خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
وتصريحات وزير أوقافها محمود الهباش حول صلاة اليهود في المسجد الأقصى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
طالعتنا الأيام القليلة الماضية بموقفين مستهجنين غريبين هم لقاء رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس بمجموعة من الشباب الصهيوني في مقر المقاطعة في رام الله والذي حمل في مظهره ومحتواه مصائب كبيرة والثاني هو ما صدر عن وزير الأوقاف في سلطة رام الله محمود الهباش من موافقته على صلاة اليهود في المسجد الأقصى المبارك.
وإنَّ هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذين الحدثين إذ تعبر عن استغرابها واستنكارها لهذه المواقف والتصرفات فهي تؤكد على ما يلي:
- أولاً: نرفض رفضاً قاطعاً اللقاء الذي حدث من أصله إذ ضمَّ العشرات من الشباب الصهيوني المتطرف، وقد خدم بعضهم في جيش الاحتلال الصهيوني، ومارسوا القتل بحق أهلنا وأبناء شعبنا، فبأي حق يتم استقبالهم، وإنَّ افتتاح الرئيس محمود عباس لقاءه بإلقاء التحية عليهم باللغة العبرية هو من صور التقرب المحرم والولاء المرفوض في شريعتنا، والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) الممتحنة 1
إضافة إلى ما في ذلك من إزالة الحواجز التي يجب أن تبقى بين شبابنا وهؤلاء الغاصبين قائمة وكذا لما فيها من تطبيع معهم لا يجوز بحال من الأحوال.
- ثانياً: ليس من حق أحد كائناً من كان التنازل عن حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني لا سيما حقه في العودة إلى أرضه، هذا الحق الذي صرح عباس خلال اللقاء بما يعني التنازل عنه عندما يقول بأنه لا يريد أن يعيد خمسة ملايين لاجئ ويغرق اسرائيل باللاجئين، فهذا الحق لا يملكه أحد لا عباس ولا السلطة ولا أحد من قيادات الشعب الفلسطيني حتى يتنازل عنه، فهو حق لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني يجب الحفاظ عليه والدفاع عنه، حتى يتحقق بإذن الله تعالى، بل هو حق الأمة على أبناء شعبنا.
- ثالثاً: إنّ تصريح الرئيس عباس بأنه لن يعود إلى العنف حتى لو لم تنجح المفاوضات انما هو مزيد تظاهر بالإنكسار وتطمين للغاصبين وتعامل غير سليم مع واجب الجهاد والمقاومة الذي لا يجوز التخلي عنه، فالجهاد هو المسلك الصحيح، وهو طريق استخلاص الحقوق ودفع الغاصبين، وقد رأينا أن المفاوضات لم تحقق شيئاً لشعبنا ولا لقضيتنا.
- ربعاً: إن ما صرح به وزير الأوقاف في رام الله محمود الهباش من جواز صلاة اليهود في المسجد الأقصى يبعث على الاستغراب لا سيما أنه صادر ممن يفترض فيه حفظ الوقف الإسلامي ثم صدوره في هذا الوقت الذي يهدد فيه المسجد الأقصى المبارك بالتقسيم والهدم، فكيف يصل به الأمر إلى هذا الحد من إهمال حقوق المسلمين وتفريط بالمقدسات وتجاوز لأحكام الشرع والله تعالى يقول: ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) التوبة 17
وإن محمود الهباش يعلم يقيناً أن مراد الصهاينة من هذه الصلاة هو الوصول في المآل إلى سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى واضطهاد حق المسلمين فيه، وتأكيد اغتصاب الصهاينة له، الأمر الذي يؤكد القول بحرمة هذه الصلاة أو السماح بها، وهذا الحكم يستوي فيه أجزاء المسجد الأقصى كلها بما فيها حائط البراق.
- خامساً: إننا ندعو السلطة الفلسطينية في رام الله إلى التراجع عن هذه التصرفات والأفعال المنافية للشرع والمخالفة لتعاليم الإسلام ومبادئه والمضادة لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بل تصب في مصلحة الصهاينة وخدمة مشروعهم.
كما ندعوهم إلى الالتزام بأحكام الإسلام وشرعه والالتحام من أبناء شعبهم الفلسطيني، فهو خير لهم في معاشهم ومعادهم، وإلى استقبال الشباب الفلسطيني واستماع همومهم وحاجاتهم والكف عن ملاحقتهم واعتقالهم أولى من القاء المودة إلى العدو وأبنائه.
والله نسأل ان يلهمنا الرشد والصواب وأن يعيدنا إلى جادة الحق وطريق الجهاد في سبيله إنه أكرم مسؤول وبالإجابة جدير.
18/ربيع الثاني/1435هـ
18/2/2014م