خاص هيئة علماء فلسطين
مجلة علمية نصف سنوية محكمة تصدر عن هيئة علماء فلسطين

السنة الثامنة العدد الرابع عشر 1446ه/2025م
رئيس هيئة التحرير
الأستاذ الدكتور عبد الجبار سعيد
رئيس قسم القرآن والسنة كلية الشريعة- جامعة قطر
مدير التحرير
الدكتور مجدي قويدر
أعضاء هيئة التحرير
الأستاذ الدكتور أيمن صالح- أستاذ الفقه وأصوله
الأستاذ الدكتور عبد القادر بخوش- أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي
الأستاذ الدكتور محمد آيدين- أستاذ التفسير وعلوم القرآن
الدكتور محمد الشيب- أستاذ الفقه وأصوله المساعد
الدكتور محمد همام ملحم – أستاذ الفقه وأصوله المشارك
الدكتور منذر زيتون – أستاذ الفقه وأصوله المساعد
مستشارو هيئة التحرير
الأستاذ الدكتور أحمد الريسوني- المغرب
الأستاذ الدكتور علي القره داغي- قطر
الأستاذ الدكتور عبد الحكيم السعدي- قطر
الأستاذ الدكتور محمد عثمان شبير- الأردن
الأستاذ الدكتور أحمد أغراتشي- تركيا
الأستاذ الدكتور حمدي أرسلان- تركيا
الأستاذ الدكتور صالح الرقب- فلسطين
الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم كوتلاي – تركيا
الأستاذ الدكتور إحسان ثريا صيرما- تركيا
******************************
تعليمات النشر في مجلة “المرقاة” للدراسات والبحوث الإسلامية الصادرة عن هيئة علماء فلسطين
1- ألا يكون البحث قد سبق نشره، أو قدّم لأية جهة أخرى من أجل النشر. وعلى الباحث أن يقدم تعهداً خطياً بذلك يقرّ فيه بأن بحثه عمل أصيل له، وأنه ليس مستلاً من رسالة للدكتوراه أو الماجستير أو كتاب منشور له.
2- أن يكون البحث متسما بالعمق والأصالة، وأن يضيف نشره جديداً إلى المعرفة، ويعالج القضايا المُعاصرة المستجدة، وأن يلتزم الباحث بالموضوعية والتجرد العلمي.
3- أن يتصف البحث بحسن الصياغة العلمية، ومراعاةـ سلامة اللغة وخلوها من الأخطاء اللغوية والنحوية، ومراعاة قواعد الإملاء وعلامات الترقيم، والدقة في توثيق النصوص والتخريج.
4- لهيئة التحرير الحق فـي تحديد أولويات نشر البحوث، وتعطى الأولوية للموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
5- لا يجوز للباحث أن يطلب عدم نشر بحثه بعد عرضه على هيئة التحرير إلا لأسباب تقتنع بها هيئة التحرير، ويتحمل الباحث نفقات التحكيم وغيرها من النفقات التي تحملتها المجلة في حال طلبه سحب البحث قبل نشره.
6- في حال قبول البحث للنشر، تؤول كافة حقوق الملكية الفكرية للمجلة ويوقع الباحث على ذلك، ولا يجوز للمؤلف نشره فـي أي منفذ نشر آخر ورقياً أو إلكترونياً، إلا بموافقة المجلة.
7- الآراء الواردة فـي البحوث المنشورة تعبر عن وجهة نظر الباحثين ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلة.
8- لا تدفع المجلة مكافآت ولا تتقاضى أية مبالغ مقابل البحوث المنشورة أو مراجعات الكتب أو أي أعمال فكرية ما لم تكن بتكليف. ولا تعاد أصول البحوث المقدمة للنشر في المجلة إلى أصحابها.
9- يقدم الباحث سيرة ذاتية موجزة مع البحث بالإضافة إلى ملخصين باللغة العربية والإنجليزية على ألا يزيد كل منهما عن مائتي كلمة.
