د. سناء محمد عبد القادر أبو فارس

خلاصة البحث:

‏ حقيقة المعاهدات مع المحتل تعني الرضا بوجوده على أرض إسلامية ‏أخذها ‏عنوة، وجعله صاحب حق، وبدلاً من العمل على إخراجه عملت ‏هذه المعاهدات ‏على تثبيته. ‏

‎1‎‏. المعاهدات في الإسلام لها شروط ينبغي مراعاتها والالتزام بها عند إبرام ‏‏المعاهدات وبغير هذه الشروط يحكم ببطلان المعاهدة، والمعاهدات مع ‏‏المحتل لم تحقق الشروط الصحيحة وعلى رأسها المصلحة ولذلك يحكم ‏‏ببطلانها.‏

‏2.‏     عندما تلجأ الدولة لعقد المعاهدة فإن هذا يكون من أجل تحقيق ‏الأمان ‏لشعوبها واستقرارهم، فإن لم تحقق المعاهدة ذلك فإنها تلُغى لأن ‏الهدف منها ‏لم يتحقق.‏

‏3.‏     معاهدات السلام مع المحتل الصهيوني الأصل فيها عدم الجواز ‏للأدلة التي ‏تطالب بإخراجه من أرض المسلمين، وإن دعت المصلحة ‏للصلح فمن أجل ‏تخفيف آثار العدوان مع عقد النية على الاستعداد في فترة ‏المعاهدة من أجل ‏قتاله وإخراجه.‏

‏4.‏     معاهدات السلام مع المحتل موضوع الدراسة تمّ عرض بنودها ‏وأسباب ‏انعقادها التي ترتبت عليها والتي من أبرزها تقوية العدو المحتل في ‏كافة الميادين ) ‏السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية(…  ‏

‏ كما أن مضمون هذه المعاهدات ومنها السلام العادل والشامل لم يتحقق ‏وبقي ‏غامضاً في معناه ودلالاته.‏

‏5.‏     عند تحليل بنود المعاهدات وعرضها على ميزان الشرع فإن الكاتبة ‏تسجل ‏الملاحظات التالية:‏

‏-‏       معاهدات السلام هذه لم تحقق المصلحة من عقدها في كثير من ‏بنودها، ‏بل على العكس فقد جلبت المفسدة وحققت المصلحة للمحتل. ‏

‏-‏       جاءت لتعمل على عكس الهدف من انعقادها وهي إنقاذ الشعوب ‏من ‏الهلاك فكانت شرّاً مستطيراً، وبدل أن تكون مرحلة لتهيئة الشعوب ‏لمقاومة ‏المحتل عملت على تثبيته في بلاد المسلمين وضيّعت البلاد ‏والعباد.‏

‏-‏       عطلت الجهاد وهو الأصل وأخضعت الشعوب للرضا بالأمر الواقع، ‏واعتبار ‏المحتل وكأنه صاحب حق.‏

‏-‏       تنازلت بموجب هذه المعاهدات عن كثير من حقوقها ودفعت ‏العرب أن ‏يكونوا متفرقين كل يبحث عن مصلحته الخاصة وألغت اتفاقية ‏الدفاع المشترك ‏وألزمت نفسها بالدفاع عن المحتل، ومنعت المقاومة ‏الشعبية من ممارسة حقها ‏الطبيعي في الدفاع عن أوطانها. ‏

‏6.‏     فلسفة اليهود وتفكيرهم لا يجعل لمعاهدات السلام معنى، إذ هم لا ‏يريدون ‏السلام بل هي العداوة لأمة الإسلام فكيف نسالم من لا يفكرون إلا ‏بالاستحواذ على ‏هذه الأمة ونهب خيراتها وتدنيس مقدساتها.‏

‏7.‏     موقف الشريعة من المحتل هو قتاله وإخراجه، قال تعالى: ‏‏(وأخرجوهم من ‏حيث أخرجوكم) وذلك بالاستعداد والجهاد.‏

‏8.‏     في موضوع تعديل معاهدات السلام مع المحتل والتحلل منها، الذي ‏يتضح ‏أن هذه المعاهدات لا يصلح معها إلا النقض لأنها خالفت كل ‏الشروط التي من ‏أجلها تستمر المعاهدة.‏

‎9‎‏- هذا المحتل وبعد مرور هذه السنوات على هذه المعاهدات ما ازداد إلا ‏ظلماً ‏وعدواناً، ولم يلتزم بما جاء في المعاهدات بل ضرب بها عرض الحائط، ‏وإذا كان ‏عقد الصلح معه لتخفيف عدوانه فأين هذا مما شاهدناه ونشاهده ‏اليوم؟!‏

‎10‎‏. على العلماء والقيادات الواعية أن تهيئ الشعوب وتربيها على حب ‏الجهاد ‏والاستشهاد من أجل تحرير الأوطان واسترداد الحقوق.‏

‎ ‎(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ‏