاجتماعي: الذي يوضّح دور الجماعة والسلطة في تشكيل المواقف. وتشكّل هذه المدارس مجتمعة إطارًا علميًّا لفهم بنية العمليّات النفسيّة.

وتعتمد الدراسات المعاصرة على عدد من النظريّات التفسيريّة، أبرزها نموذج احتماليّة الإقناع (ELM) الذي يحدّد مساري التأثير المركزيّ والطرفيّ، ونظريّة الإقناع القائمة على مبادئ مثل السلطة والدليل الاجتماعيّ، ونظرية التأطير التي توضّح أثر طريقة عرض المعلومة، إضافة إلى دور التحيّزات الإدراكيّة في تشكيل المواقف. كما تُعدّ الدعاية السوداء بأشكالها المختلفة من أهمّ أدوات التأثير في البيئات الصراعيّة. ويسهم هذا الإطار النظريّ في قراءة النماذج التاريخيّة للعمليّات النفسيّة ضمن رؤية علميّة معاصرة.

المطلب الثاني: العمليّات النفسيّة في الإسلام

تهدف العمليّات النفسيّة إلى التأثير في السلوك الإنسانيّ، وميدانها الأساسيّ هو شخصيّة الفرد[16]، وهي وإن كانت قديمة بقدم الإنسان منذ قصة آدم عليه السلام، إلا أنّ التعامل معها كمفهوم علميّ يعدّ حديثًا، وتبرز أهمّيّتها لارتباطها بنتائج الصراع مع العدوّ[17].

ويُظهر تاريخ الدعوة الإسلاميّة أنّ المشركين استخدموا مبكّرًا أساليب الضغط النفسيّ؛ لإضعاف الرسول ﷺ والمسلمين، لكنّ ثبات النبيّ ﷺ وقوّة إيمان أصحابه أبطلت تلك المحاولات. كما سبق الرسول ﷺ المفاهيم المعاصرة للعمليّات النفسيّة، وأرسى منهجًا واضحًا لخّصه بقوله: “نصرت بالرعب”[18].

وعند تناول العمليّات النفسيّة في الإسلام، لا بدّ من دراسة الأساليب التي استخدمها المشركون ضدّ المسلمين، وكذلك الأساليب التي استخدمها المسلمون في مواجهتهم[19].

– أساليب العمليّات النفسيّة الموجّة للمسلمين من المشركين:

تنقسم أساليب العمليّات النفسيّة الموجّهة للمسلمين إلى قسمين: العمليّات النفسيّة في العهد المكّي، والعمليّات النفسيّة في العهد المدني[20].

العمليّات النفسيّة الموجّة للمسلمين في العهد المكّيّ:

منذ بدء الدعوة الإسلاميّة في مكّة والمشركون يحاولون بشتّى الوسائل والطرق للقضاء على هذه الدعوة المباركة، وتنوّعت أساليبهم في شنّ عمليّات نفسيّة ضدّ المسلمين، تارة بالسخرية والاستهزاء، وتارة بالإغراء والترغيب، وتارة بالإشاعات والافتراءات، وغيرها من أساليب شتّى نوجزها على النحو الآتي:

1. التكذيب والاستهزاء:

ما إن جهر النبيّ ﷺ بدعوته حتى شنّت قريش حملة من التشويه والافتراء، فاتّهموه بالسحر والجنون والشعر، غير أنّ الله تعالى أمره بالمضيّ في رسالته وتجاهل أذاهم، فقال تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: 94، 95]، وقال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ [الطور: 29، 30]. وقد أشار القرآن إلى أثر هذه الحرب النفسيّة على النبي ﷺ: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾ [الحجر: 97]، فجاء الرد القرآني تسلية وتثبيتًا: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الحاقة: 40 – 42]. وأرشد الله تعالى نبيه ﷺ إلى علاج هذا الضيق عبر العبادة والتسبيح: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 97 – 99][21].

2. الإغراء والترغيب:

لمـّا رأت قريش رسوخ الإسلام في قلوب أتباعه، لجأت إلى أسلوب الإغراء، فعرضت على النبيّ ﷺ المال والسلطان والملك لثنيه عن دعوته، غير أنّ تلك العروض لم تزحزح موقفه الثابت[22]. ومن أشهر محاولاتهم ما قدّمه عتبة بن ربيعة حين عرض المال والشرف والملك، فاستمع إليه النبي ﷺ، ثم تلا عليه صدر سورة فصّلت إلى السجدة، فبهت عتبة وقال: “قد سمعتَ يا أبا الوليد”[23]. وقد علّق الشيخ محمد البوطي بأنّ هذه الحادثة وأمثالها تكشف فشل محاولات التأثير النفسيّ، وتُسقِط دعاوى أعداء الإسلام بأنّ النبيّ ﷺ كان يطلب ملكًا أو زعامة [24].

3. الإشاعات والافتراءات:

شنّت قريش حربًا من الإشاعات والافتراءات لتشويه الإسلام أمام القبائل، فاتّهموا النبيّ ﷺ بالسحر والشعر والكذب، كما حكى القرآن: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ﴾ [هود: 13]، وقوله: ﴿بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ﴾ [الأنبياء: 5]، وقوله: ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ [ص: 4]. وقد مثّلت هذه الافتراءات شكلًا من أشكال العمليّات النفسيّة الهادفة إلى صدّ الناس عن الإسلام.

وقد استخدمت قريش إلى جانب ذلك وسائل أخرى من الضغط النفسيّ والاجتماعيّ كالمقاطعة، والتعذيب، والتضييق، ومحاولة فصل النبيّ ﷺ عن عمّه أبي طالب. وبذلك شكّلت مجموع هذه الأساليب حملة نفسيّة متكاملة لم تنجح في إطفاء نور الدعوة.

 العمليّات النفسيّة الموجّة للمسلمين في العهد المدني:

ولمـّا هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة المنوّرة وأقام فيها دولة الإسلام العظيم، واجه الرسول ﷺ العمليّات النفسيّة ضدّ الإسلام من جبهتين هما: جبهة المنافقين، وجبهة اليهود[25].

ولا يخفى على أحد أنّ جبهة المشركين في مكّة كانت أيضًا بمثابة الجبهة الأقوى في تلك الفترة، وساندت جبهة المنافقين واليهود في عمليّاتهم النفسيّة ضدّ الرسول ﷺ وضدّ المسلمين[26]، وهنا نذكر بعضًا من العمليّات النفسيّة في تلك الفترة على النحو الآتي:

1. التعاون بين المشركين واليهود والمنافقين لأذى المسلمين:

لم يكتفِ المشركون من قريش بما نكّلوا بالمسلمين قبل الهجرة وأثناء الهجرة، بل انتقل بهم التنكيل إلى ما بعد الهجرة، إذ لم يرق لقريش أن ترى المسلمين وقد وجدوا مأمنًا ومقرًّا بالمدينة فتواطؤوا مع عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في المدينة، وكان الأخير لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشرّ بين المسلمين والمشركين، وكان يضمّ معه اليهود ليعينوه على ذلك[27].

2. التهديد باغتيال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

كان طمع كفّار قريش يتعدّى حدود القضاء على دولة الإسلام الناشئة. فكانوا يفكّرون بالقضاء على الرسول ﷺ واغتياله لإنهاء الدعوة الإسلاميّة، وعلم المسلمون بهذا المخطّط الخبيث فكانوا يحرسون النبيّ ﷺ حتّى أنزل الله تعالى عصمته له من أذاهم[28] في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: 67].

3. محاولة اليهود تحطيم المسلمين نفسيًّا بشتّى الطرق:

سعى اليهود منذ قيام الدولة الإسلاميّة في المدينة إلى تفريق صفّ المسلمين وإشعال الفتن بينهم؛ لإضعاف عقيدتهم وتمزيق انتمائهم، أملًا في اختراقهم والسيطرة عليهم. وقد تجلّى ذلك في محاولة كبيرهم شاس بن قيس إذ أثار العداوة بين الأوس والخزرج، ولولا حكمة النبيّ ﷺ لكاد القوم يقتتلون، فبَيَّن لهم النبيّ أنّها مكيدة عدو. ولم يتوقّف حقد اليهود عند هذا الحدّ، بل تجاوزوه إلى إساءة الأدب مع الرسول ﷺ، والإضرار بالمسلمين اقتصاديًّا، وبثّ الإشاعات، واستعمال كلّ وسيلة للنيل من الإسلام وأهله[29].

4. تخذيل المنافقين للمسلمين وتعاونهم مع اليهود:

تتمثّل خطورة المنافقين في كونهم يُظهرون الإسلام ويعيشون بين المسلمين، ممّا يجعل إشاعاتهم ومؤامراتهم أكثر تأثيرًا. وقد شنّوا عمليّات نفسيّة واسعة أدّت إلى زعزعة الصفّ الداخليّ، مثل حادثة الإفك، وتثبيط الهمم، والانسحاب في أُحُد، ونشر الإشاعات، والاستهزاء بالرسول ﷺ، ومحاولة تفريق المسلمين عبر مسجد الضرار[30].