10- تخضع البحوث والدراسات المقدمة للنشر إلى عملية فحص وتحكيم سرية وفق المعايير والضوابط التي التزمت بها المجلة، ويقوم بعملية التحكيم اثنان من المحكمين المتخصصين على الأقل، بهدف الارتقاء بالبحث العلمي وتطويره.
11- تحتفظ هيئة التحرير بحق رفض أي بحث مقدم للمجلة دون بيان أسباب عدم النشر.
12- يحق لهيئة التحرير إجراء التغييرات الشكلية اللازمة على البحث وفق سياسات النشر في المجلة.
13- يرسل للباحث خطاب النشر مع نسخة إلكترونية من المجلة التي تم نشر بحثه فيها.
14- ألا يزيد البحث عن 8000 كلمة أي بحدود 30 صفحة بما في ذلك الأشكال والرسوم والجداول والمراجع، وتسلّم نسختان إلكترونيتان من البحث عبر موقع المجلة أو البريد الإلكتروني almirqatmagazine@gmail. com]]، باستخدام برنامج [Microsoft Word] نسخة بصيغة doc أو dox وأخرى بصيغة pdf. ويستخدم خط [Traditional Arabic] للغة العربية بحجم [16]، وبحجم [13] للحاشية. ويستخدم خط [Times New Roman] للغة الإنجليزية بحجم [11]، وبحجم [9] للحاشية والمستخلص. أما العناوين فتكون بخط أسود بارز[BOLD].
15- نظام التوثيق في الهوامش:
* عزو الآيات القرآنية بذكر اسم السورة، ورقم الآية، وبينهما نقطتان، [مثل البقرة: 2].
* عزو الحديث بذكر المخرج، والمدون الحديثي، والكتاب، والباب، ورقم الحديث.
* يحال إلى المصادر والمراجع كما يلي:
*عند أول إحالة إلى المصدر أو المرجع: يذكر اسم المؤلف، ثم اسم الكتاب كاملاً، ثم اسم المحقق [إن وجد]، ثم مكان النشر، ثم الناشر، ثم رقم الطبعة، ثم تاريخها، ثم رقم الجزء والصفحة، مثاله: ياسين، عبد السلام- تنوير المؤمنات، بيروت، دار لبنان، ط 1، 2003 م، 1/ 8.
* وفي الإحالات الموالية لنفس المصدر يكتفى بذكر اسم المؤلف والكتاب مختصراً، ورقم الجزء والصفحة، مثاله ياسين، عبد السلام- تنوير المؤمنات 1/ 8.
*************************
كلمة الافتتاحية
العلماء… ضمير الأمة وركن نهوضها في نصرة المستضعفين
الأستاذ الدكتور أيمن صالح- أستاذ الفقه وأصوله
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبد الله، القائل «إن العلماء ورثة الأنبياء».
إن من أعظم مقامات الأمة الإسلامية أن يكون فيها من يحمل ميراث النبوة، لا بالسيف والصولجان، وإنما بالعلم والبصيرة، بالهداية والإرشاد، وبالنصح والمواقف الشجاعة حين تختلط الأوراق وتتشوش الأبصار. هؤلاء هم العلماء، الذين هم ضمير الأمة الحي، وميزانها الأخلاقي، وركن نهوضها وقت الشدائد، لا سيما حين يشتد الخطب، ويتعاظم الظلم، ويستغيث المستضعفون.
ولعلّ ما يعيشه أهلنا في فلسطين عامة، وفي غزة والمسجد الأقصى خاصة، من عدوان صهيوني متواصل، وعدالة ضائعة، ودماء تُسفك أمام صمت عالمي مخزٍ، يجعل من مسؤولية العلماء مضاعفة، ومن صوتهم ضرورة شرعية وتاريخية، لا ترفًا فكريًّا أو اجتهادًا نظريًا.
