خاص هيئة علماء فلسطين

         

قال تعالى: ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” آل عمران: 173

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ خاتم النبيين وإمام المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن هيئة علماء فلسطين تتابع ببالغ الغضب ما أعلنه الكابينت الصهيوني من قرارٍ إجرامي باحتلال كامل قطاع غزة الصابر المرابط الذي يتعرض لأبشع إبادة مستمرة منذ قرابة عامين وتدمير ما تبقى منه وهو قرارٌ يحمل في طياته الإصرار على الإمعان في الإبادة ويكشف مرة أخرى عن الوجه الاستئصالي الحاقد للمشروع الصهيوني

وإننا في هيئة علماء فلسطين أمام هذا القرار والمشروع الموغل في الإجرام نؤكد الآتي:

أولاً: إن هذا القرار ما كان ليُجرؤ عليه العدو لولا تواطؤ المجتمع الدولي وتقاعس الدول الإسلامية والعربية عن نصرة غزة نصرةً تليق بأمة الإسلام بل تقديم بعض هذه الدول الغطاءَ السياسي، أو الصمت المريب، أو التسليم الضمني للعدو في سيطرته، بما مثَّل خذلانًا ظاهرًا لأهل غزة، وتركًا لهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية وحدهم؛ وهذا التواطؤ والخذلان ستكون عاقبته وخيمة للغاية على الأمة الإسلامية أنظمة وشعوبًا إن لم يتم التدارك والانتقال إلى مربع النصرة.

ثانياً: إن هذا العدوان الصهيوني الشامل يوجب على الأمة جمعاء، شعوباً وحكومات، علماء ودعاة، فصائل ومؤسسات، أن تنهض نهضةً شاملة لنصرة غزة بجميع الوسائل المتاحة والممكنة ومنها:

  • دعم المجاهدين بالسلاح والمال وسائر صور الامداد.
  • كسر الحصار بكل الوسائل الممكنة.
  • تحريك الشارع الإسلامي والعالمي للضغط على الأنظمة الإسلامية والمؤسسات الدولية.
  • فضح جرائم الاحتلال في كل المنابر الإعلامية والسياسية والقضائية.

وهذا واجب شرعي داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”، وهو من فروض الوقت التي يأثم الجميع بالتقصير فيها.

ثالثاً: إن هيئة علماء فلسطين تُصرّح بوضوح أن كل جهة أو كيان أو شخصية تتعاون مع المحتل الصهيوني في احتلاله لغزة، أو تمني نفسها باستلام زمامها من يده، أو يعتمد العدو الصهيوني عليها ويتفق معها على تسليمها قطاع غزة هي في الحكم الشرعي عدو مباشر للمسلمين كعداوة المحتل نفسه، ويجب على الأمة أن تتعامل معها على هذا الأساس، وتدرجها في دائرة العدو الواجب دفعه وقتاله، عملاً بقوله تعالى: “وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ” المائدة: 51

وختاماً: فإننا نوجّه النداء إلى أبناء أمتنا: لا يغرّنكم التهويل ولا ترهبنّكم ترسانة العدو فإن معركة غزة هي معركة الأمة كلها وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا وإن الله ناصرٌ من نصره وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

هيئة علماء فلسطين
15 صفر 1447هــ

الموافق 9 أغسطس 2025 م