خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
فقد طالعتنا قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم بجريمة جديدة تضاف إلى سجل إجرامها الزاخر بما يندى له جبين الإنسانية من الإفساد في الأرض وقتل الأنفس وإهلاك الحرث والنسل، وذلك بعد محاولات فاشلة باعتقال ثلاثة من قادة المجاهدين، في مخيم جنين، ودارت رحى معركة مشرفة استشهد على أثرها الشبان الثلاثة وهم: حمزة جمال أبو الهيجا ويزن محمد جبارين ومحمود هاشم أبو زينة.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج أمام هذه الجريمة البشعة نؤكد على ما يلي:
- أولاً: إنَّ العدو الصهيوني لن يتخلى عن طبيعته الإجرامية وسلوكه القائم على الغدر والقتل مهما حاور معه المتفاوضون ومهما قدم له من تنازلات في ساحة المفاوضات وقد بين ربنا تبارك وتعالى ذلك في كتابه، إذ قال : ” وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) البقرة 120
- ثانياً: إن ما جرى اليوم يؤكد أن الطريق إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل و استرداد الأرض ودحر العدوان هو سبيل الجهاد والمقاومة، وأن اليهود الصهاينة لن يقدموا لنا شيئاً من حقنا راغبين طائعين، وقد وصفهم الله تعالى بأجلى وصف لعل الناس يعقلون: ” أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ” النساء 53
- ثالثاً: إن استشهاد هؤلاء القادة الثلاثة في هذه الملحمة البطولية الفذة وتوحد دمهم في المواجهة يؤكد أن السبيل إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة يكمن في مواجهة العدو الصهيوني، وإن الوحدة الوطنية المنشودة هي التي تكون على أساس ثابت من مقارعة العدو والتمسك بالثوابت وعدم التنازل عن المبادئ، وقد ضرب الأبطال الثلاثة أروع مثال عندما امتزج دمهم واتحد زنادهم في مقارعة الصهاينة على الرغم من اختلاف فصائلهم وانتماءاتهم.
- رابعاً: ندعو السلطة الفلسطينية في رام الله إلى التوقف فوراً عن التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، ونؤكد على أن هذا من موالاة العدو التي تعتبر من أكبر الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى خسارة دينه ودنياه وقد قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ” الممتحنة 1
كما نطالبها بوقف أشكال التفاوض مع العدو الصهيوني كافة والالتفاف حول خيار الجهاد والمقاومة الذي اختاره أبناء الشعب الفلسطيني فذلك خير لها وأدوم.
- خامساً: ندعو علماء الأمة إلى استنفار الجهود والطاقات، وتحميل الأمة حكاماً وشعوباً ونخباً وقادة رأي مسؤوليتهم تجاه أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الجرائم من العدو الصهيوني في غلة من وسائل الإعلام بعد أن أشعل الطغاة الشعوب بطغيانهم وظلمهم.
- سادساً: نحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، ضفة الشهداء والأبطال وفي مخيم جنين الصمود والجهاد، الذي أذاق الصهاينة الويل والثبور على مر الأيام، وندعوهم إلى الثبات والصمود في مواجهة هذا الكيان الغاصب مع اليقين بأن النصر قادم لا محالة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” آل عمران 200
- سابعاً: ونحيي أيضاً أبناء شعبنا الفلسطيني في كل موقع وجوده في غزة العزة والصمود وفي مخيم اليرموك وكل مخيمات سورية التي تسقط عليها براميل المتفجرات من أدعياء الممانعة والمقاومة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل شهدائهم وأن يعافي جرحاهم وكل أبناء الشعب السوري الصابر في مواجهة آلة القتل والظلم والعدوان.
وكلنا ثقة بنصر الله سبحانه وتعالى وتأييده، فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
21/جمادى الأولى/1435هـ
22/3/2014م