خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
“يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُم لاَ يَألُونَكُم خَبَالاً وَدٌّوا مَا عَنِتٌّم قَد بَدَتِ البَغضَاء مِن أَفوَاهِهِم وَمَا تُخفِي صُدُورُهُم أَكبَرُ قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ} آل عمران: 118
الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلّا على الظالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد:
فقد طالعنا الرئيس الأمريكي بإعلانه وتهليله للتّوصل لاتفاق على إقامة علاقاتٍ تطبيعيّة كاملة بين الكيان الصّهيونيّ ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذا التّطوّر الخطير نعلن الآتي:
أولاً: إن عقد أية اتفاقية مع العدو الصهيوني تقرّ أو تعترف بحقه في إقامة كيانه المغتصب على أرضنا المباركة أو أيّ جزءٍ منه خيانةٌ لله تعالى ولرسوله ولعامة المسلمين وللمقدّسات ولدماء الشّهداء وتضحياتهم؛ قال تعالى: “يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فإنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” المائدة: 51
ثانيًا: إنّ التّطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يجلب نفعًا ولا أمنًا ولا مصلحةً لأحدٍ من المطبّعين، فضلًا عن أن يجلب نفعًا للقضيّة الفلسطينيّة كما يحاول المطبّعون التّرويج لتطبيعهم، وما هو إلّا المزيد من الوهن والضّعف وفقدان مقوّمات الصمود والوجود، قال تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أن تُصِيبَنَا دائرة ۚ فَعَسَى اللَّهُ أن يأتي بِالْفَتْحِ أو أمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أسَرُّوا فِي أنفُسِهِمْ نَادِمِينَ” المائدة: 52
ثالثًا: تحذّر الهيئة دولة الإمارات العربيّة المتحدة من مغبّة هذه الجريمة عليهم وعلى الأمة كلّها، وتؤكد لهم بأنّ هذا الكيان الصهيوني لن يحميهم ولن يساندهم، بل هو العدو الحقيقيّ لهم في الدّنيا الذي يقعد لهم كلّ مرصدٍ، وفي الآخرة سيكون وبالًا ونكالًا عليهم وخزيًا لهم، قال تعالى: “إن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ وَألْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَن تَنفَعَكُمْ أرْحَامُكُمْ وَلَا أوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” الممتحنة: 2-3
رابعًا: تؤكِّد الهيئة بأن هذه الجريمة تحمّل علماء الأمة ودعاتها مسؤولية مضاعفة في الرّفض المتجدّد للتطبيع، وتدعو الهيئة علماء الأمة جميعًا مؤسساتٍ وأفراداً إلى تحمل مسؤولياتهم في تجريم التطبيع مع الكيان الصّهيوني بأشكاله كافة، ومواجهة هذا الاتفاق التطبيعيّ الخطير.
خامسًا: تستنفرُ الهيئة أبناء الأمة كافّة للمسارعة في إنكار هذا الاتفاق التّطبيعيّ الخطير بكلّ ما يمكنهم من قوّة في التحرّك الجماهيري، والجهد الإعلامي، وتعرية حججه وذرائعه، وبيان مخاطره في الحال والمآل، والضّغط الشّعبي على أصحاب القرار ومراكزه للرجوع عن هذه الخطوات التي تلحق عارًا بالأمة كلّها على مرّ الزمان، وتوكّد بأن هذه الجهود كلّها من الجهاد المبرور في سبيل الله تعالى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بألْسِنَتِكُمْ، وَأنْفُسِكُمْ، وأمْوَالِكُمْ، وأيْدِيكُم”
سادسًا: تحيي الهيئة شعبنا المرابط في أنحاء فلسطين كلها وشعبنا القابض على حقه في منافي الأرض ومخيمات اللجوء، كما تحيّي سائر أبناء أمتنا وأحرار العالم الرّافضين للتطبيع مع هذا الكيان المجرم.
وإن تحرير فلسطين قادم لا محالة، وإن الصبح صبح النصر والتحرير والتمكين وعودة اللاجئين وخزي العملاء وفضح المنافقين يطلّ حثيثًا، أليس الصبح بقريب؟!
هيئة علماء فلسطين في الخارج
24/ذو الحجة/1441هـ
14/8/2020م