- أنا من قرية زواتا نابلس، وأسكن حالياً في عمان الأردن.. عشت طفولتي وريعان شبابي في فلسطين ومشيت في جبالها وسهولها وشهدت احتلالها عام 1967.
- عملت أستاذاً مساعداً منذ عام 1982 ومستشاراً خاصاً وتقاعدت عام 2018
- قدمت محاضرات في رحاب الأقصى، ووفقني الله لإنشاء مشروع تحفيظ القرآن في فلسطين عام 1986.
- شاركت في تأسيس هيئة علماء فلسطين مع نخبه من العلماء وكنت في المكتب التنفيذي للهيئة لدورتين.
- عملت في جامعة النجاح بنابلس وكان من طلابي الشيخ حامد البيتاوي والشيخ عكرمة صبري.
- ثروات الأمة عظيمة لو وجهت التوجيه السليم لكفت حاجة المحتاجين ولقدمت للمجاهدين في فلسطين حاجتهم وما يلزمهم في الإعداد وميادين الجهاد.
- رسالتي إلى إخواني في هيئة علماء فلسطين وعلماء الأمة أن يهتموا بالعلم ويحققوه في أنفسهم وأن يعملوا به وأن يخلصوا لله في العلم والعمل.
- المخرج من الخلاف هو الإخلاص لله والبحث عن مرضاته، والعلم بان الخلاف أمر طبيعي والعمل يداً واحدة في المساحة المشتركة المتفق عليها، والإعذار في غيرها.
- من المبشرات العملية للنصر التراجع الواضح في قدرة الاحتلال على حسم أي معركة في السنوات الأخيرة.
- أجرى الحوار: د. منذر زيتون عضو الهيئة
نرحب بالأخ الحبيب الدكتور مفيد أبو عمشة عضو هيئة علماء فلسطين، ويسرنا أن يكون ضيفاً على موقع الهيئة الإلكتروني في هذا اللقاء، فحياه الله..
البطاقة الشخصية لحضرتك لطفاً؟
أنا مفيد محمد محمود أبو عمشه، حاصل على درجة الدكتوراه في علم أصول الفقه، أستاذ جامعي ومستشار، وقد تقاعدت عن العمل المتفرغ منذ سنتين.
وأنا أصلاً من قرية زواتا بمحافظة نابلس، وأسكن حالياً في عمان، الأردن.
لو تقدم لنا نبذة عن سيرتك الذاتية؟
ولدت عام 1951، ودرست الثانوية العامة، الفرع العلمي في المدرسة الصلاحية بنابلس عام 1970، وحصلت على بكالوريوس الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية عام 1974، ثم ماجستير الفقه وأصوله من جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة عام 1977، ثم الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1982.
عملت أستاذاً مساعداً من عام 1982 وحتى عام 2007 في عدد من الجامعات السعودية وجامعة النجاح الوطنية بنابلس، فلسطين، مستشاراً في مؤسسة تربوية من عام 2007 إلى عام 2019.
هل لك من ذكريات في فلسطين؟
عشت فيها بشكل متواصل من الولادة 1951 وحتى الثانوية العامة 1970، وعشت طفولتي وريعان شبابي وارتباطي بالأرض وخاصة شجر الزيتون والليمون وقطفت من نباتاتها البرية ومشيت في جبالها وسهولها وشهدت احتلالها عام 1967، وزرت الأقصى وصليت فيه في صغري وشبابي وشيبتي .
ثم كانت ذكريات العمل في جامعة النجاح بنابلس بقسم الدراسات الإسلامية، وكان ممن درستهم في مرحلة الماجستير الشيخ حامد البيتاوي رحمه الله والشيخ عكرمة صبري حفظه الله، ولم تخل سنوات الدراسة والعمل خارج فلسطين من زيارات متكررة إلى الأهل والوطن.
جهودك تجاه الأقصى والقدس وفلسطين؟
قدر الله لي أثناء عملي في جامعة النجاح من عام 1986- 1989 أن ألقيت عدداُ من المحاضرات في المسجد الأقصى المبارك.
