خاص هيئة علماء فلسطين

         

قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} النساء: 76

الحمد لله ناصر جنده، وقاصم الظلم وأهله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، النبي المجاهد لرد كيد الفاجرين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الديّن؛ وبعد:

فما زالت سفينة الحقّ تمخر عباب الموج الذي اندفع مع الطوفان المبارك منذ سنة كاملة لترسو على شاطئ النصر المبين بإذن الله تعالى، أرادها المجاهدون أمواج حقّ، مع كنس الباطل وأهله، وتطهير المسرى وغسله من أرجاس محتلّيه وغاصبيه، وأرادها المحتل الصهيونيّ المجرم أمواجًا من دماء أهلنا الصابرين المرابطين الثابتين؛ فكانت الإبادة التي ما تزال مستمرة ومتصاعدة بحق أهلنا الأبرياء، التي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء، كثير منهم ما يزال تحت الأنقاض منذ شهور طويلة، ومئات الآلاف من الجرحى الذين يعانون منع الدواء وانعدام العلاج، ومئات الآلاف من المهجرين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أو في خيام لا ترد حرًا ولا تقي قرًّا ولا تقوم أمام برد وأمطار الشتاء الذي يداهم الأبواب، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة من منازل ومساجد ومستشفيات ومؤسسات وخدمات في تعبير صارخ عن الهمجيّة،

وبموازاة هذه الآلام العظيمة فإنّ ثلة صابرة مصابرة من المجاهدين الأبطال ما تزال تذيق العدو المهانة وتدس أنفه في رغام الذل منذ العبور العظيم في السابع من أكتوبر إلى يومنا هذا مستمرين في جهادهم البطوليّ وهم في أشدّ حصار وأقلّ إمكانيات وأضيق مساحة، فهي سنة كاملة يعيشها أهلنا وشعبنا المرابط الصابر بين الآلام العظيمة والإيلام الشديد محققين أمر الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء: 104

ولقد جرف الطوفان المبارك الشعارات الزائفة التي تتشدق بها المنظومة الغربيّة وتجمّل بها قبحها، وأظهر الحاجة الماسّة للبشريّة للتخلص من هذه المنظومة القائمة على الباطل والإجرام ودعم القتل، كما أظهر حقيقة أن الكيان الصّهيونيّ خطر على البشريّة جمعاء وليس على فلسطين والمسلمين فحسب.

وإنّ هيئة علماء فلسطين مع انقضاء العام الأول على الإبادة الصهيونيّة توجه نداءها إلى أمة المليارين وفي مقدمتهم أهلنا في غزة العزة وفي الضفة الغربيّة المجاهدة وفي أرضنا المحتلة عام 1948م، وهو نداء مضمّخ بالدّم، ومعجون بأنّات المكلومين، ومتسربل بتكبيرات المجاهدين؛ ومصطبغ بأصوات وصرخات الأبرياء تحت الأنقاض؛ فيا أمّة المليارين:

أولًا: نداء الجهاد بالنفس

إنّ أهلكم وإخوانكم في غزة العزة وفي الضفة المجاهدة ولبنان القابض على الجمر يبذلون مهجهم وأرواحهم دفاعًا عن الأمة جمعاء في وجه هذا الكيان الذي يتهددكم في وجودكم وهويتكم وكرامتكم في كلّ بلدانكم وأوطانكم، إنّ إمعان العدو المجرم في عدوانه وتوسيعه إلى لبنان الحبيب لهو دليل على مراد هذا العدو ومطامعه، فليس لهذا العدو من بلادكم أيها المسلمون لا سيما البلاد المحيطة والقريبة من فلسطين صديق ولا عزيز ولا مصون فكلكم مستهدفون ولكن سياسته وحاجته تقوم على تفكيككم وتجزئتكم وتفريقكم، وما تصريح مجرم الحرب نتنياهو الذي قال فيه: “كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم” وقوله: “نعمل بمنهجية على تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله” إلا دليل قاطع على أطماع هذا الكيان المجرم ومنهجيته العدوانية؛ فالواجب الشرعي منذ انطلاق حرب الإبادة بل منذ احتلال أرض الإسراء والمعراج هو نفير الجيوش والشعوب كلها جهادًا بالنفس في سبيل الله تعالى، وإن على الأمة اليوم بجيوشها وشعوبها وجماعاتها واجب الجهاد بالنفس، وهو واجبٌ شرعيّ لردّ الكيان الغاصب والدفاع عن نفسها في مواجهته، وإنّ القعود والتثاقل جريمة يخشى معها سخط الله تعالى واستحقاق الاستبدال؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التوبة: 38 ، 39

ثانيًا: نداء الجهاد بالمال

يا أمتنا النابضة بالحياة: هل يطيب لكم عيش وتهنأ لكم حياة وبناتكم وأخواتكم وأبناؤكم على أرض غزة يسامون الخسف، ويجوّعهم المحتل الصهيونيّ ويشردهم ويدمر كل مقومات الحياة؟!