وفي هذا السياق، يسرّ هيئتنا التحريرية أن تقدم للقارئ الكريم في هذا العدد نخبة من الأبحاث العلمية المتخصصة التي تتناول بعمق وشجاعة قضايا محورية تتعلق بدور العلماء ومكانتهم في مواجهة الظلم، ونصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
يستهل هذا العدد ببحث للأستاذ أنور رياض عيد بعنوان: “أثر الدولة الحديثة في الدور الجهادي للعلماء: معركة طوفان الأقصى نموذجًا”، حيث يعالج هذا البحث التغيرات البنيوية التي فرضتها الدولة الحديثة على وظيفة العلماء الجهادية، ويوضح كيف ما زال لعلماء الأمة تأثيرهم الفاعل متى ما تحرروا من ضغوط السلطان وضيق الأطر المؤسسية.
ويأتي بعده بحث الدكتور محمد خالد مصطفى: “مسؤولية علماء الشريعة تجاه المجاهدين في المسجد الأقصى وغزة”، ليعيد التذكير بأن السكوت في زمن المجازر خيانة للعلم، وأن للعلماء دورًا شرعيًا وأخلاقيًا لا يقف عند حدود التنظير بل يمتد إلى التوجيه والتأييد والدعم والمناصرة، بكل الوسائل المشروعة.
وفي إطار الحديث عن موقع الشريعة في بناء السلم الاجتماعي دون التضحية بالعدل، يقدّم الدكتور لطفي بن حمادي بن سعد العمدوني بحثًا تأصيليًا بعنوان: “إسقاط الحاكم القصاص عن الجناة لتحقيق المصالحة الوطنية: مقاربة فقهية تأصيلية”، يُبرز فيه الحدود الفقهية للتسامح السياسي، وشروط تحقق المصلحة، مع حفظ حق المظلوم وصيانة مقاصد الشريعة في العدالة.
أما في المجال الأصولي، فقد تميز هذا العدد ببحث ثنائي مشترك للباحثين حسان أحمد النجار وغالية بو هدة، بعنوان: “التطبيقات الفقهية للترجيح بالمقاصد الشرعية عند ابن رشد الحفيد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد: باب البيوع المنهي عنها نموذجًا”. يعكس هذا البحث كيف أن قراءة النصوص الفقهية في ضوء المقاصد تفتح آفاقًا واسعة للاجتهاد المعاصر، وتنقل الفقه من الإطار الشكلي إلى فضاء المقاصد والمصالح.
ويُختتم هذا العدد ببحث فقهي مؤسسي متميز للدكتور عبد الحميد القحوم بعنوان: “تحويل نظارة الوقف من الشخصية الطبيعية إلى الشخصية الاعتبارية: دراسة فقهية”، حيث يعالج الإشكالات المعاصرة في إدارة الأوقاف، ويقترح حلولًا فقهية تجمع بين أصالة الفقه وفعالية النظم الحديثة، بما يخدم المشاريع الإسلامية التنموية في زمن تحتاج فيه الأمة إلى استثمار كل إمكانياتها.
إننا في هذه المجلة نؤمن أن واجب العلماء في نصرة قضايا الأمة ليس مجرد واجب ديني أو أكاديمي، بل هو مسؤولية حضارية كبرى. وإن بقاء الأمة حيّةً في ضمير الزمان، مرتبط ببقاء صوت علمائها حرًّا، قويًا، ناقدًا، ومبادرًا. ولئن كانت مدافع العدو تقتل الأجساد، فإن صمت العلماء يقتل المعنى، ويصادر الوعي، ويمنح الظالمين غطاء شرعيًا لا يستحقونه.
من هنا، نأمل أن تكون هذه الأبحاث لبنة في بناء خطاب علمي أصيل، يجمع بين فقه الواقع وفقه النص، ويعيد للعلماء مكانتهم الطبيعية في قلب الأمة، روادًا في السلم، وفرسانًا في مواجهة الطغيان، وأن تضيء طريق الباحثين نحو اجتهاد مسؤول، مرتبط بالأمة وآلامها، لا منعزل في برج عاجيّ.
ونسأل الله أن يرزق علماءنا الإخلاص والقبول، وأن يربط على قلوب المجاهدين والمستضعفين في غزة وسائر بلاد المسلمين، وأن يجعل من هذه الجهود العلمية سراجًا ينير درب الصادقين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.