وبهدف تعريف المسلمين بقضية الأرض المباركة فلسطين فقد طفت عدداً من الدول ألقي فيها المحاضرات وأعرف بالأقصى والقدس، وكان هذا من عام 1992 وإلى الآن، وكنت من أوائل من حمل هذا الواجب.
وفي سبيل ذلك كتبت عدداً من الكتيبات تجمع بين الصورة والمعلومة الدقيقة للتعريف بالقضية الفلسطينية منها: المسجد الأقصى المبارك، والقدس مدينة الأنبياء، والأرض المباركة (فلسطين)، واليهود، وجرائم اليهود ضد الشعب الفلسطيني في القرن العشرين.
ومن تيسير الله وفضله أن وفقني لإنشاء مشروع تحفيظ القرآن الكريم في فلسطين في عام 1986 والذي انتشر بسرعة في ربوع فلسطين ولقي قبولاً كبيراً، ثم هداني الله لفكرة أكاديمية القرآن الكريم والتي أقيمت في فلسطين منذ عشرين عاماً .
ومن فضل الله تعالى علي مشاركتي من البداية في تأسيس هيئة علماء فلسطين مع نخبه من العلماء الأجلاء، وقد شاركت في المكتب التنفيذي للهيئة في دورتين كاملتين من عام 2012 وحتى عام 2020.
مع وجود الأزمات المالية العالمية والمحلية في جميع الدول هل المطلوب أن يتوجه المسلمون لإغاثة أهلهم وجيرانهم في دولهم مادياً ومعنوياً؟ أم المطلوب إغاثة أهل فلسطين ونصرة المقدسات؟ ما الأولويات وما ضوابطها؟
إن ثروات الأمة ومدخراتها عظيمة لو وجهت التوجيه السليم لكفت سد حاجة المحتاجين في كل بلاد المسلمين وقدمت للمجاهدين في فلسطين حاجتهم وما يلزمهم في الإعداد وميادين الجهاد من مؤونة وسلاح وإغاثة للفقراء عامة.. فلا تضارب بين إغاثة الأثرياء في كل بلد للمعوزين في بلدانهم وبين الدعم المادي للجهاد والمجاهدين في فلسطين.
لقد انتشر التعليم عن بعد فجأة في العالم بعد أن كان ثانوياً، كيف يستثمر علماء فلسطين هذه التقنيات؟ وما نصائحكم للاستغلال الأمثل لها بغية نصرة القضية الفلسطينية؟
مع انتشار جائحة كورونا عالمياً وتعذر الاجتماع لعدد كبير من الناس ظهرت فسحة التعليم عن بعد وكذلك الاجتماعات عن بعد.. وعلماء فلسطين يقومون باستثمار تقنية التعليم والدعوة عن بعد من خلال المواقع المختلفة، وكذلك يستثمرون هذه الطريقه لشرح القضية الفلسطينية وتوعية المسلمين وغيرهم بها وبيان عدالتها والذب عن المجاهدين وبيان الظلم الواقع على أهلها وخاصة حصار قطاع غزة ثم بيان فظائع اليهود وجرائمهم ضد البشر والشجر والحجر.
فالتعليم عن بعد وسيلة سخرها الله للعلماء للقيام بواجب الدعوة والتوعية وعليهم استغلالها الاستغلال الأمثل.
هل يمكن أن يضع المسلمون خطة عملية لخروج الأمة مما هي فيه من هذه الأحوال الصعبة، وهل يمكن أن تبرمج عملياً للتنفيذ؟
لا شك أن الأمة تعيش أيامها قسوة وضعفا وان الأمم كما اخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم تكالبت عليها كتداعي الأكلة على قصعتها.
ومن وجهة نظري فان ترك الحكم بما انزل الله هو أساس الضعف وان دعوة الأمة إلى العمل بدين الله هو مفتاح الحل.
ويمكن وضع برنامج عملي لحل مشكلات الأمة ومن ابرز خطوطه:
- وضع حد للانقسام السياسي والعودة إلى نظام الخلافة.
- الأخذ بأسباب القوة وتشكيل جيش قوي على مستوى الأمة.
