قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الأحزاب: 23
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
تنعى هيئة علماء فلسطين إلى أمتنا الإسلاميّة جمعاء وإلى أهل العلم والدّعوة والعاملين لخدمة الإسلام في كلّ مكانٍ ببالغ الصّبر والاحتساب العلّامة
الإمام المجدّد يوسف القرضاوي
إمام العصر وعلاّمة الأمّة ورائد الوسطيّة في العصر الحاضر الذي لبّى نداء ربّه جلّ في علاه في العاصمة القطريّة الدّوحة ظهر اليوم الإثنين 30 صفر 1444ه الموافق 26 أيلول “سبتمبر” 2022م عقبَ حياة حافلةٍ جاوزت ستة وتسعين عامًا أوقفها على نشر العلم والدّعوة إلى الله تعالى وتربية الأجيال، والعمل الإسلاميّ الدّؤوب، ونصرة قضايا الأمة كلّها وفي الصّدر منها قضيّة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك؛ وإنّ الكلمات لتضيق عن تعداد مآثره ومنجزاته ومؤلفاته والمؤسسات التي أسّسها في طريق العلم والدعوة وخدمة الإسلام في كلّ مكان، ففي كلّ مكانٍ من هذا العالم له بصمةٌ لا تخطئها العين وفي كلّ فنٍّ من فنون العلم والدّعوة له قصب السّبق في الإسهام والعطاء.
وإنّ هيئة علماء فلسطين إذ تنعى الفقيد الكبير والإمام الجليل فإنّها تعزّي العلماء والدعاة والعاملين لهذا الدّين جميعًا بهذا المصاب الجلل، وتعزّي أهل شيخنا الرّاحل وأسرته وأبناءه وطلابه وتلاميذه.
وإننا نضرع إلى الله تعالى أن يتقبّل فقيدنا وشيخنا بقبول حسن، وأن يرزقه الفردوس الأعلى في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصّالحين، وأن يربط على قلوب أهله وأحبابه، وأن يعوّض المسلمين بفقده من يحمل الرّاية من بعده، وإنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنا على فراقك يا إمامُ لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هيئة علماء فلسطين
30 صفر 1444هـ
الموافق 26 أيلول “سبتمبر” 2022م