– العمليّات النفسيّة التي قام بها المسلمون ضدّ المشركين:

لقد قام المسلمون في عهد النبيّ ﷺ بعدّة عمليّات نفسيّة متعدّدة ضدّ العدوّ، ومن أبرزها:

1. الدوريّات الاستطلاعيّة بعد الإذن بالقتال. فقد استخدموا هذه الدوريّات لاستكشاف الطرق حول المدينة، وعقد المعاهدات مع القبائل، وإظهار قوّة المسلمين لليهود والمشركين، إضافة إلى إشعار قريش بأنّ مصالحها الاقتصاديّة مهدّدة، بما يدفعها إلى السلم ووقف أذاها[31].

2. اعتمد الرسول ﷺ في إرسال السرايا والبعوث على السرّيّة والمفاجأة، فكان يكتم أهدافها، ويأمرها بالمسير ليلًا والراحة نهارًا، وأحيانًا يسيرون أوّلًا بعكس مقصدهم ثمّ يهاجمون الهدف فجأة. كما كان يسلك بهم طرقًا غير معروفة، وقد يعلن هدفًا غير الحقيقيّ لزيادة عنصر المباغتة، كما فعل في سريّة عبد الله بن جحش لترصّد عير قريش في نخلة[32].

3. استخدام المسلمين صيحات القتال لبثّ الرهبة والرعب في قلوب الأعداء، ومن أمثلة صيحات القتال: “أحد، أحد” في غزوة بدر، و”أمت، أمت” في غزوة أحد. ومنها أيضًا “يا خيل الله اركبي” في وقعة اليرموك، إلى جانب التكبير الذي هو شعار كلّ مسلم “الله أكبر”[33].

4. اعتمد المسلمون على إيهام الخصم وتضليله بإظهاره أمام تصوّرات غير واقعية عن قوّتهم، ممّا أدخل العدوّ في حالة خوف وحيرة. فأدّى ذلك إلى فرار كثير من الأعداء قبل القتال، كما حدث في بني سليم وحنين، أو لجوئهم إلى الصلح. وقد بلغ الخوف حدًّا جعل بني النضير يخرّبون بيوتهم رعبًا، وبني لحيان يهربون قبل وصول الجيش، وكذلك فرار بني سعد حين رأوا عليًّا -رضي الله عنه- قادمًا، قائلين: “لا طاقة لنا بجيوش محمد”[34].

5. قيام بعض الأفراد بتخذيل المشركين عن طريق الدهاء والتضليل، بعد غزوة أحد، وبرغم جراح المسلمين، خرج النبي ﷺ إلى حمراء الأسد لإظهار القوّة. وهناك التقى بمعبد الخزاعي الذي كان يناصر النبيّ ﷺ، فكلّفه بتخويف أبي سفيان وتثبيطه. ولمـّا قابل معبد أبا سفيان أوهمه بأنّ النبيّ ﷺ خرج بجيش عظيم غاضب، فانثنى أبو سفيان عن فكرة العودة للهجوم، ممّا حقّق نصرًا نفسيًّا مهمًّا للمسلمين[35].

وفي غزوة الخندق جاء نعيم بن مسعود -رضي الله عنه- إلى رسول الله ﷺ فقال: “يا رسول الله إنّي قد أسلمت، وإنّ قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني ما شئت”، فقال رسول الله ﷺ: “إنّما أنت رجل واحد، فخذّل عنّا ما استطعت، فإنّ الحرب خدعة”، فخذّل نعيم وأوقع بين قريش وبني قريظة الشكوك فتفرّقوا[36].

6. التلويح بالقوّة:

يُعدّ إظهار القوّة من أساليب الحرب النفسيّة غير المباشرة التي استخدمها النبيّ ﷺ لإحباط معنويّات العدوّ ومنعه من القتال. فقد لجأ إليه في حمراء الأسد والخندق والفتح، كإيقاد النيران الكثيرة لإيهام العدوّ بكثرة الجيش. وفي فتح مكّة عرض النبيّ ﷺ قوّة جيشه وعدده وسلاحه، وأمرهم بالدّخول من جهات متعدّدة، ممّا أدخل الرهبة في نفوس قريش ودفعهم لترك المقاومة [37].

7. توقيت المطاردة

في عدد من معارك النبيّ ﷺ كان يمنع مطاردة العدوّ برغم قدرة المسلمين على ذلك، بينما سمح بها في معارك أخرى، ويظهر من تسلسل الغزوات أنّه غالبًا ما كان يترك فلول العدوّ تهرب في بدايات المواجهات. وقد شكّل هذا الأسلوب أداة نفسيّة فعّالة؛ إذ كانت تلك الفلول المرهَقة تنقل للقبائل صورة مرعبة عن قوّة المسلمين، ما يضعف معنويّاتهم قبل أيّ مواجهة. ففي غزوة السويق ترك النبيّ ﷺ جيش أبي سفيان يعود إلى مكّة دون مطاردة، وكذلك فعل مع بني محارب وبني ثعلبة، فكانت فلولهم الهاربة سببًا في إحباط غطفان. وتظهر هذه المواقف مدى إحكام النبيّ ﷺ لاستخدام الحرب النفسيّة بأسلوب حكيم ومدروس[38].

المطلب الثالث: طرق العمليّات النفسيّة ووسائلها

تتعدّد طرق العمليّات النفسيّة ووسائلها، وكلّها تهدف لأمر واحد هو إلحاق الهزيمة بالعدوّ قبل شنّ العمليّات العسكريّة وردعه عن العدوان وكسر شوكته، فمن طرق العمليّات النفسيّة ووسائلها ما يأتي:

1. الدعاية والإعلام:

الدعاية قديمة قدم البشر، وقد عرفت منذ آلاف السنين، ومنذ فجر الإسلام العظيم وبعثة نبي المرسلين صلى الله عليه وسلم، استخدم المشركون الدعاية في التشكيك بالنبيّ ﷺ وبدعوته.

والدعاية والإعلام لهما أهمّيّتهما في العمليّات النفسيّة فهي وسيلة لتثبيط همم العدوّ، وزرع الرهبة والخوف في نفسه[39]، ومع التقدّم في وسائل الدعاية والإعلام إذ أصبح منها المقروء والمسموع والمرئي، نرى آثارها الواضحة في تغيير آراء مجتمعات، والتأثير في ثقافات أمم، لذا أولت المقاومة الفلسطينيّة هذا الجانب أهميّة كبيرة بشكل ملحوظ، وهو ما سنتحدث عنه في المبحث الثالث إن شاء الله.

2. الإشاعة:

وهي من أخطر وسائل العمليّات النفسيّة، وأوسعها انتشارًا؛ لسهولة تطبيقها، وسرعة انتشارها، وتحقيق النجاح في الهدف المقصود من ورائها، وهي عبارة نوعيّة “موضوعيّة” يتمّ تقديمها للتصديق، تتناقل من شخص إلى آخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع، أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحّة. كلّ ذلك بهدف التأثير على الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف سياسيّة أو اقتصاديّة أو عسكريّة، أو كعامل ضغط لإجبار الدولة على تنفيذ مخطّط خارجيّ[40].

وليس أدلّ على قوّة تأثير الإشاعة في المجتمعات من أنّ الله تعالى توعّد بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة لمروّجي الإشاعات لنشر الفاحشة في المجتمع المسلم فقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

وتعدّ الدعاية والإعلام التي تحدثنا عنها أسرع الطرق لنقل الإشاعات، ويتعدّى حدودها المجتمع الواحد لتنتقل إلى أرجاء العالم كافّة.

وتستهدف الإشاعة العدوّ في قوّته المعنويّة فتقوم بتفتيتها والتشكيك في قدراته القتاليّة، ودبّ الرعب في نفوس أفراده، كما أنّها تستخدم كستار لتغيير حقائق معيّنة، والتقليل من مصادر الأنباء لتضليل العدوّ، كما أنّها تعمل على تحطيم الجبهة الداخليّة والخارجيّة للعدوّ إذا تمّ استخدامها بشكل صحيح[41].

3. المناورات السياسيّة:

المناورة السياسيّة هي أعمال تقوم بها الدولة قاصدةً غاياتٍ غير الغايات التي تظهر من القيام بالعمل. وقوّة المناورة تكمن في إعلان الأعمال وإخفاء الأهداف، كتحريك جيش إلى وجهة والـمُـراد في الحقيقة وجهة أخرى. وهي محصورة في الأعمال وليس في المبادئ والأفكار. فالمبادئ والأفكار لا مكان للمناورة فيها، بل الصراحة والوضوح في العلن وفي الخفاء[42].

وهي إحدى وسائل العمليّات النفسيّة التي تظهر فاعليّتها في وقت السلم خاصّة، وتتّخذ مظاهر متعدّدة منها: التهديد المستمرّ بالحرب، وإنشاء الأحلاف العسكريّة والمناورات العسكريّة، وتحريك الأساطيل البحريّة، والتصريحات الاستفزازيّة، وغيرها.