- الاستغلال الأمثل لموارد الأمة.
- الاتجاه نحو التعليم بكل التخصصات وخاصة التعليم التقني.
- الاتجاه نحو التصنيع وخاصة التصنيع الحربي.
- وقبل كل شيء اللجوء إلى الله والاستعانة به والتوكل عليه.
هناك انقسامات كثيرة بين المسلمين ولعل أصعبها ما يحدث بين العلماء أنفسهم وكذلك بين الحركات الإسلامية ما الخلاص من ذلك؟
من أسوأ ما يتعرض له المسلمون هو الانقسام والاختلاف وخاصة بين العلماء والحركات الإسلامية، والمخرج من ذلك:
- الإخلاص لله والبحث عن مرضاته.
- العلم بان الخلاف أمر طبيعي فطري شرعي، فنصوص الشريعة الظنية الدلالة تسمح به وقد اختلف الصحابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقصد الاختلاف المحمود الذي لا يترتب عليه كراهية أو عداوة.
- العمل يداً واحدة في المساحة المشتركة المتفق عليها وهي الأكثر، والإعذار في غيرها مع المحبة والتعاون وتقوى الله.
هل ترى من جدوى في مشاركة العلماء المسلمين في مؤسسات بلادهم التشريعية والتنفيذية والقضائية وعلى أية مستويات يمكن أن تكون المشاركة فاعلة ومنتجة؟
من المعضلات التي تشهدها الدول والشعوب الإسلامية تسلم قيادات علمانية لإدارة الشأن العام وخاصة أن الدساتير والأنظمة والقوانين في غالبها مخالف لشريعة الله.
ومشاركة العلماء في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية بفاعليه ونشاط وخاصة عندما يبنون عملهم وحركتهم على قواعد الشريعة الإسلامية ويكونون قدوة للناس في أمانتهم وإخلاصهم وبذلهم وبعدهم عن المصلحة الخاصة.. عند ذلك يمكن علاج الأمراض التي تعاني منها الدول والشعوب.
وقد رأينا بعض الأمثلة في هذه المواقع وأثرها الإيجابي وتخفيفها من السلبيات وخير من استأجرت القوي الأمين، وأنا أؤمن بهذه المشاركة بنية خدمة الدين والوطن والأمة على جميع المستويات.
هل ترون خلاصاً لفلسطين والمقدسات مما هي فيه من الاحتلال وما هي مبشرات ذلك اليوم؟
أنا على يقين بخلاص فلسطين المباركة وقدسها الشريف وأقصاها الطهور من هذا الاحتلال البغيض، والمبشرات في هذا قسمان:
النصوص الشرعية ومنها قول الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا). وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله “.
المبشرات الواقعية: وهي عودة الأمة إلى الإسلام والانتصارات المتكررة في عدد من المعارك للمجاهدين في فلسطين على اليهود الغاصبين والنكاية بهم وخاصة الحرب بين المجاهدين في غزة وبين جيش الاحتلال.. ومن المبشرات العملية: التراجع الواضح في قدرة الاحتلال على حسم أي معركة في السنوات الأخيرة وتآكل أهلية الجندي الإسرائيلي على المواجهة والقتال.
والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، ويقول تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
هل من رسالة إلى هيئتكم هيئة علماء فلسطين وعلمائها؟
رسالتي إلى إخواني في هيئة علماء فلسطين خاصة وعلماء الأمة عامة أن يهتموا بالعلم ويحققوه في أنفسهم وان يعملوا به وان يخلصوا لله في العلم والعمل.
وان يؤدوا واجب الدعوة إلى الله وبيان دين الإسلام الحق، وان يحملوا هم الجهاد وهم تحرير الأقصى وفلسطين من براثن اليهود، وان يبذلوا كل ما يستطيعون في سبيل ذلك، وان يصبروا على آلام الطريق، وهم إن شاء الله القادة والقدوات والأسوة الحسنة لأهلهم وأمتهم.
والنصر قريب إن شاء الله والموعد عند رب غفور رحيم كريم.