خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد:
فقد تابعت هيئة علماء فلسطين في الخارج التّطوّرات المتصاعدة في الضّفة الغربيّة المحتلّة من عمليّات بطوليّة واغتيالاتٍ صهيونيّة لعدد من المجاهدين المقاومين، واعتداءاتٍ من أجهزة أمن السّلطة الفلسطينيّة على الحرائر في مسيراتٍ سلميّة تضامنيّة مع المقاومة.
وإنّنا في الهيئة أمام هذه التّطورات الكبيرة نؤكّد على الآتي:
أولًا: تحيّي الهيئة أهلنا الأبطال في الضفّة الغربيّة الذين يثبتون يومًا بعد يوم فشل برامج الاحتلال الصّهيوني ومخططاته، وفشل التنسيق الأمني، ويؤكّدون بأنَّ الفلسطينيّ الجديد هو الفلسطينيّ المنحاز إلى المقاومة المحتضن للمجاهدين المدافع عن أرضه ومقدّساته حتّى الرّمق الأخير. قال تعالى: “وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ” الصّافات: 171-173
ثانيًا: تؤكّد الهيئة بأنَّ الشباب المجاهدين الشّهداء منهم والمطاردين الذين أذاقوا العدوّ وبال أمره بعمليّاتٍ فرديّة بطوليّة هم عنوان شعبنا الفلسطيني وهم ممثّلوه الحقيقيّون والمعبّرون الصّادقون عن قراراته وتطلّعاته، فيجب على جميع أبناء شعبنا وفصائله بل على أمتنا كلّها دعمهم وبذلُ الغالي والنفيس من أجل حمايتهم واحتضانهم وإعادة بناء منازلهم وتبنّي عائلاتهم لإفشال كلّ مخطّطات العدوّ الصهيوني في إيقاع الرّهبة في قلوب غيرهم ممن حذو حذوهم. قال تعالى: “لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ” آل عمران: 112-111
ثالثًا: إنّ هذه العمليّات البطوليّة من استهداف الصّهاينة المجرمين وما يعقبها من مطاردةٍ تبيّن هشاشة هذا العدوّ رغم كلّ ما يملكه من إمكانات، ويؤكّد بأنّ الأمّة قادرة على إحداث هزائم حقيقيّة به من خلال دعم الشّعب الفلسطيني ومقاومته وصموده.
قال تعالى: “هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم” محمّد: 38
رابعًا: تتوجّه الهيئة بالتحيّة إلى أهلنا الأبطال الذين آووا المجاهدين والذين هدمت بيوتهم والذين ما زالوا يتحمّلون تبعات المقاومة والجهاد في سبيل الله تعالى فما قالوا ولا استقالوا وما بدّلوا تبديلًا، قال تعالى: ” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” الأنفال: 74
خامسًا: تعدّ الهيئة ما وقع من اعتداءات على حرائر الشّعب الفلسطيني بالضّرب وقمع مسيرات سلميّة داعمة للمقاومة جريمةً كبيرةً بحقّ شعبنا ووطننا، وإنّ الهيئة تؤكّد بأنَّ هذا الانحطاط الأخلاقي والقيمي لا ينبغي أن يمرّ دونَ عقابٍ وفضح، وهنا فإننا ندعو أبناء شعبنا إلى البراءة من هذا الفعل الشنيع، كما ندعو المنتسبين إلى هذه الأجهزة الأمنية بترك العمل فيها. قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ” البروج: 10
والحمد لله رب العالمين
هيئة علماء فلسطين في الخارج
9/ربيع الثاني/1440هـ
17/12/2018م