ولها دور في إخضاع العدوّ بهذه المناورات وإضعافه على الصعيدين الداخليّ والخارجيّ[43].

4. الضغط الاقتصاديّ:

إنّ القارئ لسيرة الرسول ﷺ يرى بجلاء هذه الوسيلة من وسائل العمليّات النفسيّة، إذ إنّ قريشًا استخدمت هذه الوسيلة، وهي الضغط الاقتصادي، منذ بدء الدعوة الإسلاميّة في مكّة ضدّ الرسول ﷺ والمسلمين عندما حاصرتهم في شعب أبي طالب مدّة ثلاث سنوات إلى أن تمّ فك الحصار بعد رفض نفر من المشركين له.

وكذلك كان الحال عندما قويت شوكة المسلمين بعد الهجرة، قام المسلمون بأمر من رسول الله ﷺ باعتراض قافلة أبي سفيان المتّجهة إلى مكّة.

فاستهداف الاقتصاد الذي يمثّل شريان الحياة للدول، والذي يعدّ عنصرًا من عناصر القوّة والضعف، يوقع الدول في أزمات لا نهاية لها[44]. واستخدام هذه الوسيلة يؤدّي بالعدوّ إلى هاوية الهزيمة المحقّقة، والخضوع لإملاءات الطرف المستخدم لهذه الوسيلة.

وتتخذ هذه الوسيلة أدوات متنوّعة منها: المقاطعة الاقتصاديّة، والحصار الاقتصاديّ، وحرمان الخصم من الحصول على السلع الإستراتيجيّة في ضوء نظام الشراء المانع، وتخريب المنشآت الاقتصاديّة الحيويّة في دولة الخصم كالبنك المركزيّ، وغيرها[45].

5. الردع:

ويتحقّق أسلوب الردع كوسيلة للعمليّات النفسيّة من خلال استعراض القوّة العسكريّة، واستخدامها في أحيان أخرى لتحقيق الهدف وهو التهديد بالقوّة العسكريّة، ولقد استخدم الرسول ﷺ هذه الوسيلة في فتح مكّة عندما استعرض قوّة المسلمين وسلاحهم أمام أبي سفيان، فكان ذلك سببًا في فتح مكّة دون قتال[46].

وهذه الوسيلة التي كانت هدفًا للمقاومة الفلسطينية في غزة خلال حروبها مع الكيان الصهيوني.

المبحث الثاني: مشروعيّة العمليّات النفسيّة وأحكامها الفقهيّة

يتبيّن من المبحث الأوّل أنّ العمليّات النفسيّة ليست جديدة، بل وُجدت مع وجود الإنسان، ومورست في عهد النبيّ ﷺ. ويقتضي الأمر بحثًا شرعيًّا يوضّح مدى ورود هذه العمليّات في القرآن والسّنّة، وحكم استخدامها في الحروب، وهل هو مطلق أم مقيّد بضوابط، وهو ما سيتناوله هذا المبحث بإذن الله.

المطلب الأوّل: مشروعيّة العمليّات النفسيّة في القرآن والسنّة والإجماع

أوّلًا: القرآن الكريم

1. منطلق العمليّات النفسيّة ضدّ العدوّ المتربّص بالمسلمين كانت منذ نزول آية الإذن بالقتال بعدما هاجر الرسول ﷺ من مكّة إلى المدينة في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39].

فقد أُذن للنبيّ ﷺ بقتال من يقاتله من المشركين، ثمّ أُذن له بقتال المشركين عامّة[47].

2. قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60].

أمر الله تعالى المؤمنين أن يعدّوا للذين كفروا بربّهم، ما استطاعوا من قوّة السلاح والخيل ليخيفوا بإعدادهم ذلك أعداء الله وأعداءهم، فيكون المؤمنون مرهوبي الجانب، والإعداد كما يشمل السلاح فإنّه أيضًا يشمل القوّة النفسيّة فيجب إعدادها بالخلق المتين والعلم الصحيح، فلا يستطيع العدوّ اختراقها من أيّ جانب، بل إنّ القوة النفسيّة تزيد من رهبة الأعداء للمؤمنين[48].

3. قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿139﴾ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 139 – 140].

هذه الآية كانت تعزية ومواساة من الله تعالى للمؤمنين بعد ما أصابهم من جراح في غزوة أحد، فنهاهم الله تعالى عن العجز والوهن، وبشّرهم بالنصر والغلبة، وذلك لئلا تضعف فيهم الإرادة فينقلب الرجاء يأسًا والشجاعة جبنًا واليقين شكًّا، وكلّها تنصبّ نحو النفس بالتثبيت والبشرى[49].

4. قوله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ [الأنفال: 12].

إنّ الله تعالى أوحى إلى الملائكة أن تثبّت المؤمنين في القتال معنويًّا ومادّيًّا، معنويًّا ببث البشرى بالنصر في نفوسهم، ومادّيًّا بالقتال معهم، ففي كلتا الحالين تقوية لنفوس المؤمنين، ثمّ أعقب الله تعالى ذلك بأنّه سيلقي الرعب “وهو امتلاء القلب بالخوف” في قلوب الكافرين، وبذلك يتمّ حسم المعركة لصالح النفوس القويّة [50].

وبذلك ندرك مدى أهمّيّة الحرب النفسيّة إذ إنّها تؤدّي إلى هزيمة العدوّ دون قتال.

ثانيًا: السّنّة النبويّة

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: “فُضِّلْتُ ‌عَلَى ‌الْأَنْبِيَاءِ ‌بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ”[51].

فقول الرسول ﷺ “نصرت بالرعب” فضل من الله تعالى له إذ إنّ الله تعالى يقذف الرعب في قلوب أعدائه فيخذلهم، كما في غزوة الأحزاب والنضير، وهو دليل على أهمّيّة العمليّات النفسيّة في الجهاد[52].

2. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” الحَرْبُ خَدْعَةٌ”[53].

والخدعة في الحرب تشمل التجسّس على العدوّ، وطلب غرّتهم، وفيه الاغتيال في ‌الحرب، والإيهام بالقول، وفيه الأخذ بالشدّة في ‌الحرب، والتعرّض لعدد كثير من المشركين، والإلقاء إلى التهلكة في سبيل الله باستثناء المال، والعمليّات النفسيّة من خدع الحرب[54].

3. عن أنس رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قال: “جاهِدوا المشرِكينَ بأموالِكُم وأنفسِكُم وألسنتِكُم”[55].

أمر رسول الله ﷺ بجهاد المشركين بالمال والنفس واللسان، فبالمال من خلال إعانة المجاهدين، وبالنفس في حال القدرة على الجهاد، وباللسان بذمّ الكفّار وفضح جرائمهم وتخويفهم بالقتل والأسر وما شابه ذلك[56].

ثالثًا: الإجماع:

لم ترد كلمة العمليّات النفسيّة في كتب الفقهاء، إذ إنّه مصطلح جديد معاصر، لكن ورد في كتبهم ما يدلّ على أنّ العمليّات النفسيّة مشروعة من خلال حديثهم عن الجهاد ووسائله ومقاصده.

فقال أبو يوسف: “قول الله تعالى في كتابه أحقّ أن يتّبع قال تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فبإذن الله وليخزي الْفَاسِقين [الحشر: 5]، واللينة فيما بلغنا النخلة، وكلّ ما قطع من شجرهم وحرق من نخلهم ومتاعهم فهو من العون عليهم والقوّة (أي العدوّ)، وقال الله عز وجل: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة[الأنفال: 60]، وإنّما كره المسلمون أن يحرقوا النخل والشجر؛ لأنّ الصائفة كانت تغزو كلّ عام عدوّهم ولو حرقوا ذلك خافوا ألّا تحملهم البلاد، والذي في تخريب ذلك من خزي العدوّ ونكايتهم أنفع للمسلمين وأبلغ ما يتقوى به الجند في القتال”[57].

فحرق منشآت العدو وتدمير اقتصاده جزء من العمليّات النفسيّة التي لها أثرها البالغ في دفع العدوّ وردعه.

كذلك تحدّث الفقهاء في كتبهم عن التجسّس على العدوّ، فأجازوا بثّ العيون لاستطلاع أخبار العدوّ ومعرفة عدّته وعتاده، وهذا يصبّ أيضًا ضمن العمليّات النفسيّة، “يستحبّ للإمام أن يبعث بين يدي جيوشه إذا دخل أرض ‌العدوّ ‌العيون والطلائع؛ ليتعرف أخبار ‌العدوّ استنانًا بالنبيّ ﷺ لمـّا بعث عام الحديبية بين يديه عينًا لَهُ من خزاعة يخبره عن قريش”[58].

