خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
”مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” المائدة: 33
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد صُدِمت الهيئة _كما هو حال أبناء الأمّة الإسلاميّة في جميع أنحائها_ من هول الجريمة المروّعة التي ارتكبها متطرّف عنصريّ بحقّ المصلّين في مسجدين من مساجد نيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة.
هذه الجريمة التي راح ضحيّتها ما يقارب خمسين شهيدًا وعشرات الجرحى، وهزّت الضّمائر الحيّة غضبًا وحزنًا.
وإنّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج، إذ نستنكر هذا الفعل الإجراميّ البشع فإنّنا نستنكر أيضًا الصّمت عليه أو محاولات تبريره والازدواجيّة في التّعامل معه مقارنةً بجرائم أخرى وقعت بحقّ غير المسلمين.
كما تؤكّد الهيئة على أنّ خطاب الكراهية المتنامي تجاه الإسلام في دوائر الإعلام والسّياسة الغربيّة هو أحد أهمّ الأسباب التي أفرزت هذه الفعل الإجراميّ؛ ممّا يوجب مواجهة هذا الخطاب بكثيرٍ من الجهد والمبادرات الفاعلة لمواجهته وتجنّب آثاره.
وتؤكّد الهيئة على أنّ السّياسيين من حكّام بعض الدّول الإسلاميّة يتحمّلون المسؤوليّة أيضًا من خلال ما صدر منهم في مواطن عدّة من تحريض على المساجد في الغرب.
وتطالب الهيئة علماء الأمّة بالتّحرّك الفاعل في إظهار الوجه الحقيقيّ للإسلام وحضارته العظيمة في التّعامل مع غير المسلمين، وتحميل مكوّنات المجتمع الإسلاميّ _حكّامًا ومحكومين_ مسؤوليّاتهم تجاه هذه الجريمة المروعة.
كما أن الهيئة تقدر عاليًا مواقف المؤسسات والسياسيين والكتاب وعامّة النّاس الذين رفضوا وأدانوا هذا العمل الوحشي الإجرامي ومرتكبيه واستنكروه وتضامنوا مع الضحايا وعائلاتهم والجاليات المسلمة في موقف إنساني حضاري مشرف.
وتتوجّه الهيئة ببالغ التعزية والمواساة إلى أهالي الشّهداء الأطهار، وتتضرع إلى الله تعالى رجاء الشّفاء للجرحى.
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
9/رجب/1440هـ الموافق 16/3/2019م
