خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40 )} سورة الحج
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،
فقد تابعت هيئة علماء فلسطين في الخارج جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة العربية والتي بدأت بقمة الرياض التي وصف فيها مدينة القدس بعاصمة اليهود والمقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وانتهت بزيارة الأراضي المحتلة التي تخللها الحضور إلى حائط البراق في مشهد متماهٍ مع المزاعم والطقوس الصهيونية المتعلقة بالحائط.
وإن الهيئة إزاء ما سبق تؤكد على التالي:
أولاً: إن وصف الرئيس ترامب لمدينة القدس بأنها عاصمة دولة الاحتلال ويهودِ العالم وصفٌ يدل على جحودٍ لحقائق التاريخ وتجاهل فاضح لعقائد المسلمين ومشاعرهم، حيث تمثل المدينة قلب الأرض المقدسة التي أورثها الله لعباده المؤمنين، وفيها تقع قبلة المسلمين الأولى ومسجدهم الثاني وثالث أقدس بقاعهم.
ثانياً: إن زيارة الرئيس ترامب للمدينة المقدسة وأداء الطقوس عند حائط البراق لا يغير شيئاً من إسلامية المدينة وإسلامية الحائط فضلاً عن أن يحولها إلى عاصمة لدولة الاحتلال
ثالثاً: إن المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني مشروعةٌ في كل الشرائع والقوانين؛ لأنها قضية حق وقضية عادلة، وهي إنما تجسد مقاومة الحق للباطل ومقاومة المستضعف للظالم وفيها وفي أمثالها من القضايا شرع الله الجهاد، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين}[البقرة:190]
رابعاً: إن المقاومة الفلسطينية تنوب عن الأمة الإسلامية جمعاء في جهاد ومواجهة المشروع الصهيوني لذا تستغرب الهيئة الصمت الذي ساد القمة أثناء حديث الرئيس ترامب والتصفيق بعدها مع وصفه الجائر للمقاومة بالإرهاب، وهو موقف لا يمثل مواقف الشعوب التي نعتز بها
خامساً: إن لحظات الضعف التي تمر بها الأمة الإسلامية بفعل تزاحم مشاريع الهيمنة على العالم الإسلامي وثرواته ومقدراته لن تُسكت الامة الإسلامية عن مواصلة تمسكها بمقدساتها ولن تُسكت المقاومة الراشدة عن مواجهة مشاريع الاحتلال والاستبداد والهيمنة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
26/8/1438هـ
23/5/2017م