وقول ابن قدامة: “يلزم الإِمام عند مسير الجيش تعاهد الخيل والرجال، فما لا يصلح للحرب يمنعه من الدخول، ويمنع المخذِّل والمرجف والنساء إِلّا طاعنة في السنّ لسقي الماء ومعالجة الجرحى، ولا يستعين بمشرك إِلّا عند الحاجة إِليه، ويرفق بهم في السير، ويعدّ لهم الزاد، ويقوّي نفوسهم بما يخيّل إِليهم من أسباب النصر، ويعرّف عليهم العرفاء، ويعقد لهم الألوية والرايات، ويجعل لكلّ طائفة شعارًا يتداعون به عند الحرب. ويتخيّر لهم المنازل، ويتّبع مكامنها فيحفظها، ويبث ‌العيون ‌على ‌العدوّ حتّى لا يخفى عليه أمرهم. ويمنع جيشه من الفساد والمعاصي، وَيَعِدُ ذا الصبر بالأجر والنفل. ويشاور ذا الرأي. ويَصُفُّ جيشه ويجعل في كل جنبه كفؤًا. ولا يميل مع قريبه وذي مذهبه ‌على غيره”[59].

ولعل ما قاله ابن قدامة يتحقّق فيه كثير من العمليّات النفسيّة التي تلزم الإمام والجيش قبل ملاقاة الأعداء، فذكر أنّه يجب منع المخذّلين والمرجفين والنّساء، وكلها تؤثّر على نفوس الجيش وتثبّط من هممهم، وتعهّد الجيش مادّيًّا ومعنويًّا، وبث العيون فلا بدّ من التجسّس لاستطلاع أخبار العدوّ، وكلّ ذلك له أثره النفسيّ على جيش المسلمين وعلى جيش الأعداء.

المطلب الثاني: موقف الشريعة الإسلاميّة من العمليّات النفسيّة

تأخذ العمليّات النفسيّة أحكامًا تكليفيّة أربعة: الفرضيّة، والحرمة، والكراهة، والإباحة، أذكرها:

أوّلًا: الفرضيّة:

والفرض نوعان: فرض عين وفرض كفاية.

– أمّا فرض العين فيتعيّن في ثلاث حالات، هي[60]:

1. إذا احتلّ العدو بلدًا من بلاد المسلمين:

وفي هذه الحالة يتعيّن على المسلمين مواجهة العدوّ بكلّ الوسائل المتاحة للعمليّات النفسيّة لحماية بلد المسلمين وطرد العدوّ منها. فالعدوّ إذا دخل بلاد المسلمين كان الجهاد فرض عين على أهل تلك البلاد، فيتعيّن عليهم الدفاع بكلّ ما أمكن[61].

2. إذا استنفر الإمام جماعة للجهاد:

الجهاد في هذه الحالة فرض عين على هذه الجماعة التي استنفرها الإمام للقتال، فإذا أصدر الإمام أمره بحقّ طائفة أو جيش أو الأفراد أن يخرجوا للقتال، في حالات الاستعداء أو الاستنفار، فيجب على من عيّنه الإمام لذلك أن يلتزم بالأمر ويحرم عليه التخلف عن ذلك[62]، لقوله تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة: 41]. وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة: 38].

3. إذا احتدم القتال بين الفريقين:

إذا التقى الفريقان، جيش المسلمين وجيش الأعداء تعيّن الجهاد على فريق المسلمين، ويحرم الفرار من المعركة المحتدمة[63]، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45].

ففي هذه الحالات الثلاث يجب على المسلمين استخدام ما أمكن من العمليّات النفسيّة ضدّ العدو لحماية بيضة المسلمين.

4. حاجة الجيش المسلم إلى خبرة شخص معيّن:

قد يحتاج المسلمون إلى خبرة شخص بعينه ولا يسدّ مسدّه غيره، فيتعيّن على هذا الشخص أن ينجد المسلمين ويقدّم ما لديه من خبرات لدفع العدوّ.

ويمكن القول: إنّ هناك أشخاصًا لديهم خبرات واسعة باستخدام العمليّات النفسيّة ضدّ العدوّ كالتكتيك والتدريب واستخدام الأسلحة وصناعة الطائرات والمتفجّرات، ومعرفة جغرافيّة العدوّ، والإلمام بعلم النفس واستخدامه في تثبيط همم العدوّ والنيل منه قبل بدء المعارك وغيرها.

فهذا الشخص واجب عليه العمليّات النفسيّة وجوبًا عينيًّا لنصرة المسلمين والتعاون على إعلاء دين الله تعالى لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»[64].

– فرض الكفاية:

وتكون العمليّات النفسيّة فرض كفاية في حال كان العدوّ في بلادهم، وإذا كان هناك فئة من المسلمين قادرة على دفع العدو عن بلاد المسلمين، ففي هذه الحال يسقط الإثم عن باقي المسلمين، وإذا لم يقم أحد بدفع العدوّ حتى دخل ديار المسلمين أثم الجميع.

وهنا إذا قام بعض المسلمين بمواجهة العدوّ بما أمكن من العمليّات النفسيّة سقط الإثم عن الآخرين، لقوله تعالى: ﴿لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 95].

ثانيًا: العمليّات النفسيّة المحرّمة:

تُمثّل العمليّات المنحرفة المحرّمة فئةً من الناس اتّخذت العنف منهجًا، ودعت إلى الخروج المسلّح من غير رويّةٍ ولا حكمة، دون اعتبارٍ لشروطه الشرعيّة، أو دراسةٍ لعواقبه وما يترتّب عليه من مفاسد جسيمة. وقد ظهرت هذه الطائفة في عصرنا الحاضر بأفكارٍ مضطربة تجمع بين غلوّ السلفيّة المتشدّدة، ومسالك جماعات التكفير، وتنظيمات العمل المسلّح[65].

ولا تكتفي هذه الفئة بالاعتداء على المسلمين، بل تُقدم على قتل الأبرياء من غير المسلمين الذين لا شأن لهم في أذيّة المسلمين، في جريمة تخالف الشرع والعقل والإنسانيّة. وممارساتهم التي يتستّرون بها باسم الإسلام ترتدّ سلبًا على الإسلام والمسلمين، إذ تذكي نار الكراهية، وتفتح الباب أمام التطاول على الدين ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وهو أمر نشهده بوضوح شديد في واقعنا الراهن.

وقد نهى الله تعالى عن ظلم غير المسلمين المسالمين، بل أمر بالإحسان إليهم والعدل معهم، فقال سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

ثالثًا: العمليّات النفسيّة المكروهة:

إنّ استخدام وسائل العمليّات النفسيّة التي لا تجرّ منفعة للمسلمين تعدّ مكروهة، كما أنّها تعدّ من قبيل الوحشيّة وانعدام الإنسانيّة ولا أخلاقية، كالتمثيل بالجثث وإيذاء أسرى العدوّ نكاية به، كذلك مباغتة العدوّ بشنّ الحرب عليه دون إنذارهم بذلك، وقطع رؤوسهم ونقلها من بلد إلى بلد وتعذيبهم بالحرق وغيره، وقال بعض الفقهاء بحرمتها[66].

الدليل على ذلك أنّ رسول الله كان إذا أمّر أميرًا على جيش، أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثمّ قال: “اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، “[67]، وقال رسول الله ﷺ: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ “[68].

رابعًا: العمليّات النفسيّة المباحة

تتمثّل العمليّات النفسيّة المباحة في الاستعانة بالكفّار في حرب الأعداء أو شراء أسلحتهم والاستعانة بها في محاربة الأعداء، وقد اختلف الفقهاء في ذلك بين مجيز ومانع، ومن أجازه أجازه بشروط.

قال أبو جعفر من الحنفيّة: “ولا ينبغي للمسلمين ‌الاستعانة ‌بالكفّار على قتال الكفّار، إلّا أن يكون حكم الإسلام هو الغالب، فإن كان كذلك واحتيج إليهم: فلا بأس بذلك”[69]. وإنما جازت ‌الاستعانة ‌بالكفّار، لما روي أنّ النبي ﷺ لمـّا بلغه مجيء أبي سفيان مع الأحزاب، خرج إلى يهود بني قريظة، وقال لهم: “إما قاتلتم معنا، وإما أعرتمونا سلاحكم”[70].

أما مالك والشافعيّ فمنعا الاستعانة بالكفّار، قال: ‌الاستعانةُ ‌بالكفَّار في قتال العدوّ ممنوعةٌ؛ لقول الله -عز وجل- ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: 89] فمنع الانتصارَ بهم[71]، وقال النَّبي ﷺ لمن استعان به: “إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ”[72] قال ابن قدامة في المغني: “إن دعت الحاجة إلى الاستعانة بهم، فإن كان يقدر على كفّهم، استعان بهم، وإن لم يقدر لا يجز”[73].

المبحث الثالث: العمليّات النفسيّة لدى المقاومة الفلسطينية وأثرها على العدوّ الصهيونيّ

منذ احتلال فلسطين والمقاومة لم تتوقّف، مستخدمةً كلّ ما توفّر من وسائل القتال، من الحجر والمقلاع إلى السلاح الأبيض، ثمّ البنادق، وصولًا إلى الصواريخ والطائرات المسيّرة. وإلى جانب ذلك، وظّفت المقاومة سلاح العمليّات النفسيّة وإعلامها المؤثّر، حتّى استطاعت ترسيخ قوة ردع حقيقيّة أحدثت قدرًا من التوازن مع العدوّ الصهيونيّ، برغم فارق الإمكانات.