إنّ الواجب اليوم أن تعمل أمتنا بكل قواها الحيّة لفكّ الحصار الظالم عن أهلنا في غزة ومدّهم بكل أسباب الحياة والصمود والثبات، وإحياء الأنفس، وبناء ما تم تدميره، كما أن عليها أن تجهز المجاهدين وتخلفهم في أهلهم بخير، قال تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} النساء: 95

ثالثًا: نداء الجهاد بالاحتجاج الشعبيّ

يا أمتنا القادرة على كنس الظلم والإجرام: أتطيب نفوسكم أن تُرَى سفارات وقنصليّات الصهاينة والأمريكان وغيرهم من الدول الأوروبيّة المشاركة بالإبادة والعدوان على أهلنا في غزة؟! أترضون أن تستمرّ اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني والإذعان له؟!

إنّ عيون أهلكم في فلسطين عامة وفي غزة خاصة ما تزال ترقب مظاهراتكم الغاضبة التي لا تفتر واعتصاماتكم المستمرة التي لا يجوز أن تخبو، فليكن بدء العام الثاني من استمرار الإبادة عام المظاهرات الغاضبة في الميادين والساحات، والاعتصامات المستمرة حول السفارات الصهيونية الأمريكية حتى اقتلاعها من على صدور بلداننا وأوطاننا، وإنّ اقتلاعها واجب شرعي بكل السبل، ولا يجوز أن تحول دون ذلك حكومة ولا جيش.

وإننا إذ نحيي تضافر شعوب أمتنا على المقاطعة الاقتصادية فإننا ندعو إلى تفعيلها واستمرارها وتصعيدها لتكون عقابًا صارمًا لكل من يتعاون مع المحتل المجرم ويمده بأسباب القوة.

وهنا فإننا ندعو أمتنا كلها إلى أن يكون يوم السابع من أكتوبر 2024م يوم إضراب عالمي وشامل تتوقف فيه حركة الحياة في كلّ المؤسسات إسنادًا لغزة وأهلها وتعرية للباطل الصهيونيّ

رابعًا: نداء الجهاد بالكلمة والموقف

يا رجال المنابر، ويا أصحاب الأقلام الحرّة: إنّ من أعظم الجهاد أن تمتزج دماء الشهداء بمداد الحق وكلمات الحق من أقلامكم وأصواتكم، وإلى علماء أمتنا خاصّة نقول: إنّ هذه الحرب غير الاعتياديّة توجب عليكم أن تكون مواقفكم المؤسسية والفردية غير اعتياديّة أيضًا تقولون الحق ولا تخافون لومة لائم، وأن تكون فتاواكم كبلج الصبح تبيينًا وتأصيلًا لا مواربة فيها ولا مداهنة لسلطان ولا خوف من ذي جاه؛ فالله تعالى حملكم أمانة التبليغ وهو القائل: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} الأحزاب: 39

وإنّنا ندعو أن تكون غزة حاضرة في خطب الجمعة عمومًا، وأن تكون الجمعة القادمة خاصة بدخول السنة الثانية من الإبادة الجماعيّة، وأن يكون قنوت النوازل في الصلوات كلها ضراعة لله تعالى أن ينصر عباده المجاهدين ويرد كيد المجرمين.

كما ندعو أصحاب الكلمة الحرة من إعلاميين وكتّاب ومؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستمرار في فضح جرائم العدو الصهيوني ومساندة المجاهدين في سبيل الله تعالى ودعم الشعب الثابت المصابر المكلوم وتخفيف معاناته المستمرة، وإنّ هذا الفعل لهو من الجهاد الواجب المبرور، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم” أخرجه أبو داود بسند صحيح

خامسًا: نداء الولاء والبراء

يا أمتنا التوّاقة للنصر المبين: إن لم يكن عقد الاتفاقيات التطبيعيّة مع العدو الصهيونيّ والتحالف معه وإمداده بأسباب قوته من الأسلحة أو البضائع أو السماح بمرورها من ديار المسلمين فضلاً عن إسقاط الصواريخ الموجهة إلى الكيان المجرم أيًا كان مصدر إطلاقها مِن الموالاة المحرمة فما هي الموالاة المحرمة لأعداء الله إذن؟!

إنّ التطبيع مع العدو الصهيونيّ والسماح بمرور قوافل الإمداد إليه من الكبائر العظيمة والمنكرات الجسيمة التي يجب على شعوب أمتنا أن تغيّرها بيدها ولسانها، وإن التصدي للدفاع عن هذا الكيان المجرم بإسقاط الصواريخ المتوجهة إليه دون اكتراث بسقوطها على رؤوس أبناء شعوبهم وبيوتهم لهو من الخيانة العظمى لله ورسوله وعامة المسلمين، ومثله تجنيد الألسنة والأقلام المتصهينة لمهاجمة المجاهدين والدفاع عن الكيان الصهيوني وتشجيعه في حربه على أمتنا وشعوبنا.

