خاص هيئة علماء فلسطين
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فيا علماء أمتنا الإسلاميّة ودعاتها:
إنّكم تتابعون ما فعله إخوانكم المجاهدون على أرض الإسراء والمعراج إذ تبّروا ما علا من الباطل الصّهيونيّ تتبيرًا، وساؤوا وجوه الغاصبين المحتلين وساموهم سوء العذاب وأرغموا أنوفهم في ملحمةٍ عزَّ نظيرها في هذا العصر ممتثلين قول الله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} التوبة: 14
أمَا وقد شفى الله صدوركم أيها العلماء المؤمنون بما فعله إخوانكم وأبناؤكم المجاهدون الصّادقون؛ فإنّ الواجب اليوم هو نصرة هؤلاء الأبطال ونصرة أهلكم من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يمارس الكيان الصّهيونيّ بحقّه أبشع المجازر على مرأى ومسمع العالم كلّه.
إنّ العالم الغربيّ المنافق اليوم يهرول بكلّ طاقته العسكريّة والماديّة والسياسيّة والإعلاميّة لمشاركة الكيان الصّهيونيّ في إجرامه، والمسلمون أولى بذلك بل واجبهم أن يسارعوا لشدّ أزر إخوانهم والانخراط معهم في معركة البطولة والكرامة والشرف، وأنتم يا علماءنا من تُعلِّمون النّاس قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} الأنفال: 73
إنّ أهل غزّة اليوم تستصرخكم أشلاء أطفالهم التي ما تزال تحت الأنقاض المدمّرة، وتناشد ضمائركم الدماء المراقة والقلوب الملهوفة ألا تخذلوها، وترنو إليكم أبصار المجاهدين الذين يذيقون عدونا وعدوكم وبال أمره ويدافعون عن أمنكم وأمن كل بلاد المسلمين.
يا علماءنا الأفاضل:
اليوم يوم الفعال، يوم يتقدم العلماء الصفوف فيضربون للشعوب سيرة العلماء الذين لا يخشون في الله لومة لائم وقد قال الله تعالى فيهم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} الأحزاب: 39
إنّ الأمة كلها اليوم ترقب ما يجري على أرض الإسراء والمعراج، فليكن لكم يا علماءنا قصب السبق في تحريك وقيادة شعوب الأمة في المجالات الآتية:
أولًا: استنفار الشعوب إلى الساحات والميادين، وإلى الحدود مع فلسطين المحتلّة في دول الطّوق، وأن يكون العلماء في مقدمة الاعتصامات والمظاهرات الهادرة نصرةً لأهلنا في فلسطين وتعرية للباطل الصّهيونيّ.
ثانيًا: تحريض الناس جميعاً على البذل والعطاء والجهاد بالمال في سبيل الله تعالى، فالجهاد بالمال اليوم يجب أن يكون صنو الجهاد بالنفس، ولا يجوز التخلف والتأخر عنه، فننتظر من العلماء إطلاق الحملات ودعم الحملات القائمة لبذل المال والجهاد به في سبيل الله تعالى.
ثالثًا: أن تكون نصرة غزة والمجاهدين في فلسطين وفضح الكيان الصهيوني بالحديث المستمر على المنابر والدروس المسجديّة والحضور المكثف في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
رابعًا: قنوت النازلة في الصلوات الخمس وحثّ الناس على القيام والدعاء للمجاهدين على أرض غزة وفلسطين.
ونحيطكم علماً أن إخوانكم في هيئة علماء فلسطين على أتمّ الاستعداد للتعاون معكم في أيّة نقطة من النقاط السابقة وغيرها مما فيه نصرة أهلنا في غزّة العزّة.
هيئة علماء فلسطين
الخميس 27/ربيع الأول/1445هـ
12/أكتوبر تشرين الأول/2023م