المطلب الأوّل: مراحل تطوّر العمليّات النفسيّة لدى المقاومة الفلسطينيّة

تطوّرت وسائل المقاومة في فلسطين للاحتلالات المتعاقبة، فكانت المقاومة في البداية سلميّة تمثّلت في الإضرابات وحمل الرايات معارضة للاحتلال ومندّدة به، ثمّ بعد ذلك تطوّرت بالأسلحة الخفيفة المتوفّرة لدى المقاومة في ذلك الوقت، وبقيت تتطوّر حتّى أبدعت المقاومة الفلسطينية في الحرب النفسيّة في الحروب الأخيرة باستخدام أساليب الحرب النفسيّة المتطوّرة والمتنوّعة الفريدة من نوعها حسب إمكاناتها التي أذهلت الاحتلال الإسرائيليّ وجعلته يتخبّط في الردّ[74].

ومنذ الانتفاضة الأولى بدأت تتشكّل لدى المقاومة الفلسطينيّة مرحلة العمليّات النفسيّة ضدّ الاحتلال الصهيونيّ، فاستخدمت وسائل الثورة الشعبية وأساليبها وأدواتها في البداية، كقنابل المولوتوف والحواجز والبيانات المطبوعة والسلاح البدائي[75].

– من الحجر إلى الصاروخ بعيد المدى:

سمّيت الانتفاضة الأولى باسم (ثورة الحجارة) بالرغم من أنّ الحجر لم يكن بالسلاح القويّ الذي يمكن أن يواجه به العدوّ بدباباته وقنابله المسيلة للدموع ومدافعه ونيرانه، إلّا أنّ الحجر اكتسب مكانة كبيرة كسلاح لدى الشعب الفلسطينيّ لاستخداماته المتعدّدة وبشكل يوميّ، وخاصّة في المصادمات أثناء التظاهرات الصاخبة مع قوات الاحتلال، فاستخدم لرشق سيارات قوات الاحتلال والمستوطنين، وإقامة الحواجز وإغلاق الطرق، وبناء السواتر والمتاريس والكمائن[76].

الالتحام الشعبيّ:

اعتمدت الانتفاضة سلاحًا جديدًا غير مرئيّ يتمثّل في الالتحام الشعبيّ الذي لا مثيل له برفض الاحتلال، بكلّ الوسائل الممكنة للتعبير عن الرفض والغضب، وهي الوسائل والأدوات التي يمكن وصفها بـ(اللاعنفيّة) في معظم الحالات والعنيفة في القليل منها، وقد كانت أصعب المعادلات في مسيرة الانتفاضة أن تحتفظ بوحدتها وأن تحقق خطواتها التصعيدية في المجابهة، وفي العصيان المدني، دون التحوّل إلى انتفاضة مسلّحة.

السكّين:

أكثر أسلحة المقاومة الشعبية استعمالًا بسبب وجوده في كلّ بيت، وتأثير استخدامه مهمّ ليس على صعيد فاعليّة ما يحدث عنه من قدرة القتل فحسب، وإنّما ما يقوم به من تأثير سيكولوجيّ على نفسيّة الإسرائيليّ الذي يرى أو يعرف أنّ العسكريّ الإسرائيليّ قد قتل بسكّين، فيما هو يحمل بندقيّة آليّة متطوّرة.

الزجاجات الحارقة:

استخدام الزجاجات الفارغة بعد تجهيزها بموادّ أوّليّة متفجّرة ومشتعلة أحد التقاليد الموروثة في الحرب الشعبيّة، فلقد استعمل الشعب الفلسطيني الزجاجات الفارغة كأحد أسلحة المقاومة منذ وقت مبكّر؛ ما مكّنه من تطوير كيفيّة استخدام هذا السلاح من زجاجة حارقة إلى زجاجة متفجّرة، وإلى زجاجة حارقة ومتفجّرة معًا[77].

الحرائق:

مع بداية شهر حزيران/يونيو 1988، ابتدعت القيادة الوطنيّة الموحّدة للانتفاضة أسلوبًا جديدًا في مواجهة سياسة الإرهاب التي تمارسها إسرائيل ضدّ سكان فلسطين المحتلّة، وللردّ على طريقة التدمير المتعمّد التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيليّ للاقتصاد المحلّيّ الفلسطينيّ بموجب هذه السياسة، والذي بلغ ذروته في أوائل ربيع 1988م حيث أتلفت حقول القمح، واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات من مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، وللرد على هذه السياسة بادرت القيادة الموحّدة للانتفاضة بأسلوب جديد في المقاومة الشعبيّة وهو القيام بفعاليّات حرق المرافق والمنشآت الزراعيّة والصناعيّة الإسرائيليّة بما في ذلك الغابات والمراعي.

المصيدة:

ابتكر الفلسطينيّون أسلوبًا عسكريًّا مميّزًا مستوحى من طرق صيد قديمة، يتمثّل في حفر حفرة عميقة في مسار يتوقع مرور الدوريات الإسرائيلية منه، ثمّ تمويهها بالقشّ وعيدان البوص، ووضع حواجز تجبر الآليّات على المرور فوقها. وما إن تسقط المركبة في الحفرة، تنقضّ مجموعة المقاومة بالزجاجات الحارقة والحجارة والكرات الحديدية لإعطابها وإصابة من بداخلها. كما لجأ المقاومون إلى استخدام أدوات بسيطة متاحة مثل المقلاع والمسامير والمناجل والفؤوس والسيوف القديمة في مواجهة الاحتلال وآليّاته[78].

– الانتفاضة الثانية وبدايات صنع الصواريخ:

نجحت المقاومة الفلسطينية عام 2001م في إطلاق أوّل صاروخ محلّيّ الصنع، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من معادلة الردع وتغيير موازين القوى مع الاحتلال. ورغم أن المدى الأولي لذلك الصاروخ لم يتجاوز 3 كيلومترات، إلا أن الأوساط الصهيونية أبدت قلقًا واضحًا، مدركة أن هذه البداية ستتطور لاحقًا إلى تهديد حقيقي. وقد واصل المقاومون تطوير قدراتهم حتى وصل مدى الصواريخ إلى نحو 250 كيلومترًا، كما ظهر جليًّا في العدوان الأخير على قطاع غزة.

هذا التطور المتسارع أحدث صدمة في المجتمع الصهيوني، ورسّخ حالة ردع قوية، خصوصًا في معركة سيف القدس التي استمرت 11 يومًا فقط، حيث فاجأت المقاومة الاحتلال بإطلاق صاروخ العياش بعيد المدى، معلنة أن كل شبر من الأراضي المحتلة بات تحت مرمى ضرباتها.

ولم تتوقف أدوات الحرب النفسيّة لدى المقاومة عند الصواريخ فحسب، بل امتدت إلى صناعة الطائرات المسيّرة التي ظهرت لأول مرة في معركة العصف المأكول عام 2014، لتفتح بابًا جديدًا من معادلات القوة والردع [79].

– من الهتافات والشعارات إلى الإعلام المقاوم:

أشرنا سابقًا أنّ عمليات المقاومة النفسيّة ضدّ المحتلّ بدأت بالهتافات والشعارات والبيانات الورقيّة إلى أن تطوّرت العمليّات النفسيّة ليصبح للمقاومة الفلسطينية منبرها الحرّ الذي استطاعت من خلاله تشويش حياة ملايين الإسرائيليين، وفضح جرائم المحتلّ، وتحريك ضمائر العالم ممّا أدّى إلى زعزعة الكيان الصهيونيّ ودبّ الرعب في نفوسه وإغاظته؛ ممّا دفعه لضرب الإعلام المقاوم بكلّ ما أوتي من قوّة إلّا أنّه فشل فشلًا ذريعًا في كسر شوكة الإعلام المقاوم[80].

المطلب الثاني: المصطلحات التي تستخدمها المقاومة وعلاقتها بالعمليّات النفسيّة

تشكّل المصطلحات التي اعتمدتها المقاومة الفلسطينية في معاركها مع الاحتلال الصهيونيّ أحد أبرز أدوات الحرب النفسيّة، لما تحمله من أبعاد دينيّة وروحيّة مؤثرة. فمسمّيات مثل الوهم المتبدّد، وحرب الفرقان، وحجارة السجيل، والعصف المأكول، وسيف القدس صدرت كردّ مباشر على أسماء عمليات الاحتلال، وبهدف زرع الرهبة في نفوس جنوده، وترسيخ البعد العقدي في الصراع.