وإنّ موالاة الحق وأهله المؤمنين توجب مناصرة أهلنا في غزة بكل ما يخطر في بال المرء أنه يمكن أن يكون مناصرة مؤثرة بالفعل أو بالترك،

قال تعالى: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} المائدة: 80

سادسًا: نداء المسرى والمقدسات

يا أمة صاحب الإسراء والمعراج: إن مسرى نبيّكم صلى الله عليه وسلّم أمام تهديد حقيقيّ في وجوده وهويته والسيادة عليه، ومع انطلاق ما يسمى الأعياد اليهوديّة التي تمتد خلال أكثر أيام شهر أكتوبر الحالي فإننا أمام تدنيس ممنهج متصاعد للمسجد الأقصى المبارك إذ يعلن الصهاينة أنهم سيمارسون فيه كل شعائرهم التلمودية من النفخ بالبوق والصلوات الملحمية والقرابين النباتية وغير ذلك، وهذا كلّه ــ يا أمة المليارين ــ إعلان للسيادة الصهيونيّة على مسرى نبيكم صلى الله عليه وسلّم؛ أفترضون بهذا؟!

ومثل الأقصى في انتهاك حرمته المسجد الإبراهيمي في الخليل الذي أغلقه الصهاينة أمام المسلمين لتمكين اليهود من تدنيسه بحرية وراحة تامة، وكذلك مساجد غزة التي عاث فيها الصهاينة تدميرًا وتدنيسًا وتمزيقًا للمصاحف وشتماً للذات الإلهيّة، فماذا أنتم فاعلون؟

إن هذه إهانة لكل مسلم في أمة المليارين فإن لم تنفر اليوم لأجل دينها وعقيدتها ومقدساتها فمتى يكون نفيرها؟!

سابعًا: نداء لبنان الشقيق

يا أمتنا المتوثبة لنصرة الحقّ: إن العدو الصهيوني كما ترون قد وسّع ساحات عدوانه وإجرامه، فها هو اليوم يرتكب المجازر بحق أهلنا في لبنان الشقيق ويدمر المدن والقرى والمخيمات على رؤوس أصحابها ويهجّر مئات الآلاف من الأبرياء، وأمام توسيع العدو الصهيونيّ لحربه الإجراميّة فإنه لن يردع هذا العدو المجرم أو يلجمه إلا مواجهة توسيعه الحرب بتوسيعها عليه في ساحات وبلاد الأمة الإسلامية، كما أن إجرامه بحق أهلنا في لبنان يوجب نصرتهم بوسائل النصرة المختلفة التي ذكرناها في نصرة غزة وفلسطين جهاديًا وماليًا وإعلاميًا وغير ذلك من الوسائل

ثامنًا: نداء الأسرى الأبطال

يا أمتنا الدفاقة بالعزة والكرامة: إنّ أكثر من خمسة عشر ألف أسير يربضون كالأسود خلف قضبان المحتل، ينكل بهم ويذيقهم الآلام لعجزه عن كسر إرادتهم، والعديد منهم قد أعدم في محبسه انتقامًا من إذلال السابع من أكتوبر، وهؤلاء لا يأتي على ذكرهم العالم الذي يتشدق بحقوق الإنسان ويطالب بإطلاق سراح الأسرى الصهاينة الذي أسروا من دباباتهم وثكناتهم وهم مدججون بأسلحتهم بينما لا يأتي أحد منهم بما فيهم دول عربية وإسلاميّة على ذكر أسرانا الأبطال الذين أسر غالبهم من المستشفيات أو على الحواجز أو من منازلهم.

إنّ مناصرة الأسرى بإحياء قضيتهم والعمل على فكاكهم من أوجب الواجبات، وإننا نحيي المجاهدين الأبطال الذين أسروا الجنود الصهاينة لأجل تحقيق حرية أسرانا الأبطال ونشد على أيديهم في مطالبهم بتحرير أسرانا من براثن الاحتلال الصّهيونيّ.

تاسعًا: نداء أحرار العالم

يا أحرار العالم وأصحاب المواقف الحرّة في الغرب والشرق: نحيي مظاهراتكم واعتصاماتكم المستمرة في الجامعات والساحات، التي عرّت الباطل الصهيونيّ وداعميه وأربكت نتنياهو وحكومته المجرمة وندعوكم إلى توسيعها وتحشيدها في الجامعات والساحات وحول السفارات والقنصليات الصهيونيّة للضغط على الأنظمة الغربيّة والمنظمات الدوليّة لتضغط على الكيان الصهيونيّ للجم عدوانه، وإنّ فعلكم هذا انتصار للإنسانية كلها فالصهاينة أعداء للإنسانية وخطر على البشريّة.

هذا نداؤنا لكم يا أمة المليارين، وهو صرخة نذير لمواجهة العدو المنفلت من عقاله ونصرة المكلومين الذين يذودون عن حمى الأمة كلها ويحمون بيضتها بدفاعهم المتقدم؛ فحيّا الله سواعد المجاهدين الأبطال، وحيا الله أهلنا وشعبنا المصابر في غزة العزة، وحيا الله المرابطين على ثغور المجابهة في كل مكان، ورحم الله الشهداء وشفى الجرحى وإنّ النصر مع الصبر، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون

هيئة علماء فلسطين

3 ربيع الثاني 1446هـ

6 أكتوبر 2024م