خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد:
فقد أقدم الكيان الصهيوني على إعلان حظر الحركة الإسلامية في فلسطين بقيادة الشيخ رائد صلاح وعدَّها كياناً خارجاً عن القانون، وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج أمام هذا القرار الخطير نؤكد على الآتي:
أولاً: إن الكيان الصهيوني هو الخارج عن القانون الإنساني إذ قام وجوده على الاغتصاب والاحتلال والقتل والتهجير والتدمير، مما يوجب على الأمة الإسلامية بل الإنسانية جمعاء التنكّر لوجوده والعمل على إزالته وإلغائه حتى يعود الحق إلى نصابه، قال تعالى: “وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ” البقرة – 191
ثانياً: إنَّ هذا القرار يمثل تعبيراً عن الارتباك الصهيوني والاهتزاز العميق أمام تأثير الحركة الإسلامية وعجزاً عن مواجهة تأثيرها المتنامي والمتزايد في أوساط الشعب الفلسطيني والأمة، ولن يكون هذا القرار الخائب إلا عنواناً لهزيمة جديدة بإذن الله تعالى، إذ إنَّ الحركة الإسلامية في فلسطين هي قبس من شجرة النور المباركة التي زرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما خاب السابقون من اليهود وغيرهم في إطفائها سيخيب بنو صهيون بإذن الله تعالى، وهذا وعد الله تعالى وسنته الماضية، حيث قال تعالى: “يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ” التوبة – 32
ثالثاً: إنَّ هذا القرار الإجرامي يأتي محاولةً فاشلةً لنفخ الروح المعنوية في الشعب الصهيوني المنهار من وقع انتفاضة القدس المباركة، ومحاولة يائسةً لإعادة الاعتبار للجنود والمستوطنين الصهاينة الذين دبَّ في قلوبهم الرعب والفشل من ثلة مؤمنةٍ صابرة من الشباب الذي لم يملك إلا سكاكين المطابخ للدفاع عن الأمة ومقدساتها، فحقّ عليهم قول الله تعالى: “سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان” الأنفال – 12
رابعاً: إنَّ هذا القرار الهزيل يكشف من جديد الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي حاول جاهداً أن يتستر خلف شعارات الديمقراطية ودولة القانون والحريّات، ولكنَّ الباطل يأبى إلا أن يكشف النهج الفرعوني لهذا الكيان القائم على التفريق العنصري وقتل الأبرياء والإفساد في الأرض، قال تعالى: “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ” القصص – 4
خامساً: ندعو الأمة بأطيافها كافة وفي مقدمتها العلماء العاملين إلى حشد المواقف الداعمة للحركة الاسلامية التي غدت في بؤرة الاستهداف الصهيوني السافر بعد دورها العظيم في حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه، وهذا هو الواجب الشرعي الذي تفرضه الأخوّة الإيمانية ويفرضه وجوب مساندة أهل الصدق والحق، وقد قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ” التوبة – 119
سادساً: نحيّي أهلنا الثابتين في فلسطين المحتلة عام 1948م وندعوهم إلى الالتفاف حول الحركة الإسلامية ورئيسها شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح وأن يثبتوا للصهاينة أنَّ أية مواجهة لن تزيدهم إلا تماسكاً وتعاضداً وثباتاً في مواجهة المخططات الصهيونية الإجرامية.
وأخيراً: نحيّي الحركة الإسلامية العملاقة ورئيسها الشيخ رائد صلاح ونبشرهم أن هذا الكيان الهش إلى زوال وإنَّ سُنة الله تعالى وقانونه الأزلي أن العاقبة للمتقين، إذا صبروا وثبتوا ورابطوا، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” آل عمران – 200
هيئة علماء فلسطين في الخارج
7/صفر/1437هـ
19/11/2015م