فـ حرب الفرقان (2008–2009) جاءت انطلاقًا من رؤية المقاومة للصراع بأنّه مواجهة أزليّة بين الحقّ والباطل، مستندةً في التسمية إلى القرآن الكريم. ثمّ جاءت حجارة السجّيل (2012) تيمّنًا بالحجارة التي دمّرت جيش أبرهة في سورة الفيل، في رسالة واضحة بأنّ صواريخ المقاومة قادرة على بلوغ قلب الكيان، وهو ما تحقّق فعلًا بقصف تل أبيب لأوّل مرة. أمّا العصف المأكول (2014)، فجاءت تسميتها من المشهد ذاته في سورة الفيل لتوحي بمآل جيش الاحتلال إن أقدم على الاجتياح البرّي. وأخيرًا، حملت معركة سيف القدس رسالتها الصريحة: الدفاع عن المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جرّاح، وأنّ المساس بالقدس سيُواجَه بقوّة ساحقة.

كما امتدّ البعد الديني في التسمية إلى السلاح نفسه، إذ أطلقت المقاومة على طائراتها المسيّرة اسم أبابيل، تيمّنًا بطيور الأبابيل التي أرسلها الله على جيش أبرهة، إضافة إلى إطلاق أسماء قادتها على الصواريخ بعيدة المدى.

وقد أرادت المقاومة من خلال هذه المصطلحات ترسيخ معانٍ نفسية ورمزية تعمّق الثقة في صفوفها وتبثّ الرعب في صفوف العدوّ، والتأكيد على بعض الأمور:

1. التأكيد على قدسيّة المعارك.

2. أنّ القادة الذين اغتالتهم إسرائيل بمثابة صاروخ يدكّ معاقلهم ومغتصباتهم، وأنّ كلّ قائد يغتال سيخرج باسمه صاروخ يقلق مضاجع العدو.

3. حتميّة الانتصار وهزيمة العدو الصهيونيّ، وتعزيز صمود شعبنا، وتقوية لعزيمة مجاهدينا.

وأكّد محلّلون في الكيان الصهيونيّ أنّ المقاومة الفلسطينية تهدف من وراء هذه المسمّيات إلى زرع الرعب داخل الكيان الصهيوني[81].

المطلب الثالث: أثر العمليّات النفسيّة في تغيير خطط العدوّ

أظهرت الحروب الأخيرة على غزّة تراجع ركائز الإستراتيجيّة العسكريّة الإسرائيلية؛ فاختفت فكرة احتلال القطاع ونقل المعركة إلى أرض الخصم، وتحوّلت الجبهة الداخلية الإسرائيليّة من منطقة آمنة إلى جبهة تحت القصف؛ ما أجبر صانعي القرار على مراجعة سياساتهم أمام قوّة المقاومة. وقد فرضت صواريخ غزّة وصمود فصائلها على الاحتلال التراجع عن مواقف كان يعدّها خطًا أحمر. ففي عدوان 2012 “حجارة السجيل”، ومع وصول الصواريخ إلى عمق الكيان، وتماسك المقاومة، والدعم المصريّ آنذاك، اضطربت القيادة الإسرائيلية، واضطرت للقبول باتفاق تهدئة رعته مصر، تضمّن بنودًا طالما رفضتها إسرائيل، أبرزها: وقف الاغتيالات والغارات، وفتح المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع[82].

وفي معركة سيف القدس كانت إسرائيل تقحم ملف جنودها الأسرى لدى حماس في مباحثات وقف إطلاق النار، فما كان من المقاومة إلا أن أطلقت تهديدها بالتدرّج في التصعيد وصولًا إلى المواجهة الشاملة إن لزم الأمر، فوجدت إسرائيل نفسها أمام قوّة لا تعرف للتراجع والتقهقر سبيلًا، فرضخت إسرائيل وتراجعت عن ملفّ جنودها الأسرى[83].

وكان مقرّرًا هذا العام في شهر رمضان من عام 2022م أن تقوم الجماعات اليهوديّة بذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمّى عندهم بعيد الفصح، فقامت المقاومة الفلسطينية بإرسال تهديداتها، وأن ذبح القرابين المزعومة في باحات المسجد الأقصى يعدّ تجاوزًا للخطوط الحمراء، وأنّ هذا سيؤدّي إلى تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه، مما دفع رؤساء الكيان لنفي ذلك، والقول بأنّ ذبح القرابين مجرّد ادّعاءات كاذبة[84].

المطلب الرابع: طرق المقاومة الفلسطينية ووسائلها لتحصين الشعب الفلسطينيّ ضدّ الحرب النفسيّة الصهيونيّة

دائمًا ما تحاول إسرائيل تحطيم الروح المعنويّة للشعب الفلسطينيّ عبر حربها النفسيّة، ومحاولة تأليب الشعب الفلسطينيّ ضد المقاومة وزرع الخلاف بين الشعب والقيادة، لكنّ المقاومة الباسلة حطّمت كلّ خطط العدوّ في حربه النفسيّة من خلال تحصين الشعب الفلسطينيّ بعدّة أساليب وطرق منها:

  1. تقوية عقيدة الشعب من خلال بثّ المحاضرات الإيمانيّة، والحثّ على التقرّب إلى الله تعالى والتوكّل عليه.
  2. الصدق والموضوعيّة في بثّ الأحداث الجارية.
  3. توعية الشعب بأهداف العدوّ وأساليبه.
  4. عدم ترويج الإشاعات وملاحقة مروّجيها؛ لئلّا نكون أبواقًا لإعلام العدوّ دون أن نشعر.
  5. الرّد على دعاية الاحتلال الإسرائيليّ بالوقائع.
  6. استخدام الإعلام بنشر الصور والفيديو عبره في رفع الروح المعنويّة للشعب، كنشر صور استعراض أسلحة المقاومة، وفيديو عمليّات المقاومة ضدّ المحتلّ.
  7. تقليل وتقزيم إنجازات العدوّ المزعومة بالنيل من المقاومة وقيادتها[85].

الخاتمة:

وفي ختام البحث أذكر أهمّ النتائج التي توصّلت إليها:

1- تتعدّد تعريفات العمليّات النفسيّة بتعدّد المجالات وتباين النظرة إلى شمولها أو محدوديّتها.

2- العمليّات النفسيّة قديمة بقدم الإنسان، وأوّل صورها وسوسة الشيطان لآدم عليه السلام.

3- بدأت الحرب النفسيّة ضد الدعوة الإسلاميّة منذ الجهر بالإسلام في مكة.

4- تمثّلت عمليّات قريش النفسيّة في السخرية والتحريض وتشويه صورة الإسلام.

5- لم يمارس المسلمون في العهد المكّي عمليّات نفسيّة هجوميّة، بل اقتصر دورهم على الثبات والصبر.

6- بعد قيام دولة الإسلام بالمدينة بدأت العمليّات النفسيّة المنظّمة ضدّ المشركين واليهود والمنافقين.

7- تُعدّ الإشاعة أخطر وسائل العمليّات النفسيّة عبر التاريخ.

8- العمليّات النفسيّة مشروعة في القرآن والسنة وإجماع الأمة.

9- تتنوّع أحكامها الشرعيّة بين الوجوب والإباحة والكراهة والتحريم وفق ضوابطها.

10- استمرت العمليّات النفسيّة ضدّ الاحتلال الصهيونيّ منذ بداية احتلال فلسطين.

11- تطوّرت أدوات المقاومة النفسيّة من الشعارات والمسيّرات إلى امتلاك قوّة صاروخيّة مؤثّرة.

12- استخدمت المقاومة مصطلحات قرآنيّة لتعزيز الأثر النفسيّ على الاحتلال وزعزعة معنويّاته.

13 أسهمت عمليات المقاومة النفسيّة، خاصّة في غزة، في فرض معادلة ردع حقيقيّة على الاحتلال.

14- واجهت المقاومة الحرب النفسيّة الصهيونية بإجراءات وقائيّة لحماية وعي الشعب الفلسطيني.

