خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
“تلك حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” البقرة 229
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد تلقت هيئة علماء فلسطين في الخارج ببالغ الصدمة والاستنكار الأخبار الواردة عن قرار السيد محمود عباس استملاك وقف إسلامي ثم منحه للكنيسة الروسية في فلسطين، وإننا أمام هذا الإجراء المتجاوز لحدود الشرع والمتجاوز للقضاء الذي لم يبت في النزاع حول أرض الوقف محل القضية لنؤكد على التالي:
أولاً: لا يحق لأي شخص مهما كان منصبه أو صفته الاعتبارية أن يستولي على وقف من أوقاف المسلمين فضلا عن أن يمنحه لغير المسلمين ظلماً وعدواناً، وإن هذه الأوقاف ميراث نبوي وأمانة إسلامية وقد أمرنا الله تعالى بأدائها إلى أهلها قال الله تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” -النساء 58-.
ثانياً: ما قام به السيد محمود عباس انتهاك لحدود الله تعالى واعتداء على أملاك المسلمين العامة التي لا يحق له ولا لسواه أن يتصرف بها وما فعله يعد استفزازاً لمشاعر المسلمين جميعاً في فلسطين كلها بل في العالم الإسلامي أجمع وإننا نحذره من مغبة هذا الظلم وانتهاك حدود الشرع وندعوه إلى التراجع الفوري عن هذه الجريمة المنكرة.
ثالثاً: ندعو الفصائل الفلسطينية كلها إلى إعلان موقف واضح رافض لهذا الإجراء العدواني الذي يعد سابقة تهدد النسيج المجتمعي الفلسطيني الذي قاوم بمسلميه ومسيحييه كل خطط الاحتلال وداعميه بالتفريق بين أبناء البلد الواحد.
رابعاً: تدعو الهيئة القائمين على الكنيسة الأرثوذكسية إلى رد منحة السيد عباس منعاً لأي تأثير على تماسك النسيج الاجتماعي الذي لم يفلح الصهاينة في تمزيقه على مر السنين السابقة.
خامساً: تثمن الهيئة موقف عائلة التميمي في مواجهة القرار وتعلن استجابتها ودعوتها لأبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف مواقع وجوده إلى إعلان يوم السبت القادم يوم الرفض لهذا الإجراء العدواني.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
3/جمادى1/1438هـ الموافق: 31/1/2017م