بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد:

فإنَّني باسم هيئة علماء فلسطين في الخارج بجميع أعضائها وبمن تمثّلهم من عموم علماء فلسطين، وباسم عموم أبناء الشعب الفلسطينيّ، وباسمي شخصيًّا أتوجّه إلى الكويت الشقيق بالشكر والتقدير الكبير على موقفه المتميّز في مجلس الأمن الذي حال دون إصدار قرارٍ يدينُ المقاومة في فلسطين المحتلّة وصواريخها في غزّة بطلبٍ أمريكيّ.

وإنَّنا إذ نشكر الكويت الأصيل أميرًا وعلماء وبرلمانًا وحكومةً وشعبًا؛ فإنَّنا نؤكّد أنَّ هذا هو ما عهدناه على الكويت قيادةً وشعبًا في وقتٍ مبكّرٍ من كفاح الشعب الفلسطينيّ وجهاده في مواجهة العدوّ الصهيونيّ، ودعم الانتفاضة، والوقوف مع الشعب الفلسطيني في مختلف مراحل جهاده، وهذه المواقف المشرّفة عشناها _ومازلنا_ من علماء الكويت الشقيق ودعاته وخطبائه، ومن السياسيين والبرلمانيين، ومن أهل الخير والبذل والعطاء، ومن الإعلاميين والكتّاب والمفكرين، ومن جميع مكونات الشعب الكويتي الشقيق.

وإنَّ هذا الموقف المشرّف يدلُّ بما لا يدع مجالًا للشكّ بأنّ الأمَّة إن أرادَت استطاعت، وإذا قرَّرت فعلَت، وأنَّها تملك مقومات الفعل والتأثير والتغيير والصمود، وهي رسالةٌ واضحةٌ لكلّ من هيمنَ الخوَر على نفوسهم فظنّوا أمريكا إلهًا من دون الله تعالى لا يقوى مخلوقٌ على القول له: لا.

وإنَّنا نطمح إلى أن تحذو الدول الإسلاميّة حذو هذا الموقف في نصرة القضيّة الفلسطينيّة، والذّبّ عن المقاومة وأهلها في المحافل الدوليّة، وتصويب المفاهيم بتسمية العدوّ الصهيونيّ إرهابيًّا وتحميله مسؤولية ما يجري من جرائم لا تحميلَ المقاومة مسؤوليّة ذلك ووصفها بالإرهاب.

” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة:9

د. نواف تكروري

رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج

16/رمضان/1439هـ

31/05/2018م