المصادر والمراجع

  1. ابن المحاملي، أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي، أبو الحسن، اللباب في الفقه الشافعي، المحقق: عبد الكريم بن صنيتان العمري، دار البخارى، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط1، ١٤١٦هـ.
  2. ابن المنذر، أبو بكر محمد بن إبراهيم، الإقناع لابن المنذر، تحقيق: الدكتور عبد الله الجبرين، ط1، ١٤٠٨هـ.
  3. ابن بطال، أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك، شرح صحيح البخاري، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد – السعودية، الرياض، الطبعة الثانية، ١٤٢٣هـ – ٢٠٠٣م.
  4. ابن قدامة، موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي، المغني، المحقق: الدكتور عبد اللَّه التركي، والدكتور عبد الفتاح الحلو، دار عالم الكتب، السعودية، الطبعة الثالثة، ١٤١٧هـ – ١٩٩٧م.
  5. ابن قدامة، موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي، المقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، قدم له وترجم لمؤلفه: عبد القادر الأرناؤوط، حققه وعلق عليه: محمود الأرناؤوط، ياسين محمود الخطيب، مكتبة السوادي للتوزيع، جدة – المملكة العربية السعودية، ط1، ٢٠٠٠م.
  6. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، تحقيق: عبد الله الكبير، محمد حسب الله، وهاشم الشاذلي، دار المعارف – القاهرة.
  7. ابن هشام، عبد الملك بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية، المحقق: طه عبد الرءوف سعد، الناشر: شركة الطباعة الفنية المتحدة.
  8. أبو ناموس، عبد الباسط محمد، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على محافظات غزة عام 2014م، رسالة ماجستير بإشراف الدكتور، محمد عبد العزيز الجريسي، أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا وجامعة الأقصى، غزة، فلسطين، 1436هـ – 2015م.
  9. أبو يوسف، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري، الرد على سير الأوزاعي، عني بتصحيحه والتعليق عليه: أبو الوفا الأفغاني، عني بنشره: لجنة إحياء المعارف النعمانية، بحيدر آباد الدكن، بالهند، أشرف على طبعه: رضوان محمد رضوان وكيل لجنة إحياء المعارف النعمانية بمصر، الطبعة الأولى.
  10. الباز، ماهيناز، السلاح الاقتصادي: حرب بلا دماء: https: //sasapost. co/opinion/economic-weapon-war-without-  
  11. البخاري، أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه، صحيح البخاري، تحقيق: جماعة من العلماء، الطبعة: السلطانية، بالمطبعة الكبرى الأميرية، ببولاق مصر، ١٣١١ هـ، بأمر السلطان عبد الحميد الثاني، ثم صَوّرها بعنايته: د. محمد زهير الناصر، وطبعها الطبعة الأولى عام ١٤٢٢ هـ لدى دار طوق النجاة – بيروت، مع إثراء الهوامش بترقيم الأحاديث لمحمد فؤاد عبد الباقي.
  12. البوطي، محمد سعيد، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، دار السلام، ط11، 1991م.
  13. توركماني، العماد حسن، الدهاء في الحرب، دار الفكر، بدون طبعة وبدون تاريخ.
  14. الجبوري، الأستاذ علي عبودي نعمة، الحرب النفسيّة والدعاية إدارة – استراتيجية – قيادة، دار صفاء للنشر والتوزيع – عمان، الطبعة الأولى 1439 هـ – 2018م.
  15. الجصاص، أحمد بن علي أبو بكر الرازي الحنفي، شرح مختصر الطحاوي، المحقق: د. عصمت الله عنايت الله محمد، أ. د. سائد بكداش – د محمد عبيد الله خان – د زينب محمد حسن فلاتة، راجعه وصححه: أ. د. سائد بكداش، دار البشائر الإسلامية – ودار السراج، ط1 ١٤٣١هـ – ٢٠١٠م.
  16. الجويني، عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد، أبو المعالي إمام الحرمين، نهاية المطلب في دراية المذهب، حققه وصنع فهارسه: عبد العظيم محمود الدّيب، دار المنهاج، ط1، ١٤٢٨هـ -٢٠٠٧م.
  17. حمادي، عبد الرحمن، الحرب النفسيّة في العهد النبوي، موقع، قصة الإسلام: https: //www. islamstory. com/ar/artical/491
  18. الخرشي، أبو عبد الله محمد، شرح الخرشي على مختصر خليل، المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر، الطبعة الثانية، ١٣١٧ هـ، وصَوّرتها: دار الفكر للطباعة – بيروت.
  19. الدباغ، العقيد مصطفى، المرجع في الحرب النفسيّة، المؤسسة العربية- بيروت، ط1، 1998م.
  20. الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح، دائرة المعاجم في لبنان، 1986م.
  21. رجب المدهون، تراجع إسرائيلي تحت التهديد: المقاومة تمهل الوسطاء أيامًا: https: //al-akhbar. com/
  22. الزحيلي، أ. د. وهبة، الفقه الإسلامي وأدلته، دار الفكر – سوريَّة – دمشق، الطبعة الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة).
  23. الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر (دمشق – سورية)، دار الفكر المعاصر (بيروت – لبنان) الطبعة الأولى، ١٤١١ هـ – ١٩٩١م.
  24. الزيدي، عبد العادي محمود، الحرب النفسيّة مفاهيم إعلامية وأحكام فقهية، دار الفجر – العراق، دار النفائس – الأردن، الطبعة الأولى، 1430هـ – 2010 م.
  25. السرخسي، محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة، المبسوط، دار المعرفة – بيروت، الطبعة: بدون طبعة، ١٤١٤هـ – ١٩٩٣م.
  26. سعدات، محمود فتوح محمد، الشخصية اليهودية الإسرائيلية وأثرها في صياغة الحرب النفسيّة اليهودية الإسرائيلية، شبكة الألوكة.
  27. سميسم، الدكتورة حميدة مهدي، الحرب النفسيّة، الدار الثقافية للنشر – بغداد 2004م.
  28. الصابوني، محمد علي، صفوة التفاسير، دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة، ط1، ١٩٩٧م.
  29. صقر، الدكتور محمد إبراهيم الشربيني، الأستاذ بكلية بهانج الإسلامية – ماليزيا، الغزو الثقافي والهزيمة النفسيّة، بحث مقدم إلى مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، 2014م.
  30. الصنعاني، محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ، المحقق: د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم، مكتبة دار السلام، الرياض، الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ – ٢٠١١ م.
  31. الطبري، أبو جعفر، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار التربية والتراث – مكة المكرمة، بدون تاريخ نشر.
  32. طنطاوي، محمد سيد، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، دار نهضة مصر، الفجالة – القاهرة، ط1، 1997م.
  33. الطيار، الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن محمد بن أحمد، وَبَلُ الغَمَامَةِ في شَرْحِ عُمْدَةِ الفِقْهِ لابْنِ قُدَامَة، دار الوطن للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، (١٤٢٩ هـ – ١٤٣٢ هـ).
  34. عداي، الدكتور حسين حسن، الحرب النفسيّة منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى نهاية العصر الأموي، دار النوادر – سوريا – دمشق، الطبعة الأولى 1431 هـ – 2010م.
  35. عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، القاهرة، 1429هـ – 2008 م.
  36. العيني، أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين، البناية شرح الهداية، دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، ١٤٢٠ هـ – ٢٠٠٠ م.
  37. القرضاوي، الإمام يوسف، فقه الجهاد دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة، مكتبة وهبة – القاهرة، الطبعة الثالثة، 1431 هـ – 2010 م.
  38. القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٨٤ هـ – ١٩٦٤ م.
  39. القوني، فوزي محمود موسى، أهمية الحرب النفسيّة، راجعه الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل حبيب.
  40. اللخمي، علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، التبصرة، دراسة وتحقيق: الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، الطبعة الأولى، ١٤٣٢ هـ – ٢٠١١ م.
  41. المباركفوري، الشيخ صفي الرحمن، الرحيق المختوم، مكتبة المورد، الطبعة الأولى 1427هـ – 2006 م.
  42. محمود، عبد الهادي، العدد 182 – السنة السادسة عشرة – ربيع الأول 1423هـ – أيار وحزيران 2002م مجلة الوعي، http: //www. al-waie. org/archives/article/5618
  43. مركز الدراسات الإقليمية – فلسطين، استراتيجية المقاومة الفلسطينية في إدارة الحرب النفسيّة ضد الاحتلال الإسرائيلي، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 أنموذجًا، أكتوبر 2015م.
  44. مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، المحقق: محمد عبد الباقي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، (ثم صوّرته دار إحياء التراث العربيّ ببيروت)، ١٣٧٤هـ، ١٩٥٥م.
  45. المظهري، الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ الشِّيرازيُّ الحَنَفيُّ، المفاتيح في شرح المصابيح، تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف: نور الدين طالب، دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية – وزارة الأوقاف الكويتية، الطبعة الأولى، ١٤٣٣ هـ – ٢٠١٢م.
  46. المنياوي، رمزي، الحرب النفسيّة، دار الكتاب العربي – دمشق، الطبعة الأولى 2010م.
  47. الموقع الالكتروني لشبكة الميادين، 20 يونيو 2025م، رابط الوصول: https: //www. almayadeen. net/
  48. موقع شبكة الجزيرة نت، 17 يونيو 2025م، رابط الوصول: https: //www. aljazeera. net/
  49. موقع كتائب الشهيد عز الدين القسام: 12 يونيو 2025م، رابط الوصول: https: //www. alqassam. ps/arabic/specialfiles/details/7
  50. النجار، الدكتور فهمي، الحرب النفسيّة أضواء إسلامية، دار الفضيلة، الرياض، ط1، 1426هـ، 2005م.
  51. نصر، صلاح، الحرب النفسيّة معركة الكلمة والمعتقد، دار القاهرة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية 1967م.
  52. نوفل، الدكتور أحمد، الحرب النفسيّة الكتاب الأول، الجامعة الأردنية – كلية الشريعة، دار الفرقان، الطبعة الثانية، 1406 هـ – 1985 م، الطبعة الثالثة، 1409هـ – 1989 م.
  53. النيسابوري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، المستدرك على الصحيحين، مع تضمينات: الذهبي في التلخيص والميزان والعراقي في أماليه والمناوي في فيض القدير وغيرهم، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١١ – ١٩٩٠.
  54. وكالة الإنباء والمعلومات الفلسطينية، أسلحة المقاومة، 05 يونيو 2025م، رابط الوصول: https: //info. wafa. ps/ar_page. aspx?id=3475
  55. اليتامى، أنس بن عادل، العيدان، عبد العزيز بن عدنان، منية الساجد بشرح بداية العابد وكفاية الزاهد لعبد الرحمن بن عبد الله البعلي الحنبلي، دار ركائز للنشر والتوزيع – الكويت، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، ١٤٣٨ هـ – ٢٠١٧ م

[1] نوفل، الحرب النفسيّة (ص 11) بتصرف.

