خاص هيئة علماء فلسطين
10/8/2024
الحمد لله ناصر المؤمنين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان؛ وبعد:
فإنّ العدو الصهيونيّ الجبان أقدم على ارتكاب مذبحة مروعة جديدة ضمن سلسلة الجرائم المستمرة والإبادة الجماعيّة منذ أكثر من عشرة أشهر بحقّ أهلنا في قطاع غزة.
والمذبحة التي استهدفت اليوم مصلين آمنين في أحد مصليات مراكز الإيواء في مدرسة التابعين في حيّ الدرج مع تكبيرة الإحرام وأوقعت مئات الشهداء والجرحى قد نفذتها جهات ثلاثة هي الجيش الصّهيونيّ الذي ألقى أطنان المتفجرات على المصلين المدنيين، والولايات المتحدة الأمريكيّة والدول الأوروبيّة التي تقف مع العدو الصهيوني في الخندق ذاته في حربه الإجراميّة بحق شعبنا وأمتنا، والتواطؤ والخذلان العربي والإسلامي الذي ترك أهل غزة وحدهم ويواجهون الإبادة وحدهم.
فيا أبناء أمتنا الإسلاميّة؛ ويا علماء الحق ودعاة الإسلام:
إلى متى هذا الهوان وإخوانكم يبادون في بيوت الله تعالى؟! إلى متى هذا الصمت وإخوانكم يقتلون وتتقطع أجسادهم أشلاء ويحرقون أحياء وهم وقوف بين يدي الله تعالى في صلاة الفجر؟!
إن لم تنفر الأمة اليوم وتحشد طاقاتها وتكثف جهودها وتنزل برجالها ونسائها وشبابها وشيبها إلى كلّ الساحات والميادين ولا تغادرها حتى تتحرك هذه الحكومات الصامتة فمتى إذن؟!
وإن لم تقتلع السفارات الصهيونيّة والأمريكيّة والأوروبيّة المشتركة مع العدو الصهيوني من ديار المسلمين اليوم فمتى ينبغي أن تقتلع إذن؟!
ولا تظنوا يا أبناء الإسلام ودعاة الحق أن الأنظمة المطبعة مع العدو الصهيوني ستتحرك فيها نخوتها وتغلق السفارات الصهيونية والأمريكية فهي لن تفعل ذلك إلا بطوفان بشري هادر يكسر قيود الخوف والصمت ويقتلع هذه السفارات رغم أنف المتواطئين والمطبعين؛ فإن لم يهدر طوفانكم اليوم فمتى إذن؟!
إنّ الوقت وقت عمل ووقت نفير وسيسأل كلّ واحد من أبناء أمة الإسلام على قدر مسؤوليّته وتأثيره عمّا فعله لنصرة إخوانه وإيقاف هذه الإبادة الإجراميّة؛ قال تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} التوبة: 41
هيئة علماء فلسطين
6 صفر 1446هـ
10 أغسطس 2024 م