الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:
فقد صرّح فضيلة الدكتور نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين تعليقاً على الهدنة وتحرير حرائرنا وأسرانا بقوله:
إنّ الهدنة التي حددت مسارها المقاومة وأُرغم الكيان الصهيوني على امتثالها هي بواكير النصر المظفر بإذن الله تعالى، وهي ثمرة من ثمار هذا الجهاد المبرور ومعركة طوفان الأقصى البطوليّة،
وبهذه المناسبة العظيمة التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل ما مر فيها من جهود وثمار وجهاد وتضحيات جسام، ضارعين إلى الله تعالى لمن اختارهم في هذا الطريق أن يجعلهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فإننا نهنئ المجاهدين في سبيل الله تعالى ومقاومتنا الباسلة القابضين على الزناد على هذا الإنجاز الكبير، كما نهنئ الأخوات والأبناء الشباب والأطفال الذين منّ الله عليهم بالفرج، والأسرى والأسيرات الذين حررهم الله بهذا العمل الجهادي المبرور.
إنّها حرية شامخة لا ذليلة بيد المقاومة بفضل الله تعالى ويد المقاومة هي العليا، وكلمتها فوق قول كلام المعتدين والظالمين، فالحمد لله رب العالمين ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتمم ويكلله بالنصر العظيم المبين التام بتبييض السجون والإفراج عن أسرانا جميعاً، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
كما ندعو أبناء أمتنا بهذه المناسبة إلى عدم رفع اليد عن الزناد وإلى البقاء في جاهزية تامة، واستعداد كامل لرفع سوية الأعمال عما مضى عليه الحال من أيام المعركة السابقة فإذا ما عاد هذا العدو إلى جرائمه فإن على شباب هذه الأمة أن يقضوا مضاجع الصهاينة في كل موقع وأن يباروا جهاد أهل غزة بجهاد ميمون، وأن يوازوا فعال أهل الضفة بارك الله فيهم جميعاً، وأن يتحركوا لإرهاق هذا العدو في كل مكان وفي كل موقع حتى يعلم أنه لن يتفرّد بغزة، مع أنه عاجز حتى عن غزة وحدها، وقد بان ذلك ولا يحتاج إلى برهان.
فضيلة الدكتور نواف تكروري
رئيس هيئة علماء فلسطين
11/جمادى الأولى/1445هـ
25/نوفمبر/2023م