خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
}ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ){
يقيننا أنه لا عزاء في الشهداء، فهم أكرم الخلق بعد الأنبياء والمرسلين وهم الأصفياء الذين اختارهم الله ليكونوا أهل كرامته ومحل رضوانه، وهم الذين يُذكِّروننا دوماً أن معين الخير لا ينضب أبداً ولا ينبغي له أن ينضب مهما ادلهمت الخطوب وتتابعت الفتن وتاهت بالكثيرين الدروب..
كانت مكرمة عظيمة من الله تعالى منّ بها على الشعب التركي أن اصطفى من أبنائه عشرة أقمار متلألئة في سماء أمتنا ليسطر التاريخ ذلك التلاحم الأخوي الإنساني بتلك الدماء الزكية الطاهرة بين إخوة الدين والعقيدة في تركيا وفلسطين إثر ملحمة من الفداء لا أجمل ولا أروع عندما انطلقت سفينة مافي مرمرة تحمل على متنها أبطالاً أشاوس عزموا على كسر الحصار الظالم المجرم المفروض على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني فأبى قادة الإجرام في الكيان الغاصب إلا أن يظهروا وجههم على السفينة بكل وحشية وهمجية لينشروا الرعب والموت في صفوف الذين أرادوا الحياة للمحاصرين في غزة وأرادوا غسل العار عن إنسانية ارتضت الوقوف موقف المتفرج على جريمة تجويع غزة وحصارها.
فإننا في هيئة فلسطين في الخارج نزف إلى الأمة شهيد فلسطين وتركيا البار “أوغور سويلماز” الذي كان من أبرز المتابعين للملف الفلسطيني، والذي أخذ على عاتقه وعائلته دفع تكاليف جزء من سفينة مرمرة التركية ليجاهد بنفسه وماله اقتداءً بذلك الصحابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ أيُّ الجهادِ أفضلُ ؟ قال : (أن يُعقَرَ جوادُك ، ويُهراقَ دَمُكَ).
وقد ارتقت روحه إلى باريها بعد غيبوبة دامت أربع سنوات أثر اصابته أثناء المواجهات مع قوات الصهاينة على متن سفينة مرمرة.
نسأل الله أن يتقبل الشهيد البطل “أوغور سليمان سويلماز” ويجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم أهله الصبر والسلوان ويجعل دمه ناراً على القتلة المجرمين الظلمة ونوراً لأمتنا ونبراسأ لها في طريق العزة والنصر والتمكين.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
25 رجب 1435هـ
24 مايو 2014م