قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الأحزاب 23
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فإنّنا في هيئة علماء فلسطين ننعى إلى أمتنا الإسلاميّة جمعاء وإلى شعبنا الفلسطينيّ في أماكن وجوده كلّها وإلى أهل العلم في كلّ مكانٍ ببالغ الصبر والاحتساب أستاذنا شيخنا المجاهد المربي شاعر الأقصى
الدّكتور عبد الغني التّميمي
أحد أبرز رموز العلماء العاملين، وأهل الحديث، والدعوة والتربية، أوّل رئيسٍ لهيئة علماء فلسطين وأحد أهمّ مؤسّسيها، والأستاذ بالعديد من الجامعات، وصاحب المؤلّفات والمصنّفات الجليلة النافعة، والأديب الأريب؛ شاعر الأقصى؛ الذي لبّى نداء ربّه تعالى مساء الخميس 13 رمضان 1443ه الموافق 14 نيسان “إبريل” 2022م عن عمرٍ ناهز خمسةً وسبعين عامًا، عقبَ حياة حافلةٍ بالدّعوة إلى الله تعالى وتربية الأجيال والتعليم الشرعي والحياة مع سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلّم والحديث الشّريف تعليمًا وخدمةً بالتّأليف، والعمل الإسلاميّ الدّؤوب، والصّدح بالأدب والشعر الرّفيع، ونصرة قضايا الأمة كلّها وفي الصّدر منها قضيّة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وإنّ هيئة علماء فلسطين إذ تنعى الفقيد الكبير والعالم الجليل فإنّها تعزّي نفسَها وتعزي علماء الأمّة قاطبة بهذا المصاب الجلل، كما تعزّي الأمة الإسلاميّة جمعاء وشعبنا الفلسطينيّ في مختلف أماكن وجوده، وتعزّي أهل شيخنا الرّاحل وأسرته وأبناءه وطلابه وتلاميذه.
وإننا نضرع إلى الله تعالى أن يتقبّل فقيدنا وشيخنا بقبول حسن، وأن يرزقه الفردوس الأعلى في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصّالحين، وأن يربط على قلوب أهله وأحبابه، وأن يعوّض المسلمين بفقده من يحمل الرّاية من بعده، وإنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
13 رمضان 1443ه
14 نيسان “إبريل” 2022م
هيئة علماء فلسطين