خاص هيئة علماء فلسطين

         

الحمد لله القائل: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود:113]، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله» رواه ابن ماجه.

أما بعد:

فقد وقفت هيئة علماء فلسطين على ما تناقلته وسائل الإعلام حول زيارة بعض الأشخاص، الذين يزعمون الانتماء إلى العلم الشرعي والدعوة الإسلامية في أوروبا، لرئيس الكيان الصهيوني الغاصب، وما رافق ذلك من تقديمهم صورة مشينة ومضللة تزعم أن الأمة قد تنازلت عن مقدساتها، وغضت الطرف عن دماء شهدائها، ورضيت بالهوان والارتماء في حضن الاحتلال.

وإننا في هيئة علماء فلسطين نؤكد على الآتي:

أولًا: إن هؤلاء ليسوا من العلماء ولا من الدعاة في شيء؛ فالعالم من يحمل أمانة الدين، ويقف على ثغر الدفاع عن قضايا الأمة، ويصدع بالحق في وجه الطغيان، لا من يبيع دينه ودنياه بثمن بخس، ويزين للمحتل باطله، ويلبس على الناس دينهم.

ثانيًا: إن ما أقدم عليه هؤلاء خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وطعنة في خاصرة قضية الأمة كلها، ونصرة واضحة لكافر ظالم فاجر ومحتلٍّ غاصب.

ثالثًا: إن هؤلاء ليسوا سوى أذرع من أذرع التطبيع، وأبواق مأجورة للعدو الصهيوني، ولا يمثلون علماء الأمة ولا دعاة الحق، وإنما هم دعاة مرتزقة على أبواب جهنم، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمثالهم.

رابعًا: نذكر أبناء أمتنا في كل مكان أن قضية فلسطين أمانة في أعناق العلماء والدعاة وأحرار الأمة، وأن واجب الوقت هو النصرة والمقاطعة والمواجهة لا التذلل والانبطاح، ولا مجال لمجاملة الخائنين والمتزلفين ولو تزيّوا بزي العلماء.

خامسًا: ندعو المؤسسات والهيئات العلمية والشرعية والمجامع الفقهية في العالم الإسلامي إلى بيان موقفها الواضح في شجب هذه الزيارة الآثمة وأمثالها، وفضح هؤلاء الذين لبسوا مسوح العلم والدعوة وهم في الحقيقة أبعد الناس عنها.

وختاماً، نؤكد أن فلسطين ستبقى أرض الإسراء والمعراج، ودماء الشهداء لن تذهب هدراً، والمحتل زائل بإذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

هيئة علماء فلسطين

14 / محرم / 1447 هـ

9 / يوليو / 2025 مـ