[2] عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة (2 / 1556).

[3] ابن منظور، لسان العرب (48 / 4500)، الرازي، مختار الصحاح (ص 280)، عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة (4 / 2253).

[4] ابن منظور، لسان العرب (17 / 1596).

[5] أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على محافظات غزة عام 2014 (ص 13).

[6] الزيدي، الحرب النفسيّة مفاهيم إعلاميّة وأحكام فقهيّة (ص 15)، نوفل، الحرب النفسيّة (ص 31).

[7] النجار، الحرب النفسيّة (أضواء إسلامية) (ص66).

[8] القرضاوي، فقه الجهاد (1/ 637).

[9] المنياوي، الحرب النفسيّة والطابور الخامس (ص9).

[10] نصر، الحرب النفسيّة (1/ 97).

[11] نصر، الحرب النفسيّة (1 / 90).

[12] المرجع السابق (1 / 91).

[13] المرجع نفسه (1 / 96)، وسعدات، الشخصيّة اليهوديّة الإسرائيليّة وأثرها في صياغة الحرب النفسيّة اليهوديّة الإسرائيليّة (ص 94).

[14] رواه مسلم في صحيحه، كتاب: الإمارة، باب: فضل الرمي والحث عليه (3 / 1522)، (ح 1917).

[15] الدباغ، المرجع في الحرب النفسيّة (ص 19).

[16] النجار، الحرب النفسيّة (أضواء إسلامية) (ص 66).

[17] حمادي، الحرب النفسيّة في العهد النبوي، موقع، قصة الإسلام: https://www.islamstory.com/ar/artical/491

[18] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، البخاري، كتاب: التيمم، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: “جعلت لي الأرض…”، (1 / 95)، (ح 438)، مسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: جعلت لي الأرض…”، (1 / 372)، (ح 523).

[19] عداي، الحرب النفسيّة منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى نهاية العصر الأموي (ص 9).

[20] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 182 وما بعدها)، النجار، الحرب النفسيّة (ص 86).

[21] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 183)، النجار، الحرب النفسيّة (ص 86) بتصرف.

[22] المرجع السابق الزيدي (ص 186)، النجار (ص 95).

[23] ابن هشام، السيرة النبوية (1 / 261).

[24] البوطي، فقه السيرة النبوية (ص 82). بتصرف

[25] النجار، الحرب النفسيّة (ص 103).

[26] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 199).

[27] المباركفوري، الرحيق المختوم (ص 146).

[28] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 202).

[29] المرجع السابق (207- 208) بتصرف.

[30] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 212- 218) باختصار.

[31] المباركفوري، الرحيق المختوم (ص 148).

[32] توركماني، الدهاء في الحرب (ص 83).

[33] النجار، الحرب النفسيّة (ص 123).

[34] حمادي، الحرب النفسيّة في العهد النبوي، موقع قصة الإسلام: https://www.islamstory.com/ar/artical/491

[35] المباركفوري، الرحيق المختوم (ص 225 – 226)، توركماني، الدهاء في الحرب (ص 86).

[36] المرجعان السابقان المباركفوري (ص 248)، توركماني (ص 89).

[37] حمادي، الحرب النفسيّة في العهد النبوي، موقع قصة الإسلام: https://www.islamstory.com/ar/artical/491

[38] حمادي، الحرب النفسيّة في العهد النبوي، موقع قصة الإسلام: https://www.islamstory.com/ar/artical/491

[39] سميسم، الحرب النفسيّة (ص 88)، الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 89 وما بعدها)، أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على محافظات غزة عام 2014 (ص 38)، القوني، أهمية الحرب النفسيّة (ص 25)، صقر، الغزو الثقافي والهزيمة النفسيّة (ص 10)، النجار، الحرب النفسيّة (ص 163)، الجبوري، الحرب النفسيّة والدعاية (ص 33)، نوفل، الحرب النفسيّة (ص 82 وما بعدها).

[40] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 93)، الجبوري، الحرب النفسيّة والدعاية (ص 33).

[41] عداي، الحرب النفسيّة منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى نهاية العصر الأموي (ص 30).

[42] محمود، مجلة الوعي، http://www.al-waie.org/archives/article/5618

[43] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 98).

[44] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 96 – 97).

[45] الباز، السلاح الاقتصادي: حرب بلا دماء: https://sasapost.co/opinion/economic-weapon-war-without-blood/

[46] الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 103).

[47] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (3 / 38).

[48] الطبري، جامع البيان (14 / 31)، الزحيلي، التفسير المنير (2 / 182).

[49] الطبري، جامع البيان (7 / 234)، الطنطاوي، التفسير الوسيط (2 / 272).

[50] الطبري، جامع البيان (13 / 428)، الصابوني، صفوة التفاسير (1 / 461).

[51] أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا (1 / 371)، (ح 523).

[52] الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير (7 / 503).

[53] أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب: الجهاد والسير، باب: الحرب خدعة (4 / 64)، (ح 3030).

[54] ابن بطال، شرح صحيح البخاري (5 / 183).

[55] رواه الحاكم في المستدرك (كتاب: الجهاد)، (2 / 91)، حديث صحيح على شرط مسلم.

[56] المظهري، المفاتيح في شرح المصابيح (4 / 349). بتصرف بسيط.

[57] أبو يوسف، الرد على سير الأوزاعي (ص 85).

[58] ابن المنذر، الإقناع (2 / 454).

[59] ابن قدامة، المقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (ص 138).

[60] الطيار، وبل الغمامة (8 / 192)، القرضاوي، فقه الجهاد (1 / 109).

[61] ابن المحاملي، اللباب في الفقه الشافعي (ص 93)، الجويني، نهاية المطلب في دراية المذهب (19 / 409).

[62] السرخسي، المبسوط (10 / 3)، الزيدي، الحرب النفسيّة (ص 149).

[63] اليتامى والعيدان، منية الساجد (ص 495).

[64] رواه البخاري في صحيحه (كتاب: المظالم والغصب، باب: أعن أخاك… (3 / 128)، (ح 2443).

[65] القرضاوي، فقه الجهاد (1 / 217 – 218).

[66] العيني، البناية شرح الهداية (7 / 109)، الخرشي، شرح الخرشي على مختصر خليل (3 / 115)، الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (7 / 5317).

[67] رواه مسلم في صحيحه (كتاب: الجهاد والسير، باب: تأمير الإمام….. (3 / 1357)، (ح 1731).

[68] رواه مسلم في صحيحه (كتاب: الصيد والذبائح، باب: الأمر بإحسان الذبح والقتل (3 / 1548)، (ح 1955).

[69] الجصاص، شرح مختصر الطحاوي (7 / 192)

[70] المصدر السابق.

[71] اللخمي، التبصرة (3 / 1437).

[72] سنن ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب الاستعانة بالمشركين، ح2832.

[73] ابن قدامة، المغني (12 / 247).

[74] أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على محافظات غزة عام 2014 (ص 60).

[75] وكالة الإنباء والمعلومات الفلسطينية، أسلحة المقاومة: https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3475

[76] المرجع السابق.

[77] وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أسلحة المقاومة: https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3475

[78] المرجع السابق.

[79] موقع كتائب الشهيد عزّ الدين القسام: https://www.alqassam.ps/arabic/specialfiles/details/7 بتصرّف

[80] الميادين: https://www.almayadeen.net/ بتصرف.

[81] أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2014 (ص 65 وما بعدها). بتصرف، مركز الدراسات الإقليمية، إستراتيجية المقاومة الفلسطينية في إدارة الحرب النفسيّة ضد الاحتلال الإسرائيلي (ص 13). بتصرف.

[82] أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2014 (ص 64 – 65).

[83] رجب المدهون، تراجع إسرائيلي تحت التهديد: المقاومة تمهل الوسطاء أيامًا: الأخبار: https://al-akhbar.com/

[84] الجزيرة نت: https://www.aljazeera.net/

[85] النجار، الحرب النفسيّة (ص 356)، أبو ناموس، الحرب النفسيّة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2014 (ص 86 – 87)، مركز الدراسات الإقليمية، إستراتيجية المقاومة الفلسطينية في إدارة الحرب النفسيّة ضد الاحتلال الإسرائيلي (ص 26).