خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” [المائدة33]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم إلى يوم الدين، وبعد:وبعد:
فقد شهدت كل من إسطنبول والقاهرة ومقديشو وليولا في نيجيريا تفجيرات إرهابية انتحارية وبسيارات مفخّخة أودت بحياة عشرات الضحايا ومئات الجرحى من الأبرياء الآمنين.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذه الجرائم الشنيعة نؤكد على الآتي:
أولاً: تدين الهيئة هذه التفجيرات الإرهابية والأعمال الإجرامية كافة، وتعدها ضرباً من الجريمة المنظمة التي تستهدف أمن المجتمعات الإسلامية، وتسعى لخدمة أهداف أعداء الأمة.
ثانياً: إن التفجيرات التي تستهدف الملاعب والتجمعات الجماهيرية والكنائس ودور العبادة والأسواق يهدف مرتكبوها إلى إلصاقها بالإسلام لتشويه تعاليمه ومعالمه.
وإننا نؤكد أن هذه الأفعال ليست من الإسلام في شيء، بل إن الشريعة الإسلامية تعد القائمين بها والمخططين لها والراضين بها مجرمين يلقون الله تعالى بسخطه، وفي أعناقهم دماء هؤلاء الأبرياء جميعاً الذين عصم الله تعالى دماءهم، قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقلُونَ ” [الأنعام151]
ثالثاً: إن ربط هذه الأفعال الإجرامية بمفهوم الجهاد يُراد منه تشويه هذا المفهوم وشيطنته وربطه بالإجرام خدمةً لأعداء الدين والإنسانية، وإنّما شرع الجهاد في سبيل الله تعالى لرد العدوان ورفع الظلم ونشر العدل والحفاظ على كرامة الإنسان وحياته وأمنه.
وختاماً: نسأل الله أن يربط على قلوب ذوي الضحايا، وأن يخفف مصاب الجرحى، وأن يسبغ الأمن والأمان على بلاد المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
12/ربيع الأول/1438هـ
12/12/2016م