خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج ندين بأقسى العبارات، التصريحات المرفوضة التي صدرت عن رئيس السلطة محمود عباس والتي دافع فيها عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، واعتبر الانتفاضة سبباً لتدمير البلاد، وأكد فيها على مساعدة أجهزة السلطة لقوات الاحتلال الصهيوني في البحث عن المستوطنين الثلاثة الذين أسروا في مدينة الخليل المجاهدة المرابطة، وهاجم آسريهم الأبطال المجاهدين وتوعدهم.
وأمام هذه التصريحات الصادمة فإننا نؤكد على الآتي:
أولاً: إنَّ الجهاد في سبيل الله تعالى ومقاومة المحتل المغتصب لم تكن يوم من الأيام سبباً للدمار والفوضى، بل إن مقاومة العدوان ومجاهدة المغتصبين هي سبب حياة الأمة ورفعتها وعزتها، وقد فرضها الله تعالى على عباده ففيها شرفهم وكرامتهم وعزتهم، والله تعالى لا يأمر عباده إلا بما فيه حياتهم وسعادتهم وفلاحهم، ولكن من حَالَ الله تعالى بينه وبين قلبه تغيب عنه هذه المعاني والمبادئ وقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(24) ﴾ الأنفال /24
ثانياً: كان المفترض على رئيس السلطة أن يدافع عن الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون في زنازين المحتل الصهيوني، وأن يرفض اعتقال العشرات من المجاهدين ورموز المجتمع الفلسطيني الذين استهدفهم السُّعَارُ الصهيوني في اليومين السابقين بدلاً من الدفاع عن المستوطنين المعتدين واعلان الشفقة عليهم والمودة لهم.
ثالثاً: إن عملية أسر المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل هي من أعظم الأعمال الجهادية المطلوبة لتحرير الأسرى من سجون الصهاينة، وهي عملية يفتخر بها جميع الشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء إذ إن تحرير الأسرى يعد من أولويات القضايا التي يأمر بها ديننا ويحملها على عاتقهم المجاهدون الصادقون، وهي تمثل رأس المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
رابعاً: إن معاونة أجهزة السلطة بأمر من رئيسها محمود عباس لقوات الاحتلال في البحث عن الأسرى والتنسيق الأمني الذي يهدف إلى منع اندلاع انتفاضة جديدة كما أعلن بذلك محمود عباس بكل صراحة ووضوح خيانته لله ولرسوله وللمؤمنين، وخيانة لفلسطين وللشهداء وللأسرى.
ونؤكد هنا على الفتوى الصادرة عن هيئة علماء فلسطين في الخارج بتاريخ 19/4/2010م تحت عنوان “حكم العمل بالأجهزة الأمنية الفلسطينية” التي تجرّم التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني ومعاونته بأي شكل من الأشكال إذ ورد فيها ما نصه “فلا يجوز للمسلم أو أي فلسطيني أن يسلم المجاهدين إلى من يذيقهم سوء العذاب كما لا يجوز له الاشتراك مع العدو الصهيوني في اغتيال المناضلين أو المجاهدين ولو بالدلالة عليهم، ويعتبر العمل في هذه الوظيفة حرام شرعاً وخيانة لله ورسوله والعياذ بالله”
وبناءً على ذلك فإننا ندعو رئيس السلطة محمود عباس إلى التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والعودة إلى جادة الحق والصواب والالتحام بأبناء الشعب الفلسطيني وخيارهم في الجهاد والمقاومة.
كما ندعو المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية إلى رفض الأوامر بمساعدة جنود الاحتلال في البحث عن الأسرى أو التنسيق الأمني معهم، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
21/شعبان/1435هـ
19/6/2014م